مذاق العشق المر بقلم سارة المصرى
فى جديه
شوفى يا سمر انتى بنت عمى وعارفة انا بعزك اد ايه انتى اختى ومفيش اخ بيتجوز اخته ولا ايه
ردت والدموع تلمع بعينيها
حرام عليك يا زين ليه تعمل فيا كدة
تنهد زين في نفاذ صبر
لاحول ولا قوة الا بالله سمر افهمينى هيبقا حرام عليا لو اتجوزتك وظلمتك معايا انتى بكرة ربنا هيكرمك بحد يحبك ويقدرك
انا مش عاوزة غيرك انت يا زين حتى لو هتظلمنى انا راضية بالظلم مادام هبقا معاك
كان لايدرى حقا ماذا يفعل لها هي اخته ولا يمكن ان ينظر اليها الا هكذا فهتف فى قسۏة متعمدة
الموضوع منتهى يا سمر ومش هنفتحه تانى فاهمانى
نظرت له فى خيبة امل وانطلقت تركض من امامه تاركة داخله اسئلة شتى هل كان الأمر سيتغير لو لم تظهر صوفيا فى حياته هل كان رد فعله سيختلف لم يكن يخطط ابدا للزواج عن حب كان سيتزوج زواجا تقليديا بحسابات العقل فقط وربما ترك الأمر برمته لأمه لتبحث له عن الزوجه المناسبة ولكن كل هذه الموازين قد انقلبت فى لحظة فلم يعد العقل وحده كافيا لاقناعه القلب الذى يتحدى المنطق وكأنه يختار الصعاب ليعشقها عاد الى نظرة الحزن فى عينى صوفيا فزادت حيرته وتمنى لو عرف عنها الكثير والكثير وبالفعل فى الصباح كان على مكتب ايلينا يتحجج بمراجعة بعض الملفات أخذ يدور فى الحديث ولا يعرف من أي زاوية ينفذ الى غرضه حتى وجدها فتسلل منها
شعرت ايلينا باهتمامه بصوفيا كما شعرت بميلها اليه وفى نفسها تمنت لو كان كل منهما للاخر فزين بالفعل قادر على انتشال صوفيا مما هى فيه ردت وهى تعرف انه يدور حول السؤال ليس اكثر فعلا
حك ذقنه بسبابته قائلا
شبكت ايلينا اناملها امام وجهها تخبره في حزن
دى حكاية طويلة وتوجع القلب بجد توجع القلب بجد يازين
فى تلك اللحظة كان يوسف يخرج من مكتبه واخر ماسمعه هو عبارة ايلينا الاخيرة ورأى اخاه ينظر لها فى تأثر واضح وتركيز وهو يكاد يلتهم ملامحها بعينيه او هكذا خيل له ليضرب بداخله هذا الاعصار أعاصير ونيران وزلازل وكل الكوارث الطبيعية التى تصيبه حين يراها تحادث اى رجل حتى وهو يوقن انها لاتتجاوز اى حدود مشاعره تصيبه بالدهشة مالذى يتطور بداخله تجاهها ماهذا الشعور السخيف الذى الم به وهو يراها تحادث زين ربما لأنه يرى زين هو الانسب لها او يشك انها تراه كذلك تنحنح حتى لايظهر عليه الانفعال وقال
نهض زين وهو ينظر الى ايلينا يابتسامة زادت من سخط يوسف حين بادلته اياها كأنه قد اتخذ فرمانا بحكر ابتسامتها عليه
لا خلاص شوية ملفات وراجعتها مع ايلينا وماشى بعد اذنكو
تابعه يوسف وهو يزمر شفتيه حتى اختفى لينظر الى ايلينا پغضب لم تعرف مصدره وهو يسألها في غيظ مكتوم
ردت في استنكار واضح
مع مين وقصدك ايه
رد فى تهكم وهو يشير برأسه حيث خرج زين
مع زين وعارفة انا اقصد ايه كويس
نهضت من مقعدها فى ڠضب لتهتف في فى شراسة
انا عمرى ما اتجاوز حدودى مع حد ومسمحلكش بتلميحات من النوع ده
تابع وكأنه لايسمعها
لما هوا عاجبك كدة متجوزتيهوش ليه من الاول بدل ما اتدبس انا فيكى
انا بقول كفاية لحد كدة لما توصل للدرجادى يبقى كل حاجة بينا تنتهى احسن
قالتها وهى تنتظر منه اى رد اى كلمة تدل على تمسكه بها ولو لمرة واحدة
زاد حنقه عليها من تظن نفسها أهو مجرد لعبة بين اصابعها تلهو بها كما تشاء ابتلع ريقه فى ڠضب قائلا وهو يرفع كفه الايمن
على فكرة انا اصلا ملبستش دبلتك لانى عارف من الاول ان المهزلة دى لازم تنتهى
لم تتوقع ابدا ان يكون بهذه القسۏة وقتها علمت أنها تعيش حبه وحدها وهولايبالى بها فكان قرارها التى اتخذته في حينها
رأى صډمتها جلية فى عينيها ودمعة تحجرت كصخرة صلبة فيهما تشتهي بعضا من ضعفها لتتفتت وينحدر حطامها على وجنتيها ولكن كبريائها المعهود يحمي صلابتها ويحفظ قوتها كالمعتاد
طالعته للحظات عاجزة عن الرد أخفض رأسه يتحاشى نظراتها أدرك أخيرا وقاحة ما نطق به
رفعت رأسها في شموخ لتخبره في حسم حررت به نبرتها المخټنقة
فعلا مش لازم تستمر ولازم يكون لها نهاية ودلوقتي
تنهد في عمق وهم أن يعتذر عما تفوه به لولا دخول والده المفاجىء وهو يلهث بشده ووجهه يبدو عليه الاضطراب
يوسف مبتردش على تليفونك ليه
والټفت الى ايلينا في قلق ساده ترقب وهو يقول
عمك سمير تعب شوية ونقلناه المستشفى
احتضنت صوفيا كف ايلينا بين راحتيها وهي تقول فى حنان
اهدى يا ايلينا عمو محمود هيبقى كويس ان شاء الله
التفتت ايلينا فى ألم الى علي الجالس جوارها مطرقا فى حزن معاتبة
تبقا عارف يا علي وما تقوليش
رد علي فى هدوء
دى كانت رغبته يا ايلينا
هتفت فى ضيق
رغبته
اقترب حينها محمود ليربت على كتفها فى رفق مواسيا
ايوة يا ايلينا باباكى مكنش عايزك انتى بالذات تعرفى حاجة عن مرضه
والټفت الى يوسف الذى وقف يستند الى الحائط ليحثه باشارة من عينيه على النطق بأي شىء ولكن ناظريه المعلقين بايلينا لم يلتقطا اشارته بل تابعاها في صمت تؤلمه دموعها الحبيسة ېقتله حزنها وخۏفها فى وجوده كم تمنى لو أزاح صوفيا جانبا واحتواها بين ذراعيه حتى تهدأ كم تمنى لو ضغط كفها بين كفيه يمنحها الأمان والعطف يشعر أنه أحق منهم جميعا بها في تلك اللحظات
يعلم جيدا انها لن تقبل منه اى كلمة بعد ما تفوه به فى الصباح وهو لا يعرف حقا كيف يعتذر كلمات المواساة والاعتذار كلاهما تجمد على لسانه
خرج الطبيب من عند سمير فهرع الجميع اليه ليضع يده فى جيب معطفه ويتحدث بعمليه بحته
الاستاذ سمير حالته متأخرة للاسف الجراحة هيا الحل الوحيد رغم انها فى سنه هتبقى مغامرة بس مفيش اختيار تانى
اقتربت ايلينا وهى تمسح دمعة لم يعطها قلقها على أبيها الرفاهية في محاولة اخفائها
انا هتمسك بأى امل يرجع بابا لينا
رد الطبيب وهو يهز رأسه فى تفهم
الجراحة هتتكلف حوالى 300الف والأمل برضه مش كبير
هنا تدخل يوسف وقد تضايق من لهجة الطبيب المحبطة مادام فيه امل هنتمسك بيه والفلوس مش مشكلة خالص شوف الأنسب ايه واعمله
هز الطبيب رأسه ليستأذن الذهاب فنظرت ايلينا الى يوسف تخبره فى حدة
محدش هيدفع مليم واحد فى علاج بابا
نظر يوسف ومحمود الى بعضهما البعض فواصلت في حسم
انا هبيع الكافيه وبابا عنده رصيد كويس فى البنك ولو وصلت هبيع البيت كمان بس مح
قاطعها محمود وهو يقطب جبينه فى استنكار
ايه يا ايلينا الكلام الفارغ ده عايزة تبيعى اللى وراكي واللى قدامك واحنا لزمتنا ايه
واصل يوسف الحديث غير مكترث بما قالته
سيبك منها يا بابا انا هجهز الفلوس وهتابع كل حاجة بنفسى
هنا قطبت ايلينا حاجبيها وهتفت فى ڠضب
انت بتتكلم بصفتك ايه انت بالذات مش هقبل منك حاجة احنا نهينا كل حاجة بينا خلاص نسيت ولا ايه
وزع محمود نظراته بينهما ليسأل في حذر
نهيتو ايه ايه الكلام الفاضى ده هوا شغل عيال ولا ايه بتتصرفو من دماغكو ملكوش كبير اسمعو بقا مجرد ما سمير ما يفوق هيتكتب كتابكو وده بناء على رغبته
التفتت له ايلينا فى تمعن لتتبين صدق ما قاله اهذه خطة جديدة ام ماذا فليكن الأمر ما يكن لقد اكتفت منه وانتهى الأمر
حضرتك بتقول ايه
هدأمحمود من نبرته واقترب ليمسك بكتفيها فى رفق هامسا
حبيتى باباكى عاوز يطمن عليكى وهوا ده اللى حصل صدقينى وهتتأكدى بنفسك اول ما يفوق ان شاء الله
الفصل العاشر
نظرت الى يوسف وتذكرت كلامه الچارح صباحا ورفضه المتكرر لها مرة بعد اخرى واتهامها بالتساهل مع أخيه ألجمت انتفاضة كرامتها مشاعرها هذه المرة وانفردت بالقرار فاختنق صوتها وهي تضع النهاية غير قابلة بحلول أخرى مطلقا
لا ياعمى اسفة مش هفرض وجودى على حد تانى اتفاقنا لحد هنا وانتهى
والټفت اليه ترمقه بنظرة عاتبه لتذهب من أمامه
دوى صدى كلمتها في اذنيه اتفاق !!! أي اتفاق دارت كل الأحداث الماضية في رأسه لتتلاحم مع جملتها الأخيرة متأهبة أن تعطه اجابة صريحة على سؤال طالما طرحه عليها ورفضت اعطاءه ولو توضيح الټفت الى ابيه ينهي حيرته
اتفاق ايه اللى بتتكلم عنه
زفر محمود فى ضيق يسأله بدوره
انت فعلا قولتلها انها مفروضه عليك
ازدرد يوسف لعابه ليقاوم ألمه وهو يتذكر ما أخبرها به صباحا فأشاح بوجهه في توتر ففهم محمود ان ولده قد قال ما هو أبشع فتنهد ليخفى ضيقه ويخبره في لوم
بص يا يوسف ايلينا الف مين يتمناها واذا كنت فاكر ان احنا فرضناها عليك فالعكس هوا اللى حصل
نظر له يوسف فى حيرة لم يتركه
أبوه غارقا فيها طويلا ليقص له كل شىء من البداية فلم يصدق ما سمعه وهتف فى صدمة
ده الاتفاق اللى تقصدوه يعنى كانت عاوزة تتجوزني عشان كدة بس دخلت معاكو فى لعبه لعبتوها سوا عشان كدة
رمقه محمود فى صرامة
البت مكدبتش عليك فى حاجة يا يوسف اتقدمتلك للشغل عادى وانت وافقت وانت بنفسك بعد كدة اللى خلتها مديرة لمكتبك
تنهد حينها وهو يتذكر أن هذا ما حدث بالفعل نظر اليها وقد وقفت تنظر الى ابيها من خلال النافذة الزجاجية للعناية المركزة نظرة لم يفهم محمود محتواها اهى نظرة ڠضب ام غيظ ام حب ام كل هذه المشاعر امتزجت فى تلك النظرة التى يراها فى عينى ولده للمرة الاولى تابعها فى حيرة حيرة من نفسه قبل كل شىء ولكن لا لن يتركها تنهى لعبتها متى شاءت وبقواعدها هي
ربما