مذاق العشق المر بقلم سارة المصرى
رأسها بابتسامة متعبة وقالت
يوسف انا قربت اخلص اهو بس فيه حاجات كتير محتاجة امضتك عليها
نظر اليها للحظات في حزن عقد لسانه عن نطق حرف فأطرق برأسه في عجز لتشعر بأن هناك خطب ما نهضت من مكتبها وسألته فى حذر
يوسف مالك حصل ايه
انتفض قلبها ليضرب صدرها في قوة وهو يشيح بوجهه عنها وضعت يدها على على صدرها تقاوم ألم انقباضه فالأمر يبدو انه يخص صحة ابيها التمعت الدموع فى عينيها وهى تقترب منه أكثر قائلة فى تلعثم وشفتاها ترتجف فى خوف
وصاحت به وهي على وشك الاڼهيار
يوسف رد عليا بقا
أمسكت بذراعه في توسل وهي تكرر سؤالها فرفع نظره اليها والمته نظرة الهلع والخۏف والضياع فى عينيها فلم يشعر بنفسه تماما وهو يحتويها بين ذراعيه كأنه يحميها من قسۏة الحقيقة ويخفيها عن مرارة واقعها وأدركت هي كل شىء فبقيت جامدة وهى تتمتم فى صدمة
وسالت دموعها ليشعر بها يوسف تبلل قميصه لتحرقه تماما وهو يراها للمرة الأولى زاد من ضمته لها وهي تهمس فى اڼهيار
بابا ماټ يا يوسف بابا ماټ
مسح على رأسها فى حنان قائلا بنبرة متهدجة
انتى ايمانك قوى يا ايلينا ادعيله حبيبتى
نطقها بصدق وباحساس عاشق يتعذب من اجل محبوبته نطقها دون ان يشعر أنه قالها نطقها دون أن يفكر كيف خرجت بتلك السهولة نطقها من أعماقه حين اعترف ألمه من أجلها بالحقيقة ولسوء حظه لم تشعر بها أبدا لم تشعر بأنها انتزعت اعترافا صريحا منه ألم فقدان الأب والصديق كان كافيا لعزلها عن العالم بأسره كافيا عن عدم ادراكها أنها بين ذراعيه تتلقى منه حنانا لم تعهده مطلقا أغمضت عينيها فى ألم وهي ترفع رأسها من على صدره هامسة بايمان تحاول به مقاومة اڼهيارها
اخذت ترددها وهو يمسك بكتفيها ويشعر بارتجافها حتى خفتت حركتها فجأة لتسقط فجأة بين ذراعيه مغشيا عليها ليهتف فى ذعر ايلينا
تكفل محمود وابنائه بډفن سمير واقامة العزاء له فى الوقت الذى كانت ايلينا فيه تحاول التماسك قدر المستطاع هى واخيها وتعينها على ذلك صوفيا وسميرة وايتن
تركها مع زين التى نظرت اليه وسألته في تردد
تشرب ايه زين
مش عاوز اتعبك
شبكت اناملها قائلة
يبقى قهوة مظبوطة انا بشوفك على طول بت وتوقفت عن استرسالها وهي تحك رأسها فى خجل لقد اخبرته ببلاهة انها تهتم بأدق التفاصيل به فتنحنح هو ليخفى سعادته قائلا
خلاص يبقى قهوة مظبوط
راقبها وهي تدلف الى المطبخ وتلتفت اليه فى توتر لقد كاد ان يخبرها حين وقعت عيناه عليها منذ لحظات الأسود يليق بك يا جميلة ولكن لا ليس الاسود فحسب بل كل الوان الدنيا كأنها خلقت من اجلك كأنك من تعطينها رونقها وبريقها وتميزها بريئة كالاطفال وعيناك تلك اه منها لم أعرف من قبل عينين بصفائهما أبدا حدائق الجنة ورياضها يعيشها من ترمقينه فقط بنظرة منهما
عجبك رسمي
تنهد زين وهو يهز رأسه بالايجاب وقال في احباط لاحظته صوفيا على الفور
حلو اوي فنانة بجد
وأعاد اليها دفترها وهو يتساءل في نفسه هل لم تكن هي بالفعل لا ربما امتلكت دفترا غيره
قالت صوفيا فى خبث وقد أدركت ما يفكر فيه
شكله معجبكش وبتجامل وشك باين عليه انه متضايق
ارتشف زين من القهوة أمامه ليزدردها عوضا عن ريقه الذى كاد ان يجف من فرط التوتر والاحباط
أبدا اصل وهز رأسه وهو يتمتم
الظاهر اني كنت فاهم غلط
رسمت صوفيا البلاهة على وجهها وقالت
بتقول حاجة زين !!
تنهد في عمق قائلا
متاخديش فى بالك
دلف يوسف الى غرفة ايلينا فوجدها تقف بجوار النافذة وهى تحمل بيدها صورة لأبيها وتتأمل الدنيا في شرود شعور بالضياع يراه فى عينيها ويمقت ان تشعر به فى وجوده لم يخفي ألمه وهو يراها على هذا الضعف الذى لم يعهدها عليه التفتت له وابتسمت فى شحوب وقبل أن تمد اناملها لتمسح دموعها كانت أنامله هى الأسرع تلك المرة فمسح دموعها بابهاميه وتأملها للحظات وهو يضع كفيها فى كفيه قبل أن يأخذها لتجلس على أريكة قريبة ويأخذ الصورة منها ليضعها على المنضدة المقابلة ركع على ركبتيه أمامها قائلا
ايلينا اتكلمى معايا قولى اى حاجة
ازداد بكائها وهى تقول بصوت تمزقه الدموع
اقول ايه انا خلاص اتيتمت ومبقاش ليا حد بابا مكنش مجرد أب وبس بابا كان صديق وصاحب عمره فى مرة ما خذلني عمره مازعقلي ولا زعلني فى يوم حتى وأنا غلطانة اتعلمت منه كل حاجة حلوة لما كنت بقع فى مشكلة كنت عارفة انى آخر اليوم هرجع الاقيه وأعيط فى حضنه لحد ما ارتاح انا مؤمنة بقضاء ربنا بس انا انسانة ومۏت بابا كسرني
مد ابهاميه ليمسح دموعها ويحتوى وجهها بين كفيه قائلا
وأنا روحت فين كلنا روحنا فين انا جنبك ايلينا ومش هسيبك ابدا
وأخفض رأسه وهو يحفز نفسه بقوة هيا خذها بين ذراعيك الان واخبرها بالحقيقة وكفى مراوغه أخبرها انك تحبها كما لم تحب أنثى من قبل تحبها !!!! أجل أنت تحبها وهذا هو أدق مسمى لكل ما مررت به معها معها تألمت
معها شعرت بالغيرة
معها عشت كل المتناقضات
معها
عرفت الحب لأول مرة
أنت أنت تحبها يا يوسف
تلك المخلوقة
تلك الأنثى
ليست أي أنثى
انها التي نبض خافقك بحبها
أنت تحبها تحبها تحبها
وهي تستحق لن تخذلك
هيا كن شجاعا وواجه مشاعرك
خذ بيدها الى جنتك وعلمها العشق بمبادئك انت
رفع رأسه من جديد وحين هم أن ينطق سمع صوت جلبة فى الخارج فنظر اليها فى استفهام لتهز رأسها فى حيرة وهي تخرج معه لترى ماذا هناك وحين خرجت تفاجئت بفؤاد ابن عمها وهو يقول فى سخرية
الله الله يا ست هانم خارج من أوضة نومك كمان ابوكي ماټ من هنا وانتى قلبتهالى مفروش !!!!
الفصل الحادى عشر والثاني عشر
تراجع فؤاد من ألم اللكمة ووضع يده عليها يتحسسها قائلا فى وقاحة
اتجوزتيه يا ايلينا ....اتجوزتي وانتى عارفة انى بحبك وعاوزك ...ماشي مسيرك فى يوم تكونى ليا وبكرة تشوفي
لم يحتمل يوسف نظراته ولا كلماته لها أكثر فعاد يكيل له اللكمات الموجعة مجددا ولولا تدخل زين لفقد الرجل حياته على يدي يوسف الذي يفوقه فى البنيان والقوة تابعت ايلينا مايحدث في هلع وتحررت من صډمتها سريعا وهي تصرخ بيوسف أن يتوقف حتى لا يفتك به .. بينما تابعت صوفيا ما يحدث بتلذذ غريب فقد رأت بعينيها ان يوسف يغار على ايلينا پجنون يشي ببساطة عن حجم ما يحمله لها من مشاعر ...والأحمق مثلها تماما ينكر كل شىء ..
تنهد يوسف مغمضا عينيه للحظات حين سمع صرخات ايلينا لتنحرف قبضته الى تلابيب فؤاد ويوقفه أمامه هاتفا في ټهديد لا يقبل المزح تماما
لو فكرت بس تعدي من شارع هيا بتعدي منه قسما بالله ما اخلي الدبان الأزرق يعرفلك طريق جرة ..واسأل عليا كويس هتعرف أن يوسف البدرى مبيهوش
وجره ليدفعه خارج المنزل ويصفق الباب خلفه فى عڼف ..
الټفت لينظر الى ايلينا مجددا ليلمح علامات الذعر لازالت تكسو ملامحها ..اقترب خطوة ليضمها اليه فأوقفته نظرات صوفيا وزين المسلطة عليه في منتصف الطريق فلازال اعتقاده السخيف ان الحب ضعف لايجب اظهاره يلازمه ..تنهد طويلا قبل أن يبدل النظر بين الفتاتين ويقول فى حسم
كدة الموضوع زاد عن حده ...انتو هتيجو تعيشو معانا ايلينا
همت ان تعترض فأوقفها بكفه
انتي وصوفيا وعلي هتقعدو فى الأوضتين اللي في الجنينة برة... دول دايما كنا بنستقبل فيهم الضيوف وميقلوش أبدا عن القصر فى حاجة
هزت رأسها فى إرهاق وأخبرته بنبرة متعبة
لا يا يوسف أنا مش هقدر ا..
قاطعها فى ضيق
بلاش تعاندي وخلاص لو كان الحيوان ده جه وانا مش موجود فكرتى ايه اللى ممكن يحصل ...يا ستي اعتبرى نفسك قاعدة فى فندق
وقبل أن تعترض مجددا لحقتها صوفيا هذه المرة
معاك حق يوسف ابن عمها زودها أوي ..اتفضلو انتو دلوقتي وأنا وهي هنجهز كل حاجة وهنستنى علي يرجع من مدرسته ونكون جاهزين على آخر النهار
نظرت لها ايلينا فى غيظ فرمقتها الأخرى فى رجاء حتى لا تعترض فنظر يوسف الى صوفيا بابتسامة ممتنة قائلا خلاص هسيبكو دلوقتي تجهزو نفسكو على ما أرجع تاني
رمقته ايلينا وهو يخرج بابتسامتها الحزينة وقبل أن يلحق به زين نادته صوفيا
زين استنى
نظر يوسف الى أخيه وإلى صوفيا طويلا قبل أن يتنهد في عمق ليذهب ...رمقتهما ايلينا بدورها قبل أن تدخل الى غرفتها دون أن تعلق وحين سمعت صوفيا صوت اغلاقها للباب أخرجت ورقة مطوية من جيبها ودستها فى كفه وهي تهمس في نعومة
انت مفهمتش غلط ابدا يا زين
فتح الورقة ليجد الصورة التى كان يبحث عنها فابتسم وهو يطالعها تخفض رأسها عابثة في سنابل ذهبها في خجل ...دس الورقة في جيب سترته وهو يهمس
شكرا يا صوفيا ..
..
نظراتها...
اهتمامها البريء به ..
لم يحتمل تلك النظرة أبدا وهو الغارق فى رياض عينيها حتى قمة رأسه ...تنهد محاولا الحفاظ على هدوئه وهو يتراجع قائلا
شكرا بجد
هذه المرة لم يعرف هل يشكرها على نظرتها تلك
أم على جعله يعيش لحظات جنون لا تعوض وهو غارق في رقتها وبرائتها وجمالها ...
على النقيض في كل شىء تمناه فى زوجته...
هي أبعد ما يكون عن الصورة التى ظل يرسمها عقله لفتاة احلامه ...
استجاب الكيان بأسره لصورة أخرى ...صورة لحورية جميلة أشبه بحلم مر على الخاطر في لحظة حنين ثم مضى غير عابىء بمن زرع في قلوبهم الأمل بوصاله..
وقفت سميرة فى شرفة غرفتها تتنفس في عمق لحظات وشعرت بخطوات محمود خلفها تأملها قليلا قبل أن يتقدم ليستند