ميراث الندم بقلم امل نصر
ان ما كنش الكبير هو اللي يعس على واحدة أرملة وغلبانة زي دي ويشوف حجها هي وولدها اليتيم من هيعس
همت لتفتح فاهاها للجدال ولكن روح اوقفت الكلام بحلقها معقبة
المهم في دا كله بجى انتي سمعتي كل الحكاوي دي منين أكيد من صاحبتك مرة اخوها احسنلك تكفي ع الخبر مجور للكلام يوصل لغازي وساعتها صاحبتك هي اللي بيتها هينخرب عزب شديد يعني لا يمكن هيرضى لمرته نجل الكلام.
في ستين داهية هو انا اللي جولتلها تتصل وتبلعني لازم اتكلم مع غازي لازم يلم نفسه من أولها وميدخلهاش في حاجة للبت دي.
خرج صوت فاطمة هذه المرة بحسم تفحمها
طب اعمليها يا فتنة بس بعدها ما تجيش تشتكي لما يروحك على بيت ابوكي جوزك ملوش في الاخد والرد يا بت دا بيجطع على طول وانتي حرة بعد كدة.
صړخت بها واقدامها تتحرك مغادرة من أمامهما تقطع الطريق بخطوات مسرعة نحو طابقها تسحب شياطينها معها.
ظلت انظار روح متابعة لها تمصمص شفتيها باستياء معقبة
الله يهديكي يا فتنة انا مش فاهمة هي پتكره البنية ليه بس يعني كل ده عشان رفضت اخوها
وكان رد فاطمة زفرة ساخنة وصمت مهيب.
في منتصف الليل
كلما اعاد برأسه ردود أفعالها وتعمد الهروب بأنظارها عنه اثناء حديثه مع والدتها والذي استمر لفترة من الوقت وكأنها فتاة في عمر المراهقة تخجل منه
يعلم بالرهبة التي تتملكها في حضورهومع ذلك يراوده الأمل كثيرا أن يقل هذا الشعور مع اعتيادها عليه حتى وهذه المعضلات الكثيرة تقف عقبات امام ما يتمناه لكنه لن يمل المحاولة ولن يهدأ حتى تصبح في ظل جناحه وتحت رعايته .
انتبه فجأة مجفلا لهذه العيون التي تحدق به في قلب الظلام الذي يغطي الغرفة ليعتدل على الفور بجذعه يشعل ضوء المصباح المجاور له متمتما
تحفزت بوقفتها لترد على قوله باستنكار
عفاريت! ليه ان شاء الله دا انا بياض لون بشرتي ينور في الضلمة انت بس اللي كنت سرحان.
اومأ برأسه يوافق قولها
انا فعلا كنت سرحان عايزة ايه يا اللي بتنوري في الضلمة
وانا هعوز ايه يعني في الدنيا الليالي انا بس انشغلت عليك لما اتأخرت الساعة داخلة على اتنين كل ده كنت فين يا غازي
مال برأسه أمامها يرمقها بتفحص لكشف اغوارها بقوله
وانتي من امتى بتسألي حتى ولا تحسي برجعتي في الليالي ثم ايه اللي مسهرك لحد دلوك مش كل يوم بتبقى مخمودة في الوجت ده
اجفلها بفظاظته وهذا التهكم القوي منه لتعترض معبرة عن استيائها
خبر ايه ما تخلي بالك من كلامك افرض يعني بتلاجيني نايمة ما انا تعبانة ومهدودة من مراعية العيال والخدمة في البيت انا مش عارفة والله كل دا عشان بسألك اتأخرت ليه عشان جلجلت عليك يا غازي.
لا يصدق قولها ولا يصدق هذا الاهتمام المفاجئ منها ولكن لا بأس رد يجاريها حتى يأتي منها بالمزيد
كنت مع شباب العيلة يا فتنة أكيد يعني عارفة المندرة اللي بنجعد فيها اطمنتي يا ستي.
هزت برأسها امامها تظهر اقتناعا لم يصدقه حتى وضح مقصدها خلف تحقيقها بقولها بعد ذلك
كويس خالص اصل انا كنت سمعت
من اخويا عيد انه شافك دخلت عند بيت عمي هريدي على اول الليل مش بعادة يعني
لاحت على زاويتي فمه ابتسامة ساخرة يردد خلفها بتشكيك
عيد برضوا هو اللي جالك...... يا ستي ع العموم هو مكدبش انا فعلا روحت لبيت عمي هريدي عشان نادية....
قالها وتوقف برهة لتبرق عينيها بتلفظه للإسم مجردا وكأنه يقصد قبل أن يتابع موضحا
صاحبتك اللي جوزها ماټ جريب عندها مشاكل مع اهله وهي جات على بيت ابوها زمجانة.
واحنا مالنا
صدرت منها بحدة تتابع بانفعال تغذى مع مرور الساعات الماضية لټنفجر به غير قادرة على كبحه
واحدة اتجوزت من برا عيلتها تبجى تتحمل هي نتيجة اختيارها اهم مطلعوش ولاد اصول وحسب ما باين كدة يبجى مشوها من بيتها جبل حتى ما تكمل عدتها يبجى شيلتها وتشيلها ما هي اللي جابته لنفسها.
ضاقت عينيه يطالع رد فعلها بتمعن شديد وقد اثار انتباهه هذا اللهجة العدائية منها حتى خرج صوته اخيرا بتساؤل افحمها
فتنة انت متأكدة انها كانت صاحبتك
ابتلعت تراجع نفسها حتى لا تثير ارتيابه وجاء ردها بتبرير
ايوة امال ايه هي فعلا كانت صاحبتي جبل ما تكسر جلب اخويا وتبدي عليه ولد فايز السكري طب اهم بهدولها بعد مۏته بذمتك دي لو كانت في العيلة كان حصل دا كله معاها
لم تعجبه الإجابة كما أنه لم يقتنع ليعقب بحدة امرا لها
يعني انت كل اللي فيه ده بسبب اخوكي طباسمعي بجى ومن الاخر ادخل في موضوعها ولا مدخلش في كل الأحوال يا فتنة حجة اخوكي دي تبطليها خالص لانها شيء ما يخصناش وخليكي في حالك عشان مجلبش عليكي.
ابتلعت الباقي من كلماتها مجبرة وقد اغلق عليها حتى طريق المحايلة ليضيف بصيحته
وجومي نامي.
على الفور نهضت لترمي نفسها على الفراش مزعنة لأمره منهية نقاش بلا فائدة معه وتوقف هو يراقبها بملامح مشتدة بعد أن عكرت مزاجه ببث سمومها ثم تذكيره بالمتربص الأقرب الان ناجي وما يحمله من تعلق بفاتنته كان ينقصه مشكلة أخرى.
زفر بسخط يتمتم داعيا عليها بعد ان اخرجته من عالمه الوردي الناعم لواقعه البائس معها
إلهي تحلمي بكابوس يكتم على نفسك يا بعيدة زي جليتي راحتي وعكرتي مزاجي.
في اليوم التالي .
وقد تأخرت عن النزول إلى الطابق الأرضي واختلاطها والحديث معهم كالعادة مما جعل هويدا تصعد إليها لتستطلع ما بها وتسألها بفضول
خبر ايه يا سليمة لا انتي ولا مرة ولدك ظاهرين من امبارح ايه الحكاية ليكون الواد تعبان
اجابتها الأخيرة ببساطة وهي ترتشف من فنجان قهوتها التي اعدته منذ قليل
مشت
مشت
جلست لتتابع سائلة لها باندهاش
وامتى لحجت تطلع دا احنا صاحين من طلعة الشمس وما لمحڼا حتى اترها يعدي علينا.
ردت سليمة بكل هدوء
دا كان امبارح ع الساعة تمانية كدة في ادان العشا لمت خلجاتها هي وولدها وحطتهم في شنطة صغيرة ومشت.
تسرب الشك لقلب هويدا لتردف سؤالها بتوجس
انا ليه كلامك مش مريحني يا سليمة ما توضحي جصدك ايه مرة ولدك حطت هدومها في الشنطة لاجل ما تريح اعصابها في بيت ابوها يعني
على نفس الوتيرة تابعت
لاه يا هويدا هي خلاص اعتبريها راحت مكانها على كدة في بيت ابوها يعني اخرها تاجي عندنا زيارة وخلاص أنا نبهت عليها بكدة.
اعتلى الڠضب معالم الاخيرة لتردد خلفها باستهجان
انتي اللي نبهتي عليها بكدة يا سليمة انا مش قولتلك من الاول ان كلامك مش مريحيني ما تجيبي اللي في بطنك واتكلمي على طول انتي اساسا مبتعرفيش تخبي.
تلقت سليمة الدعوة لتفصح عن استيائها هذه المرة دون مواربة
وماله يا ست هويدا اطلع اللي في بطني واجول ع اللي فيها ولا فاكراني هسكت لما اعرف
انكم مضيجين ع البيت وبتضغطوا عليها عشان تتجوز واحد من عيالكم وانا جتت ولدي لسة مبردتش وكل اللي عليكم انكم عايزين تحافظوا ع حج المرحوم وتنزعوا الوصية عن ابوه طب تجدروا تجولولي هتعمولها كيف دي وانتو ولا واحد فيكم ينفع للوصاية ولا عشان هي صغيرة ومش فاهمة
على صوت هويدا في الرد بدفاعية بانفعال يقارب الھجوم
لا يا سليمة هي مش عيلة صغيرة دا انتي اللي عجلك اصغر منها بوظتي كل اللي بنعمله في دجيجة مع ان كله عشان خاطرك المسألة معجدة واحنا عارفين ان محدش هينفع يتولى مسؤلية الوصاية غيرك بعد ما نخلي فايز يمضي ع التنازل
ود ولدك هيبجى في ومرته لما تتجوز واحد من عيالنا هتضمني ان عمره ما هيبعد عنك دا غير ان هيبجى في حماية يعني محدش هيجدر يجرب منيكم لا فايز ولا غيره فهمتي بجى يا ناصحة.
ذوت سليمة ما بين حاجبيها وارتسمت شبه ابتسامة ساخرة لتسألها بتريث وافكار عاصفة تموج برأسها
ودي كنتوا هتعملوها ازاي يا هويدا هو فايز عيل صغير عشان يمضي على حاجة زي دي لأ ويتنازل كدة بسهولة ولا انتوا دماغكم فيها
ايه بالظبط
خرجت الأخيرة بحدة لم تؤثر في الأخيرة لتجيبها بتصميم
ملكيش دعوة باللي كنا هنعمله دا راجل سكري ورجله بتروح ع الخمارات والغرز اكتر ما بتروح على بيته ولا عايزانا نستنى لما يجي هو وبت التنح وعيالهم يبرطعوا في بيت ابونا ويطردونا احنا أصحاب البيت.
ومض عقل سليمة واتسعت حدقتيها بإدراك متأخر لتهتف معارضة
انتي عارفة زين ان اخوكي دماغه شديدة ولا الف كاس خمرا يأثر فيه عشان يمضي وهو مغيب ودا ملوش تفسير غير في حاجة واحدة بس هي ان حاطين في راسكم تجبروه وطبعا دي مش صعبة عليكم عشان ولدك وواد اختك الاتنين يد واحدة لكن لاه يا هويدا انا لا يمكن ارضي بكدة ولا هجبل الوصاية على واد ولدي بحاجة عفشة زي دي.
صاحت بها هويدا وقد غلبها الانفعال لتخرج عن طورها الطبيعي الهادئ
عنك ما جبلتي واستني بجى يا اختي لما ياجي هو والغندورة عشان تطلع البلا الازرج على جتتك تكيدك وتذل فيكي مش عاجبك ان احنا بنفكر في مصلحتك يبجى تتحملي يا بت الناس
زمت شفتيها تكظم ڠضبها عن رد غير لائق وضغطت بصعوبة حتى خرج ردها بتحكم شديد
هتحمل يا هويدا زي ما اتحملت كتير جبل سابج ولا عمري شكيت ولا هشتكي عشان انا سيبت عوضي على ربنا وحتى لو مجاش العوض كفاية عليا اضمن سلامة واد الغالي وبعده عن ڼار الكره اللي والعة جوا البيت ده بورث الندامة.
نهضت هويدا لتطلق صوت ساخر من فمها مرددة
ودي ضمنتيها منين ان شاء الله طول ما في ورث البيت مفيش ضمان لسلام ولا أمان.
قالتها وانسحبت مغادرة تاركة سليمة تغمض عينيها بتعب وهذا الحبل الذي التف حول عنقها يزيدها احهادا وبؤس رغم أنه صمم في ألاصل من اجل النجاة وحفظ الحقوق
لتتضرع للخالق بوجل
يارب احفظ الباجي من ريحة ولدي احفظ واد ولدي وامه.
في منزل الدهشان
وقد استيقظ باكرا كعادته هبط من الطابق الثاني وعينيه