السبت 30 نوفمبر 2024

ميراث الندم بقلم امل نصر

انت في الصفحة 43 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز


تظهره امامها عديمة الرحمة والانسانية
انا أشرف منه ومن مية من عينته واه يا فتنة اخوكي مش عاجبني ولا حتى ارضى البسه جزمة في رجلي.
بابتسامة مستخفة ساخرة ردت تواصل بمكرها
والله يعني اخويا بجلاله جدره مش عاجبك! امال مين اللي يعجبك يا نادية جوزي مثلا
لقد بالغت في إھانتها بالغت في الضغط عليها حتى خرج ردها بكرامة جريحة تمنع به سيل دموع الضغف أمامها

جوزك مين يا ام جوز جوزك ده كبير عيلته ولا كبير البلد ولا كبير المحافظة كلها هيجي ايه في جوزي الله يرحمه..... ولا ربعه حتى.
توقفت فجأة على ابتسامة منتشية متشفية من الأخرى بنظرة اجبرتها على النظر للخلف وكانت الصاعقة حينما وجدته أمامها مباشرة وقد بدا من ملامح وجهه المنغلقة والمتجمهة انه سمع جملتها الأخيرة بكل وضوح.
.... يتبع
الفصل السابع عشر
يعتريه الڠضب! لا بل هي الخيبة خيبة الأمل التي حطت على قلب تعلق بحلم قديم وقد شعر انه على وشك الاقتراب من تحقيقه حتى نسج من خيوط أوهامه بيتا كبيت العنكبوت علق بداخله الأماني وزينه حتى ظن انه الحقيقة ولكن ومع أول اختبار بسيط لقوته سقط تمزقه الرياح حتى طار في الهواء ولم يعد له وجود لينزل من سماء عالمه الوردي بصڤعة مدوية تلقاها ليفيق على واقعه البائس مضيفا عليه چرح بكرامته.
ولكن هو يستحق!
هو من سمح لنفسه أن يندفع خلف رغبته القوية لم يتريث أو يأخذ فرصة للتفكير في طبيعة الانسانة التي بنى عليها مبتغاه ونسي انها لا تعرفه من الأساس هي امرأة متمسكة بأطلال زوجها المحظوظ الراحل وهو البائس الذي يعيش على ظهر الدنيا وقد كتبت عليه التعاسة الأبدية هذا ما علمه الان وتأكد منه.
ارتفعت رأسه فجأة بعد ان شعر بوجودها مصدر البؤس والتي قد تكون السبب الرئيسي في كرهه لصنف النساء واقفة أمامه بهيئة تدعي براءة هي أبعد الناس عنها لا والأدهى هذا الحزن المصطنع الذي يعلو قسماتها الان وكأنها باتت تشعر كباقي البشر!
عايزة ايه يا فتنة ايه اللي طلعك من البيت دلوك
سألها بجفاء متحاملا على غضبه المتعاظم فاقتربت حتى جلست جواره على الاريكة اسفل عرش الكرم الممتلئ على آخره بطرح الثمار لترد بصوت ضعيف تدعي الأسى
عايزاك انت يا غازي الدنيا ليلت وانت جاعد في الطل هنا على كنبتك لا انت داخل البيت تريح وتاكل لجمة ولا حتى فاكر في البنات اللي عمالين بيسألوا عنك طب مش خاېف لا يطلعلك ديب من وسط عرايش العنب هنا
ضيق عينيه يرمقها بابتسامة ساخرة كاشفة ليرد بكلمات مقصودة
لا مټخافيش عليا من أي ديب انا كفيل بيه مشكلتي بس مع الحيايا يا فتنة الحيايا اللي لافة حواليا لا انا جادر أكسرها ولا جادر ابعدها عني متكتف بحبال منعاني عنها حبال من دمي لو جطعتها يبجى هجطع من روحي.
وصلها مغزى كلماته فخرج صوتها بمسكنة ولوم
عارفة انك بتلجح عليا من انا مش غبية عشان مفهمش ان انت تجصد بنتتك بالحبال اللي من دمك ربنا يسامحك يا غازي بتطلعني انا حيا بعد ما شوفت وسمعت بنفسك عديمة الزوج ناكرة المعروف وهي بتغلط وتجل منك.
اخرسي يا فتنة. 
هتف بها ليطبق على مرفقها معنفا پغضب
لو في حد جل مني ولا غلط صح يبجى انتي ما هي
مش معجول وحدة هتعيب وتغلط فيا من الباب للطاج ولا يكونش مفكراني غبي ومش فاهم الاعيبك
نزعت ذراعها عنه لتنطلق پبكاء وملظلومية لا تليق بها
تاني يا غازي بتجيب على مرتك اللوم حتى في دي كمان اعملك ايه عشان تصدجني كلكم شايفينها ملاك وانا بس اللي عارفة بطبعها العفش من ايام ما كنا بنتة صغيرين ولسة بنتعلم كسرت جلب اخويا اللي هو واد عمها لاجل عيون ولد الدهشوري اللي كان ساكن في العمارة اللي جصاد المدرسة بشكله الحلو يشاغل البنتة ويا عالم بجى اختارها هي من دون البجية ليه
زادت ملامحه مقتا لها ولتلمحياتها الخبيثة وبرغم اشتعال رأسه بالظنون بسبب ما تتلفظ به الا انها تثبت له دائما يوما بعد يوم كم هي امرأة سيئة وهي الان لا تتورع حتى عن الخوض في الأعراض أو القڈف في الراحلين تنتظر فقط منه اشارة تحميها من ثورته لعلمها بطبعه الشديد في رفضه لهذا الأمور ولكنها نصيبه وأم بناته فلا مهرب منها وقد ثبت له بالدليل القاطع كم هو شقي لاضطراره تحملها
امسكي لسانك يا فتنة عشان مجلبش عليكي وبلاش تكرهيني فيكي .
أكرهك فيا وه لدرجادي يا غازي.
رددت بها من خلفه پصدمة غير مستوعبة ان نطق بها ولكنه عاد مؤكدا لها هذه المرة بنصح
أيوة يا فتنة عشان انا جيبت اخري منك حاولي تصلحي من نفسك يا بت الناس عشان المركب بينا تمشي وافتكري بناتك البنتة اللي ربطانا انا وانتي ببعض ركزي اهتمامك بيهم وسيبي البشر في حالهم بجى......
هم أن يكمل باقي نصائحه ولكن قاطعه صوت الهاتف بهذه النغمة المخصصة لشقيقته والتي رد عليها على الفور امام ڠضب زوجته التي تلجمت بصعوبة عن الانفجار به غير متقبلة لتغيره دفة الحديث ليقلب الأمر عليها 
ويزيد من ڠضبها الان بأن انتفض فجأة مرددا عبر الهاتف
بتجولي ايه عايزة تمشي!
بدمع لم يجف واصلت لململة متعلقاتها ومتعلقات صغيرها في انتظار وصول شقيقها بعد ان أخبرته عبر الهاتف برغبتها الملحة في العودة للمنزل وبدون أي اسباب غير قابلة للنقاش او الجدال حتى والدتها اضطرت راضخة لها في الاخير بعد ان يأست من اقناعها عن العدول في قرارها المفاجئ هذا.
فلم يتبقى لها سوى روح التي كانت ما زالت تواصل لأقناعها حتى لجأت لشقيقها في غفلة منها عله يغلب عدله على غضبه في اثناءها عن هذا الأمر رغم تأكدها من سلامة موقفها وما تفوهت به حتى وان اخطأت فلم يكن الا رد طبيعي

على كلمات زوجة أخيها السامة
بس انا متأكدة ان اخويا لو عرف بالكلام من أوله لا يمكن هيفوتها دي من غير ما يأدب مرته واخوها الكلب ناجي
صدر اعتراضها وهي تستقيم بجسدها عن تنظيم الحقيبة
وانا جولت لاه يا روح هنجعد نعيد ونزيد في الكلام للصبح وبرضو هجولك لاه الله يرضى عنك متخلنيش اندم اني جوتلك .
ټندمي معايا انا كمان لا يا نادية الغلط كله منها هي اللي تستاهل العقاپ مينفعش تتساب كدة وربي المعبود اخويا مظلوم معاها.
عادت لما تفعله تلهي نفسها عن التفكير في عبارتها لكن سرعان ما وجدت الرد يخرج منها
والله ربنا يعينه ويعرف يعدلهالو ويهديها مع اني اشك دا طبعها من واحنا في المدرسة مع بعض ياما حصلت مشاكل بسببها خصوصا......
خصوصا إيه
رددت من خلفها بالسؤال حينما وجدتها قطعت فجأة وقد كانت على وشك ان تخطأ وتفصح عما يراودها من شكوك وذلك بتذكرها لبعض الاحداث التي تلت خطبتها من زوجها الراحل داخل المدرسة التي جمعتهما سابقا بافتعال المشاكل لها وفي اجتماعات العائلة وتنمرها الدائم بالتفنن في مضايقتها وتذكيرها بالمستوى المتدنى عنهم بزواجها من خارج العائلة هي ليست بغبية حتى لا تعلم بالسبب الأساسي لكره فتنة لها وقد رأت بعيناها قديما وسمعت من بعض الصديقات المشتركات بينهن عن الإعجاب الشديد منها نحو الراحل حتى انها كانت تخبرهم بملئ فمها انه سيتزوجها هي لأنها الأجمل ولأنها تستحق رجل بوسامته.
عادت روح لتعيد السؤال بصيغة أخرى وكأنها تعلم بجانب من الأمر
سرحتي في ايه يا نادية لدرجادي المواضيع اللي ما بينكم كبيرة انا ملاحظة من زمان انها دايما مستجصداكي
معرفش ليه
رسمت ابتسامة عادية لم تبلغ سوى مط شفتها بصورة بسيطة ثم ردت بكذب لا تجيده
عادي يعني أكيد عشان موضوع اخوها سيبك منها دي انسانة ربنا يشفيها من السواد اللي جواها.
رغم علمها بانها تكذب لكنها فضلت الا تلح عليها وظلت صامتة حتى وصلهما صوت نداء السيدة جليلة من خارج الغرفة
نادية تعالي كلمي واد عمك الكبير غازي.
يا مري.
صدرت منها لاطمة بكفها على وجنتها تردد بحرج
ودا ايه اللي جابه ده انا كنت عايزة امشي من سكات من غير ما حد يحس بيا......
توقفت فجأة ترمق الأخرى بنظرة يملؤها الشك تسألها
انتي اللي بلغتيه يا روح.... صح
نفت لها بكذب مكشوف
ويعني هكون بلغتوا امتى يعني ما انا جاعدة معاكي 
بجالي ساعات اها.
لم تضغط بالالحاح عليها فعقلها كانت مشتتا بحيرة ما بين الرفض في الخروج له وما بين مقابلته بهامة مرفوعة تخبره بالرغبة في الذهاب وبدون تفسير لأسباب كما فعلت مع والدتها وشقيقها وليظن بعقله ما يشاء يكفيها النظرة الغريبة التي رمقها بها وقت ما سمع حديثها السيء عنه لقد رأت في عيناه ما أوجعها وجعلها تشعر بحجم الجرم الذي ارتكبته في حقه بعدما وقف معها واغدق عليها برعايته لها ولإبنها كيف لها ان تضع عينيها بخاصتيه وقد رحمها هو بكرم اخلاقه حينما ذهب من امامهما بدون ان يتفوه مستفسرا ولو بحرف واحد أما الان فلماذا اتى هي تريد الذهاب والهروب بخزيها منه.
يا نااادية...
سمعت بالنداء مرة أخرى لتعقب بحنق على فعل والدتها
شايفة المرة بتنده من برا من غير حتى ما تتحرك وتاجي هنا هو انا ناجصة كسوف ولا احراج بعد الخيبة اللي انا فيها دي
نهضت روح تخاطبها مشددة عليها في مؤازة منها
سيبك من الكسوف ولا الاحراج تعالي وانا هجف معاكي هنحاول نألف اي كدبة لو جاب سيرة الكلام اللي سمعه.
اقتربت تجذبها من ذراعها لتسحبها معها ولكن الأخرى تمسكت قدميها بالأرض بتردد صريح تخبرها
هطلع معاكي بانه وش احط عيني في عينه ازاي بس بعد الغلط اللي غلطته فيه انا بتمنى الأرض تنشج وتبلعني ولا ان حتى اعدي في الشارع اللي هو معدي فيه.
تبسمت روح لها بإشفاق لتواصل جذبها بالتحفيز والمزاح
متحطيش عينك في عينه يا ستي وبصي في الأرض وسيبي الباجي على العبد لله ليكي عليا اشغل خيالي الواسع واخترعلك قصة انا مش هسيبك واصل
سيبونا لوحدنا انتو الاتنين.
كانت اول جملة منه بادرهم بها الحديث بعدما دلفا اليه وبأمر صريح نحو والدتها وشقيقته التي تمسكت بها بهلع حتى لا تتحرك وتتركها وحدها معه تذكرها بعيناها بحديثهما في الداخل عن اختلاق القصص فصدر اعتراض روح بتلثعم وقد فاجأها هي الأخرى بطلبه
اا انا بجول اجعد معاكم...... ما انا مش غريبة يعني... ولا حتى الست ام عزب ما هو أصل.......
رووح. 
هتف يقطع استرسالها وبنظرة مسيطرة أومأ لها بطرف ذقنه لتنهض على غير إرادتها مزعنة لأمره تاركة الأخرى والاتفاق المبرم بينهما في مواجهة صريحة معه وقد نهضت والدتها هي الأخرى على الفور متحججة بعمل مشروب ساخن له
طب انا هعملك كوباية شاي. 
ظلت انظار روح معلقة بهذه المسكينة التي ظلت تناظرها باستجداء لتعود اليها وقدميها تتحرك نحو
 

42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 82 صفحات