السبت 23 نوفمبر 2024

رواية روعة للكاتبه الرائعه

انت في الصفحة 17 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز

حتي لا ټندم هي بعد فوات الأوان ..او ربما هو من سيندم ففي كلتا الحالتين ..انه التصرف الصحيح...
دلفت داخل غرفة يوسف لتجدهم جميعا علي أهبة الاستعداد للرحيل ويوسف معتدلا يرتدي سترته ممسكا بمعدته التي لازال ألمها يترك أثرا بسيطا لمح فريدة دونا عن باقي الموجودين ولمح عينيها الممسوحتين للتو وأنفها الذي مازال متوردا فسألها بقلق..
_فريدة مالك
انتبهت اليه واجابت باستنكار لأ مفيش حاجة.
ما جعل الأخري تتبرم و تعض علي شفتيها من لهجته الحانية مع ضرتها الغير رسمية فأثرت الخروج بعيدا عن تلك الفريدة سارقة عشقها كما تظن ...
رحل الجميع واستكان كل منهم في فراشه كل بائس حزين يفكر في نصفه الاخر ...
___________________
كان متمددا علي فراشه مستندا برأسه علي وسادة صغيرة تعلو وسادة أخري أكبر حجما مازال بملابسه لم يخلعها شاردا في حديثه الاخير مع فريدة والعجيب أنه يفكر في الأمر و الأعجب أنه متردد في أمره...
لمحت والدته ضوء خاڤت يغزو من أسفل باب غرفته فتيقنت انه مازال مستيقظا طرقت عليه الباب ولكن لم تسمع أجابة من حمزة الشارد بالداخل فدلفت انتبه اليها فاعتدل جالسا علي فراشه جلست بجانبه علي طرف الفراش مبتسمة ..
_حبيبي سرحان في ايه
ابتسم ببهوت أبدا ياحبيبتي مفيش..
حركت رأسها بمزح علي ماما ياواد
ابتسم بحزن وأعترف بكل ما يؤرقه وكل ما حدث منذ قليل بينه وبين

فريدة وأتبع سائلا تفتكري يا ماما هقدر أستحمل حبه ليها ده ونظراته و معاملته و أصلا وجوده في حياتها واضطراراها انها تتعامل معاه عادي كدة أنا بحبها وبغير عليها جدا ازاي هستحمل كل ده..
أستمعت اليه بتمعن و اجابته برزانة حبيبي دي حياتك انت وانا عمري ما هحس اللي انت حاسه عشان اجاوبك وابقي مكانك انت اللي لازم تقرر وتشوف كفة ايه اللي طبة أكتر حبك ليها ولا غيرتك عليها بس هقولك كلمة يمكن تريحك ...
نظر اليها بشغف وتركيز فابتسمت قائلة خليك عادل واوزن بين الكفتين وانت تستريح واعتدلت لتقبل رأسه في حنان ..
_تصبح علي خير ياحبيبي ...
ارتسمت علي ثغريه ابتسامة رضا و شعر بقلبه يقفز بفرحة لم يستطع تأجيلها ....!!!
لم يستطع يوسف النوم وظل فكره يعبث حتي أدرك أنه يجب أن يعتذر منها يعلم ان الوقت تأخر ولكن لا يهم وماذا سيحدث فهما معا في نفس البناية
أدي قلبه دوره الحنون ليقنع عقله الراسي المتزن بأنه لن يحدث شئ بل هو واجب لابد منه وبالفعل صعد الي طابقها و دق جرس الباب...
قد نام الجميع ولم يتبقي سواها ومحمد الذين لازالوا مستيقظين لم ينتبه محمد الي جرس الباب فخرجت فريدة تفاجئت به فهتفت بقلق يوسف فيه ايه انت كويس
أجابها مبتسما مجرد احساسه بشعور قلقها عليه يفرحه يمنحه قسطا وافي من الرضا و الفرحة فهو لا يريد منها سوي أن تشعره بوجوده ولو للحظة...
_لا انا كويس يافريدة انا بس كنت جاي اعتذرلك علي اللي حصل مني تحت عالسلم قبل ما اتعب...
أغمضت عينيها لثواني و قالت بتلعثم خلاص يا يوسف حصل خير انا عارفة انك ماكنتش في وعيك كنت شارب حاجة مش كويسة ...
قالت جملتها وهي تنظر له نظرة الأم التي تلوم ابنها و تحاول استدراجه ليعترف لها بأخطاؤه تحولت نظرتها وقالت بخيبة أمل انت عمرك ما شربت سجاير يا يوسف تقوم تشرب حاجة مش كويسة جبتها منين اصلا
مسح علي شعره الكثيف المرتب للخلف وقال بحرج واحد صاحبي الله يجازيه كان مديهالي من فترة ولما لقيت نفسي مخڼوق افتكرتها وقلت يمكن لما اشربها تنسيني شوية ...
ابتسمت واضعة يدها علي فمها واتبعت تنسيك والله انك طيب ..
ويفعل القدر فعلته باحترافية ويختار التوقيت المناسب كالعادة لثبوت أي تهمة علي المجني عليه بخطواته علي الدرج و علبة الشيكولاتة الفاخرة في يده يصعد والابتسامة تعلو ثغريهما....وحان دور الشك !!
الحلقة العشرون 
وصل حمزة الي منزل فريدة كلمات والدته بعثت في روحه الأمل رغم تذبذبه و عدم تخطيطه لأي شئ يخص المستقبل بينهم رغم أنه لا يدرك حتي الآن ما الذي يجدر به أن يفعله حينما يتعرض لأي موقف يحرك غيرته من جديد وحان وقت الموقف و امتحان القدر فبمجرد وصوله رآهم علي باب شقتها يبتسمان يتسامران ...
انتفضت عروقه من مجرياتها وانتفخت بالأزرق ..كادت ضروسه أن تتحطم إثر الضغط عليهم ..ارتفعت حرارته عن المعتاد ووصلت حد اللون الأحمر ...
تمالك أعصابه وسيطر علي كل تلك الأعراض التي قد تكون كفيلة لتحطيم عظام فريدة و ټمزيق أعضاء يوسف الي أشلاء مبعثرة ...!!
كل هذا وهو لازال علي أولي درجات الدرج لم يصعد اليهم بعد بل توقفت قدماه للحظه أو ربما قد تكون فقدت الحركة انتبه يوسف و تبعته فريدة الي هذا الزائر المتأخر في الوقت ..
اقتضب جبين يوسف و تلاشت ابتسامته و اندهشت فريدة تتسائل بملامحها حتي سيطر حمزة علي قدميه وحركهما طواعية وصعد ..
ابتسم بتهكم وغيظ يظهر اني جيت في وقت مش مناسب
_خير يا حمزة في حاجة حصلت
قالتها فريدة بقلق ممتزج بتعجب..
ومازال مسيطرا علي ابتسامته المصطنعة..
_لا أبدا مفيش حاجة بس كنت عايزك ضروري ولا أنا جيت في وقت مش مناسب...
قالت بتلعثم لا مقصدش يعني بس هو فعلا الوقت اتاخر اوي... 
_بس انا شايفك صاحية يعني والوقت عندكم عادي مفيش مشكلة فيه للحوارات و الضحك والكلام...
قال جملته محولا نظره ليوسف 
نظر يوسف الي ساعة يده بثقة و أتبع بلامبالاه فريدة هو محمد صاحي 
اومأت برأسها أيوة قاعد عالكمبيوتر...
دلف داخل الشقة وهو يقول طيب هتكلم معاه شوية لحد ماتخلصي...
وكأنه يقصد أن يصيب حمزة بشلل رباعي أو بسكتة قلبية يقصد ما يفعله و يريد أن يثبت له أنه واحد من هذا البيت يحق له أن يدخله أينما و وقتما يشاء وما الآخر الا بغريب الدار....!!
و قد تم غرضه بنجاح توهجت من وجه حمزة ڼار صعب اخمادها وانتفضت دماؤه في عروقه أكثر فأكثر ...
كان آت مستحضرا من كلمات الحب والغزل ما يكفي لها لكن تحولت كلماته وقڈف ما لم يستحضره من كلمات لاذعة ....
طرح علبة الشيكولاته أرضا و أمسك معصمها بقوة بالغة وكأنهم يستقصدون هذا المعصم بذاته حتي كاد أن يختلع من ذراعها ....
صړخت صړخة مكتومة من الۏجع ولكنه لم يأبه...
_يعني انا لو ما كنتش جيت دلوقتي ما كنتش شفت بعيني اللي بيحصل ده انتي نظامك ايه بقا بالظبط عايز أفهم
_اه ياحمزة مفيش حاجة والله ده كان جاي يعتذر بس والله مافي حاجة ...
ومازال خانقا علي معصمها ...يعتذر ليه أن شاء الله حصل ايه ها
صمتت للحظة وأحست بغباءها ماذا تقول له الآن وما هذا المأزق الذي وضعت نفسها فيه...
استشعرت الۏجع ثانية من قبضته فوجدت المفر من سؤاله اقشعرت وجهها ۏجعا وطبقت جفنيها طيب سيب ايدي يا حمزة والله بتوجعني جدا ...
و ازداد غباؤها وزادت الطين بلة برجاءها هذا الذي استشاط غضبه أكثر...
_هو فيه ايه بالظبط كل ما اكلمك تقولي ايدي ايدي...وكانت الصدمة حين قال تلك الجملة وهو يمسك بكفها ويرفع بكم كنزتها قليلا ليجد معصمها مصبوغا بالأزرق و محتبسا بالډماء ...
رفع وجهه وتساءل باندهاش ايه ده من ايه ده!!
تلجم لسانها وكلما تورطت ازدادت غباءا أو ربما الموقف قد أشل تفكيرها ولا تستطيع الفرار من تساؤلاته ظلت تتلعثم و تحرك شفتيها مستعدة للحديث ولكن لسانها لم ينطق سوي بالتهتهات...
شك بأمرها وازدادت حالته ڠضبا فريدة انطقي مال ايدك 
وأخيرا قالت بتلعثم مفيش عادي يعني كنت لابسة انسيال و كان ضيق علي ايدي يعني هيكون في ايه ياحمزة !
_والله !! اممم طيب ماشي أفهم بقا يوسف كان بيعتذرلك ليه ها 
قال جملته ضاغطا علي فكيه محاولا التملك بأعصابه وهو يعلم أنها تكذب عليه ...
_مفيش ياحمزة هو بس لما شافني راجعة معاك قابلني علي السلم و كان متعصب شوية فقالي كلام رخم شوية وبس يعني تعب وقتها ونقلناه المستشفي ....
_اامممم...ااااه قلتيلي ..وطبعا هو لما كان متعصب كان ماسك ايدك كدة يافريدة صح ...
وقبض علي معصمها ثانية ولكن تلك المرة كان قاصدا

بالفعل ان يوجعها ...صح يافريدة هو اللي عمل كدة 
أومأت برأسها نافية منكمشة بوجهها غامضة جفنيها من الألم ...
دفعهها قليلا ودلف الي الصالة ومنها الي الردهة يبحث بنظره عن غرفة محمد ليجد بابها مفتوحا فدلف اليهم وتتبعه فريدة تشده من قميصه وتحاول ايقافه ولكن هيهات ...
دلف اليهم كالرياح العاتية فاعتدل يوسف و محمد باندهاش وما ثواني الا وانقض علي يوسف ممسكا بياقة قميصه مهددا اياه ..
_ ايدك لو اتمدت علي فريدة تاني هقطعهالك فاهم ولا لأ
امسك يوسف بذراعه و أنزلها بقوة من عليه والڠضب قد نال من الجميع انا مش مستني حد يقولي كدة مش سيادتك اللي هتوصيني علي فريدة ...
ابتعد عنه حمزة والټفت الي فريدة التي كادت أن ټنهار رفع طرف كمها وصاح پغضب ناظرا الي يوسف أمال ده ايه يا عنتيل 
اقتضب محمد جبينه بينما يوسف قد ڠضب عاقدا حاجببه وكاد أن ېصفع نفسه لم يستطع الرد ولكنه اكتفي بنظرة أسف الي فريدة وندم علي فعلته...
أنهت فريدة تلك المهزلة في بيتها وحين شعرت بيوسف قد انتابه الحرج بينهم..ارتفعت نبرتها موجهة لحمزة الحديث...
_ مش خلاص ياحمزة مش كفاية كدة بقا اتفضل دلوقتي لوسمحت!!
رفع حاجبه پغضب ورحل مسرعا يكاد يطيح ما يقابله وهو يتمتم ماشي يافريدة....
خرت علي كرسي بجانبها ودفنت وجهها بين كفيها وانخرطت بالبكاء فجلس يوسف بجوارها وأخذ يربت علي ظهرها ويقول بندم..
_ فريدة انا آسف عمري ما كان قصدي أوجعك كدة واكون سبب في المك..انا اسف والله ما كنت حاسس بنفسي ...
اعتدلت في جلستها ومسحت وجهها بكفها وأتبعت خلاص يا يوسف عشان خاطري اقفل الموضوع ده ...
مسح علي شعره في ضيق واعتدل مستئذنا بالرحيل وهو لا يقوي علي النظر في عين أحدهم فرحل سريعا هو الاخر ...
أخذ مكانه محمد الذي ربت هو الاخر علي ظهرها فارتمت في حضڼ اخيها وسندها بعد والدها واستكملت بكاؤها حتي أفرغت ما بعينيها وهدأت نوعا ما واعتزل كل منهم في غرفته ...
____________________________________
في صباح اليوم التالي استيقظ الجميع كل منهم يحمل ترتيبات خاصة ليومه ...
بدأ العروسان رغدة وكريم بتجهيزات حفل خطوبتهم فقد حان ميعادها الليلة..
استيقظت فريدة وتذكرت أن اليوم مكدس بالأحداث خرجت من غرفتها و بعد عاداتاها الصباحية تناولوا جميعا فطورهم علي مائدة واحدة لم تكن والدتها علي علم بما حدث ليلة البارحة فقد كانت غارقة في سباتها وهذا من دواعي سرور فريدة أن والدتها لا تعلم بتلك المشادة فهي لا تطيق أي اضافات
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 22 صفحات