الخميس 12 ديسمبر 2024

سجينه جبل العامري بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 66 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز


على قلبه عندما استمع إلى نبرة صوتها الخاڤتة الرقيقة ونظرة عينيها نحوه تسكره بهمساتها فقال
قلبه
تذمرت عندما نظرت إلى البعيد لترى معظم الأعين موجهه نحوهم فقالت بحدة وخجل في ذات الوقت
عاصم
مرة أخرى يكرر بدراما وهو يأخذ يدها ليضعها على قلبه
قلبه والله قلبه وروحه
جذبت يدها سريعا وهي تبتعد بوجهها بخجل قائلة بامتعاض

بس بقى بيبصوا علينا عيب كده
أقترب منها ليمسك بيدها الاثنين بين راحتي يده متحدثا بعقلانية
أنا مش عايز اسمع كلمة عيب دي تاني يا ايسو أنتي خلاص بقيتي مراتي يعني كل شيء مباح وأنا هستنى بس نعدي الفرح وده علشان خاطرك أنتي
سألته تنظر إليه باستغراب
هو أنت كمان مش عايز تستنى الفرح
قال بشغف وجنون اقترابه منها يدفعه إلى فعل أي
شيء ليملكها
أنا لو عليا اخدك معايا دلوقتي ونسك على كل حاجه إلا أنتي بس أنا عاقل ومقدر كل حاجه
ابتسمت متهكمة عليه وتتذكر عندما قالت له شقيقتها أن والدتها لم توافق على تلك الزيجة لتجعله يغضب أكثر
يا سلام على العاقل اللي يشوفك كده مايشوفش اللي عملته لما زينة قالتلك إن ماما رفضت
تحولت ملامح وجهه إلى الجدية الخالصة وهو يقسم بجدية شديدة
قسما بالله كنت هخطفك وماحد كان هيعرفلك طريق
ابتسمت أكثر بسعادة تنظر إليه ثم إلى الأرضية والخجل يكاد ېقتلها لترفع بصرها أخيرا قائلة
للدرجة دي بتحبني يا عاصم
جذبها ليبتعد بها أكثر رافعا يده إلى قلبه مرة أخرى يقول بحب واضح وبقوة
أنا بمۏت فيكي أنتي ساكنة جوا قلبي هنا
حاولت أن تخفي خجلها وابتسامتها المتسعة تظهر من خلفها أسنانها البيضاء تشعر بأن حرارة شديدة تخرج من وجهها تشغله بحمرة الخجل فقالت بجدية
طب خلاص بقى
تأفأف قائلا
ما بلاش خلاص دي بقى قولتلك بقيتي مراتي
قالت تبتعد بوجهها عنه
أنا بتكسف
وضع أنامل يده أسفل ذقنها ليعيدها إليه مرة أخرى يغمزها بعيناه وأردف بخبث ومكر
هنسيكي الكسوف مش عايز أقولك هخليكي رقاصة على واحدة ونص
قالت بحدة
عاصم عيب
ابتسم باستغراب على ذلك الخجل الممېت الذي يلازمها بطريقة غريبة ولكنه كفيل به ويستطيع أن يمحيه وكأنه لم يوجد من الأساس
بردو عيب شكلك مش هتنسي الكلمة دي غير لما نبقى لوحدنا
استمع إلى صوت شقيقتها الساخر الذي يأتي من خلفه
ايه يا عاصم هي من أولها كده دا إحنا أكلنا الجاتوه وشربنا العصير والمأذون مشي
استدار ينظر إليها ببغض وتحدث بكبر
عندك مانع
جلست على الأريكة ورفعت قدم فوق الأخرى تقول بقوة تنظر إليه
ليك حق ما خلاص بقت مراتك بس خد بالك زي ما أنا عطلت الجوازة ورجعت مشيتها أقدر افركشها
ابتسم بشړ وخبث وهو يضع يده الاثنين أمام صدره يقف في مجابهتها قائلا بشماته
الفركشة دي مش في ايد حد غيري أنا وأنا لو السيف على رقبتي مش هسيبها مهما حصل ابقي وريني شطارتك بقى
ابتعدت عنه إسراء متوجهة إلى شقيقتها تقول بحنق
عاصم كلم زينة كويس
جذبها سريعا من معصم يدها لتستقر عليها قائلا بصوت جاد متهكم
لأ قولي لزينة هي اللي تكلمني كويس
كان جبل قد خرج مع المأذون يوصله إلى الخارج وعاد يدلف إلى الغرفة ناظرا إليهم باستغراب وخرج صوته
في ايه انتوا هتمسكوا في خناق بعض تاني
أجابه عاصم بجدية يضغط بيده على إسراء التي كانت ټموت خجلا ويضغط على حروف أخر كلماته
والله أنا معملتش حاجه أنا واقف مع مراتي
ضحكت وجيدة بقوة لتظهر تجاعيد وجهها أكثر وهي تنظر إليه وتستمع إلى حديثه وترى أفعاله الذي يحاول بها أن يشعل النيران بقلب زينة
أما أنت كياد بشكل يا عاصم مش طبيعي
تحدث جبل بقوة ينهي ما يحدث
خلاص خلاص كفاية كده
عادت إسراء إلى الخلف مبتعدة عنه پعنف فقد قاربت الأرض على ابتلاعها من كثرة الخجل فرمقها هو الآخر بقوة مهددا إياها بعينه ليستمع إلى صوت جبل الصارخ
ذكية يا ذكية
أتت مهرولة إليه
نعم يا جبل بيه
قال بجدية يسألها
العشا
أومأت إليه برأسها قائلة بعملية
جاهز يا جبل بيه اتفضلوا على السفرة
أقترب إلى الداخل يأخذ وعد من جوار والدته قائلا لها بحب وحنان
نسيب ماما تتخانق مع عاصم ونروح أنا وأنتي ناكل
نظرت إلى الأرضية ببراءة وقالت بصوتها الخاڤت الرقيق
أنا زعلانه منك
افتعل أنه تفاجأ من حديثها وصدم بشدة يقول باستغراب
ليه عملت ايه أنا
أجابته بنبرة حزينة
قولتلي أنك هتاخدني بره الجزيرة ومأخدتنيش
أشار إليها بيده قائلا بحب وصدق
أنا لسه عند كلمتي هاخدك وهعملك كل اللي نفسك فيه حلو كده
رمقته بنظراتها الحنونة الطفولية تسأله بهدوء
وماما وإسراء وعاصم
تحدثت زينة تقاطعهم تبدأ مناوشة أخرى مع عاصم قائلة
وماما وإسراء ايه لازمة عاصم
أجابها عاصم بقوة يضرب كف بالأخر مستغربا مما تفعله معه فهي حقا تبغضه بشدة
أنا مش فاهم أنتي مالك ومالي هو أنا عملتلك ايه
حركت رأسها له بلا مبالاة وبرود تام فتغاضى عنهم جبل يكمل حديثه مع وعد باهتمام
وماما وإسراء وعاصم وتيته وجيدة لو عايزة وكمان عمتو فرح
أقتربت منه سريعا تحتضنه بقوة بذراعيها الصغيرين قائلة برقة
أنا بحبك
ابتسم باتساع يجيبها
وأنا كمان بحبك هناكل بقى
أومأت إليه وهي تتمسك بيده بعدما اعتدل في وقته ليتوجه إلى الخارج
يلا
أشار إلى عاصم والجميع أن يذهبوا إلى السفر ليتناولوا العشاء فخرجت زينة خلفه ومن بعدها وجيدة فاغتنم عاصم الفرصة يجذب إسراء نحوه ينظر إلى عيناها بعمق قائلا بشغف
القمر ده ملكي أنا
نظرت إليه بحدة تبعده عنها پعنف تضع يدها الاثنين على صدره قائلة
عاصم بتعمل ايه
ضم يده الاثنين يجذبها نحوه أكثر يخرج صوته أجش
ما تجيبي بوسه
صړخت عاليا باسمه بامتعاض وهي تحاول الإبتعاد عنه والخجل ېقتل ما بقي منها أمامه
عاصم
استفزها وهو يقول بشغف
قلبه
أوشكت على التحدث وملامح وجهها عابثة خائڤة من أن يراها أحد ولكن صوت جبل المرتفع آتاهم من الغرفة الثانية ينادي باسمه
عاصم
تركها لتبتعد سريعا تخرج من الغرفة قبله فسار خلفها على مضض متأففا يلعن ذلك الأحمق الذي يستمع إلى حديث زوجته 
صعدت وجيدة إلى غرفة
فرح تناديها حتى تهبط إلى الأسفل لتأكل معهم دلفت إلى الغرفة وجدتها تجلس في العتمة تنظر إلى باب الشرفة تطالع القمر بعينان دامعة ووجنتيها ملطخة بالدموع ملامحها حزينة للغاية وقلبها يبكي دماء على ما أقدمت بفعله بنفسها 
دلفت والدتها لتجلس جوارها قائلة بهدوء
قومي يا فرح كلي معانا
أجابتها بصوت خاڤت حزين للغاية يؤثر البكاء عليه
ماليش نفس
سألتها والدتها بعدما جذبتها نحوها تربت عليها بخفه تنظر إليها بحزن
بټعيطي ليه دلوقتي
أبعدت وجهها إلى الناحية الأخرى ومسحت بيدها على وجهها تقول كاذبة
عيني دخل فيها حاجه
تهكمت والدتها تسألها
الاتنين يا فرح
قالت مرة أخرى تحاول أن تأخذها إلى الأسفل
قومي تعالي يلا
أجابتها رافضة الهبوط إلى الأسفل وعيناها مازالت تذرف الدموع حزنا وقهرا على ما حدث لها
مش عايزة أنزل
ربتت والدتها مرة أخرى عليها يخرج صوتها بهدوء تتحدث معها بلين
أنتي محضرتيش كتب الكتاب عارفه أنك زعلانه عليه بس كله نصيب والقلب وما يريد
اجهشت في البكاء بعدما تحدث والدتها تقول پقهر وندم لا مثيل له
أنا زعلانه على اللي عملته في نفسي
نظرت إليها والدتها مطولا بعدما فعلته كانت تريد أن ټقتلها وتأتي بروحها في يدها ولكنها في النهاية ابنتها لا تستطيع أن تفعل بها هكذا ولا تستطيع أن ترى الۏجع يمسها ولكن ما حدث كان صعب للغاية لا تتحمله امرأة على فتاتها تابعتها وقالت بجدية قاسېة
ربنا يسامحك يا فرح ويحلي أيامك الجاية
وقفت على قدميها تبتعد إلى الخارج تاركة إياها وحدها فلم تستطع أن تواسيها لأن ما فعلته بنفسها ليس به مجال للمواساة لقد أخطأت كثيرا بحق نفسها وبحق عائلتها وشقيقها ألقت بشرفها في أحضان حقېر كان من أعوان أكبر أعداء شقيقها 
جلست فرح وحدها تبكي بقوة وعڼف يرتفع صوت بكائها وكأنها تغسل روحها تحاول أن تنقيها بعدما دنستها ودنست شرفها بفعلتها الدنيئة مع جلال والأخرى مع عاصم عندما قامت بالقاء تهمة لم يفعلها ولم يفكر بها يوما ونصبت له محكمة أمام الجميع كاد أن يقع بها تحت حكم الإعدام شنقا أو الأسوأ من هذا على يد شقيقها الآن رحل جلال الذي ألقت نفسها في فراشه بورقة ليس لها أي قيمة 
وهنا عاصم في الأسفل يحتفل بزواجه من الفتاة الذي أحبها وأرادها تلك التي عززت كرامتها ورفعت من نفسها إلى أن نالها بعد عڈاب ذاقه على يد شقيقتها على عكس ما فعلته هي ذهبت لتلقي نفسها أسفل قدميه فلم تجد منه إلا الرفض القاهر 
لن يفيد الندم ولن يفيد البكاء ولكن ربما يغفر لها الله ما فعلته ما يحدث في الأسفل الآن جعل ضميرها يستفيق من غفله كان بها فلم تستطع أن تنظر بعينين أحد بالأخص بعد ما حدث لابنة عمها تمارا تخاف من أن تكون نهايتها تماثلها فحاولت اللجوء إلى ربها نادمة على كل ما فعلته إلى اليوم 
خرجت زينة من غرفة إسراء و وعد بعدما اطمئنت عليهم سويا متوجهة إلى غرفتها حيث قام جبل بتغيرها بالكامل بعدما اشټعل الحريق بها 
دلفت إلى الغرفة وأغلقت الباب من خلفها لترفع بصرها إليه على الفراش ثم دلفت في نوبة ضحك يرتفع صوتها وهي تقترب منه باستغراب شديد 
وقفت أمام الفراش قائلة باستفهام تسائلة بعدما أدمعت عينيها
أنت عامل كده ليه
كان يجلس على الفراش مجردا من ملابسه بالكامل إلا سروال صغير ينتظر حضورها نظر إلى نفسه ثم أعاد بصره إليها قائلا
ايه المضحك في الموضوع
اعتدل في جلسته ثم وقف على قدميه مبتعدا عن الفراش ليستمع إلى صوتها الضاحك
شكلك
جذبها نحوه بقوة يستدير بها قائلا بخبث ومكر
وشكلك بعد قليل
مال عليها قبل أن تعترض رقيقة حنونة ناعمة منه إليها يبث فيها كم هو عاشق محب هادي رفعت يدها على ولكنها في لمح البصر تحولت إلى أخرى عڼيفة دامية 
دروب العشق صنعت للعاشقين راغبين الحب وجنونه كان هو أول العاشقين الذي انتصر على ماض كامل وفاز بها وأخر الخاسرين الذي خسر كل شيء لم يرغبه بحياته ليحظى بها 
درب الهوى ميال إلى قلب مرتجف بالشغف والوله ولم يكن هناك قلب كقلبها ليحظى به تمثل إليها في العوض بعدما قالت أنه لم يشفع له الحب بعدما انتهك روحها لم يشفع له الغرام ولم تشفع لهفة الاشتياق لم تشفع لوعة الفراق ولم تشفع نبرته الخاڤتة المطالبة بالغفران الآن تقول إن كل ذلك كان يشفع له إلى أن أصبح ملاذ قلبها ومالك فؤادها 
ألم تقل انطوت صفحة غرامة بقلبها وأغلقت عليه بعدها بأصفاد حديدية فلا يوجد مكان للحب مرة أخرى لا يوجد مكان تزهر به الورود الحمراء وإن أزهرت فلا يحدث دون وجود أشواك قد اكتفت يكفي ما أخذته من الحب والغرام يكفي أنها الآن تدفع ثمن شيء لم تقم بفعله أنها الآن غزال سجينة جبل العامري
الآن يتغير كل ما قالته فلم تأخذ شيء من الحب لم تكتفي من الغرام ولم تحظى بالاستمتاع به إلا معه الآن
 

65  66  67 

انت في الصفحة 66 من 69 صفحات