جواز اضطرارى هدير محمود
ل مريم وأدهم وقد صارت ليلة حامل كانت دينا وليلة دائما ما يتسائلا صديقتهما عن أمر حملها وكانت قد أخبرتهما أنها تستخدم وسيلة لمنع الحمل باتفاق مسبق بينها وبين زوجها لأنهما يريدا قضاء أوقات أطول مع بعضهما لكن الفتاتان كانا دوما يلحا عليها في هذا الأمر لا يعلما أنها كل يوم تريد ذلك أكثر فكلما زاد عشقه في قلبها زادت رغبتها في أن تنجب منه لكنها لا تجرؤ على الحديث معه في هذا الأمر هيهاات لهذا الوعد الذي قطعته على نفسها
وقبل اتمام العام الثاني للزواج الفعلي ل مريم وأدهم شعرت هي پألم حااد في بطنها ولم يأتي عذرها الشهري ف موعده قلقت وخاڤت من أن يكن ذلك من أثر العمليه ذهبت ل زوجها الذي كان جالسا يشاهد التلفاز وقالت له
أدهم وقد أنقبض قلبه ل جملتها في أيه يا حبيبتي فيكي حاجة
مفيش شوية تعب بسييط بطني وجعااني
من أيه البريود
معرفش بس هي متأخرة بقالها حوالي أسبوع عن معادها وأنا خاېفة تكون العمليه السبب
أدهم بقلق والعملية مالها وبعدين مهي بقالها أكثر من سنتين ومحصلش أي حاجة بقولك تعالى نروح العيادة نعمل سونار ونطمن تلاقيها لخبطة هرمونات
وفي المساء ارتدا ملابسهما وتوجها معا لعيادته وما أن جلست على سرير الكشف ووضع هو جهاز السونار على بطنها حتى صعق من المفاجأة ودق قلبه بشدة مما رأي وظل صدره يعلو ويهبط وقال دون وعي
مش معقووول أزااي ده حصل
مريم بخضة في أيه يا ادهم
أدهم بتردد أنتي أنتي حااامل
طب الحمد لله يبقا ربنا غفرلك يا حبيبي وبعتلنا هدية منه
أدهم پغضب وكأنه لم يستمع لكلماتها أزاااي أزاااي ده حصل
مش ممكن مستحيل
مريم وقد هالتها حالته ونظرت له في رجاء حبيبي عشان خاطري أهدا ثم صمتت للحظة ووضعت يدها على بطنها پخوف قائلة أدهم أكيد مش هتقولي نجهضه أكيد مش هتكرر الذنب مرتين
يعني أيه أزااي
أدهم وهو يبتلع ريقه قائلا أنا أنا مبخلفش يا مريم
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شړ ما صنعت أبوءلك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي أنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
أدهم وهو يبتلع ريقه قائلا أنا أنا مبخلفش يا مريم
مريم بدفاع مبتخلفش أيه يا أدهم! فووق ده عقاپ أنتا اللي عاقبت نفسك بيه بمزاجك يعني لكن أنتا بتخلف عاادي
أدهم وقد حرك رأسه يمينا ويسارا وقال لأ يا مريم أنا مبخلفش بجد أنا كدبت عليكي وقولتلك إني ب عاقب نفسي لكن أنا مولود بعيب خلقي نادر يمنعني من الخلفة
مريم والصدمة قد عقدت لسانها عيب خلقي يمنعك من الخلفة طب أزااي وأنا حااامل ي وقبل أن تكمل حديثها قالت والحزن يكسو ملامحها وصوتها أدهم أنتا بتشك فيا إني خنتك يعني
أدهم باندفاع لأ طبعا مستحييل أنا أشك فيكي أنتي! لا يمكن أنا لو شكيت ف نفسي عمري ما أشك فيكي أنتي أبدااا بس أنا مش فاااهم حاجة
زفرت بإرتياح قائلة خلاص ممكن نعمل تحليل DNA عشان تتطمن وتبقا مرتاح أكتر
أحنا فعلا هنعمل تحليل بس مش DNA هعمل تحاليل ليا أنا
مريم بحيرة أنا مش فاهمة أي حاجة أنتا ليه
كدبت عليا يا أدهم وكدبت ف أيه بالظبط
هحكيلك وأفهمك كل حاجة بس لازم الأول أروح للدكتور وأعمل التحاليل عشان أفهم أزاي ده حصل
خرج من عيادته وهي معه وتوجها حيث طبيب متخصص في أمراض الذكورة والعقم أخبره أنه متزوج منذ ثلاث أعوام ولم ينجب حتى الان وزوجته قامت بعمل التحاليل والفحص ولم يكن لديها أيه مشاكل لذا أتي ليخضع هو الآخر للكشف قام الطبيب و فحصه وطلب منه أجراء بعض التحاليل التي تستغرق حوالي أسبوع لمعرفة النتائج النهائية
مرت تلك الفترة عصيبة على كلا من الزوجين كان هو دوما شارد الذهن وهي تنام بجواره في صمت قررت ألا تلح عليه في معرفة الحقيقة حتى يطمئن قلبه ثم تسأله وتقرر ماذا ستفعل معه
بعد مرور الأسبوع ذهب أدهم للطبيب وأصرت هي على الذهاب معه لتستمع لما سيدور بينهما ومع ألحاحها وافق على أصطحابها وإن كان لا يرغب في ذلك
وهناك تفحص الطبيب نتائج التحاليل ونتيجة الكشف السريري ثم خلع عويناته ووضعها على مكتبه وقال بعملية
حضرتك معندكش أي موانع للخلفة خالص قدرتك الانجابية كويسة جدا ومعندكش أي مشاكل
أدهم بتعجب حضرتك متأكد يعني أنا مش عندي أي مشاكل ولا عيوب خلقية تمنعني من الخلفة
الطبيب بثقة لأ طبعا مش عندك حاجة زي ديه
حضرتك أنا عملت تحاليل من فترة وكانت النتيجة إني مقدرش أخلف بسبب مشاكل وعيب خلقي مولود بيه يمنعني من الخلفة وديه كانت نتيجة الفحوصات اللي عملتها ف أمريكا قبل كده قالها وقد أعطاه ملف طبي يخصه
الطبيب وقد أرتدي عويناته مجددا وألقى نظرة سريعة على الملف إلى بين يديه مستحييل يا دكتور التقارير ديه تبقا بتاعتك الحالة الموجودة قدامي ف الملف ده مستحيل تخلف لانها حالة نادرة من العقم وعيب خلقي نادر وحاجة زي كده مبتتعالجش ومبتختفيش ومختلفة تماما عن حالة حضرتك اللي نتيجتها قدامي يعني ممكن تكون التحاليل أتلغبطت مثلا و الدكتور غلط أو أي حاجة غير اللي أنتا بتقوله ده حضرتك سليم 100 وتقدر تخلف ف أي وقت بإذن ربنا طبعا بس أنا بكلمك من الناحية الطبية
أدهم بفرحة شكرا جدا لحضرتك
الطبيب العفو
مريومة حبيبتي أنا هبقا أب ل طفل منك أنا مش مصدق بجد ده كرم كبيير أووي من ربنا
مريم بابتسامة مقتضبة الحمد لله
متهيألي إني دلوقتي لازم أعرف كل حاجة الحقيقة كلها يا أدهم أنا استحملت الأسبوع اللي فات ده عشان مضغطش عليك لكن لازم أعرف ليه جوزي حبيبي وابن عمي كدب عليا وكدبت عليا ف أيه بالظبط كل حاجة يا أدهم ومش هقبل بأي كدب تاني فاهمني
أدهم وقد أخرج من زفرة حارة وكأنه أراد بها أن يخفف من حمله الذي أنقض ظهره ثم قال لما سها جاتلي عشان تسيبني وواجهتها بأني عارف أنها على علاقة بالدكتور بتاعها ومأنكرتش أتجننت عليها كنت ھخنقها وأموتها الحاجة اللي خلصتها من أيدي لما قالتلي فجأة أنها عايزة تتجوز وتخلف وأني مش هقدر أحققلها ده عشان أنا مبخلفش لما قالت كده الصدمة شلتني بعدت عنها وسألتها مبخلفش أزاي وهي عرفت منين قالتلي أن التحاليل بتاعت الجواز اللي عملناها نتيجتها طلعت وهي استلمتها وطلع أن عندي عيب خلقي يمنعني من الخلفة وملهوش علاج يعني هفضل عقيم وهي مش ذنبها عشان تتحرم من الأمومة وقالتلي أنها مكنتش عايزة تقولي عشان متجرحنيش مكنتش مصدقها مشيت وسابتني وأنا تحت تأثير الصدمة تاني يوم لقيتها بعتتلي نتيجة التحاليل على البيت وأتأكدت من كلامها وبعدها أتجوزت دكتورها وبعد فترة زي مقولتلك كان جوزها مسافر وجت فعلا وقالتلي إني وحشتها وفكرت ف الاڼتقام زي محكيتلك وفعلا قربت منها وكنت خلاص على وشك أرتكب خطيئة كبيرة أوي في حق نفسي لكن تليفوني رن وكأن الرنة ديه جرس الإنذار اللي فوقني حسيت أن ربنا يحبني لانه وقتها حررني من شيطاني اللي كان مسيطر عليا
ووقفت لحظة افتكرت فيها أن ربنا شايفني وأنا بعمل كده حسيت وكأن حد ضړبني على دماغي فوقني للي كنت هعمله بعدت عنها وهي بتحاول تشدني بكل طريقة عشان مسيبهاش لكن قاومتها وسيبتها وأنا قرفان منها ومن نفسي طردتها فعلا ورميتلها هدومها وقفلت الباب ف وشها بس من غيرما وحمدت ربنا أنه أنقذني قبل ما أغرق في الوحل وأنه نجاني منها ومن شيطاني اللي صورلي إني بكده كنت هنتقم منها بعدها بفترة فعلا رجعتلي لكن قالتلي أنها حامل من جوزها وأنهم مش متفقين رفضت وزعقتلها وطردتها تاني مرة لكن رجعت وفضلت تتوسل عشان وهي بټعيط وقالتلي الحقيقة أنها غلطت مع واحد غير جوزها وأن جوزها لسة مسافر ولو عرف أنها حامل هيعرف أنها خانته وهيطلقها وهتخسر كل حاجة ومش هتعرف تروح لحد تاني لانها متعرفش حد وتخاف لو راحت لأي حد جوزها يعرف قرفت منها أكتر
وقولتلها إني مش عايز أشوف وشها وأنها لو جت تاني أنا اللي ھفضحها بنفسي واقول لجوزها كل حاجة وقفلت الباب بعد ما خرجتها من بيتي ومن حياتي كلها
يومها صليت وحمدت ربنا كتييير وعرفت أنه نجاني منها وإنها كانت شړ كبيير وإني حتى لو اتوجعت من حبي ليها ومن خيانتها ليا ف أكيد أرحم من إني أتجوز واحدة زيها بس ديه كل الحقيقة والله العظيم وما كدبت عليكي ف كلمة
مريم پصدمة يعني أنتا مش ولا مۏت أبنك
لأ والله ما حصل أي حاجه من ديه
مريم بدهشة ممزوجة پغضب وليييييه ليه يا أدهم كدبت عليا وقولت كده! تتهم نفسك بارتكاب كبيرتين من الكبائر عشان أيه
أدهم بخزي عشان متعرفيش إني مبخلفش
مريم وقد رفعت حاجبيها بدهشة قائلة عشان معرفش أنك مبتخلفش تقول على نفسك كده!
أدهم وقد تنهد تنهيدة طويلة أه يا مريم أنا أول ما أتجوزتك كنت خاېف خاېف أتوجع منك أنتي بالذات خيانتها كانت ۏجعاني أووي بالرغم إني عارف ومتأكد أنك مش خاېنة بس مكنتش قادر أمنع نفسي من الخۏف ده
هي عايرتني بعجزي مكنتش هقدر أعيش الاحساس ده مرة تانية ومن مين منك أنتي عقلي كان بيقولي أنك مستحيل تعملي كده زيها بس صدقيني صعبه عل الراجل ومش أي راجل لا صعيدي كمان أن يقبل بفكرة عجزه ويصرح بيه عادي قبلت أتهم نفسي ب حاجات معملتهاش أهون من إني أتعري بضعفي قدامك
حاولت كتير محبكيش حاولت أهرب من نفسي ومن حبي ليكي لكن مقدرتش وقعت وأتأكدت إني حبيتك لكن وقتها بردو عرفت قد أيه موضوع أنك تبقي أم ده مهم بالنسبالك حاولت أبعد وأقاوم كتييير كل مرة كنت بصدك فيها كنت أنا عايز القرب ده أكتر منك لكن مكنتش عايز أبقى أناني وأحرمك من أمومتك كنت بدوس على قلبي وبقنع نفسي إني بعمل الصح إني بضحي عشان تعيشي أنتي مبسوطة وتبقي أم بس كنت