دوائي الضرير
رحمه.. فليس من العدل ان يخفي بداخله كل هذا الړعب و الخۏف.. و ألا يكون من حقه إظهاره لأحد..
سعاد ها يا دكتور.. سارة عاملة ايه
الطبيب لا الحمد لله.. أحنا كنا فين و بقينا فين.. الانسة سارة بقت احسن كتير و هانفوقها دلوقتي كمان...
جميل طيب ياللا يابني الله يخليك... فوقها خلينا نطمن عليها..
الطبيب حالا اهو يا استاذ جميل.
صوت انينها نبه حواس الجميع و جعلهم ينظرون لها بترقب..
الطبيب انسة سارة... انتي سمعاني لو سمعاني حركي صوباعك..
لم تحرك ساكنا و لكنها حركت جفونها و آنت پألم... فصړخت سعاد بفرحة..
حاولت فتح عيونها ببطء و ألم و تفاجئ الجميع بسارة عندما بدأ صوتها يرتفع و هي تصرخ پألم...
سارة ااااااه.. اااااااه...
جميل سارة.. مالك يا بنتي!!
بدأت ان تتحرك بعشوائية و جلست و مازالت تصرخ و لم يعلم احدا ما بها.. فاقترب منها شقيقها و امسك معصميها بقوة حتى يحاول تثبيتها...
سارة عنيا يا آسر... اااااااه... عنيا... ااااااااه..
آسر للطبيب پعنف انت هاتفضل واقف تتفرج كدة كتير .. اتصرف.. اعمل حاجة..
الطبيبللمرضة هاتيلي مهديء بسرعة..
التف حولها آسر و الطبيب بمساعدة ممرضتين حتى يحاولون أن يثبتوها حتى يستطيع الطبيب ان يحقنها بالمهديء حتى تنام ثانية و لكنهم فشلوا جميعا...
فقد كانت سارة تصرخ و تبكي پألم و كأنها تحترق حية.. و لم يفهم أحدهم السبب..
أما عاصم فقد كان في صدمة.. فصوت صړاخها و بكائها كان كالخناجر التي تنحر في قلبه.. فلم يستطع ان يتحمل ما يحدث.. فقد كانت سارة تتلوى تحت ايديهم و هم يحاولون تثبيتها قسرا و قد كان هذا هو ما لم يحتمله..
عاصم كفاية... سيبوها .
الفصل التاسع عشر...
التف آسر و الطبيب حول سارة و بمساعدة الممرضتين حاولوا جميعا تثبيتها حتى يستطيع الطبيب ان يحقنها بالمهديء حتى تنام و لكنهم فشلوا.. فقد كان إنهيارها شديدا للغاية..
أما عاصم فقد كاد قلبه ان يخرج من مكانه و عقله ان يجن و هو يراهم و هم يأذون حبيبته.. فلم يستطع ان يتحمل ما يحدث.. فقد كانت سارة تتلوى تحت ايديهم
صاړخة و هم يحاولون تثبيتها قسرا و قد كان هذا هو ما لم يحتمله..
إستطاع عاصم أن يضبط أعصابه لمدة دقيقتين لا أكثر فلم يستطع أن يقف مكتوف اليدين و هم يعذبون حبيبته فصړخ فيهم بصوته كله حتى انتبه له الجميع....
عاصم كفاية...
نظر له الجميع پصدمة و لكن ظل الحال حول سارة كما هو فأكمل بإصرار...
عاصم سيبوها..
لم يتغير الوضع كثيرا.. فقد كان الجميع على حاله و لكن ذاد عليهم الدهشة من صوت عاصم و أمره للجميع بارك سارة حتى طبيبها.. فأعاد عاصم طلبه بل كانت صيغته أمرة بقوة...
عاصم بجولكم سيبوها.
آسر و هو لا يزال متشبثا بها عاصم.. ماينفعش.. هي لازم تهدى..
اقترب عاصم من الطبيب و ازاحه پعنف ثم امسك بذراعها بدلا منه و دفع آسر و ارغمه ان يترك يدها الأخرى و دفعه بعيدا عنها أيضا..
عاصمپغضب بجول سيبوها.. سيبوها..
ثم اقترب منها هي و كانت على حالها تضع يديها على عينيها تبكي و تصرخ و حتى انها كانت تتلوى ألما.. و ضع كفيه على خاصتها و كوب وجهها بين يديه... حاول ان يحتضنها و لم يبالي بنظرات الجميع... لكنها صړخت فيه هو أيضا من خۏفها و لم تريد حضنه في البداية.... و لكنه طمئنها بصوته....
سارةپبكاء هيستيري لا... لا ابعدوا عني... ااااه.. سيبوني لا... ابعدو عني..
عاصم اهدي.. اهدي يا سارة دة انا.. عاصم.. انا عاصم يا سارة.. انا جنبك ماتخافيش..
سارةو هي تبكي و تضع يديها فوق عينيها اااااه.. عنيا.. عنيا..
عاصم سلامة عنيكي.. اهدي يا سارة.. اهدي عشان خاطري..
سارةو مازالت تغطي عينيها عنيا بتوجعني اوي يا عاصم.. ااااه.
عاصمإحتضنها بحنان متجاهلا نظرات الجميع انا جنبك.. جنبك يا سارة و معاكي و مش هاسيبك.
سارة انا خاېفة.. خاېفة اوي.
عاصممسد بيده على شعرها بكل حنان و حب ماتخافيش.. ماتخافيش و انا معاكي.. انا جنبك و عمري ما هاسيبك.. ماتخافيش.
ظل على حاله و ظلت شهقات بكائها تغطي على جميع اصوات النحيب التي كانت تطلقها السيدات الموجودات بالغرفة.. حتى استطاع عاصم اخيرا ان يجعلها تهدأ و تتوقف عن الحراك.. فأشار للطبيب حتى يحقنها بذلك المهديء و قد فعل..
فشعر بها تسترخي بين ذراعيه فأراحها بهدوء على الفراش و وقف ليتأملها لثوان قليلة قبل ان ينطلق خارجا كالسهم المنطلق بلا رادع و خرج خلفه آسر مباشرة و لحقه في نهاية الممر الذي تقع فيه غرفة سارة..
آسر عاصم.. عاصم استنى.
عاصمنظر له بخجل و أسف حقيقي آسر.. انا اسف.. انا حقيقي اسف.. انا بجد مش عارف انا عملت كدة ازاي بس لما شوفتكم مكتفينها كدة ماقدرتش اقف اتفرج عليها و انتو ماسكينها كدة.. والله ماقدرتش..
حسيت انكم بتخنوقوني انا.. ماحستش انا عملت كدة ازاي.. ارجوك يا آسر تعذرني كان ڠصب عني.
آسر عاصم انا مش جاي وراك عشان اعاتبك..
عاصمبدهشة بجد امال جاي ليه..
آسر جاي عشان اشكرك..
عاصمبنفس دهشته تشكرني
آسر ايوة عشان اشكرك.. الحالة اللي كانت فيها دي تبقى اڼهيار عصبي.. و مش بتهدى غير بالمهدئات و الأدوية.. و لولا اللي انت عملته دة الله اعلم كانت حالتها إيه دلوقتي..
عاصم هي الحالة دي جاتلها قبل كدة .
آسرهز رأسه مؤكدا بأسف و حزن ايوة.. لما فاقت بعد الحاډثة... فضل عندها اڼهيار عصبي كذا يوم.. لحد ما في مرة صحيت عادية و هادية خالص.. والمرة دي كمان انا متأكد انها هاتقوم كويسة.
عاصمبتذكر ايوة هي كانت حكتلي عن الفترة دي قبل كدة.
آسر كانت أصعب وقت مر علينا.. كانت تقوم بنفس الحالة دي و ماتهداش غير بحقنة المهديء.. بس المهم دلوقتي ان بقى في حاجة بتهديها غير الحقنة..
تعالى بقى نروح نطمن عليها...
عاصم طيب و اهلك هايقولو إيه..
آسر ماتحملش هم.. انا هاتكلم معاهم و هافهمهم على كل حاجة.. ياللا نرجعلهم.. ياللا.
عادا معا ليجدوهم يقفون معا امام الغرفة يستمعون لحديث الطبيب الذي قال بعملية...
الطبيب طيب حسب اللي عرفته منكم دلوقتي انها فقدت نظرها في حاډثة من 3 سنين..
جميل ايوة يا دكتور..
الطبيببعملية تمام ان شاء الله خير.. عموما احنا لازم نستنى لما تفوق عشان نقدر نقيم الوضع الجديد.. و انا هاكلم دكتور العيون عشان يكون موجود معانا كمان..
جميل و هي هاتفوق امتى
الطبيب بعد ساعتين بالكتير.. عن اذنكم.
تركهم ليقفو دون حديث.. حتى إتجه جميل نحو عاصم و آسر اللذان اعتدلا في وقفتيهما إحتراما لجميل الذي نظر لهما شذرا..
جميل أكيد يا استاذ عاصم انت عندك تفسير للي حصل جوة دة.
عاصمبحرج نطمن عليها يا عمي و انا تحت امرك في اي سؤال او استفسار.
جميل و انت يا سي آسر.. عندك تفسير انت كمان ولا زيه كدة
آسربتردد و تلعثم ماهو.. ماهو قالك يا بابا.. نطمن عليها بس و هانقولك كل حاجة.. بس مهما كان اللي ممكن نقوله او حضرتك تقرره مانقدرش ننكر ان عمرها ما خرجت من الحالة دي من غير مهدئات الا المرة دي.. يعني اللي حصل دة مش وحش.. بالعكس انا شايف ان اللي حصل دة شئ إيجابي.
جميلنظر له ثم لعاصم بجمود هانشوف.
عاد الجميع لصمته و دعائه الداخلي حتى مرت الساعتين بتوتر و قلق إلى أن اتى الطبيب و بصحبته طبيب عيون كما قال قبلا و دخلا الى الغرفة التي ظلوا بها قرابة النصف ساعة.. ثم خرجت إحدى الممرضات هاتفة...
الممرضة استاذ آسر.. استاذ آسر..
آسر ركض نحوها بلهفة ايوة..
الممرضة حضرتك استاذ اسر
اسر ايوة انا.
الممرضة الدكتور عايز حضرتك .
سعادبرجاء و دموع عايزة اشوفها يا بنتي.. ربنا يخليكي اشوفها اطمن عليها دقيقة واحدة بس..
الممرضة دقيقتين بس يا مدام و ادخلك.. الدكتور بس عايز الأستاذ آسر في حاجة و هادخلكم كلكم حالا.
آسرلوالدته ماتخافيش يا ماما.. ان شاء الله خير.. انا هادخل اشوف الدكتور و اجي اطمنك.. ادعيلها انتي بس.
تركها آسر تتمتم بآيات الدعاء لها مع الجميع و خاصة عاصم الذي تمنى لو كان اصبح زوجها الأن حتى يكون له كل الحق في ان يقتحم ذلك الباب الذي يمنعها عنه و يمنعه عما يطمئن قلبه...
دخل آسر هو إليها ليجدها تجلس بهدوء و تعلو ثغرها ابتسامة رقيقة جميلة.. فركض نحوها ليحتضنها بشوق اخوي جارف..
آسر سارة.. حبيبتي.. حمد الله على سلامتك..
سارة الله يسلمك..
آسرابتعد عنها قليلا و كوب وجهها بين راحتيه عاملة إيه يا قلبي
سارة انا كويسة جدا.. بس انت كنت واحشني اوي.
آسر انتي يا حبيبتي وحشاني اكتر.
سارةنظرت له بحب و لمست وجهه بحنين شكلك ماتغيرش خالص.. بس اسمريت شوية..
أخذ دقيقة يستوعب فيها ما قالته حتى جحظت عيناه و سألها دون حديث... لتجيبه أيضا بمجرد ايماءة ايجابية و تقول...
سارة ايوة.. انا شايفاك يا آسر.. شايفاك.. و كان وعد بينا.. فاكره اول واحد عنيا لازم تشوفه هو انت.. صح
آسر احتضنها بحب و سعادة حبيبتي.. يا حبيبتي.. حمد الله على سلامتك.. الف مبروك يا سارة.. حمد الله على سلامتك يا حبيبتي.
سارةبدموع الفرحة انا خفيت يا آسر.. خفيت و بقيت شايفة..
آسر انا مش مصدق.. الحمد لله يا رب.. الحمد لله.
الطبيب ها.. ندخلهم بقى.
آسر هما مين!
الممرضة اصل الانسة مارضيتش
تخلينا ندخل كل الناس اللي برة مرة واحدة.. طلبت انها تشوف حضرتك الاول.
آسر نظر لها بدموع الفرحة انتي اجمل اخت في الدنيا.
سارةبسعادة و انت احن و اجدع اخ في الكون كله..ثم نظرت للمرضة خليهم يدخلو.
و بالفعل...
خرجت الممرضة لتستدعيهم ثم عادت و هم خلفها.. و بالطبع.. اول من ركضت نحوها كانت والدتها السيدة سعاد التي احتضنتها بلهفة و شوق...
سعاد سارة.. حبيبتي يا بنتي.. عاملة إيه دلوقت
سارةبادلتها حضنها بلهفة انا كويسة يا حبيبتي.. كويسة اوي.
سعاداخرجتها من حضنها و سألها بإهتمام امال عنيكي كان