السبت 23 نوفمبر 2024

غصون فى مهب الريح بقلم عبير سليم

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

رواية غصون في مهب الريح بقلم عبير سليم حصريا لموقع أيام نيوز
من الحلقه الأولى إلى السادسة
الحلقة الأولى
غصون في مهب الريح 
بقلم عبير سليم 
................ 
غصن أخضر وضع في تلك الصحراء فإذ به قد نبت و تفتحت ثمراته عن زهرة فيحاء فهل لها أن تقوى على العيش بتلك القفاري الجدباء هل لها أن تفوح بعطرها وتبعث السعاده بداخل كل إنسان أم أنها قد كتب عليها ألا تتفتح لربيع آت وتبقى حبيسة لخريف مضى لم تر عينها في يوم سواه
بلى هذا الغصن هو من اصطفى ذاك الموضع والمكان لينبت به ويخرج وردة فيحاء هو الذي جنى على زهرته بذاك الاختيار وقد ارتضت هي بذاك ولم تبدي أى اعتراض بل كانت فرحة شديدة الارتياح بهذا القرار

فلا يحق لها بعد أن روت منه ظمأها أن تتنكر له ولا يحق له بعد أن جعله غصنا قد أينعت منه الحياة أن يغفل عن أفضاله لا لن يشفع له ولها ربيعهما الذي بات سجينا لخريف قد تساقطت أوراقه وحل عليه الخړاب لن يكن بالمقدور أن ترحل عنه وتتركه بعد أن منحته وعدا بالبقاء
فأريجها وعبيرها وشذاها لم يعد من حقه أن يفوح يوما لسواه فهو موطنهما الذي سيمكثان به حتى الفناء
فذاك الغصن وتلك الزهرة قد تشعبت جذورهما في تلك اليباب وإذا حاولا التمرد والعصيان لن يلقيا سوى چحيما قد فتح لهما الأبواب على مصراعيه ولن يقويا على التحدي والتصدي لأعاصير ورياح قد تهوى بهما إلى أبعد الأعماق فلترضيا إذن بما قسما لكما من تلك الحياة وما قدر لكما من مقسم الأرزاق ورب العباد
يخرج من محاضرته بصحبة زملائه وهم جميعا يتبادلون الأحاديث عن تلك المادة التي يصعب عليهم فهمها وعن ذاك المعلم المتعجرف والذي يعاملهم بضيق وكأنهم أعدائه وليسوا أبنائه الذين ظلوا معه طيلة سنوات يشكو بعضهم لبعض ليرون ماذا سيفعلون حتى يمر ذاك العامان ويخرجون بعيدا عن تلك الأسوار ليدخلوا في صراعات الحياة
أنا مش فاهم هو ليه قلب علينا كده
_لا يا ضياء هو كده من يومه مش طايقنا وكأن بيننا وبينه تار 
ضياءلا والله يا كريم هو مبقاش بيعاملنا كده غير السنه دي بس السنين اللي فاتت كان بيشد علينا بس بحب لكن أنا مش عارف إيه اللي حصل عشان ميبقاش طايقنا بالشكل ده 
ده بيدخل المحاضره وهو بيقول ياشر اشتر 
تتدخل هي الأخرى بالحوارخلاص بقى ياشباب هو مبقاش في على لساننا سيرة غير أم الدكتور ده غيرولنا بقى السيرة دي وان شاء الله حتعدي على خير ومسير السنه دي تعدي ونتخرج ونشوف حياتنا
_ياسلام على أساس اننا حنخرج نلاقي الشغل فاتحلنا دراعاته ده احنا حنصطدم بواقع حيخلينا نقول ولا يوم من أيام الجامعه 
_ياربي عليكي يا أمل اسم على غير مسمى المفروض كانوا سموكي كتلة اليأس والأحزان 
_سيبنالك انتي التفاؤل يا ست وعد
وعد بثقه طبعا يابنتي أنا ماشيه بمبدأ مصطفى كامل لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس وأوعدك يا بائسه هانم انك في يوم حتشوفيني في الجرايد والمجلات
أمل أه ده أكيد طبعا بس أكيد في صفحة الأحداث 
يضحكون جميعهم ويتحرك كل منهم في اتجاهه بينما هو يمسك بيدها ليتحركا نحو الباب فإذ بهما يستمعان لصوت الإنذار لهما بأن خلفهما سيارة ليفسحا لها الطريق فيجدان أنها سيارة هذا المعلم الذي كانوا يتحدثون عنه منذ لحظات
اتفضل يا دكتور
يبتسم لهم ويحييهم بيده سلام يا شباب
يتحرك بعيدا عنهما بينما عيناها مسلطة على تلك السياره الفاهرة
فيردد ضياء ربنا يهديك علينا يارب يادكتور 
بينما هي يااااه ياما نفسي يا ضياء أركب عربية زي دي فيوم من الأيام 
ضياء ان شاء الله يا حبيبتي بس تجتهدي وتذاكري كويس وانتي تحققي كل اللي بتتمنيه ومن طلب العلا سهر الليالي
وعد لا يا حبيبي من طلب العلا علا 
وأوعدك اني حطير لفوق وحعلو فوق السحاب كمان
ضياء ماطار طير وارتفع إلا كما طار وقع يا وعد هانم 
وعد سيبك من الكلمتين اللي حفظهوملنا في المدارس واحنا بقينا ماشيين وراهم واحنا مغمضين عينينا مفيش طير بيعلا لفوق ويقع إلا إذا كان غبي لكن طول ما عقلنا ده شغال وبنفكر حنعلا وعمرنا ما حنقع تاني مانت شايف أهوه العالم من حوالينا بذمتك عمرك سمعت عن حد وصل ورجع وقع بعد كده ده كلام الفاشل اللي بيبرر بيه لنفسه فشله وعجزه
ضياء انتي قصدك إني أنا فاشل يا وعد
وعد إيه لا والله ابدا أنا عمري ما اقصد حاجه زي دي بالعكس يا ضياء انت قدوتي ومثلي الأعلى في الهمه والنشاط انت الدافع لية في حياتي كلها انا بعلق على كلامك مش أكتر 
ضياء طب ياللا يا ست وعد ادامي خلينا نلحق الأتوبيس قبل ما يفوتنا
وعد وهي تشبك اصابعها بأصابعه حاضر ياقلب وعد
يتجهان ناحية الأتوبيس والذي كان ينتظره العديد من الناس وبمجرد مجيئه يقبلون عليه ويشتد الزحام ولكنه يتشبث بيدها فيصعدا ويقفان بجانبي بعضهما ليتحدثا ولكنه يلاحظ تغير وجهها مالك يا وعد في حاجه
وعد مفيش
ضياء لا في مالك انتي تعبانه
وعد بص اصل اللي ورايا بس والنبي عشان خاطري متعمل مشاكل
يجذبها من يدها ويوفقها بجوار فتاة وخلفها امرأه ويوجه حديثه لذاك الذي كان واقفا خلفها هو انت معندكش اخوات بنات معندكش ام تخاف عليهم 
_هو في إيه يا عمنا
يمسكه ضياء من ملابسه فيه إنك واحد ساڤل وعاوز تتربى
تحاول وعد أن تشد يده ويتدخل جميع الركاب لتهدئته استهدى بالله يابني
ضياء يعني أسيبه يضايقها واسكت
_انا معملتش حاجه هو انتوا عاوزين ترموا بلاكم وخلاص انتوا أصلا اللي واقفين مش مظبوطين وعاوز تلزقها فية
ضياء أما انت dirty صحيح
لكن إلى هنا يضطر الجميع للتدخل حتى لا يشتد الموقف أكثر من ذاك ويدفعون بذاك الشاب خارج الأتوبيس ويحاولون تهدئته بينما هي كانت تبكي من خۏفها على أن يحدث له مكروها فيأخذها و ينزلان أنا آسفه يا ضياءحقك علية انا السبب اهوه انا عشان تهورك ده بخاف أقولك حاجه
ضياء هو انتي كنتي عاوز تسكتي كمان ومتقوليليش
وعد وافرض كان أذاك يا ضياء كنت حعمل أنا إيه دلوقتي 
ضياء كنتى حتجيبيلي عيش وحلاوة لأني أنا اللي كنت حأذيه مش هو
وعد الف بعد الشړ عنك يا حبيبي ربنا يخليك لية يا ضياء ده انت نور حياتي كلها
ضياء بحبك يا جذمه ياوش المصاېب
وعد بمۏت فيك يا قمري
ضياء وهو يبثق من فمه آثار تلك الفعله ابن ال....
احنا بعد كده مش حنركب الأتوبيس تاني 
وعد حاضر يا ضياء
بس فك التكشيرة دي بقى
ضياء ماهو كله بسببك بت انتي تتلمي ومتلبسيش ضيق تاني والا وربنا
وعد حاضر خلاص والله حعملك اللي انت عاوزه
ضياء ناس متجيش غير بالعين الحمرا امشي انجري ادامي يا فقر
........................
في احدى الشقق السكنيه بإحدى المناطق الراقيه تنتهي تلك الصغيرة من ارتدائها لملابسها بعد وقت طويل من الوقوف أمام مرآتها تنظر لهيئتها التي دائما ما تقنعها بجمالها و أنوثتها الطاغيه التي ظهرت عليها مبكرا وكأنها طالبه جامعيه بينما هي في الحقيقه تدرس في الصف الثاني الثانوي تلقي لنفسها قبله أمام المرآه وتخرج من حجرتها لتتجه نحو أمها التي تجدها جالسه على الكرسي حيث تعطي لها ظهرها 
تتجه نحوها ببطء ثم تداعبها فتنتفض أمها على اثر تلك المفاجأه فتطلق هي الأخرى ضحكة عالية ههههههههه امسك الهوى اټخضيتي يا مزتي 
لا تعطي أمها فرصة للرد حيث تمسك برقبتها وتنثر عليها العديد من القبلات و هي تردد
_بحبك بحبك يامامتي ياقمرايه انتي يااحلى واجمل هوبه في الدنيا كلها
هبهوانا بمۏت فيكي يا قلب ماما بس هو مينفعش تحبيني من غير جنانك ده نفسي تعقلي بقى ياغصون
غصون وليه أعقل يامامتي انا حابه نفسي كده
هبهربنا يهديكي ياغصون يابنتي 
هوانتي حتخرجي كده
غصون أيوة يامامتي في حاجه
هبهمش شايفه ان الطقم ده صغر عليكي يانونه
غصونلاء هو حلو علية كده ده صحابي لما بيشوفوني لابساه بيتجننوا من جماله علية
تقدم لها هبه شطيره من الجبن وهي تحدثها وانتي من امتى ليكي صحاب غير فريده
غصون لاء طبعا فريده دي روح قلبي قصدي زمايلي يعني
هبه طب خدي بالك من نفسك ياتحفه
غصون وهي تتناول الشطيره حاضر ياقلب التحفه سلام يامامتي
تسرع غصون في السير حتى لا تتأخر عن درسها تدخل القاعه وتجلس في مكانها وتخرج أدواتها فتأتي فريده وتجلس بجوارها صباح الفل يا نونتي
غصون صباح الياسمين يا ديده 
تتحدث فتاه من خلفهم للأخرىاللي اسمها غصون دي بتشلني
ليه يارضوى
رضوىمن السهوكه بتاعتها يااختي واللا فريده اللي مكوشه عليها ومبتخليش حد يقرب منها غيرها طبعا ماهي غنيه وبتستفيد من وراها كتير
لاء يارضوى انتي غلطانه غصون مش مسهوكه هي دي طبيعتها اللي احنا عارفينها بيها من واحنا في ابتدائي وعلاقتها بفريده بردو الكل عارفها وعارفين هما متعلقين ببعض ازاي وخصوصا ان اباهاتهم بيشتغلوا مع بعض
رضوىقصدك ابو غصون شغال عند ابو فريده في شركته
_ولو بس هما بردو صحاب وروحهم في بعض ومبيطيقوش على بعض النسمه فأحسنلك تطلعيهم من دماغك 
المستر دخل اسكتي بقى وركزي أحسن
رضوى ماشي يااختي
ترمق غصون بنظره حاقده عليها وعلى جمالها وعلاقتها الوطيده بفريده
يصمت جميع الطلبه للاستماع إلى شرح المعلم ويتفاعل الجميع معه وبعد الانتهاء من الدرس
فريده رايحه فين يانونا 
غصون حرجع البيت و انتي رايحه فين 
فريده والله مش عارفه بفكر اروح لبابي الشركه اقعد معاه شويه و استناه لما يخلص شغل ونرجع البيت سوا بقولك ايه ما تيجي معايا 
غصون لا اجي معاكي فين انا حروح عشان ماما متزعقليش وبابا ميزعلش مني 
فريده واونكل محمود يزعل منك ليه بس 
غصون مبيحبنيش أروح الشركه كتير عشان محدش يتكلم 
فريده ياسلام شوف ازاي عالعموم متقلقيش انتي فحمايتي يا للا بقى متبقيش بايخه ده بابي حيفرح أوي لما يشوفك معايا انتي عارفه انه بيحبك اوي 
غصون بس 
فريده مبسش ولا حاجه احنا حنقعد مع بعض ولو حصل حاجه نمشي 
يتجهان سويا نحو الشركه و تطلب منها غصون أن تدخل معها عند أبيها أولا كي تخبره بأنها هي التي ألحت عليها المجئ معها 
تطرق على أبيها الباب و تدخل صباح الخير يا جميل 
محمود غصون في إيه ياحبيبتي انتي كويسه مامتك كويسه في حاجه حصلت 
غصون اطمن يا بابا احنا بخير ياحبيبي مفيش حاجه والله
محمود طب لما مفيش حاجه يابنتي جايه هنا ليه
فريده انا اللي اتحايلت على غصون يا اونكل عشان تيجي معايا و نقعد مع بابي شويه حضرتك عارف مامي مسافره وانا برجع البيت ببقى زهقانه اوي
 

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات