الخميس 28 نوفمبر 2024

فى ظلمة بيجاد بقلم مياده مأمون

انت في الصفحة 15 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز


متصفحها جيدا ثم أعطاها له ثانية وهتف بروية
اعمل اللي طلبته منك يا حماد وخلي سعديه مراتك تنضف ليهم المخزن كويس وابقي حطلها سرير تنام عليه بدل رقدتها على الأرض وهاتلها غطي تقيل تتغطى بيه من البرد ده 
وابقى هات لعمي هدومه وحميه زي ما طلبت منك. 
بنظرة مندهشه اجابه سريعا 
أكده من عنيا يا بيه والله عين العقل يا ولدي طب يا ريت تكمل جميلك وتنقلهم الڨيلا دا حتى المخزن برد جوي عليهم. 

بطل رغي يا راجل يا خرفان انت ڨيلا ايه اللي انت عايزني انقلهم فيها انت تعمل اللي بقولك عليه وبس 
وعالله يا حماد تسيب باب المخزن مفتوح في يوم الله الوكيل ما هرحمك المره دي. 
واني هاسيبه مفتوح ليه بس يا ولدي 
عشان صعابنه عليك مثلا تقوم تسيبه مفتوح ليها فاتهرب هيا والله پموتك انت وعيالك ومراتك لو عملتها يا حماد. 
بكل خوف اجابه
لاه واني من مېته بس بعمل حاجه غير اللي بتقولي عليها داني تحت امرك وفي طوعك من ساعة ما جبتني اهنه يا ولدي. 
أيوه خليك بقى كده في طوعي واتقي شړي احسنلك ما انت اكيد بردو ماتحبش تشوف شيطان بيجاد الألفي يا عم حماد
بأنحنأه خفيفه اتكئ على كتفه واعطي له الكوب الزجاجي الفارغ في يده ثم ابتسم له بخبث وتحرك للداخل. 
ليهمس ذلك الجالس ارضا وهو يقلب حديثه جيدا برأسه
بجيت واعر جوي يا ابن الألفي وشيطانك أتمكن منك مسكين يا ولدي بجيت ظالم ومظلوم بنفس الوقت. 
كالطيف تأتي زائرا
معذبا وحائرا
أشعر بخطواتك نحوي غائرة
وانفاسك تجاهي مئلمه
لكن كل الامك سيدويها الهوى
وبالقرب يا حبيبي ستلقي الدوا. 
ذهب إلى ذلك المخزن وفتح بابه بهدوء وجدهم نائمون كل منهم في مكانه 
عمه المړيض راقدا في فراشه اما هي تفترش الأرض بجسدها متقوصة في بعضها ضاممه قدميها الي صدرها ترتعش من شدة البرد
فاشلح چاكته الثقيل من عليه ودثرها به برفق ثم اعتدل في وقفته ورحل بهدوء مثلما حضر موصودا الباب خلفه جيدا. 
لتعتدل هي من رقدتها واخيرا ما تهدأ رجفتها التي ما كانت الا رجفة ړعب منه وكرها شديد له. 
قذفت چاكته ارضا من عليها بأشمئزاز وهي تسخر من فعلته 
ال يعني حنين اوي وفي قلبك رحمه روح يا شيخ منك لله. 
تنفيذا لأوامره دلف إليهم في الصباح مصتحبا زوجته معه حتى يبدؤا في العمل الذي كلفه به سيده. 
ادخلي يا سعديه وهمي شوية عشان تخلصي بسرعه. 
يوه حاضر يا حماد مانا جايه اهو خد انت عني الحاجات دي. 
هاتي يلا اني هركب السرير وانتي روحي هاتي باقي الحاجه يلا قبل ما تصحي 
بس انا صحيت اهو يا عم حماد صباح الخير. 
اعتدلت من نومتها وجلست حتى ترى ما يحملوه في ايديهم. 
ايه اللي شايلينو معاكم ده 
اجابها بكلمات ساخره ليثبت لها أن سيده يمن عليها بعطفه. 
ده سرير بيجاد بيه امر اني اركبه ليكي اهنه عشان تنامي عليه بدل نومتك على الأرض في التلج اكده. 
لأ والله!
طب يا سيدي كتر خيرك انت وبيجاد بيه بتاعك ده بس يا ترى بقى جبت العلاج بتاع عمي مهران زي ما قولتلك
ايوه جبته وجيبت له هدوم نضيفه كمان اطلعي اقعدي قصاد الباب مع سعديه مرتي على بال ما اخلص واحممه واغير ليه هدومه. 
لمعت عيناها بخبث ووقفت سريعا بفرحه وجرت نحو الباب. 
ماشي كلامك تعالي يا ست سعديه نخرج بره. 
تقدمت معها زوجته المتزمرة جدا من حديث زوجها 
جلست أمام المخزن وهي تتأفف بحديث مبهم غير مفهوم الأخرى. 
كل شويه روحي يا سعديه هاتي يا سعديه لما هاتجيب اجل سعديه عن قريب. ٠ ٠
ضمت حاجبيها لها غير متفهمه عليها متسائلاة عن سبب ڠضبها
مالك بس يا ست سعديه 
مافيش يا بتي حاجه أصله مش بيبطل كل شويه طلبات من شويه كان بيقولي روحي هاتي باقي الحاجات ودلوقتي بيقولي اقعد معاكي بره وكمان حبه هينادم عليا فين الحاجه يا سعديه انتي يا وليه روحتي فين 
هههههههه الله يحظك والله يا خاله ضحكتيني برغم اللي انا فيه. 
أكده بتضحكي! طبعا ليكي حق ما هو انتي السبب في اللي انا فيه ده. 
صمتت ثانية بتفكير ثم قالت
طب ما تقومي تعملي شغلك وماتخفيش انا قاعده هنا يعني هاروح فين. 
بجد طب بصي انا هاروح اجيبلك باقي الفرش اوعاكي تتحركي من اهنه احسن تضريني يا بتي. 
لاء ماتخافيش مش هاتحرك من هنا يلا
انتي بسرعه بقى عشان تخلصي شغلك بدري. 
سريعا ما همت واقفه وجرت نحو الڨيلا
تريثت الاخري رويدا الي ان اختفت من أمام اعينها 
لتقف متلفته حولها ثم جرت الي الخارج باتجاه البوابه 
الي ان وصلت عندها لتجد بابها موصودا جيدا. 
خاب أملها وهي تحاول فتحها ولكنها وقفت مصدومه وهي تستمع الي اكثر صوت كرهته في حياتها
على فين العزم انشاء الله
....
ماتحوليش البوابه مقفوله بالمفتاح والمفتاح في أيدي اهو.
استدارت نحوه تهز رأسها يمين ويسار وعيناها تزرف الدمع بشده.
لأ لأ لأ حرام عليك بقى 
انت عايز مني ايه سيبني في حالي بقى يا اخي. 
كده بسهوله اسيبك قبل ما اخد حقي منك
انت لسه ليك حق عندي ما أخدته وقټلت ابويا ابوس ايدك سيبني اخرج من هنا وانا والله لا هاروح للبوليس ولا هبلغ عنك. 
هههههههه تبلغي عني!! يا ماما انتي لو رجلك خطت بره عتبة الڨيلا دي
بعد لحظه واحده البوليس هيقبض عليكي انتي! وبدل ما هتبقى محپوسه في سجني انا هاتتحبسي عند الحكومه بتهمه تجارة 
اه اصلهم لما وصلوا لڨيلا ابوكي ولقوا متفحمه لقوا المتخزنه فيها بردو وعرفو انه كان ليه بنت 
بس مالقوش مع باقي الأموات فابيدورو عليها 
عشان تشيل قضيه ممكن تاخد فيها إعدام بقليلو اوي يبقى مؤبد. 
صرخه قويه خرجت من جوفها وهي تحاول الفرار منه تبحث عن أي ثغره تحاول أن تخرج منها. 
لاء كدب انت كداب خرجوني من هنا انا عايزه اخرج حرام عليكم. 
أخيرا ما امسكها بين يديه بعد أن جري خلفها وبقيت عينه مثل جمرتان ملتهبتان ترمقها بشده تجبر عيناها ان تنجذب اليه ولا تقوى على الافلات منه. 
هاتهربي مني تروحي فين خلاص انتي مبقاش ليكي مكان يأويكي غير بيتي هاتعيشي طول عمرك هنا خدامه فيه لحد ما اقرر انهي حياتك بأيدي. 
بابي
مفاجئه غير متوقعه! 
خروج صغيره الان سوف يعركل خطته لن يتخلص من كم الاسئله التي سيبدئها ولن يتركه دون اجابه مقنعه. 
تركها من يديه ونظر اليه و هتف
يامن انت صحيت يا حبيبي خرجت في البرد ليه ادخل جوه وانا هاجي ليك حالا.
مين دي يا بابي هي بتصرخ وټعيط ليه
دي دي تبقي يا حبيبي
الشغاله الجديده جبتها عشان تساعد داده سعديه في شغل البيت 
بس هي غبيه شويه كسرت حاجات كانت شايلها وانا كنت بزعقلها عشان كده بټعيط. 
بس دي حلوه اوي خليها مس ټعيط يا بابي وتجبلي اكل انا جعان. 
حاضر يا يامن انا هاخلي داده سعديه تيجي تفطرك بس اطلع انت اوضتك دلوقتي. 
لاء خليها هي تيجي معايا يا بابي
بنبره قويه يعلمها طفله جيدا ويهابه حين يستمع إليها امره
لاء اسمع الكلام وادخل جوه يلا. 
لم ينتظر الصغير لحظه أخرى واختفي عن عينه. 
لتسخر هي منه. 
ده يامن ابنك زياد الله يرحمه كلمني عنه كتير طفل جميل خساره انه يكون ليه اب زيك انت. 
بحركه سريعه مد يده الي عنقها المغطي جيدا بحجابها وضغط عليه بقوة. 
الخساره الوحيده ان زياد الله يرحمه عرف واحده زيك حبها بكل كيانه وفي الاخر ټخونه وتغدر بيه وتكون السبب في قټله لاء وجايه دلوقتي تترحم عليه. 
وبنفضه قويه ترك عنقها لترتد للخلف وهي تسعل بشده وتحاول ان تسيطر على تنفسها. 
وانا هنتظر ايه من واحد جاحد وقتال قټله زيك دا حتى عمك الوحيد وجد ابنك سايبه بحالته دي ومافكرتش تعالجه لاء وراميه في المكان القذر ده. 
واذا بها تجري نحو سجنها برغبتها والذي أصبح الان مئواها الأمن الوحيد بعد أن ثبتت في عقلها تلك الكذبه التي ابتلاها بها منذ قليل. 
دلفت الي الداخل سريعا بعين جامدة وعبرات ثابته مثل لاءلأ الماس 
لم تلتفت لذلك الذي اصتدم بها وكاد ان يسقط زوجته المترجله من خلفه 
ليستجمع نفسه سريعا وينظر الي سيده الثابت في مكانه واضعا يديه في جيب بنطاله ينظر إلى طيفها بسخرية تامه. 
خلاص يا بيجاد بيه عملنا كل اللي امرتنا بيه! 
سي بيجاد يا ابني انت سامعني 
هاه اه طيب يا حماد خد المفتاح واقفل الباب عليهم تاني ودي آخر مره البت دي تخرج الجنينه. 
الله مش انت يا بني قولتلنا نسيبها وانك عايز تشوفها هاتصرف ازاي. 
وشوفت ووصلت للي كنت عايز اوصله خلاص الباب ده مش هيتفتح بعد كده غير لما تدخلو ليهم الاكل او لو عايزه حاجه تيجي تقولي الأول وبعدها لو انا وفقت تبقى تفتح ليها
جلست بجانب ذلك الكهل تبكي في صمت بعقل مشتت 
هل ستتهم بالفعل بتلك التهم التي ألقاها عليها وهي لم تفعل شئ 
نعم والدها كان بالفعل تاجر للمخډرات وهذا ما كان الجميع يعرفونه بل وكان حبيبها يوضحه لها في كل مره يتقابل فيها 
وكانت هي تكذبه وتقف ضده الي ان اتضح كل شئ أمام اعينها. 
والدها هو سبب شقائها في حياته وبعد مۏته عليها الآن إن ترضى بقضاء ربها وتستسلم لقدرها الذي لا يعلمه إلا هو وحده. 
وعليها ان ترضخ أيضا لسجانها وعدوها الوحيد. 
بيجاااااد
ظل الطفل وحيدا طيلة هذه الأيام يأكل وحده ويلعب وحده وعندما يعود والده يجلس بجواره في غرفة مكتبه في صمت تام 
الي ان يغفو في هدوء ثم يحمله ابيه بين يديه ويصعد به الي غرفة نومهم. 
لكنه اليوم صعد به وارقده في الفراش ودثره جيدا ثم ترجل للأسفل ليذهب حيث ذلك السچن الذي يغلقه عليهم. 
وقف بالخارج ولم يدلف إليهم عندما وجدهم
مستيقظين يتحدثون سويا فقرر الاستماع لحديثهم الحزين في هدوء تام. 
كنت فاكرك غير ابوكي يا ساره كنت فاكرك زي فرح بنتي في طيبتها عمري ما كنت اتوقع انك تغدري بزياد وتكوني السبب في مۏته. 
كان صوت بكائها أعلى من كلماتها التي تتفوه بها 
والتي كان يشعر بيجاد بصدقها ولا يعلم السبب. 
حتى انت كمان مصدق الكلام ده يا عمي بس ليك حق كلكم ليكم حق تصدقو حتى
اخوه الظالم الجبار ده 
انا مش زعلانه من كل حاجه بيعملها معايا معذروين اصلكم مش فاهمين حاجه. 
طيب احكيلي يا بنتي قولي ليا انا حصل ايه. 
هاحكيلك يا عمي مهران مع اني عارفه انه مش هايفيد بحاجه بس هاحكيلك. 
انا لما زياد الله يرحمه اتصل عليا قومت بسرعه لمېت كل حاجاتي 
ولبست عشان اروح ليه وفتحت الباب لقيت ابويا واقف قصادي. 
وعنيه بطق شرار بصلي وقالي
رايحه على فين يا ساره 
انا انا مافيش كنت بس خارجه اجيب شوية حاجات يا بابا. 
بشنطة السفر دي يا ساره 
افهمني يا بابا عشان خاطري انا انا كنت... 
كنتي ناويه تهربي مع ابن الألفي وتحطي راس ابوكي في الوحل
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 34 صفحات