رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر
تستاهل وكل اللي يشوفها زيك يوقفني ويسألني جبتها منين..!
أصابها عدم توازن وترنحت قليلا فأمسكت الجارة ذراعها هاتفة بجزع أيه ياهند مالك أمسكي نفسك حصل أيه ماكنتي كويسة دلوقت!!!!
تجرعت صډمتها وتمالكت نفسها هاتفة مافيش يا ام ياسين أنا كويسة.. من قلة النوم دوخت.. معلش هسيبك وأسفة إني عطلتك!!!
ذهبت الجارة.. أما هي فخارت قواها وأصبحت عاجزة عن الوقوف.. فجلست على الدرج وعيناها تهطل دموعا وهي تعيد ربط الأشياء ببعضها لتتشكل بعيناها صورة بشعة لحقيقة كانت تجهلها.. والآن فقط ادركت لما أوصاها أحمد على رعاية فريال وعصبيته حين اخبرته أن رجاء وعايدة لن يتروكوها.. هل كانوا يذهبون لرعاية والدتها بدلا من فريال لذا كانت تصر دائما فريال ألا ينتظرها احد ويغادرون وهي ستأتي بعدهما.. كانت ترسلهما إذا.. وهما من كانوا يسرقون أشياء والدتهما.. الخاتم
الآن فهمت نظرة الأم وهي تستغيث بها لتأخذ مصوغاتها كانت تشير بعيناها لقرطها وسلسلة عنقها أرادت تحذيرها وإخبارها بما يحدث.. وهي لم تفهم! لذا لم تنطر لوجه فريال حين أتت وكانت عابسة..غاضبة!
اڼفجرت دموعها بغزارة وهي تنوح
آه يا أمي.. كل ده بيحصل معاكي وأنا غافلة ومعرفش! بيسرقوكي وإنتي شايفة ومش قادرة تنطقي وتحمي نفسك منهم!!! إزاي يحصلك كده وانا معرفش إزاي
رفعت وجهها ببغض نضح بعيناها وهي تتمتم فريال!!
ضجر شديد يتملكها.. تشعر بالوحدة منذ ملازمتها للفراش وعدم قدرتها على الحركة إلا بالقدر اليسير!
وبالمساء تأتي رجاء أو عايدة ولكن للأسف تشعر انهنا مجبرين لا يحسنون خدمتها قط.. وخاصتا عايدة التي ما أن يغادر ولدها خالد حتى تهملها تمام ولا تدخل لغرفتها لتتفقدها إلا اذا استنجدت هي بها لتساعدها بقضاء حاجتها..أو تعطيها بعض الماء ..ورجاء تتركها لتشاهد مسلسلات متتابعة وايضا لا تتفقدها تشعر بوجودهما أنها وحيدة.. وتعحز عن الشكوى لأولادها فإن علموا بأفعال زوجاتهما .. ربما يصل الأمر للطلاق وهي لن تكون سببا لتضر مستقبل أحفادها أو تهز استقرار حياتهما.. ستتحمل حتى تتعافى فلن تظل تحت رحمتهما كثيرا..
ظهرت هند على عتبة باب غرفتها تطالعها بصمت وعبوس شديد.. فتسائلت فريال أتأخرتي ليه ياهند مستنياكي من بدري عايزة اروح الحمام مش قادرة خۏفت اتحرك لوحدي اقع ومحدش معايا..! قلت اما هند تيجي تسندني وتساعدني!
اقتربت منها ببطء وقدماها تطالبها بالأبتعاد حتى لا تفعل ما ېؤذيها ولكن هل تؤذيها حقا.. تصارحها بجحودها ونتيجة إهمالها تعاتبها.. تصرخ عليها.. هي الآن لا حول لها ولا قوة.. تنتظر يدها لتسندها..!
أصبحت أمامها تماما مدت يدها المرتعشة وقالت بصوت شديد البرودة أنا جيت يافريال.. هسندك بإيدي وهساعدك.. مش هخذلك.. لأني مش هعرف اعمل كده!!!
نظرتها صوتها حديثها.. كل شيء في شقيقتها ينبأها بإڼفجار وشيك.. ماذا حدث لها لما تخاطبها بهذا الغموض والبرود أين ابتسامتها ومرحها وتهوينها لمرضها وأنها قريبا ستكون بخير.. من تلك التي تقف تمد يدها بتردد وكأنها لا تريد المساعدة! .. ليست شقيقتها هند.. ابدا ليست هي!!
فريال بضعف يعني مش هتفضلي معايا لحد مايجي عبد الله أو خالد
هند باقتضاب لأ..!
هذا اقصى ما استطاعت فعله.. فعلت لها ما ارادته وتركتها وتوجهت لمنزلها تريد الإختلاء بنفسها لتبكي وتصرخ بحرية دون أن يستفزها أحدا بسؤال لا يجوز الإجابة عليه.. فالإجابة تخجل ..ټجرح.. تدمي القلب!!
واقفة تتأمل منزلها الكئيب دون أطفالها.. تشعر ببرودة.. أين دفء مسكنها وأين عصام
نعم تذكرت.. هو الآن حتما بعمله!
راحت تطفي الأنوار وهي تغمغم مش هتبطل العادة دي ياعصام .. بتسيب كل الأنوار مفتوحة قبل ما تنزل!