رواية لم تكن يوما خطيئتى بقلم الكاتبه سهام صادق
امي وابوي
وابنك كمان ياحج مش تربيتك برضوه
كانت السعاده تملئ فؤاد الحج محمود وهو يرى أخيه الأصغر فخر عيلة العزيزي وفخرهم جميعا
قاده شهاب نحو مقعده ليتوقف الحج محمود واضعا يده أمامه معترضا
ده مكانك انت
ومكاني هو مكانك ياحج
ومع اصرار شهاب كان يجلس الحج محمود خلف مكتبه وفخره يزداد بشقيقه وتربيته
ابعتيلي البشمهندس أدهم يا أميره ..والقهوة بتاعتي وبتاعت الحج
دقائق وكان أدهم يدلف صائحا دون تصديق
الحج بجلاله قدره هنا.. يامرحب يامرحب
جمع عائلي كان لا يحصل الا في فترات متفرقه ولكن دوما كان فخرهم أمتداد اسم العائله بعراقه وترابطهم مهما ابتعدوا
مسحت على يده الموضوعه فوق الطاوله تسأله
مالك ياكريم
رفع عيناه نحوها يشعر بالتشتت... يملك زوجه يحسده الجميع عليها ولكن سعادته معها لا تكتمل وضغط والدته كل يوم يزداد ويزداد التباعد بينهم
تجمدت عيناها وقد سمعت ماخشت سماعه منذ دلوفه للمنزل بملامح مجهمه
دكاتره وعمليات وأمل كل يوم بنصبر بي امي.. ومافيش حاجه بتحصل
ابتلعت لعابها وهي تطرق عيناها نحو طبقها
انا ذنبي ايه...
وسقطت دموعها وهي تسأله عما اذنبت فعجز لسانه فماذا سيقول... ايعترض على مشيئه الله
شحبت ملامح وجهها وهي تسمعه لا يمر اياما على تحسن علاقتهما الا وينقلب كل شئ بعدها
ده عاشر دكتور مغيرينه ياكريم
يتغير لحد ما نلاقي نتيجه
هتف بها وهو يلتقط مفاتيح سيارته.. سيارته التي قضت أربع سنوات تدخر معه المال ليدفعوا اقساطها
اغمضت عيناها بقوه وصوت الباب يفزع جسدها ودموعها تنساب منكسرة الخاطر
مالك ياحبيب امك... هي نكدت عليك برضوه
أمسكت ذراعه ليدفع ذراعها عنه وهو لا يرى أمام عينيه الا الصراع الذي أصبح يعيشه
سبيني في حالي ياأمي
وانصرف خارج المنزل وهو لا يعلم الي اي مكان سيذهب حتى يريح رأسه
ضحكاتهم كانت تعلو وسط جمع عائلي هادئ لا يتكرر الا كلما جمعتهم الفرص
هتف بها شهاب وهو يغمز لابنة شقيقه التي تعيش في منزله الي ان تنهي دراستها الجامعيه بكلية العلوم
لم تكن لبنى في مزاج يسمح لها بالمزاح ولكن جاهدت على رسم ابتسامه هادئه فوق شفتيها
لمعت أعين الحج محمود بسعاده منطفئة لتذكره وردة البيت الأخرى وقد أخذها المۏت في عز شبابها
وبعد أن كان الحديث يدور عن أحوال عاصم وادارته لاراضي العائله ومزارعها انقلب الحديث نحو لبنى
ولم يكن شهاب غافل عن نظرات ابن شقيقه الآخر
أدهم وحبه الكبير ل لبنى التي لا تراه الا في مقام شقيقها عاصم
لم تشعر لبنى بحالها الا وهي تنسحب من فوق مقعدها متمتمه
انا شبعت عن اذنكم
انصرفت بهدوء لتتعلق أعينهم بها.. وتلاقت نظرات شهاب بشقيقه الحج محمود وهو يخشى ان تكون لبنى مازالت تهوي ذلك الطبيب فالقصه قد مر عليها خمس سنوات ولم تكن لبنى الا فتاه مراهقه ظنوا ان هذا لم يكن الا افتنانا وانتهى كل شئ بعد أن رحل هذا الطبيب عن بلدتهم
اطفئ كريم عقب سيجارته الثالثه لتمتد يده لجلب أخرى من علبة سجائره
يعنى انت بشرب السجاير الكتير هتحل مشكلتك ياكريم
تأفف كريم يزفر دخان سيجارته
سيبني في حالي والنبي يارائف
لطم رائف كفوفه ببعضهم يتسأل عن حال صديقه الذي في أتم نعمه من الله ولا ينقصه شئ
وانت مال حالك ياكريم.. ما الحمدلله حالك تمام وعندك ست متتعوضش وشغل كويس
اه ما انت عشان متجوزتش مش حاسس
تاني موضوع الخلفه ياكريم
كل ما اشحن عزيمتي واقول هكمل الطريق للنهايه مع قدر.. امي تشتغل زن... ديه مقرره تخلي الجيران يشوفولي عروسه
احتدت نظرات رائف وهو يستمع لحديث صديقه
وهي مراتك فيها عيب ياكريم... ما انت عارف انها مسأله وقت
امي مش شايفه كده ياسيدي
ضجر رائف من سلبية صديقه
هو كل حاجه امي ياكريم... حرام عليك بنت الناس
هو انا ظلمتها يارائف.. ما انا صابر اه ومش مقصر معاها في حاجه
تنهد رائف بفتور وهو يجاهد في تهذيب شخصيه صديقه
وكلامك اللي زي السم
غيري كان زمانه اتجوز
لم يتمالك رائف ضحكاته وهو ينظر لصديقه
ده كلام خالتي سميحه ولا انا بيتهيألي
تاني ياعمر...انت عايز توصل لايه
اطرق عمر عيناه وهو يسمع توبيخ صديقه المقرب وزميله بالمشفى التي يعملان بها
بحبها ياحاتم...بحبها يااخي
بتحب ايه... بتحب اللي هتضيع مستقبلك
اغمض عيناه بقوه وقد اصبح لا يحتمل ذلك الحب المحكم عليه بالفشل منذ البدايه
ياصاحبي انا خاېف عليك... زمان أهلها طردوك من بلدهم.. عوايدهم كده مبيجوزوش بناتهم للغرب.. وانت حاولت على اد ما قدرت وعملت كل حاجه لكن مافيش فايده.. تضيع بقى نفسك ومستقبلك...طب فكر في أمك واختك
واردف وهو يزيد من تأنيبه رغم علمه ان صديقه يصبح اخر ويضرب بكل قراراته التي يتخذها بعد نصح يدوم لأيام بعرض الحائط فور لقاءه بتلك المعشوقه التي لا يعرف ايكرهها ام يتعاطف معها
انت عمرك ما كنت ضعيف ياعمر... ايه اللي جرالك
والضعف لم يكن الا امام الحب... حب فتاه ترتدي ثيابها المدرسيه تتباطئ أمام عينيه كلما مر بالطريق نحو المشفى التي يعمل بها
الصغيره القت لعڼتها عليه قديما والآن هو من عليه فك القيود.
تعلقت عينيها بباقة الازهار التي يضعها أمامها تعبيرا عن اسفه لما حدث ويحدث من والدته ابتسمت بسعاده وهي تلتقط الباقه تضمها اليها
ديه عشاني انا
وارتمت بين ذراعيه تخبره بسعادتها
ربنا يخليك ليا ياكريم
ضحك وهو يضمها نحوه يتذكر اصرار رائف وضغطه عليه لمصالحتها
ابعدها عنه قليلا يتأمل ملامح وجهها الجميله... وفي لحظات معدوده كان يجذب يدها نحو غرفتهما
تسطحت فوق الفراش ليتسطح جانبها مائلا عليها يداعب عنقها بأنامله
كريم انا سألت عمر اخويا عن دكتور جديد.. وهو...
وضع كفه فوق شفتيها قبل أن تتابع حديثها
بكره نشوف ده ياحببتي..
وما من ثواني كان يميل نحوها بمشاعر عاصفه وتلك المره لم تكن معه كما اعتاد عليها جسد بلا روح... أعطته دفئها وحبها باقه ازهار غيرت مشاعر كثيره داخلها... غيرت تفكير عقلها من سلبيه زوجها وتحطيم حماتها الدائم لها حتى فكره تزويج زوجها قد محت..
انتهت رحلة مشاعرهم الجميله ليجذبها اليه
الواد رائف طلع بيفهم... ده انا اجبلك كل يوم ورد
استجمعت شجاعتها أخيرا وهي تقف أمام حجرة مكتب عمها.. فلا احد يستطيع ردع شقيقها الا هو
طرقات خافته طرقتها فوق الباب ليهتف سامحا لها بالدلوف وفور ان رأها ابتسم
تعالي يالبني
شعرت بالتوتر وهي تطالع نظراته الحنونه نحوها وقبل ان تسأله عن امكانيه الحديث معه إذ لم يكن مشغولا
كنت لسا هبعتلك..
وتسأل
بس قوليلي الاول انتي كنتي عايزانى في ايه
ابتلعت لعابها وهي تنظر اليه لينهض من فوق مقعده متجها إليها
تعالي ياحببتي اقعدي واحكيلي انتي عايزه ايه
هو حضرتك كنت عايزني في حاجه مهمه
ضحك وهو يراها تقلب الأدوار فبعد ان كان هو من ينتظر حديثها أصبحت هي من تسأله
يعنى افهم من كده انك عايزانى اتكلم الأول ... ماشي ياستي
اماءت برأسها وهي تنتظر سماع ما سيسرده عليها... وكلمه وراء كلمه حتى انتهى الحديث وبهتت ملامحها
ها يالبني.. اظن مافيش حجه خلاص