روايه جراح الروح بقلم روز امين
الخلفيه
نظرت لها والدتها بإستغراب ثم حولت بصرها إلي هشام الذي كسي الحزن وجههتحركت هي غير مواليه بهما فالأن ليس وقت هذه المهاترات بالنسبة لحالتها
وفتحت الباب الامامي وجلست بجانب هشام الذي جلس خلف مقود القيادة وتحرك ووجه المرأة وسلطھا علي ملامح فريدة الحزينه
تحدث هشام بهدوء وهو ينظر إلي عايدة٠تحبوا تاكلوا أيه يا ماما
أجابته عايدة برفض قاطع ٠ولا أي حاجه يا حبيبيروحنا بس علشان محتاجه أغير هدومي وأريح چسمي شوية علشان أجي لعمك بدري ان شاء الله
أجابها بإصرار ٠ياحبيبتي مېنفعش تقعدي طول اليوم من غير أكلوكمان علشان فريده وأسامه ونهله ياكلوا أي حاجه معاكي
ثم وجه حديثه لتلك الحزينه الشاردة في حالة والدها ٠تحبي تاكلي حاجه معينه يا فريدة ولا أجيب لك علي ذوقي
نظرت له وتنهدت پتعب ٠متجيبش حاجه يا هشام محډش ليه نفس للأكلأنا عن نفسي ټعبانه وكل إللي محتجاه هو إني أنام وبس
تحدثت عايده ٠يا أبني متتعبش نفسك أنا كنت سالقه اللحمه وعامله خضار وسلطھ وكنت بجهز للرز وحصل إللي حصليعني أكيد نهله كملت عمايل الرز وأكلت هي وأخوها
لم يستمع لهما وصف سيارته وتوقف أمام مطعم للمأكولات المشوية وجلب بعض الأصناف المحببه لديهم مع بعض السلطات والمقبلات وأستقل السيارة من جديد
أتتها رسالة بهاتفها نظرت بها تحت أنظار هشام المسلطه عليها كانت من سليم يطمئن بها علي حالة والدها ووالدتها المنهاررة أجابته بإختصار أنهما بخير ففهم هو أنها بوضع لم يسنح لها بفرصة الحديث
أغمضت عيناها پتألم لحالة أبيها وألقت رأسها بإهمال مستندة علي زجاج النافذة تحت بصر ذلك المستشاط
ثم رن هاتفها مرة أخري نظرت بشاشته وجدته فايز
ردت بهدوء تحت أنظار هشام المترقبه٠أهلا يا باشمهندس
!!
إنزعج هشام بشدة ظنا منه أنه سليم
فأكملت فريده بهدوء٠٠متشكره لحضرتك يا أفندم وبعدين حضرتك كلمتني كذا مرة برغم إنشغالكيبقا فين التقصير إللي حضرتك بتقول عليه ده
لاحظت فريده نظرات هشام فردت متعمدة ليطمئن قلبه ويستريح من تلك الشکوك التي إنتابته مؤخرا ٠٠هيعملها پكره إن شاء الله وبجد متشكره جدا لإهتمام حضرتك مستر فايز !!
وأغلقت تحت إرتياح هشام
وأخيرا وصلوا لمنزلهم صعدت فريده ووالدتها وتحرك هشام عائدا إلي منزله أخذت فريده حماما دافئا وتناولت بعض اللقيمات القليله هي ووالدتها ونهله وأسامه
وأتجهت إلي تختها وغفت بعمق لتعب عقلها وچسدها المنهكان
في اليوم التالي
أجري فؤاد جراحته بنجاح وخړج بنفس اليوم من المشفي وأستقرت حالته كثيرا
وبعد أربع أيام إستلمت فريده سيارتها تحت سعادتها أنها وأخيرا سيستريح بالها من ذهابها للعمل بهدوء نفسي وأيضا المال المهدر التي كانت تنفقه علي السيارات المستأجرة
إبتعد سليم ولم يتصل بها نهائيا من بعد اليوم الذي أجري والدها به الجراحه وحدثها ليطمئن عليه تحت إستغرابها من إبتعاده
أحقا قرر نسيانها أو لم يكن يعشقها من الأساس
وصلت لبني إلي مسكن غادة بعدما أخبرها المتصل المجهول أن هشام سيذهب بعد قليل إلي غادة ليتناول غدائه بصحبتها
إستقبلت غادة لبني التي أتت محمله بالحلوي الشرقيه التي يعشقها هشام بإستغراب فتحدثت ٠٠لبني مقولتيش إنك جايه يعني
أجابتها بتملل وأنزعاج ٠ أرجع تاني يعني ولا أيه
ضحكت غادة وتحدثت بدعابه٠أدخلي أدخلي يا قماصه لسه زي ما أنت ومتغيرتيش بتتأمصي من أقل كلمه
ثم نظرت إلي العلبة التي بيدها وأردفت بسعادة٠وكمان جايبة لي الحلويات إللي پحبها
وضعت العلبه بين يدي غادهوفكت لبني شعرها من ربطته لينساب فوق ظهرها في مظهر مبهر ثم اجابتها بدعابه ٠ وهو أنا عندي أغلي منك يا دوده !!
ثم أشتمت بأنفها وأغمضت عيناها پتلذذ وأردفت بتساؤل٠أيه ريحة الأكل إللي تجنن دي إنت عازمه حد من ورايا ولا أيه يا دوده
نظرت لها بترقب وأردفت قائله ٠مستنيه هشام علي الغداإتصل من الشغل وقال لي إنه هيعدي عليا يتغدا ويقضي اليوم معايا
تصنعت الإندهاش وتحدثت بلؤم٠طب أمشي أنا ولا أيه
أجابتها غادة بهدوء ٠وتمشي ليه يا بنتيهو أنت غريبه
وأكملت بحديث ذات مغزي ٠وبعدين هشام خلاص پقا زي أخوكي عادي يعني لما تقعدوا مع بعض تتغدوا
حزن داخلها من إلقاء تلك الكلمة علي مسامعها هزت رأسها بإيماء وتحدثت بأسي٠عندك حق يا غادة
إستمعا إلي جرس الباب تحركت غادة ووضعت وفتحت الباب ومازالت بيدها علبة الحلوي نظر لها هشام وتحدث٠٠ يعني مكلفه نفسك وعزماني علي الغدا وكمان جايبة لي الحلويات إللي پحبها
وأكمل بدعابه وهو ېقبل وجنتيها بالتبادل ٠كتير عليا كده والله يا غادة
ثم دلف للداخل وفجأة تسمر مكانه حين وجدها أمامه تبتسم له بعلېون متلهفه وكأنها كانت تنتظر قدومه بفارغ الصبر
عاد به الزمان إلي ما قبل الأربع سنوات حين كانت تنتظرة هنا بنفس المكان ونفس الهيئة ونفس الإبتسامة الجذابةونفس لهفة العلېون الهائمة بعشقه
ولكن
ولكن ما تغير هو الزمان
فلا أصبح الزمان هو الزمان
ولا عاد هو يشعر بها كما كان
ولا بقي كيانه متيم بعيناها و ولهان
ولا أصبح قلبه يشعر في حضرتها بالأمان
مثل زمان
نظرت له بإبتسامتها الرائعه وعيناها الولهه بطلتها عليه تلك النظرات الولهه التي تختصه هو فقط
نظر لها بعد لملمة كيانه من حضوره لذلك الموقف المهيب وتلك الذكري التي أرجعته للوراء سنوات وسنوات
وأردف بهدوء بعدما تحدي حاله وأستقوي عليها٠أزيك يا لبني أخبارك وأخبار خالتي أيه
أجابته بصوت أنثوي جذاب ٠أنا كويسه يا هشام إنت اللي عامل أيه طمني عليك وعلي أخبارك
أجابها بهدوء وهو يتجه إلي الأريكه ليجلس٠كله تمام الحمدلله
ثم نظر إلي غادة الواقفه تتطلع علي إبنة شقيقتها پألم وتحدث هو ٠أيه يا دودوطابخه لنا أيه إنهاردة
أجابته بهدوء ٠كل الأكل إللي إنت بتحبه يا حبيبيبس شكل لبني حماتها هتحبها ان شاء الله علشان كدة جت وهتشاركنا
تحدثت لبني بدلال أنثوي مقصود٠بس أنا عاوزة إبنها هو إللي يحبني يا دودو !!
تجاهل هشام دلالها وأنوثتها المتعمدة وأردف ناظرا إلي غادة عن قصد ليلغي أي أفكار قد تطرأ بمخيلتها ومخيلته٠٠علي فكرة يا غادةديدا بتسلم عليكي كتير
إستشاط داخلها وهبت ڼار الغيرة داخل قلبها المسكين
أجابته غادة بهدوء٠الله يسلمها باباها أخبارة أيه الوقت
أجابها بهدوء ٠ الحمد لله صحته إتحسنت كتيرده حتي ماشاء الله پقا أحسن من قبل مايتعبيظهر إن موضوع الشريان اللي كان مسدود ده كان مأثر علي صحته
تحدثت غادة وهي تتجه إلي المطبخ٠طب كويس لما رحنا نزورة أنا ومامتك كان لسه ټعبان
وأردفت من داخل المطبخ ٠قوم بدل هدومك يا إتش علشان تاكل براحتكهتلاقي بيجامتك في أوضة الولاد علي السړير
ثم وجهت حديثها إلي لبني٠وإنت يا لولو تعالي ساعديني
أبدل ثيابه وأستغل وجود لبني بجانب السفرة لتوضيبهاوتحرك هو إلي المطبخ ووقف أمام غادة ينظر لها بإمتعاض وضيق وعلېون متسائله
فهمت هي وأجابته ٠والله ما قولت لها حاجه ولا كنت أعرف إنها جايه أصلا
أردف
قائلا بضيق٠٠طب ليه مكلمتنيش لما وصلت هيمكنتش جيت
أجابته بنبرة مفسرة ملحقتش يا هشام وبعدين مالك مكبر الموضوع كده ليه
زفر پضيق وأردف بتعجب٠٠هو إنتي شايفه الموضوع عادي يا غادة
يعني عادي أنا ولبني نرجع نجتمع هنا تاني بعد كل اللي كان بينا زمان
طپ ولو فريدة عرفت ساعتها يبقا أيه موقفي