روايه عينيكى وطنى وعنوانه بقلم امل نصر
غير عمارتكم ويسكن فيها
تنهدت بسأم قائلة
ياستي حسب ما سمعت من امي انه اختار عمارتنا عشان بتطل على ميدان ومنطقة عمومي مناسبة يفتح فيها محل أدوات صحية زي والده .. وبنفس الوقت يبقى قريب من والدته ويراعيها.
ياسلام !!
قالتها سحر بتهكم وتابعت
لدرجادي هو بيحب والدته يعني غريبة فعلا واحد بالأخلاق دي ويتصرف كده .
امال لو شوفتي امي وهي بتوصف فى جماله وشبابه ولا اعجاب والدي بيه عشان نصر والدته ومخلصوش قهرتها ولا نظرة الستات ليه فى شارعنا ولا اكنهم شافوا رجالة قبل كده .
سالت دمعتها بخط رفيع على وجنتها وهي تتابع
عايش حياته يافجر وربنا ماانتقمش منه زي ما كنت بتمنى وبادعي عليه .
اقتربت تربت بكف يدها على ظهر صديقتها قائلة
هتفت بانفعال
يعني امتى بس ياسحر العدل يتحقق والمذنب ياخد عقابه لحد امتى هايفضل الضغيف بس هو اللي يدفع التمن والقوي يعيش ويتمتع و......استغفر الله العظيم .
اومأت سحر متفهمة ثورة صديقتها وحزنها وهي تناولها محرمة ورقية لتجفف دماعتها قبل ان تسألها مجفلة
هزت اكتافها وهي تمط بشفتيها تقول
بصراحة مش عارفة .
ها يامعلم علاء ايه رأيك
طاف بعينيه على المساحة الشاسعة و الفارغة و الحوائط المطلية حديثا فأومأ ببعض الرضا
كويس ياعم حودة المحل بس السعر اللي انت عارضه غالي قوي .
قال الرجل متشدقا
وانا ايه ذنبي بس يا معلم علاء ..دا صاحب المحل هو اللي محدد السعر ده عشان زي ماانت شايف كدة المنطقة عمومي والبشر فيها زي النمل يعني لقطة وعلى العموم لو مش عاجبك المحل فى غيره فى الناحية التانية من الميدان برضوا ..اهم حاجة راحتك .
عاد من شروده على صوت السمسار وهو يقاطع افكاره
بابتسامة عريضة قال
خير ياباشا .. بلغ صاحب المحل ده بالموافقة عشان نخلص النهاردة ياريت.. وعمولتك هاتخدها مني مقدما .
هلل الرجل فرحا
على بركة الله ..انا هاتصل بالراجل دلوقتي عشان نجهز العقود مدام انت فلوسك جاهزة وربنا يجعلها فاتحة خير عليك ..
كانت زهيرة منهمكة فى تريب ملابسها داخل الخزانة بعد ان تبادلت الغرفة مع علاء ابنها ..حينما سمعت صوت جرس المنزل..تركت مابيدها وذهبت بخطواتها البطيئة وهي تتحامل على ألألم المزمن لعظامها وظهرها .. فتحت الباب فتسمرت مذهولة حينما وجدته امامها ..قال بصوته الرخيم
ايه يازهيرة انتي هاتسيبني واقف كدة على الباب مش ناوية تقوليلي اتفضل
تراجعت للخلف مستاءة من لهجته المتهكمة وهي تدعوه للدخول
اتفضل ياحج البيت بيتك .
خطا لداخل المنزل وعيناه تطوف على كل تفصيلة فى ارجاءه
هه ياماشاء الله.. شقة واسعة على الطراز القديم لكن شكلها يفرح وتفتح النفس ..انتي لحقتي كمان توضبيها ولا...
قال الاخيرة بنظرة ذات مغزى عليها وهو يجلس على اقرب المقاعد ويتابع
ولا شكله كده جابلك ناس تساعدك حكم انا عارفه حبيب ابوه بېخاف على صحتك من الهوا
زفرت حانقة تردد خلفه
أكيد طبعا بېخاف عليا وجابلي ناس تساعدني يامعلم وهي فيها حاجة دي
لا مافيهاش حاجة يازهيرة إن ابنك ېخاف عليكي و يجيبلك ناس تساعدك..بس ياريت بقى تفتكري انتي كمان إني انا والده وليا حق عليه زيك .
تنهدت بنزق وهي تجلس على الأريكة امامه وقالت
بقولك ايه حج ماتجيب من الاخر وقولي عن سبب الزيارة الكريمة دي
قال بجدية
عايز ابني يا زهيرة يرجع لحضني من تاني يسندني ويقف جمبي ..دا طول عمره دراعي اليمين اللي بعتمد عليه .
فتحت فاهها تنتوي الرد ولكنه سبقها يتابع
عارفك هاتقولي انك مش ممانعة..لكن انا هاجيب من الاخر زي ما قولتي ..ابنك لايمكن هايصفالي طول مانتي زعلانة ومنشفة راسك يازهيرة ..الجواز كان هايحصل هايحصل سواء كانت بت صغيرة ولا واحدة كبيرة عنها ..انا بقالي سنين متحمل تعبك وعمري ما اشتكيت ..ماينفعش انتي تيجي على نفسك بقى دلوقتي وتتقبلي الضرة البيت واسع و....
قاطعته بحدة قائلة
لأ ماينفعش يا أدهم .. حتى لو كان البيت يساعي الف ..برضوا مش قابلة الضرة ..انت بتعايرني وتقول انك اتحملت تعبي لكن من جواك عارف كويس اني رغم تعبي ده ياما أتحاملت على المي عشان ارضيك .. فبلاش النغمة دي والنبي ..انت راجل البت زغللت عيونك واتجوزتها على ام ولادك .. انت حر ..وانا كمان حرة اني مابقلش على نفسي بالضرة .
ظل لعدة لحظات ينظر اليها صامتا بوجه صارم وغير مقروء قبل ان ينهض قأئلا بقسۏة غير مبالي بتأثير كلماته على المرأة
ماشي يازهيرة خليكي كده على عندك وانتي فرحانة بابنك اللي ضمتيه لحزبك .
تحرك خطوتين قبل ان يتابع
بكره بقى لما يتجوز المحروس ويشوف حياته مع واحدة تنسيه الدنيا ومافيها ..مش هتلاقي غير بيت جوزك بس اللي مفتوح يازهيرة .. لكن انا ساعتها هاعمل بأصلي واخلي مراتي اللى هي ضرتك تشيلك فى عنيها .. عن اذنك بقى ياام الرجالة.
خرج على الفور دون ان يلتفت الى المرأة التي شحب وجهها وتسمرت في جلستها بعد ان اصابتها كلماته فى مقټل عن اكبر مخاوفها بان تعود اليه خاضعة مستسلمة له ولزوجته .
...........................
عادت سميرة من الخارج محملة بأكياس الخضر والفاكهة التي ابتاعتها من السوق فى جولتها الصباحية اليومية .. كانت على وشك فتح باب شقتها حينما رأت الرجل المهيب بحلته الأنيقة وهو خارج من شقة جارتها الجديدة متجهم الوجه وكأن على رأسه الطير ..قطبت سميرة دهشة من عبوس الرجل لدرجة تركه باب الشقة مفتوحا . انتابها الفضول والريبة ايضا لمعرفة كنية الرجل وصفته ..فتحركت تلقائيا ناحية الشقة المجاورة تاركة اكياسها ارضا .
طرقت بخفة على الباب المفتوح
ياام علاء ...يامدام زهيرة ..ياام علاء .
حينما لم تسمع ردا دفعت الباب بتوجس وهي تهتف بصوت أعلى .
يامدام زهير......يانهار اسود .
دلفت مندفعة لداخل المنزل حينما رأت المرأه امامها جالسة ورأسها متدلية على كتفها وكأنها غائبة عن الوعي.. اقتربت بلهفة تربت على وجنتيها وهي تهتف بلوعة
يامدام زهيرة ..ياست ام علاء .
رفعت رأسها الثقيلة بصعوبة وهي تجيب المرأة بضعف هامسة
ايوة ايوة انا هنا مټخافيش .
بلعت سميرة ريقها قائلة ببعض الارتياح
الحمد لله يااختي انك بخير ..هو انتي ايه اللي تاعبك
قالت بصعوبة
معلش والنبي هاتقل عليكي .. ممكن تسندينى ادخل اوضتي اريح فيها على سريري
انتي تؤمري ياختي..