رواية قلب ارهقته الحياة بقلم هناء النمر
عشان علاقتى بيها متتأثرش
قضت هدى ليلتها تتسامر مع أمها وأخواتها هيام وهدير وهوايدا زوج هوايدا مسافر لاحدى الدول العربية كإعارة تابعة لعمله الحكومى كمدرس لهذا هى قابعة عند والدتها معظم الوقت أما هدير فوعدت هدى أن تأتى لها مبكرا قبل ذهابها
خرجت هدى مرتدية ملابسها وجاهزة للخروج وباقى الفتايات قد ناموا بعد سهرهم طوال الليل
سندوتشات
دى حفلة سندوتشات دى هو انا ريحة رحلة للمدرسة وانا معرفش
إيه ده يادوب تفطرى انتى ومنى وعينى الباقي
ماشاء الله والبت هايدى مجتش
لا لسة زمانها جاية
دا انا همشى ده الطريق لوحده بياخد اكتر من ساعتين هو انتوا معندكوش هنا أى حاجة للصداع
ياحبيبتى ابدا والله
مبنمش كويس ياماما حتى فى السكن هناك تلاقى كل شوية واحدة داخلة وواحدة خارجة ساعتين الراحة اللى باخدهم مبعرفش انام فيهم
إيه يابنتى أمشى ولا ايه يلا بسرعة حودى على الصيدلية وهاتى حاجة قوية للصداع كويس معاكى قوية طيب بسرعة بقى
دخلت هايدى بعد حوالى عشر دقائق
تصدقى انا كنت خلاص همشى يادوب هسلم عليكى وخلاص فين الأقراص
قولى كدة همك مصلحتك
بطلى رغى وقبى باللى معاكى
اعطتها هايدى شريط حبوب ليس له هوية
مش لازم تعرفى هو أكل وبحلقة خديلك قرص وهاتى الباقى
كمان دا انتوا بقيتوا بخلا اوى دا حتى شريط معليهوش اسم متأكدة انه كويس وهيشيل اللى فى دماغى ده
جبار والله جبار يابنتى
طيب ياجبارة انا هاخد قرصين مش واحد عشان دماغى هتتفرتك يلا سلام بقى
إيه ده بجد هو انا اتأخرت اوى كدة
سلمت عليهم وحملت حقيبتها واتجهت للخارج للرحلة المعهودة حتى الوصول للمستشفى
فى الطريق لاحظت منى أن هدى ليست طبيعية فهى تضحك بإستمرار بسبب وبدون سبب
اهدى ياهدى شوية الناس بدأوا يبصولنا انتى ضاربة حاجة على الصبح
ضاربة فول وبيض وبسترمة ههههههههه والحاجة هدية بعتالك منهم
هاتى مفك ههههههههه
يووووه
خرجت الاثنتان من المترو وصعدا السلم وفى ملف السلم اصطدمت بأحدهم فى لحظة التفاتة لمنى ثم اعتدلت لتواجه من اصطدمت به
كان شاب وسيم جدا لديه عيون ساحرة شعر ناعم طويل ومصفف للخلف
يخربيت عنيك ايه القمر ده
أصابه الزهول من كلامها ولم ينطق
استمرت متعلقة بعينيه مع ابتسامة غريبة منها
فقال هو عجباكى
قالت بتنهيده عجبانى وبس هو فى كدة اصلا انت متأكد انك راجل
ايه والله هو المفروض كدة
اكيد لأ
________________________________________
مفيش رجالة كدة
تدخلت منى لتحركها هدى انتى اتجننتى ايه اللى بتقوليه ده
شوفى يامنى انتى شوفتى كدة قبل كدة
اعتدلت منى له بوجهها وهى تقول بصراحة لأ
ثم التفتت لهدى مرة أخرى بس يلا احنا كدة اتأخرنا اوى
هذا كله والشاب مازال مكانه معجب بكلامها وردود أفعالها
صعد أحدهم من خلفه وهو يقول يلا ياخالد جبت التذاكر خلاص
قالت هدى اسمك خالد
أيوة
اسم حلو اوى وأنا هدى
شدتها منى من يدها وهى تقول مش بقولك انتى ضاربة حاجة على الصبح يلا
أكملت هدى السلم بسبب شد منى لها لكن عينيها مازالت معلقة به وهى مبتسمة وتلوح بيدها بباى باى وهو اتبعها بعينيه حتى اختفت من أمامه
الټفت الشاب لمرافقه وهو يقول شوفت البت بتقول ايه
وايه يعنى هى دى اول مرة انت تتعاكس فيها
ماشى بس مش كدة
طب يلا عشان نلحق وكمان العربية مركونة صف تانى
لا تصدق منى ما تفعله هدى هى بالتأكيد غير طبيعية وبالطبع غير مؤتمنة على استلام حالة وهى فى هذه الحالة
وجدت أنه مازال أمامهم نصف ساعة على ميعاد الإمضاء فقررت عرض هدى على طبيب لتجد مبررا لما يحدث لها وبالفعل شك الطبيب فى شئ معين بخصوص الأقراص التى تناولتها هدى هذا الصباح وتأكد من ظنه عندما أعطاها حقنة معينة استطاعت عكس مفعول الأقراص وأعادت هدى لأرض الواقع
ثم قال الطبيب بابتسامة
أول مرة اعرف انك من أصحاب الترامادول ياهدى
عندما بدأت هدى تنتبه من حالة الغياب العقلى الغريب التى كانت عليها كادت تجن من فكرة تعاطى أختها للترامادول لكنها بالتأكيد لا تعلم فإن كانت تعلم لأخفته عن هدى تماما لا أن تعطيها منه بصفو نية
يجب أن تنهى العاجل من عملها أولا حتى تستطيع التفكير فى كيفية التعامل مع الموضوع
صعدت للدور السابع الى حيث غرفة حالتها فوجدت سجدة موجودة على كونتر الدور
صباح الخير ياساسو
صباح الخير ياهدى
إيه التكشيرة دى مالك على الصبح
ولا حاجة سهرانة مع حالة مقرفة الله يسامحك ويسامح مدام سامية
بس بس ايه اللى حصل
لا حصل ولا وصل استلمى حالتك ياستى ومش هتتكرر تانى لو هسيب المستشفى حتى
استلمت الحالة من سجدة واخبرتها أن الأمير فى غرفة الأشعة بعدها دخلت الغرفة وبدأت فى تغيير فرش السرير وتجهيز أدوية اليوم ثم جلست لتكتب ارانيك لطلب الأدوية الناقصة
وفى خضم كل هذا عاد عقلها للساعات التى تلت تناولها لأقراص الترامادول هى تتذكر كل ما حدث بل كانت واعية تماما له لكنها فاقدة تماما للسيطرة على ما تقوم به كأنها آلة تتحرك وفق أمر مسجل عليها
أثناء ذلك دخل الأمير على كرسيه المتحرك يدفعه عامل الدور ومعه ممرضة الأشعة
أما الحرس الخاص لم يدخل بل وقف أمام الباب كالعادة
عندما رأاها الأمير رفع لها حاجبا واحدا وهو يقول
ياهلا ياهلا بملاك الرحمة خاصتى وين كنتى للحين
أفندم
إيش طرشتى
لم ترد هدى ووقفت مزهولة من الرجل الذى تراه فهو ليس من خرج من غيبوبته على يدها أمس
أشار للعامل بالتقدم للسرير الخاص به مدت هدى يدها له لتساعده على الوقوف لكن بمنتهى الإهانة أبعد يدها من أمامه ورفع يده لحرف سريره ووقف وحده واستدار ليجلس عليه ثم أشار لكل من العامل والممرضة بالخروج ودون أن ينطق أحدهما سحب العامل الكرسى وخرج وتبعته الممرضة الأخرى بعد أن مدت يدها لهدى بنتيجة الأشعة
وقفت هدى أمامه لم تتحرك ولم تحاول مساعدته مره اخرى بينما هو يحاول التحرك على السرير لينام
لكنه تعثر بشكل بسيط رفع عينه لهدى وهو يقول
ليش واقفة هيك مش مفروض تساعدينى
جيت أساعدك مرة رفضت استنيتك تطلب لوحدك
من غير طلب تعملى اللى ابغيه
وهعرفه منين إلا إذا قلت
نام بوضع غير مريح واغمضت عينه من الإرهاق فاشفقت عليه هدى واقترب تعدل وضع المخدة من تحت رأسه فتح عينه ونظر لها
اتركيه أبى انام شوى
أبتعدت هدى وعينيها معلقة به تفكرا فى حاله تدرجا من الأمس لليوم وقالت فى نفسها وهى تبتسم صحيح البنى آدم