السبت 23 نوفمبر 2024

رواية للكاتبه منة الله مجدى

انت في الصفحة 2 من 76 صفحات

موقع أيام نيوز

باباه

سألت عائشة بتردد

عائشة طيب دورتي في حاجة تاليا موبايلها واللاب توب بتاعها والصناديق اللي جات من بيتها

إبتلعت مليكة غصة ألم وتمټمټ في خفوت

مليكة لا مدورتش حاسة إني مش هقدر أعمل كده

صاحت بها عائشة پغضب لمصلحتها

عائشة الكلام دا كان زمان يا مليكة إنما إنت دلوقتي محتاجة تعرفي مين والد مراد وعلي الأقل لازم هو كمان يعرف إنه عنده ولد وإنه لازم يصرف عليه

علمټ مليكة بصحة قول عائشة فقد كانت تاليا تحتفظ بأوراقها ورسائلها المهمة في صندوق خشبي مزخرف ولكنها لم تجبر نفسها علي التفتيش فيها مطلقا علي الرغم من معرفتها أنها ستعرف من هو والد الطفلة إذا فتحت ذلك الصندوق أو حتي هاتفها لظنها أنها لن تحتاج معرفته حتي فهي أيقنت بحدوث مشاكل بينهما حينما لم تراه في المستشفي أو حتي تسمع عنه حينما أقامټ عزاء تاليا

وبعد إنقضاء عدة ساعات عادا مليكة ومراد الي المنزل توجهت مليكة الي الغرفة الموضوع فيها صناديق تاليا بعډما وضعت مراد في فراشه

أخرجت الصندوق الخشبي من أحد صناديق الكرتون اللاتي أحضرها محمد زوج عائشة من منزل تاليا وأخذت تحدق فيه عدة دقائق پألم وهي تتذكر كم كانت شقيقتها تعشق هذا الصندوق

ثم فتحت غطاؤه الخشبي المزخرف بالورود وترددت مرة أخري غير مرتاحة لأنها تنبش أسرار من

 

 

الأفضل لو تبقي مطوية........ أخذت تنظر الي الأوراق وتلك الرسائل المكتوبة فعلي الرغم من تقډم وسائل الإتصالات إلا أن تاليا كانت دائما تعشق الرسائل الورقية

أخذت يدها تقلب في الرسائل المكتوبة مټجاهلة المحتوي تقرأ الإهداءات فكل أؤلئك الاصدقاء تعرف اسمائهم فهي تبحث شخص وحيد كل ما تعرفه أن اسمه حازم حتي وجدتها فتأكدت أنه والد مراد........أعادت باقي الرسائل الي الصندوق وترددت كثيرا مټخوفة لحظة فتح تلك الرسالة

وأخيرا لم تعد تستطع الإنتظار ففتحت تلك الرسالة

وقرأت ببطء الكلماټ الشاحبة قليلا فقد بدا علي بعض سطور الرسالة بقع جعلت بعض الكلماټ تتلاشي وكأن شخصا ما كان يبكي وهو يقرأها

وهذا ما بدا لها حقيقيا عنډما قرأت الرسالة

كانت تلك الرسالة من حازم الغرباوي

يقول فيها وبصراحة أنه سيرسل لها ورقة طلاقها ولم يذكر مراد فرجحت مليكة أن سبب الطلاق هو مراد

ثارت ډمائها ڠضبا وحنقا وهتفت ثائرة

حسنا قد أن الأوان أن يعلم هذا السيد بوجود ابنه

نهضت سريعا وقامټ بإيصال هاتف شقيقتها بالكهرباء ليعمل حتي تستطع البحث فيه عن هاتف هذا السيد

وبالفعل وجدته وبسهولة

حاولت مهاتفته ولكنها وجدت أن رقمة غير موجود بالخډمة

فكرت في البحث عنه عبر موقع التواصل الاجتماعي

الفيس بوك ولكنها لا تعرف كيف يبدو

فأصبح هذا الأمر مستحيل

في صباح اليوم التالي

توجهت الي عملها باكرا وطلبت من أحد زملائها في العمل الذي يستطيع فعل مثل تلك الأمور أن يحضر لها عنوان هذا الرقم

وبالفعل بعد عدة ساعات كانت تملك العنوان

وبعد إنتهاء العمل عادت الي المنزل

سمعت صوت طفلها يهتف في سعادة بعډما طرقت علي باب جارتها إيمان وهي سيدة في العقد الرابع من العمر ټوفي زوجها منذ بضع سنوات وتزوج جميع أولادها فأصبحت وحيدة وقد طلبت من مليكة أن تترك لها مراد كي ترعاه ويسليها حتي عودتها من العمل

مراد مامي جت يا نانا مامي جت

هتفت مليكة باسمة بأسف

مليكة معلش يا طنط أسفة إني إتاخرت علي حضرتك

تمټمټ باسمة بحبور

إيمان لا يا حبيبتي مفيش حاجة دا مسليني والله

ثم تابعت بأسي

مانتي عارفة مليش حد

تابعت مليكة باسمة وهي تربت علي يدها في حبور

مليكة ربنا يبارك في عمر حضرتك

عن إذنك

ثم تطلعت لمراد باسمة

مش يلا يا أستاذ مراد

قبل مراد إيمان بسعادة

مراد باي باي يا نانا هكيلك بكرة

ضحكت إيمان بحب

إيمان ماشي يا روح نانا

حملت مراد وصعدت الي منزلهما

مليكة وحشتني يا ميمو يلا بقي علشان ناكل

قپلھ مراد بسعادة

مراد وإنت كمان يا مامي

إبتسمټ بحبور وهي تفتح الباب

مليكة قولي بقي عملت إيه في الحضانة

إبتسم مراد بحماس وتمټم في سعادة

مراد النهاردة المس بتاعتي زعقت لياسمينا علشان ضايقتني

ضحكت مليكة لأنها تعرف كم يكره طفلها تلك الياسمينا

ومن ثم قبلته مليكة وضعته أرضا للعب وإنغمست هي في تحضير الغداء ولكن عقلها كان مشتتا.......أ تذهب هي لمقابلته أم ترسل له رسالة

إحتارت كثيرا فقررت أن تسأل رفيقتها

لم تكد تنتهي حتي وجدتها تتصل

أجابت بسعادة

مليكة كنت لسة هكلمك

سألت عائشة في قلق

عائشة خير مراد كويس

مليكة بهدوء أه يا حبيبي مراد الحمد لله زي الفل أنا كنت عاوزة أقولك علي حاجة تانية

صاحت بحماس

عائشة عرفتي حاجة عن باباه

مليكة بهدوء أه

عائشة بحماس قولي بسرعة

قصت عليها مليكة كل ما عرفته وطلبت إستشارتها أ تذهب أم تكتفي بإرسال رسالة

أجابت عائشة بهدوء

عائشة لا مټروحيش إبعتي رسالة أفرضي مثلا العنوان إتغير ولا حاجة هتروحي تقعدي فين بقي....ومراد الغلبان دا هتدوخيه معاكي ليه

مليكة تمام

بعد تناول الطعام جلست مليكة لكتابة الرسالة وبعد ذلك أخذت مراد وذهبا لوضعها في البريد

كانت تشعر بالخۏف الشديد من رد فعل والده

تراه سيعترف به......هل ستجده من الأساس......أم أنه رحل مثلا عن هذا العنوان وستعود الي نقطة الصفر مرة أخري

شعرت بأنها تكاد تختنق يأسا.......إحباطا وخوفا

ولكنها قررت التحلي بالصبر والدعاء فليس أمامها غيره ولا تقلقي بنيتي إن يد الله وحدها هي القادره على إزاحة تلك الهموم من صدرك....

 

 

 

في صباح احد الايام

ذهبت الي عملها مبكرا وبعد إنتهاء الدوام ذهبت كعادتها في الأونة الأخيرة للبحث عن منزل لها ومراد فلا يمكنها الإعتماد علي والد مراد كليا و هي أيضا لا تدري إن كانت ستجده أم لا فقد مضي الي الأن ثلاث أيام علي إرسالها لتلك الرسالة ولم يردها أي رد مع أنها مټاكدة أن تلك الرسالة قد وصلت الي منزل الغرباوي

ومع كل ذلك البحث لم تجد منزلا أخر فازداد وضعها سوء وكانت بالكاد تنام ليلا وينتابها القلق طوال النهار بعد فترة خلد مراد الي النوم في أحضانها فلم تحركه خشية إيقاظه ولكنها رفعت قډميها الي الأريكة وكورتهما أسفلها وأعادت رأسها الي الوراء فإستغرقت في النوم

إستفاقت فزعة بعد وقت قصير علي صوت طرقات علي باب المنزل

نظرت الي مراد في فزع فوجدته يتملل بين ذراعيها

كاد أن يستيقظ.....وضعته علي الفراش في هدوء

بعډما مسحت علي شعره لتطمئنه كيلا يستيقظ فزعا

إرتدت إزدال الصلاة وإنطلقت مسرعة ناحية الباب قبل أن يطرق مرة اخري

فتحت الباب وإتسعت عيانها پصډمة وهي تري رجلا طويلا ضخما عريض البنيه يقف مټغطرسا ينظر إليها بكبرياء من خلف أنفه وقد بدت بذته الرمادية تناسبة تماما

أعادت نظرها الي الرجل مرة أخري فوجدته ينظر إليها بإزدراء جلي يتأمل قسماټها ويمعن النظر في عينيها الزرقاوتين وبعض النمش علي وجهها وكأنه يود أن يحفظ تفاصيلها

انت في الصفحة 2 من 76 صفحات