السبت 30 نوفمبر 2024

رواية للكاتبه منة الله مجدى

انت في الصفحة 48 من 76 صفحات

موقع أيام نيوز

بعمق وهو يطالعها وقلبه يهتف پقهر وآلم

أقسم أن الله قد ألقى حبك في قلبي.....كأنه لم يخلق أحدا غيرك في الكون

في الصباح

دلفت عائشة للداخل لتطمئن عليها

فجلست علي أقرب مقعد بجوارها وربتت علي يدها الموصولة بتلك الأنابيب وأردفت بإشتياق

عائشة أنا عارفة إنك تعبتي كتير أوي في حياتك بس دلوقتي عيلتك كلها برة لازم تقومي علشانهم

وعلشان مراد هتسيبيه لمين ....بعد كل اللي عملتيه عشانه دا هتسيبيه لمين

بدأت مليكة في فتح عيناها بهدوء

فتهللت أسارير عائشة وهبت واقفة كي تدعوا طبيبا ما

حتي سمعت مليكة تسألها في دهشة

مليكة إنت مين!

برقت عينا عائشة بذهول وهي تجاهد حتي تخرج الحروف التي تراقصت علي شفتيها من هول المفاجأة

عائشة أ.... أنا... أنا عائشة يا مليكة

سألت مليكة بدهشة

مليكة عائشة مين يا طنط

إتسعت حدقتاها حتي كادا يخرجا من محجريهما وهي تتمتم في دهشة

عائشة طنط !!!!

وفجاءة وجدت نفسها تفتح الباب وتركض للخارج كي تستدعي الطبيب عساه يشرح لها لما صديقتها تناديهاطنط

في قصر الغرباوية

ألقت عبير زجاجة عطرها في المرآة وهي ټصړخ ڠضپة

عبير والله ما هسيبك يا أمچد لا إنت ولا بتك

أنت إيه ياخي..... امها تاخدك مني.... وهي تاخد سليم من بتي حسابك تجل وبجي واعر جوي جوي

والله ما ههنيك بيها..........وزي ما حرمتك من بتك والله لأحرمك مالتانية

دلف الطبيب ومعه الجميع لغرفة مليكة التي أخذت تحدق في الجميع ببلاهة عدا والدها

عاينها الطبيب بتلك الإجراءات الروتينية

ثم سألها

الطبيب مدام مليكة إنت عارفة مين دول

هزت رأسها يمنة ويسرة دليلا علي عدم معرفتهم

ثم أردفت تهتف بوالدها في قلق

مليكة بابي مين دول.........وأنا فين

 

 

برقت عينا سليم پھلع كيف لها ألا تعرفهم وتعرف والدها

قرر الطبيب سؤالها سؤلا أخر بعدما إتضحت لديه الرؤية قليلا

الطبيب مدام مليكة إنت عندك كام سنة

أردفت هي في هدوء

مليكة 8

ثم تابعت باسمة بحماس طفولي بالغ

وهتم ال الشهر الجاي

كاد أمچد أن ينهار أما سليم فهو الأن وبالتاكيد قد فقد عقله

أخبرها الطبيب أنهم سيتركوها ترتاح قليلا وإن إحتاجت أي شئ فما عليها إلا الضغط علي الزر الموجودة بجوارها

ثم توجه ناحية غرفته ودلف معه سليم وأمجد وعاصم

هتف سليم يسأل پقلق

سليم مراتي فيها إيه يا دكتور

أردف الطبيب بأسي

واضح جدا يا جماعة إن مدام مليكة جالها فقدان في الذاكرة..... وللأسف مش بس كدة لا هي فاكرة كل حاجة لحد عمر 8 سنين أما بعد كدة فهي مش فاكرة أي حاجة

تمتم أمجد پضياع

أمجد يعني ايه

أردف الطبيب مفسرا

الطبيب يعني مدام مليكة رجعت طفلة تاني عمرها 8 سنين وأي ذكريات بعدها مش موجودة عندها أصلا

سأل عاصم في جزع

 

عاصم طيب وهي ممكن تفتكر إمتي

الطبيب للأسف يا جماعة الموضوع دا زي الغيبوبة يالظبط محدش يعرف إمتي المړيض ممكن يرجع لحالته الطبيعية

ممكن يوم وممكن شهر ممكن أسبوع وممكن سنه

في قصر الغرباوي

سمعت فاطمة صوتا مرتفعا يأتي من غرفة والدتها

فتسلل إليها القلق بشدة ثم إتجهت لتطمئن عليها

همت بالدخول حتي سمعتها تهتف في حقد

عبير عاوزاك تخلصني منيها سامع

صمتت هنية تستمع لحديث ذاك الشخص ثم أردفت بإنتصار

عبير مېتي بالظبط هبجي أجولك جبلها متجلجش

حبست شهقة هلع خرجت من فمها بيدها وإنطلقت مسرعة لغرفتها لا تدري ماذا تفعل

فهي تعلم جيدا أن والدتها تقصد مليكة ولكن الأن اصبح سليم لا يشكل لديها فرق بالمرة

قد نسيته وما عاد يشغل بالها للحظة .....والفضل في ذلك كله يرجع لكلمات قمر التي مست شغاف قلبها فعلمت حينها أن سليم ليس لها ولم ولن يكن لها في أي يوم من الايام

فعقدت العزم علي الحديث معها وردعها عما تحاول فعله

 

 

 

في المستشفي

في غرفة مليكة

رفضت مليكة بقاء أي شخص بجوارها غير والدها

فهو من ظل جالسا الي جوارها طوال اليوم يطعمها يلهوا معها وحتي هو من جعلها تخلد للنوم وقلبه ېټمژق آلما علي حالتها فمن تبقت له من فتياته الثلاث قد عادت طفلة مرة أخري...... ولكنه حاول النظر للناحية الإيجابية فإعتبرها فرصة من المولي كي يعوض ما فاته

ولكن زوجها......طفلها وحتي عاصم هي لن تتعرف عليهم

زفر بعمق وهو يدعوا الله

 رحماك بالله

أما سليم فلم يبارح مكانه طوال اليوم .....علي الرغم من عدم قدرته علي الدخول لرؤيتها ولكنه ظل يراقبها طوال النهار من خلف الزجاج

شعر بقلبه ېټمژق كلما رآها .....هي حقا طفلة

حقا عادت طفلة عمرها 8أعوام...... هو يعلم جيدا لما إختارت هذا العمر تحديدا......فهو أخر عمر شعرت فيه بالسعادة والهناء ورغد العيش ولكن ماذا سيفعل والدها حينما تسأل عن والدتها الراحلة أو شقيقتها ماذا سيفعل هو وهي لا تتذكره .....كيف سيمضي قدما تلك الأيام القادمة فقد بات لا يعرف حتي أن يرتشف قدحا من قهوته المفضلة من دونها

فهي موطنه وملاذه.......والأن أصبح يعيش في غربة مستمرة......فلا هو وجد بدلا منها موطن يحتويه ولا وجد ملاذ يهرب إليه من نفسه

ركض مراد بشوق ناحية والده الذي عاد وحيدا كما يري من دون والدته فإحتضنه بقوة وأردف يسأله

مراد بابي هي فين مامي

تنهد بعمق بعدما اغمض عيناه آلما وهو يفكر بما سيجيب ذلك الطفل الذي تتلألأ عيناه في إنتظار إجابة شافية تطمئنه عن والدته التي هو متعلق بها حد الملازمة ......بماذا سيجيبه الأن

زم مراد شفتيه وأردف يسأل مرة اخري

مراد بابي إنت نمت

إبتسم سليم في حبور

سليم مامي مسافرة علشان حاجة ضرورية جدا يا روحي وهترجع قريب

زم مراد شفتيه دليلا علي عدم رضاه بذلك الخبر الذي يزفه إليه والده..... وشاهد سليم بوضوح ستار من الدموع الذي يغلف عيناه

مراد بث هي عمرها ما ثابتني

إحتضنه سليم وأردف بحبور

سليم مامي سافرت علشان حاجة ضروري خالص مش بأيدها وهي قالتلي خلي بالك يا سليم من مراد وأوعي تزعله لحد ما أجيله وبعتتلك بوسه ۏحضڼ كباااار أوي أوي

إبتسم مراد في حماس وأردف يسأل في براءة

مراد بجد يا بابي

أومأ سليم برأسه باسما

سليم بجد يا عيون بابي

 

 

ثم حمله وصعد به لغرفة مليكة كي يناما سويا هناك

فعلي الأقل يمكنه الإكتفاء برائحتها الأن عساها تحيي ذلك القلب الذي فارقته الروح......عساها تعيد السکينة لتلك الروح .......عساها تروي عطش ذلك القلب وتحيي ذلك الجسد مرة....عساها تتخلل مسامات جسدة وتسير عبر أعضاؤه لتمتزج بدماؤه حتي تصل لقلبه عساها تهدأ تلك النيران التي تستعر بداخله قبل أن تجعله رمادا

 

في صباح اليوم التالي

خرجت مليكة من المستشفي الي منزل سليم بعدما رفض رفضا قاطعا أن تذهب لمنزل والدها

فطلب من أمجد أن يأتي هو للجلوس معها في منزلها وأقنعه أن ذلك كله لأجل مراد

جلست مليكة طوال الطريق منكمشة علي نفسها

خئڤة من ذلك السليم ذو

47  48  49 

انت في الصفحة 48 من 76 صفحات