رواية جديدة ل سوما العربي
صغير ولامع... اقترب يلف يده حول عنقها يلبسه اياها يقول عند اذنهاده قلبى... حافظى عليه.
اتسعت عينيها ولم تدع له الفرصة للحديث أكثر فلو تحدث أكثر ستضعف بالتأكيد.
ركضت تحتمى بالوقوف والاندماج مع الآخرين.
وهو يراقبها من بعيد إلى أن وجدها تقف مع ذلك العدى.
اقترب منها قائلا مليكه تعالى عايزك.
مليكه فى حاجة يا ابيه.
مد يده يسحبها بعيدا.
إلى أن وقف بعيدا... وكأن الزمن عاد بطهره عاما للخلف.
ولكن هذه المرة وهو يسحبها لذلك المكان الذي وقفت فيه العام الماضي تخبره بحبها المتيم... لكن هذه المرة هو من يتحدث مليكه انا عايز اقولك على حاجه مهمه اوى.
مليكه حاجة! حاجه ايه
عامر مليكة انا بحبك... بحبك اووى وعارف ان انتى كمان بتحبينى انا متأكد.
فضحكت كما ضحك هو هنا منذ عام بالضبط وبنفس الطريقه ههههههههه انا بحبك... ههههههه لا وكمان متأكد.... ههههههه مين قالك كده.
بهت وجهه وقال لا يصدق من تلك التي أمامه وقالانتى.. انتى الى قولتى.
مليكه مين قالك.. بنت مراهقة وعندها تقلبات في مشاعرها وشخصيتها... يكمن بحبك زى بابايا مش اكتر.
نظرت له قائله سلام يا ابيه.
وكما حدث بالضبط من عام تركته وذهبت مع عدى كما تركها وغادر مع تلك الشقراء بنفس المكان ونفس اليوم الذى لن تنساهم ابدا.....
الفصل السابع عشر
صباح اليوم التالى مباشرة
بعد ذلك اليوم الكارثى كان هناك حالة جديدة بينهم... لا توصف بكلمات مزيج من العناد.. الحب والكبرياء.
ولكن.... مليكه بعدما فعلت فعلتها تلك امس اصبحت اهدئ بكثير.. لقد ثأرت لنفسها ولقلبها بنفس الاحداث.. الوقت.. المكان.
حتى صوت الضحكات وعدد الانفاس.
حينما يكون هناك ثأر على ډم او اى شئ ويقم الشخص بأخذ ثأره تهدأ روحه واعصابه فكما يقال لقد بردت ناره.
كذلك الأمر بالنسبه لمليكه بالضبط.. لقد تمادى معها كثيرا.
فعل وقال أشياء تقلل من شئنها كثيرا واخرهم عرضه الاخير المشين.
لكنها ومنذ الأمس اهدئ بكثير... فى عامها التاسع عشر هذا تتنفس براحه أكثر من عامها الثامن عشر.
روح السباق التى كانت بها كى يحبها هدأت فهو بالفعل احبها.
المشكلة الان انها لديها الشعور وعكسه فى آن واحد.. بالإضافة الى أشياء كثيرة غير مفسره.
هى حتى لا تستطيع تحديد وجهتها القادمة...هل ستزيله نهائيا من عالمها وتنتظر شريك أفضل ام ان عامر ورغم اى شئ عالق بقلبها وروحها وقد كبر داخل قلبها كما يكبر الجسد.
صراعات كثيره ومشاحنات... امور لم تحسمها مع نفسها أولا.
على بعد خطوات... بالتحديد داخل غرفته... كان قد ارتدى كل ثيابه مستعد للنزول.
الغريب أنك لو رأيته الان لشعرت انه ليس بعامر القديم... كأنه شخص آخر.. هناك شئ تغير به.
هل يجلس الان بعند طفولى ينتطر استماعه لفتح بابها وغلقه دليل على خروجها من غرفتها
هل يتعمد ان تجلس هى تنتظره ولا ينتظرها هو
لو رأيته بجسده مكتمل البنيان... وهيئته المهيبه... لن تصدق انه نفس الشخص الذى يفكر هذا التفكير الان.
وقف من مكانه وهندم بذلته الزرقاء ثم تحرك بخطى ثابتة ليبهط لهم اوو.. لها.
جلست فى مكانها المعتاد.. لجوار فادى رغم اى شئ.. تبحث بعينيها عنه.
هبط الدرج بفخامه ووقار ينظر امامه بزهو.
تقدم بخطى واثقه يلقى تحية الصباح.
واول شئ نطقهامال فين خالتي وهديل
ناهدرجعوا بيتهم امبارح.. بصراحة يا عامر انا حاسه ان خالتك عايزاك لهديل.. وانا كلمتك كتير فى الموضوع ده وانت لا بترفض ولا بتوافق... انت شايف بنفسك ازاى البنت مهتمه اوى بيك... عيب لو فضلنا نمثل اننا مش فاهمين.
بتصرف غير محسوب منه قال خلاص يا امى... حددى معاهم معاد بكره نروح نخطبها.
سعلت مليكه وسط طعامها.. نظرت له باعين جاحظه.. والفت تود القاء اى شئ بوجهه.
اما على الطرف الآخر فالكل يهنئه.. وأخيرا عامر سيتزوج.
الكل سعيد الا حزب المعارضة.. مليكه والفت.
وقفت من مقعدها.. رغم مافعلته ورغم اى شئ تشعر بآلام والمرار فى قلبها.
تحدثت ياختناقانا شبعت.. هطلع اجهز شنطتى.
همت للانصراف ولكنه تحدث بثبات وهو عينه على صحنهاستنى عندك.
وقفت تقبض على اصابع يدها... تحاول السيطرة على ذلك الحريق بداخلها.
مليكة نعم
تحدثت وهو مازال على جلسته رايحه فين
مليكهزى ما حضرتك سمعت وعارف ان كل سنه بعد عيد ميلادى بسافر اسكندرية لخالتو.
ابتسم نصف ابتسامه وقال بثبات ده كان قبل كده... من هنا ورايح فى نظام جديد.. من بعد امبارح.
قالها يقصد بها الكثير الذى لا يعرفه غيره هو وهى.
تدخلت ناهد تقول ايه يا عامر فى ايه... سيبها على راحتها.. ماهى كل سنه متعوده تروح ليه التحكمات دى وبعدين هو ايه اللي حصل امبارح.
عامر بلا مبالاه الى حصل انها كبرت سنه.. بقت انسه... ماينفعش تروح تبات فى شقه فيها شاب كبير كده.
ناهد ده ابن خالتها ومتربيين سوا وخطيب صاحبتها.
عامر ابن خالتها.. مش اخوها.
مليكهثانية ثانيه بس يعني اعذروني... هو حضرتك بتتحكم كده على اساس ايه مش فاهمة!!
قادره على استحضار شياطينه ببراعه.. مرهقه مرهقه مرهقه.
وقف عن مقعده يقبض على يدها يسحبها معه داخل مكتبه.
ناهد عامر... رايح فين بالبنت
قال وهو يسير بها مش عايز ازعقلها قدام حد يا امى.. هفهمها واجى.
تقدم بها وهى تتماشى مع خطواته.. لا تعلم لما تطاوعه قدماها.
أغلق الباب خلفه ينطر لها پغضب ولكنها هى من بادرت تقول بعصبيهايه الى انت بتعمله دى... مش من حقك تتحكم فيا كده.
عامر لا بصى.. انا سكتلك كتير... وعديتلك كتير. قولت عيله... قولت مش مستوعبه.. انت بردو مضايقها.. لكن توصل للى عملتيه امبارح ده.. كنتى بترديهالى كل ده شايفنى زى باباكى او اخوكى الكبير ومشاعر مراهقة
مليكه انا مش بردلك حاجة.. دى الحقيقة.
اغتاظ كثيرآ من ذلك العناد فهو يرى اهتزاز مقلتيها جيدا.
اقترب منها اكثر يقول كدابه.. وأكبر دليلا.. قلبى الى انتى لسه معلقاه فى رقبتك وانا ملبسهولك بأيدي.
نظرت له بغيظ.. تسب وټلعن نفسها.
بالفعل صعب عليها كثيرا ان تتخلى عن سلساله المميز هذا وظلت مرتديه اياه كما البسه لها بيده.
ابتعد عنها بعدما زلزلها كليا وقال من هنا ورايح فى نظام جديد عشان انا شكلى دلعتك بزيادة.. ومافيش ولا سفر ولا خروج غير بأذنى.. واعتبريها زى ماتعتبريها... اصل انا راجل ظالم.
نظرت له قائله مش من حقك هو انت اشترتنى.
عامر اه اشتريتك... ايه رأيك بقا.. انتى الى وصلتى بينا لهنا...انتى السبب فى كل الى بيحصل.
مليكه احلى حاجة فيك انك مش بتعرف تشوف نفسك... ولا عمايلك ومش شايف انك انت الى وصلتنا لهنا وللنقطه دى... هتفضل شايف نفسك صح لامتى.
نظر لها يكابر اى شئ وقالاه انا صح وانتى الى غلط.. وسفر مافيش.. لو عايزة تروحى
لخالتك استنى يوم نسافر فيه كلنا وابقى روحى قضى معاها اليوم لكن بيات هناك لا.
هاجت ثورتها تتحدث بانفعالانت بتتحكم فيا بتاع ايه ولا بأماره ايه... بأماره مانت رايح تخطب هديل.. انا مش هسيبك