رواية بقلم ماجدة بغدادى
هعملك العشا حالا .
لا اقعدي .. أنتي قايمة من النوم مخضۏضة .. شفتي إيه خير!
شفت تلاتة معرفهمش جايبين ناس كتير وعايزين يدخلوهم عندنا بالعافية وأنا قفلت الباب الحديد بتاع الجنينة وكنت خاېفة أوي يدخلوا البيت .
خير .. الحمد لله حلم كويس .. ربنا حامينا خليكي مرتاحة هحضر عشا خفيف نتعشا سوا .. أنتي مبتاكليش كويس .
حقا لا شئ في الحياة يظل كما هو لا يظل الأهل أهلا ولا يظل الأصدقاء على وعودهم لا يظل ثابتا سوى وجود الله ووعوده .. كانت تلك الواقفة أقرب إليها من أختها و ابنة عمها حتى انقلبت الأمور لتتضح الحقائق .. سعت لتأخذ حبيبها و كانت تتحرق لكسر قلبها وإحراق أملها بلا رحمة و ها هي الآن تضعها بين سمين سم حية وسم وجودها الآن في شقتها .. في بيتها بعد أن كانت أودعت ذلك الركن بقلبها للهدوء والسکينة أي مفاجأة تلك تجعلها في هذا المكان دون غيره .
أيوة أنا .. كنتي فاكرة أني هسيبك .. إحنا أصحاب من زمان ومينفعش أبعد .
خلاص يا نسمة معدش ينفع نبقى أصحاب .. أنتي مبتحبيش غير نفسك وأنا معتش أقدر أبقى مطمنة لوجودك ولا حتى كصديقة من بعيد لبعيد .
وليه أبقى بعيد ! أنا أقرب و أقرب و محدش هيقدر يبعدك عني .. خدي مني الهدية دي وأنتي تعرفي أني لسة بحبك .
أمشي منين ! ههههههههههه أنتي مش واخدة بالك أنك أنتي اللي فبيتي !
تلفتت حولها لتجد أنها بالفعل في بيت نسمة .. لكن كيف هذا كيف ذهبت هناك دون أن تدري !!
سيبيني .. أنتي عايزة مني إيه
عايزة اللي جوا .. مش عايزاكي تاخديه هوا كمان .. جيبيه ياللا .. هاتييه .
ومدت يدها نحو عنق نعمة لتشعر بالاختناق .. بدأت الدنيا تدور والسواد يكسو كل ألوان الحياة وهي تحاول الصړاخ حفاظا على حياتها تحاول أن تبعدها ولكن يديها أصبحت تلتف حول ظهرها وتحكم قبضتها عليها وتحيط بذراعيها بقوة تردعها عن المقاومة .. إلا أن صړخة انفلتت لتفلت هي بها من ذلك الکابوس الرهيب تحيطها ذراعا أحمد
أخذت تنظر حولها .. لازالت في فراشها يدثرها الغطاء .. أخذت تبكي بشدة و هي تحتضن نفسها به وتحتمي مما لا تعلم .. أراحها على صدره و أخذ يربت على ظهرها بحنان و يرتب خصلات شعرها حتى هدأت .
خلاص بقيتي كويسة دلوقتي
مين دي
نسمة .
إيه اللي فكرك بيها دي! دا أنا نسيتها تماما .
و أنا كمان .. بس شفتها جايبة حية عايزة تعضني وتاخد الغطا بتاعي و كانت عايزة تخنقني بأيديها وتاخد مني حاجة بس مش عارفة إيه هيا.
يا ساتر أعوذ بالله .. إحنا بكرة نطلع صدقة بنية دفع الضر وربنا ينجينا عايزك كمان تخفي الحمل عن نفسك شوية .. طول ما انتي شايلة فوق طاقتك هتفضلي تشوفي كوابيس وهتتعبي .
حاضر.
على المقهى ولأول مرة ينضم علي لجلسة الأصدقاء مع أخيه أحمد و صديقه خليل
ما شاء الله اتخرجت وبقيت راجل ملو هدومك .. إحنا نشوفلك عروسة بأه .
و الله ما تتعب نفسك .. أنا مبسوط كده يعني هما اللي أتجوزوا عملوا إيه !
نظر أحمد و خليل لبعضهما واڼفجرا ضاحكين .. قال أحمد من بين ضحكاته
وطي صوتك أختك تسمعنا تبقى ليلتي مش فايتة .
وأنت ليلتك متفوتش ليه ! أنا اللي بقول مش أنت .
آه يا فالح بس بتقولها و أنت قاعد معايا
جعل خليل صوته غليظا
أسد يالا فيه إيه !!
ضحك ثلاثتهم وبعد أن انتهت ضحكاتهم تكلم علي
هنفضل قاعدين كده واللي حړق المخزن مش عارفينه .. بكرة يعلم علينا في حاجة جديدة تقضي على الباقي منا .
يا علي أنا حاولت أعرف و حتى البوليس موصلش لحاجة .. مفيش دليل على حد بعينه ومعرفش أتهم حد .. مش أي حد بينا وبينه عداوة أو مشاكل ممكن ېحرق المخزن .
تدخل خليل
يا علي نفكر مع بعض أحسن بس برضو ممكن تفكيرنا ميوصلناش بحاجة .
أحمد
أنت مش زرعت كاميرات مخفية في المخازن من غير ما حد يحس من العمال عشان لو فيهم حد جاسوس أو حد منهم اللي عامل كده نعرفه .. سيبها على الله وهو هيكشفهم .
علي
طيب ما من ساعتها محصلش ولا شفنا حاجة .
خليل
يعني هو اللي عمل المصېبة بتاعت المخزن هيكررها كده بسرعة ! أكيد هيستنى لحد أما تاخدوا أمانكم
علي
أنا جتلي فكرة كويسة .. إيه رأيكم نفضي مخزن من المخازن وننضفه ونشيع أننا هنجيب فيه بضاعة كتير بمبلغ كبير أوي يعوض كل خساير الحريق وندخل المخزن ده حاجات شكلها كبير ع الفاضي و نراقب المخزن لحد ما نشوف مين ورا اللي بيحصل ونخلص من الکابوس ده .
أحمد
فكرة كويسة أنا أعرف سواق تريللا كبيرة ابن حلال ممكن يساعدنا في اللعبة دي ونعبي المخزن كراتين فاضية و شولة معبية سفنج و أهو أخلص من كوابيس أختك بالمرة .
علي
كوابيس إيه مالها نعمة
إمبارح كل أما تغمض عينها تشوف كابوس أن ناس بتتهجم علينا و أن نسمة جايبة لها حية و بټخنقها .
علي و خليل في صوت واحد
نسمة !!!
علي
إزاي تاهت عن بالنا بنت الأبالسة دي !
أحمد
بتفكروا في إيه
خليل
دي واحدة شيطان بمعنى الكلمة وكانت مستغلة طيبة قلب مراتك وأنها الوحيدة اللي أشفقت عليها و على حسب اللي شفتها منها أيام ما كانت بتحاول تعملني كوبري ليك أنها مش هتتردد تعمل أي حاجة بس متحسش أنها حد انتصر عليها .
علي
اسألني أنا .. أنا سجلتلها بلاوي وهي بتتكلم مع الحيوان اللي اسمه هاني و هما الاتنين مكويين منك أنت ومراتك عشان