استأذنك بس تساعدني اعدى الشارع بقلم علياء عبدالصبور
انت في الصفحة 1 من 10 صفحات
_ لو سمحتي.. استأذنك بس تساعديني أعدي الشارع
بصت للصوت اللي جاي من جنبها لقيته شاب أسمر طويل وفي منتهى الوسامة بنضارة سودة على عنيه.
فكرت تساعده وبعدها ترددت.. يمكن بيمثل.. وازاي اصلا هتمسك أيديه وتعديه الشارع.
ردت _
_ حاضر.. ثواني هشوف حد يساعدنا احنا الاتنين
اية ده انتي كمان مش بتشوفي
_ لا بشوف.. بس بخاف أعدي الشارع
ما تقلقيش.. امسكي بس العصاية بتاعتي معايا وسمي الله ويلا بينا.
_ امسك العصاية ازاي يعني.
ابتسم وقال
_ ما انتي اكيد مش هينفع تمسكي ايدي يعني
طيب استني
بصت حواليها فلقيت راجل.. طلبت منه بصوت واطي انه يعديه الشارع.
سألته هي _
_ انت مش شايف بجد
ابتسم وقال
انتي لسة هنا
_ أيوة.. هو انت مش شايف بجد
اه والله مش شايف بجد
_ اومال ازاي اول ما كلمتني عرفت اني واقفة جنبك واني بنت.
علشان انتي كنتي بتتكلمي في التليفون.. وبتقولي للي بتكلميها اقفلي علشان هعدي الشارع
_ ايوة صح.. معاك حق.. طيب أنت رايح فين
_ رايح المستشفى
مستشفى اية
_ مستشفى السعادة اللي في مصر الجديدة
طيب وهتروح ازاي
هاخد تاكسي من هنا
ماشي.. هاخدك في طريقي
ضحكت بينها وبين نفسها على ثقته وقالتله
_ ماشي.. خدني في طريقك.
وقفت تاكسي وساعدته انه يركب في الكنبة اللي ورا وفتحت الباب الناحية التانية وركبت جنبه.. وقبل ما تقفل الباب قال للسواق _
_ مستشفى السعادة لو سمحت.
اتحرك التاكسي وفضلوا هما الاتنين ساكتين خالص.. لحد ما بدأت هي بالكلام
_ هو ممكن أسألك سؤال
أه طبعا اتفضلي
_ أنا أسفة يعني لو السؤال رخم.. بس معلش.. هو انت ازاي نازل لوحدك
كنت مضطر
_ يعني ما عندكش حد يوصلك
_ يعني انت متعود تنزل لوحدك كدة
لا مش متعود أوي.. بعملها لما اتزنق
_ طيب ليه ما طلبتش عربية تجيلك تحت البيت
مش عارف.. بس حسيت اني هقدر اوصل لأول الشارع وهلاقي عربية بسهولة.. حبيت أكسر الخۏف شوية من اني اتحرك لوحدي برة
_ أيوة بس ده خطړ عليك
قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا
_ ونعم بالله
انتي رايحة فعلا مصر الجديدة
_ أمممم. في الحقيقة لأ
_ لا.. مش فكرة صعبت عليا.. بس أنا رايحة مكان قريب من هناك.. فقولت اطمن عليك واكمل على المكان اللي انا ريحاه
انتي رايحة شغل
_ لا.. هقابل صحابي
تمام.. عموما شكرا على المساعدة وأسف لو تعبتك
_ لا ما فيش تعب خالص.. ممكن أسألك سؤال تاني
أه طبعا.
_ انت رايح المستشفى ليه.. تعبان ولا رايح علشان عنيك
لا الحمد لله مش تعبان.. ومش علشان عنيا.. عنيا ما برحش علشانهم لدكتور.
_ ليه
علشان ما فيهمش أمل.. هعيش طول حياتي بيهم كدة
ردت بتأثر
الحمد لله على كل حال
ابتسم ورد
_ ألف حمد وشكر طبعا
طيب رايح ليه المستشفى
وقبل ما يرد كملت بإحراج.
_ أنا رغاية أوي.. صح
لا خالص.. بالعكس
_ فضولية وبدخل نفسي في اللي ما ليش فيه
ضحك من طريقتها ورد
_ عادي.. فضول المرأة يعمل أكتر من كدة.
كشرت وقالت _
سوري لو ضايقتك.. وما فيش فضول ولا حاجة.. أنا بس بحاول افتح معاك كلام علشان الطريق يعدي أسرع.
ابتسم وقال
_ يعني مش عايزة تعرفي انا رايح ليه
لأ
بص ناحيتها كأنه شايفها وقال _
_ بس انا عايزك تعرفي
طيب انت رايح ليه
ضحك وقال _
_ فضول المرأة يأبى ألا تعرف
تصدق انا غلطانة.
ودت وشها الناحية التانية واتقمصت.
كان عندها احساس انها تعرف اللي قاعد جنبها بقالها مېت سنة وكانت ھتموت وتعرف هو رايح المستشفى ليه وليه مضطر
يروح لوحده
وقبل ما تقول كلمة تانية قالها _
_ لو عندك وقت ياريت تيجي معايا
أجي معاك فين حضرتك لا انا ركبت معاك علشان اساعدك مش اكتر وواضح انك فهمتني غلط
_ فهمتك غلط اية.. ما انا عارف انك ركبتي معايا علشان انا ادفع فلوس التاكسي
قالت پغضب _
على جنب لو سمحت
ضحك بصوت عالي وقال _
_ بهزر يا بنتي بهزر.. أنا عارف والله انك بتعملي خير فيا.. وانك بتوصليني علشان خۏفتي ما عرفش اوصل
ماشي بس هنزل برضوا
_ لا ما تنزليش.. وبعدين انت فكراني بقولك تعالي معايا فين
ما عرفش والله
_ أنا بقولك تيجي معايا المستشفى.. مستشفى السعادة.
السواق قطع كلامهم
_ المستشفى هنا
قالها _
_ تعالي ومش هتندمي
ومن غير ما تفهم هي قالت كدة ازاي.. ردت عليه بماشي.
خرج المحفظة من جيبه وادهالها.. طلب منها تدفع اجرة التاكسي
_ لا خلاص انا دفعت
دفعتي اية.. انتي لحقتي
يلا بس انزل
خرجت من التاكسي ولفت الناحية التانية علشان تساعده يخرج
كانت حريصة إن إيديها ما تجيش على ايده وهو كمان كان حريص على كدة
_ اتفضلي المحفظة وخدي اللي دفعتيه واياكي تعملي كدة تاني
لا والله
_ اه والله.. خدي فلوسك
بقولك اية.. أنت مش خاېف اخد المحفظة وأجري
_ خديها وأجري.. كدة كدة هي مفيهاش غير ٢٥ جنية
طيب انا دفعت ٥٠ جنية للسواق.. وانت معاك ٢٥ جنية.. كدة انا خسرانة
_ لا ما انتي اكيد هتبيعي المحفظة.. كدة يبقى فلوسك وصلتلك
ناصح
_ خدي المحفظة وخدي فلوسك.. أنا عارف إنك مش هتجري
وعرفت منين اني مش هجري
_ احساس
احساس.. بقولك اية.. ما تنزلش بمحفظة تاني
_ خدي الفلوس
لا مش هاخدها طبعا
_ هاتي المحفظة
اتفضل المحفظة
مد ايدة بعد ما سند على الحيطة وخرج منها مبلغ وقالها
_ خدي الفلوس
اية كل ده.. اومال اية ٢٥ جنية وبيعي المحفظة
_ خۏفت تطمعي في ثروتي وتاخدي المحفظة وتجري.
ضحكت وقالت _
_ لا حويط
مش هاخدها
خدي الفلوس
_ انت علقت
خدي الفلوس.. لاما مش هاخدك معايا وهنده على أمن المستشفى أقولهم انك بتحاولي تخطفيني
_ لا يا عم وعلى أية.. هات الفلوس
اخدت اللي دفعته ورجعت الباقي في المحفظة
مد ايده لقدام وقال _
_ اتفضلي.. أخرتيني
مشيت جنبه ودخل المستشفى ومشي جواها بسهولة وكأنه حافظ الطريق.. كان كل اللي يشوفه يسلم عليه.. واضح انه معروف هنا.. فضلت ساكته وهو كان ساكت مش بيتكلم.. كأنه بيركز وخاېف يتكلم فيغلط.. مشيوا في ممر طويل.. يمينه كان فيه جنينة.. محطوط فيها كراسي مرصوصة على شكل دايرة.. كل الكراسي مليانة إلا كرسي واحد.. واضح ان الكرسي مستنيه.. وبمجرد ما وصل.. قام واحد من اللي قاعدين بابتسامة كبيرة سلم عليه وساعده يقعد.. وطلب منها تقعد مكانه.. وراح يجيب لنفسه كرسي.
وبدأ مروان الكلام
_ السلام عليكم.. يارب كلكم تكونوا بخير.. ومتقبل طبعا اعتذاركم عن التأخير ده.. بس ياريت ما تتكررش تاني
ضحك كل الموجودين على هزاره وضحكت هيا.. وفضلت بصاله وهي لحد دلوقتي مش فاهمة.. مين ده وبيعمل اية هنا في مستشفى السعادة.. وأية الفرحة اللي في عين الناس اللي هنا.. بس كل اللي كانت عارفاه إنها من النهاردة هتعيش تجربة جديدة.. تجربة احساسها بيقولها إنها هتاخد بأيديها لطريق السعادة.
وكأنه قرأ أفكارها فكمل
_ للناس اللي جاية جديد..أعرفكم بنفسي .. أنا مروان حامد.. طبيب متقاعد.. بمارس الطب على أد مقدر بعيدا عن العيادات والمستشفيات .. حاليا بشتغل في التدريب والدعم النفسي