روايه بقلم دعاء عبد الرحمن
اذنك يا بنتى هقوم ارتاح شويه أحسن دماغى لفت تانى
وقالت موجهة حديثها لفارس قوم يابنى قدملها حاجه وتركتهم وتوجهت لغرفتها
وقف فارس قائلا هعملك شاى معايا
أشارت اليه وقد نهضت هى الاخرى فى مقابلته وقالت محاولة السيطره على نبرة صوتها
الكلام اللى قلتهولى فى التليفون ده صحيح يا فارس
جلس مرة أخرى وقال دون ان ينظر اليها
سقطت العبرات من عينيها وقد تأكد لديها الخبر وقد كانت تتمنى ان يكون مازحا أو ما شابه لقد سقطت أحلامها وهوت وأنسلت من بين يديها كانت تهوى جمع حبها بفارس مع منصبه الرفيع الذى كان يحلم به وقد جعلها تتعلق به معه وتراه ليل نهار وتضع نفسها بجانبه داخل هذا البرواز المزرقش المرصع بالمنصب والمستوى المرتفع والكلمه المسموعه قالت بحزن وكأنها تهزى
نظر إليها وقد عاوده شعوره بالندم والانكسار مع كلماتها المؤنبه وقال محاولا أضافاء بعض الامل على قلبها
لا مش كله ولا حاجه انا خلصت الدبلومه وماشى فى الماجيستير وان شاء الله بعدها الدكتوراه
أستطردت مقاطعة ايه قائلة وهتفرق فى ايه ماجيستير ولا حتى دكتوراه برضه فى الاخر شغال بمرتب عند الاستاذ حمدى
لاحت ابتسامة سخريه على شفتيها وهى تقول
اه فى يوم من الايام
لم يعد قادرا على التحمل وكل كلمة من كلماتها تنغمس بين ضلوعه لترديه يائسا وپعنف فنهض بحدة وقال
نظر إليها فوجدها واجمه صامته فجلس بقربها وأخذ كفها بين راحتيه قائلا انا مش عاوزك تيأسى كده فاكره لما كنتى بتقوليلى أنا واثقه أنك هتوصل يا فارس أنت جواك عزيمه توصلك المريخفاكره!
أبتسمت بضعف وهى تومأ برأسها وتقول فاكره
نظرت إليه بعينين زائغتين وقالت وانت فاكر
ان أهلى هيوافقوا اقعد استناك كل ده لحد ما تجيب مكتب وبعدين تجيب شقه ونفرشها بالمرتب اللى بتاخده من مكتب الاستاذ حمدى
قال باستنكار وشقه ليه مش أحنا متفقين هنعيش هنا مع ماماوهى معندهاش مانع ابدا وهنيجى على نفسنا شويه وممكن اوى نأجر شقه تنفع مكتب مش لازم نشترى يعنى كفايه الايجار وبكده يبقى جمعنا بين الجواز والمكتب فى نفس الوقت
مطت شفتيها وقالت بضيق أنا لازم أمشى دلوقتى انا أتأخرت أوى
صاحت أمها فى وجهها وهى تقول مش أنا قلتلك الواد ده هيفضل طول عمره فقرىانتى اللى صممتى تتخطبى ليه مش عارفه وفى الاخر كلامى طلع هو اللى صح وعاوز ياخدك تعيشى معاه عند أمه فى الحاره وتستنى بقى لما يبقى يفتح مكتب
بللت العبرات وجنتيها وقالت بأختناق كفايه يا ماما كفايه اللى انا فيه كفايه
دخل والدها غرفتها وهو يتسائل بأنزعاج فى ايه پتزعقوا كده ليه
قصت عليه دنيا ماحدث لفارس فقال وايه المشكله يابنتى هو لو مكنش وكيل نيابه مينفعش يعنى
قالت من بين دموعها مش قصدى يا بابا بس انا كنت متعشمه كده كل حاجه راحت
نظر إليها بجديه قائلا ازاى يعنى كل حاجه راحت الولد كويس وراجل وبيحبك وعنده عزيمه كويسه وأنا متوقعله مستقبل كويس وبكره تقولى بابا قال ومش لازم يا ستى يعنى المستقبل ده يبقى فى النيابه وبعدين أنتى كان لازم تقفى جانبه وتسانديه مش تقعدي تقطمى فيه كده
أمسكت والدتها يدها التى تحمل خاتم الخطبه وحاولت نزع خاتم الخطبه وهى تقول بصياح وڠضب
أسمعى أنتى من بكره ترجعيله شبكته مش عاوزين منه حاجه
قبضت دنيا اصابعها وهى تقول پبكاء
لا يا ماما انا بحب فارس ومش هسيبه
ويوم الجمعة ذهب فارس لصلاة الجمعه فى المسجد الذى أعتاد أرتياده يوم الجمعه والصلاة فيه وكان فى داخله يتمنى لقاء الشيخ بلال ليتكلم معه ويحكى له ما يجيش بصدره لعله يجد لديه الراحة التى يتلمسها فى كلماته دائماوبالفعل عقب أنتهاء الصلاة قام يبحث عنه ووجده فى ركن من المسجد يتحدث الى بعض الاخوه ويتمازح معهم بود ويهاديهم ببعض أعواد الاراك وزجاجات المسک الصغيرة التى يحملها دائما فى جييبه والتى تبعث له دائما رائحة محببه لكل من يقف بجواره أو يمر بجانبه
وقف ينتظره حتى أنتهى من حديثه معهم وعندما لمحه بلال ابتسم ابتسامته الوضاءه المعهوده منه دائما كلما رآه واقبل عليه فرحا وصافحه بحراره قائلا
واحشنى والله يا فارس أيه يابنى مبقناش نشوفك ليه
لا يعلم فارس لماذا كلما نظر الى وجه بلال شعر بالسکينة والوقار أنسابت عبراته بلطف وهدوء وقال بصوت خفيض
أنا محتاجك أوى يا بلال
جلسا سويا إلى أحد اركان المسجد وقال بلال وقد هاله رؤية فارس