الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 27 من 140 صفحات

موقع أيام نيوز


لسه يا ابو عبير
أشاح بوجهه عن زوجته ونظر الى عبير مرة أخرة وقال
يشتغل ولا ميشتغلش دى حاجه تخصه هو وانا مالى
ثم نهض واقفا وهو يقول 
انا هدخل اريح شويه تصبحوا على خير
تبعته عبير بنظرها حتى دخل غرفته واغلق بابها خلفه فنهضت واقفة وهى تقول لوالدتها 
ماما ممكن أدخل أتكلم مع بابا شويه لوحدنا
نظرت لها والدتها بدهشه قائلة

خير يا عبير فى ايه
أقتربت منها وهى تقول بجدية
بصى يا ماما أنا فاهمه كويس بابا رافض عمرو ليه وعمال يأجل فى موضوع عزة وأنا بصراحه محتاجه اتكلم معاه فى الحكايه دى مينفعش أسكت أكتر من كده
نهضت والدتها بموافقة منها لكلام ابنتها وهى تقول طب تعالى معايا
وضعت عبير يدها على كتف والدتها وقالت برجاء
معلش يا ماما خلينى اتكلم معاه لوحدى أنتى عارفه لما بيلاقى أكتر من حد بيتكلم فى نفس الموضوع بيقفل 
فكرت والدتها قليلا ثم قالت بايماءه بسيطه
طب خلاص اللى تشوفيه يابنتى خبطى عليه الاول بس براحه كده ليكون نام ولا حاجه
وقفت عبير امام غرفة والدها وطرقت الباب بخفه وقالت
بهدوء 
بابا حضرتك نمت
أتاها صوته قائلا 
أدخلى يا عبير
دخلت الغرفه وجدته يجلس على الاريكه بجوار النافذه فاتحا لمصحفه امامه ويقرأ فيه قليلا قبل النوم كما هى عادته دائما
نظر لها مبتسما بحنان وهو يقول
تعالى يا عبير 
جلست بجواره على الاريكه وقالت برجاء
بابا أرجوك توافق على خطوبة عمرو وعزة
صمت برهة وقال بضيق 
وياترى بقى مين اللى قالك تيجى تقوليلى كده أمك ولا عزة
ابتلعت ريقها وقالت بوجل 
بابا انا عارفه حضرتك بتاجل الموضوع ده ليه
وصدقنى يا بابا انا الحكايه دى متفرقش معايا خالص بالعكس والله أنا أتمنى ان عزة تتخطب النهارده قبل
بكره
وخفضت نظرها وقالت بخفوت لو سمحت يا بابا متخالنيش أحس أنى واقفه قدام سعادة اختى ومستقبلها
هتف مستنكرا ايه اللى بتقوليه ده يابنتى وأنتى عرفت منين ان سعادتها فى الجوازه دى
ابتسمت بمرارة وهى تقول يا بابا حضرتك طول عمرك بتشكر فى عمرو وزى ما حضرتك قلت من شويه انه عمال يلف زى النحله وبيزن عليك ليه بقى اكون انا السبب انى اضيع على اختى واحد بيحبها وكمان عارفين اخلاقه واهله وكل حاجه عنه
تذوقت مرارة ابتسامتها لاول مره وشعرت بها تغص حلقها فابتلعتها برضى وهى تقول 
الحمد لله يا بابا انا عارفه ان كل شىء نصيب وانا هيجيلى نصيبى لحد عندى سواء دلوقتى ولا بعدين
لكن أنا عمرى ما هبقى سعيده ابدا وانا ى كده وهى ذنبها ايه طيب
نظر لها والدها بمشاعر مختلطه بين الفخر والحزن وهو يقول 
ونعم العقل والايمان يا بنتى أنا كنت بقول لامك عبير قاعده طول النهار تسمع فى شرايط وداخله وخارجه تحضر دروس فى المسجد ومكنش عاجبنى مكنتش أعرف أنك بتستفيدى بيها بالشكل ده ربنا يرضى عنك يابنتى
لمعت دموع الفرح فى عينيها وهى تقول بلهفه
يعنى حضرتك وافقت يا بابا
ابتسم وهو يربط على ساعدها قائلا
بينى وبينك أه وافقت 
نهضت فى سعاده وهى تهتف بفرحه حقيقة
أنا هروح ابشر ماما
أحتضن فارس عمروبشدة وهو يقول بسعاده مازحا
مبروك يا عمرو أخيرا يا اخى هتدخل القفص برجليك
دفعه عمرو بخفه وهو يتكلم بشغف كعادته
بطلوا قر بقى دى يدوب أبوها وافق أنى اروح أتقدم رسمى
ثم فرك كفيه بتوتر بالغ قائلا
أنا ھموت من القلق يا فارسكل ما أتصور نفسى وأنا قاعد بتكلم معاها على أنى خطيبها بقى وكده
ياه أحساس جامد اوى ثم تابع بنبرة حائره
تفتكر هتوافق عليا يا فارس ولا أنت رأيك ايه
شعر فارس بالحيره وقال متسائلا
اللهأومال ابوها وافق على ايه اساسا
تناول عمرو بعض قطع الشيكولاته أمامه وهو يجلس الى مائدتهم الصغيرة وقال 
وافق أنى أتقدم واقعد أتكلم معاهاماهو ده طلبها يا سيدى عاوزه تتكلم معايا الاول قبل ما تقول رأيها النهائى علشان تستخير
ومد يده مرة أخرى الى شبطة الشيكولاته ولكن فارس ضربه على يده قائلا 
كفايه بقى دى لو مهرة عرفت أن حد أخد من الشيكولاته بتاعتها هتخرب الدنيا
خطڤ عمرو قطعة أخرى وهو يقول 
خلاص يا عم اللى جابلك يخليلك أخر واحده بس ومتقولهاش ماشى أنا مش قدها يا فارس
ضحك فارس وهو يقول 
طالما جبان كده يبقى متمدش ايدك على حاجتها أحسنلك
ثم اردف بأهتمام بس أنا خاېف من حاجه يا عمرو
عمرو وهو يبتلع قطع الشيكولاته بصعوبه
خاېف من ايه
مط فارس شفتيه وهو يقول 
لو المقابله دى على اساسها عزة هتحدد هى هتوافق ولا لاء يبقى فى خوف كبير بصراحه اصلك هتفضحنا انا عارفك
لم يلحظ عمرو نبرة المزاح فى عبارة فارس فقال بجزع
ليه يا فارس طب قولى بسرعه اعمل ايه الله يخليك
أكمل فارس طريقته المصطنعه وهو يقول بص أنت تحاول تحاول يعنى تبقى مؤدب كده ومحترم وذوق وظريف وهادى وعاقل كده يعنى انا عارف أن موضوع هادى وعاقل ده صعب عليك بس معلش حاول
فرك عمرو راسه وهو يقول 
هحاول 
يلا يا عبير كل ده بتلمعوا الصالونكانت عبير منحنيه تزيل بعض أثار التراب فى غرفة الاستقبال 
فأعتدلت وهى تجيب والدتها 
خلاص يا ماما أنا
 

26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 140 صفحات