روايه بقلم دعاء عبد الرحمن
حولها وكأنها تدخل لأول مرة وفعلت كما تفعل يوميا جلست خلف مكتبه الصغير وفتحت أحد أدراجه وأخرجت بعض من صورها الذى التقطت لها وهى صغيرة ومازال فارس محتفظا بها فى درج ذكرياته كما يسميه تأملت صورها قليلا وهى تبتسم تارة لصورتها بشعرها الأشعث المتناثر
وصورة أخرى بملابس العيد الجديدة وصورة جمعت بينهما وهما ينظران لبعضهما البعض ويخرج كل منهما لسانه للآخر بمشاغبة وهى تحمل دميتها المفضلة باربى هدية فارس لها أنتزعها من ذكرياتها صوت ثلاث طرقات على باب الشقة تعرفهم جيدا وتحفظ نغمتهم أعادت الدرج إلى وضعه سريعا وخرجت مسرعة فوجدت والدته قد سبقتها وفتحت الباب قبلها ورأت دنيا تدلف من الباب ونظرها مصوب باتجاه مهرة برغم من أنها تقبل أم فارس وتصافحها دخل خلفها فارس يلقى السلام فوجد مهرة واقفة مستندة على حافة باب غرفته المفتوحة فابتسم لها وقال محذرا بمزاح
قالت باندفاع
لا والله ما لعبت فى حاجة
أبتسم فارس وهو يشير لدنيا موجها حديثه لمهرة قائلا
مش هتسلمى على دنيا
نظرت لها مهرة فوجدتها تنظر لها ببرود وتبتسم لها ابتسامة صفراء فبادلتها نفس الأبتسامة ونفس النظرة وهى تضغط كلمتها قائلة
أهلا
نظرت لها دنيا بحدة وقالت
يصح بنت كبيرة كده تدخل أوضة راجل غريب ..هى مامتك مبتعلمكيش الحاجات دى ولا ايه
نظر لها فارس بضيق ولمعت الدموع فى عينيى مهرة بينما قالت أم فارس وهى تنظر لها بجدية
هى مبتدخلش الأوضة وهو موجود
مهرة غالية عليا ومحبش حد يكلمها كده .. حتى لو كان فارس نفسه
عقدت دنيا ذراعيها أمام صدرها وقالت بتهكم
يا طنط انا اللى مرات ابنك مش هيه
جذبها فارس من ذراعها برفق وقال بحسم
دنيا ..هنتكلم فى الموضوع ده كام مرة.. مش خلصنا منه قبل كده ولا ايه
تحركت مهرة بانفعال وهى تحبس دموعها وأخذت الطفلين وتوجهت بهما إلى الخارج واغلقت الباب خلفها بقوة وصعدت لشقتها دخلت أم فارس المطبخ ودخل خلفها قبل رأسها وقال معتذرا
أنا آسف يا أمى بالنيابة عنها.. معلش متزعليش علشان خاطرى
نظرت له أمه بعتاب وقالت
فهم مراتك ان مهرة بنتى واللى مبيحبهاش على الأقل يراعى انى بحبها وانها غالية عليا
ما انت عارفه يا ماما ان مهرة غالية عندى انا كمان ونفسى والله دنيا تحبها بس مش عارف هى واخدة موقف عدائى منها كده ليه
لاحت ابتسامة واثقة على شفتيها وقالت
انا بقى عارفة
رفع حاجبيه متعجبا وقال
عارفة أيه يا أمى
ربطت على كتفيه قائلة
مش وقته دلوقتى روح يالا اقعد معاها على ما اخلص الأكل
قبل رأسها مرة أخرى وخرج من المطبخ متوجها إليها لم يجدها فى الصالة الخارجية بحث بعينيه سريعا فوجدها بداخل غرفته دلف خلفها فوجدها تنظر يمنة ويسرة وكأنها تبحث عن شىء ما لا تعرفه فقال
فى أيه بتدورى على حاجة
أبدا مفيش هو انا يعنى اللى اوضتك متحرمة عليا ولا ايه
لفها إليه ورفع رأسها ينظر إليها وقال
دنيا ..أنت اللى محرمة نفسك عليها ..هو فى حد يقعد كاتب كتابه 3 سنين !
أزاحت يديه وقالت حانقة
يوه بقى يا فارس .. أنت كل ما تشوفنى تكلمنى فى الحكاية دى .. وبعدين ماهو عندك صاحبك عمرو مش ده برضه كتب كتابه معانا تقريبا ولسه مدخلش لحد دلوقتى
حاول فارس أن يتحكم بأعصابه وكتم غضبه حتى لا تستمع والدته لما يحدث بينهم فأخفض صوته وقال بضيق
وأحنا مالنا ومال عمرو.. وبعدين هو لو عليه كان زمانه دخل من زمان .. لكن ده من ساعة ما كتب كتابه وزى ما يكونوا بينتقموا منه فى شغله ومبهدلينوا فى مشاريع بره القاهرة..
حتى مراته مبيشوفهاش غير مرتين تلاتة فى السنة .
و زفر بقوة ثم تابع قائلا
وبعدين هو عنده مشكلة فى الشقة.. لكن احنا الشقة اللى هنتجوز فيها موجودة أهى وانت وافقتى لما كتبنا الكتاب وقلتى معندكيش مانع نقعد هنا
شعرت دنيا بالتوتر يسود بينهما وشعرت أن فارس غضبه يتصاعد فحاولت من تخفيف حدة النقاش
قليلا فغيرت نبرة صوتها وجعلتها أكثر نعومة وقالت
مش احنا كنا متفقين لما تخلص الدكتوراة علشان مفيش حاجة تعطلك عن الرسالة وتخلصها بسرعة
وقبل أن يجيب سمع والدته تناديه من الخارج خرج إليها مسرعا فقالت
الغدا خلص تعالى حط الأطباق معايا على السفرة .. وبعد كده اتكملوا بعيد عن البيت
أنا وحده عندى الضغط ومش ناقصة حړق ډم
أستيقظ بلال من نومه وهو يتململ فى فراشه نظر فى ساعته بعين مفتوحة وأخرى مغمضة هب واقفا فى سرعة ليلحق بصلاة العصر فى المسجد توضأ وبدل ملابسه وسريعا للخارج فوجد عبير تجلس بجوار والدته ويتسامران ..نظر لها بعتاب وقال
كده برضوا يا عبير ..أنا مش منبه عليكى تصحينى قبل الأذان بربع ساعة
نهضت وقالت معتذره
اسفه والله يا حبيبى كنت هدخل اصحيك من شوية والكلام خدنا