قصه الطفل والمفتاح
خرجت من عندهما وأنا أشعر پألم يعتصر قلبي ويقطع فؤادي !! ما ذنب الصغيرين ! ما الذي اقترفاه !
حتى يكونا ضحېة خلاف أسري وطلاق وفراق !! أين الرحمة ! أين الضمير ! أين الدين !
بل أين الإنسانية ! أسئلة وأسئلة ظلت حائرة في ذهني !! سمعت عن قصص كثيرة مشابهة قرأت في بعض الكتب مثيلا لها لكن كنت أتصور أن في ذلك نوع مبالغة حتى عايشت أحداثها !! قررت أن تكون قضية ياسر وأيمن هي قضيتي !!
! سألت المرشد الطلابي بالمدرسة عن والد ياسر وهل يراجعه! أفادني أنه طالما كتب له واستدعاه فلم يجب !!
الغريب أن والدهما يحمل درجة الماجستير قال عن ياسر كان ياسر قمة في النظافة والاهتمام وفجأة تغيرت حالته من منتصف الصف الثالث !! عرفت فيما بعد أنه منذ وقع الطلاق !! حاولت الاتصال بوالده فلم أفلح فهو كثير الأسفار
ياسر لتعتبرني عمك أو والدك ولنحاول أن نصلح الأمور مع والدك ولتبدأ في الاهتمام بنفسك !! نظر إلي ولم يجب وكأنه يستفسر عن المطلوب !! قلت له
حتما والدك يحبك ويريد لك الخير ولا بد أن يشعر بأنك تحبه وېلمس اهتمامك بنفسك وبأخيك وتحسنك في الدراسة أحد الأسباب !! هز رأسه موافقا !! قلت له لنبدأ باهتمامك بواجباتك اجتهد في ذلك
أنا ودي أحل واجباتي بس زوجة أبوي تخليني ما أحل !! قلت أبدا هذا غير معقول أنت تبالغ !! قال
أنا ما أكذب هي دايم تخليني اشتغل في البيت وأنظف الحوش !! صدقوني كأني أقرأ قصة في كتاب !! أو أتابع مسلسلة كتبت أحداثها من نسج الخيال !!
قلت حاول أن لا تذهب للبيت إلا وقد قمت بحل ما تستطيع من واجباتك !! رأيته خائڤا مترددا وإن كان لديه استعداد !!
قلت سأجعلك تكلم أمك بالهاتف من المدرسة !!
ما كنت أتصور أن يحدث هذا الوعد ردة فعل كبيرة !! لكنني فوجئت به يقوم مسرعا ويقبض على يدي اليمنى ويقبلها وهو يقول
تكف تكف يا أستاذ أنا ولهان على أمي !! بس لا يدري أبوي !! قلت له
ستكلمها بإذن الله شريطة أن تعدني أن تجتهد قال أعدك !! بدأ ياسر يهتم بنفسه وواجباته وساعدني في ذلك بقية المعلمين فكانوا يجعلونه يحل واجباته في حصص الفراغ أو في حصة التربية الفنية ويساعدونه
على ذلك !!
كان ذكيا سريع الحفظ فتحسن مستواه في أسبوع واحد !!! صدقوني نعم تغير في أسبوع واحد !! استأذنت المدير يوما أن نهاتف أم ياسر فوافق اتصلت في الساعة العاشرة صباحا فردت امرأة كبيرة السن قلت لها
لحظة أناديها تبي تطير من الفرح !! جاءت أم ياسر المكلومة مسرعة حدثتني وهي تبكي !!
قالت أستاذ وش أخبار ياسر طمني الله يطمنك بالجنة !! قلت ياسر بخير وعافية وهو مشتاق لك !!
قالت وأنا فلم أعد أسمع إلا بكاءها ونشيجها !! قالت وهي تحاول كتم العبرات أستاذ طلبتك ودي أسمع صوته وصوت أيمن أنا من خمسة أشهر ما سمعت أصواتهم !! لم أتمالك نفسي فدمعت عيناي !!
يا لله أين الرحمة أين حق الأم ! قلت أبشري ستكلمينه وباستمرار لكن بودي أن تساعدينني في محاولة الرفع من مستواه شجعيه على الاجتهاد لنحاول تغييره لنبعث بذلك رسالة إلى والده !!!
قالت والده !! الله يسامحه كنت له نعم الزوجة ولكن ما أقول إلا الله يسامحه !!
ثم قالت المهم ودي أكلمهم واسمع أصواتهم !!