معلمه الحضانه بقلم أميرة الشافعى
تحليل أتأكد
كرم بمرح حاضر بس النهارده عندي مأموريه يا ماهي
خليكي بكره ولا بعده
ماهي بتفهم ماشي يا كركر خلي بالك علي نفسك يا حبيبي
كرم إدعي
لي
ما أن إنصرف حتي وقفت ماهي أمام المرآة لتشد ثوبها للأمام وتتخيل بطنها المنتفخ بجنينها وتبتسم
في المنصورة
ظلت هاله تجلس مع سحر وهمس
قالت هاله يا سحر ليلي لازم تاكل حاجه مش هنسيبها قافله علي روحها يوم ورا التاني
روحي يا همس هجهز الأكل وإنتي إدخلي أكليها
بالفعل حملت همس صينيه صغيره عليها صحن مكروه وآخر به دجاج
ركلت همس الباب بقدمها وقالت إفتحيلي يا ماما أنا همس يا حبيبتي
همس نقطة ضعف ليلي تناديها حبيبتي
لا لن تترك همس أمام الباب
نهضت وجففت دموعها حتي لا تراها همس تبكي هي طفله ويجب ألا تشعر بأحزانها
فتحت الباب وإنحنت تحمل الطعام عن الصغيره وتضعه علي طاوله صغيره بجوار فراش جدتها وجذبت همس لتجلسا
سويآ علي الفراش وټحتضنها بقوه
همس ببراءة ماما متعيطيش تيته في السما عند ربنا وبتلعب في الجنه كمان
لتبتسم ليلي وتهمس بتلعب في الجنه
وتضحك همس وتقبل ليلي التي تنهدت وإحتضنتها مره أخري لتقول
همس بطريقه طفوليه لأ يا ماما أنا مش هسيبك أبدآ يا حبيبتي
مش هتجوز كمان علشان ما أمشيش زي عمتو ماهي
لتضحك ليلي حبيبتي يا همس قلبي
همس بوداعه يلا ناكل سوا يا ماما
علشان لو ما أكلتيش أنا هروح الجنه عند تيته نعمه
إحتضنتها ليلي بقوه وقالت لأ يا همس لأ يا حبيبتي متقوليش كده تاني
حاضر يا همس يلا ناكل سوا وقطعت بيدها قطعه من الدجاج لتضعها في فم همس
وتتناول هي بالملعقه بعض حبيبات المكرونة لتضعها في فمها وتلوكها بدون شهيه
دخلت سحر وقالت يعني أتحايل عليكي ما ترضيش
وهمس تاخدي منها الأكل
ضحكت همس بإنتصار طفولي
إقتربت سحر من ليلي ووضعت في يدها شئ
لتنظر همس بيدها وتقول بشجن سلسلة تيته نعمه
ليلي بحزن أيوه كانت قايلالي إن السلسله
أخدها لو جرالها حاجه
القلب الصغير ده فيه صورة ماما و صورتي وأنا قد همس
إحتضنت قلب السلسله الذهبيه براحة يدها
قالت سحر بتأثر وإدتني الحلق بتاعها الله يرحمها
نظرت ليلي لأقراط جدتها بيد خالتها سحر وقالت بتنهيده
الله يرحمك يا تيته نعمه
ليلي حبيبتي إن شاء الله بكره هروح بيتي في طنطا علشان عمك فريد لوحده يا بنتي
وطبعآ مينفعش تفضلي لوحدك
تعالي يا حبيبتي معايا هنقفل البيت بالقفل
وتيجي تعيشي معايا لأن أنا هبقي قلقانه عليكي
ليلي شاكره متحرمش منك يا خالتي بس أنا بيتي هنا
البيت ال عاش فيه أمي وأبويا وعشت فيه مع تيته نعمه
وكمان أنا خلاص قدمت في كلية التجاره في القاهر ه يمكن أشوف سكن هناك لحد ما أخلص السنتين
بتوع الدراسة
نعمه برفق تعالي عندي وإبقي روحي الجامعه من هناك يا بنتي
لظروف سحر ولأنها لا تأمن علي ليلي بوجود زوجها زائغ العين لم تتمسك بوجود ليلي عندها وأذعنت لرغبتها في المكوث ببيتها
في قسم الشرطه
دخل الشاويش عطيه مكتب كرم ليؤدي التحيه العسكريه قائلا تمام يا فندم
الباشا بهجت عاوز حضرتك فوق
لينهض كرم من مقعده ويقول
طيب رايحله
صعد كرم للطابق العلوي وطرق الباب وأدي التحيه العسكريه لرئيسه قائلا
حضرتك طلبتني يا فندم
تعالي يا كرم إتفصل
جلس كرم ليتحدث بهجت
المهمه ال إنت رايحها صعبه يا كرم
عاوزك تجيب راس المچرم الكبير
علشان زودوها قوي يا كرم متاجره ف الأعضاء البشريه وخطڤ
كرم بطاعه حاضر يا فندم إن شاء الله أكون عند حسن ظن حضرتك يا فندم
بهجت ربنا معاك يا كرم إتفصل جهز نفسك
تمام يا فندم قالها كرم وهو ينصرف
في شركة مراد
جلس علي مكتبه يوقع بعض العقود
وإستئذنه رامي أن يدخل إليه هو ومهندس
يريد توقيع بعض الأوراق
فأذن له وجلس يتكلم معهم عن العمل والمشروع الكبير بترميم سلسلة مدارس بإحدي المحافظات
أنهي مراد عمله معهم وشعر بالإرهاق فطلب من سها إرسال عصير منعش
أحضرت سها زجاجة العصير
وضعتها أمامه وإنصرفت
حمل الزجاجه ليحتسيها ليجدها عصير التوت الأحمر إبتسم وتذكر مطويته التي حملها بمحفظته
أخرج الورقه المطويه بعنايه
وقرأها ليبتسم ثم أعادها مكانها أخذ يملس ذقنه عدة مرات بشرود وتذكر أنه لم يخبر أمه عن مكالمة همس
حمل هاتفه وقدسجل عليه إسم شمس نظر للرقم بتمعن وتردد
ولكنها هاتفها بالفعل
بعد دقيقه سمع صوت همس
لكنها لم تكن مرحه كالمرات السابقه
مراد إزيك يا همس
همس بلطف الحمد لله
مراد بتساؤل هتيجو إمتي
همس ببراءة ماما بس ال بتعرف
مراد بمراوغه إيه كلتي توت من الشجره
همس بحنق لأ ماما مش راضيه تطلعني علي الشجره
أخيرآ قال فين ماما يا همس
همس بتأثر نايمه علي طول علي طول علي طول
شعر مراد بالقلق فسألها ليه نايمه
همس بحزن زعلانه وبتعيط علشان تيته نعمه راحت عند ربنا في الجنه
ماټت قالها مراد بذهول ثم أردف إديهالي يا همس
همس بملل نايمه يا عمو
طيب مع السلامة يا حبيبتي وضع هاتفه أمامه علي المكتب وشعر بالقلق
عادت سحر إلي بيتها بعد أن حاولت إقناع ليلي لإصطحابها معها ورفضت ليلي
ظلت ليلي تشعر بالكآبه
تطعم همس
وتحاول أن تتناول طعامها فلا تستطيع حتي ضعفت وأصبحت تنام ولا تستيقظ إلا لإطعام همس
تلمس السلسله الصغيره وتبتسم بحزن
كم تركت نعمه فراغ لليلي
نامت وجلست بجوارها همس وقد شعرت هي الأخري بالملل فخرجت لتشاهد برامج الكارتون بالتلفاز
كما أصبحت ليلي أمست بنفس الكآبه والحزن المصيطر عليها
تطعم همس وتؤدي فروضها وتنام بمجرد أن تضع رأسها علي الوساده
لتسنغرق في أحلامها تبتسم أحيانا لرؤية جدتها أو أمها في هلاوس من عقلها الباطن
وتبكي أحيانا
خرجت همس لتلعب عند شجرتها حينما سمعت سمعت رنين الجرس الخارجي للباب
إقتربت منه وقالت
مين طنط هاله
أتاها صوت عمها أنا مراد إفتحي يا همس
إقفل البوابه يا عمو علشان الحرامي لأنه ممكن ياخدني زي المره ال فاتت
ليبتسم مراد ويحملها ليعانقها
قال لها بحنان همس ماما فين
همس بملل طبعا نايمه نايمه يوم ويوم ويوم تلت أيام
صحيها يا همس
دخلت همس تحاول إيقاظ ليلي فتململت ولم تستطيع أن تستيقظ تشعر بالضعف
خرجت لمراد الذي يقف بالفناء الخارجي
تعالي إدخل يا عمو مراد
مراد بتوتر هيه ماما نايمه فين
أشارت لغرفة جدتها
وقف بجانب الحائط ونادي شمس
شمس ثلاث مرات
إلتقطت آ ذان ليلي النداء ظنت أنها تحلم
قالت مراد مراد
نهضت من فراشها وخرجت من الحجره
بشعرهاالمبعثر وقالت
همس أنا بحلم
مراد مبتسم لأ علم
علم همست ليلي لتدلف إلي حجرتها مسرعه
ترتدي حجابها بسرعه كانت ترتدي عباءه سوداء لم تبدلها منذ ساعدتها خالتها على إرتدائها
دخلت همس وقالت عمو مراد بره يا ماما
هو واقف بره بينادي عليكي
ليلي تنحي وتزدرد لعابها بإرتباك طيب يا همس إخرجي خليكي معاه وأنا هآجي
خرجت ليلي وهمست سلام عليكم
رد السلام ونظر بحزن لوجهها الشاحب وعيناها الحمراوتين من أثر البكاء
قالت بضعف هو حضرتك جاي تاخد همس مراد بنفي لا أبدآ أنا كان عندي شغل هنا ف المنصوره
خطړ ببالي أعدي يمكن تحبو ترجعو
ليلي بلا مبالاه لأ مش دلوقتي مش قادره أشوف حد
مراد بمراوغه تقصدي بالحد ده انا
ليلي بسرعه لا والله
آه فجأه دارت الدنيا بليلي وشعرت بدوار
همت أن تقع ولكن يدا مراد القويه ساندتها
مالك