معلمه الحضانه بقلم أميرة الشافعى
كالشبح بجلبابها الأسود الطويل و شعرها المشعت ووجها الباهت بصوت محشرج من آثر البكاء
خليها تيجي خلي ليلي تيجي يا ممدوح
نظرت لشاكر وقالت بنواح مقعد الأم الفاشله في بيتك وطردت الأم الكويسه ياعمي
شاكر پحده إسكتي يا زيزي إنت مش في وعيك
كانت زيزي تعاني الأمرين غياب إبنتها الوحيده وإشتياقها لها ناهيك عن شعور
نياط قلبها
فهي وإن قصرت وأهملت تظل أم للصغيره
لم يعد ممدوح يعتابها فحالها أصبح يرثي له
خرج ممدوح ينادي لشقيقه
وصاحت زيزي بصوت عالي
يا رب يا رب عقابك صعب قوي يا رب
يا رب أنا عارفه يا رب إني أستاهل بس هيه طفله بريئه يا رب
إرحمها يا رب
إهدي يا بنتي قالت نوال
صافح مراد والده وإنحني ليقبل يده كذلك فعل مع
أمه
أما ليلي فعانقت نوال بمحبه ووقفت متردده تصافح شاكر أم لا
لكن نوال قالت بلهجه حانيه لا تخلو من الأمر سلمي علي عمك شاكر يا ليلي
مدت ليلي أطراف أصابعها لتصافح شاكر برسميه وتحفظ
ربنا يرجعها بالسلامه يا زيزي قالت ليلي وهي تربت علي كتف زيزي فقد هالها منظرها لدرجة أنها لم تتمالك نفسها فبكت كثيرآ
تنهدت بمراره وأردفت بصوت مسموع
لو كان ده ذنبها أنا تبت يا رب والله تبت توبة نصوحه بس رد لي بنتي المسكينه
سامحوني إلتفتت لليلي وأردفت سامحيني يا ليلي
ليلي بتأثر علشان يوم الحفله طردتيني مسمحاكي والله مسمحاكيلتجحظ عينا زيزي وتقول بمراره جعلت الجميع منصتين لها
أنا كسرت رجلك لكن ربنا كسرلي قلبي
إتسعت عينا شاكر وقال بذهول
معقول يا زيزي إنتي تعملي كده
لكن ليلي قالت پحده خلاص يا ممدوح خلاص كلكم كفايه عليها ال هيه فيه
إن شاء الله بيري هترجع ربنا كبير يا زيزي
ربنا كبير
سامحتيني من قلبك قالت زيزي
لتبتسم ليلي وتهمس والله سامحتك من قلبي يا زيزي
ولعلمك يا بابا إنت السبب في خطڤ بيري
أنا قالها شاكر بذهول
م وحزن سيبها يا ممدوح أنا فعلا غلطان
صمت الجميع أنصت الجميع تعجب الجميع
ها هو شاكر الخرافي بجبروته يعترف بخطأه لأول مره فالطفله حفيدته قطعه من روحه
بتقول إيه يا بابا سأل ممدوح
شاكر والألم يعتصره طه دخل السچن مظلوم أنا إنتقمت من بنته ومنه
وبلغت عنه وإتحكم عليه بخمسه وعشرين سنه
ولما حبيت أخلص من ليلي بعت واحد تاني شال التهمه بمقابل طبعا لأ مچرم ومابيهموش وعليه قضايا تاني وكده كده واخد إعدام فمش هاتفرق معاه يشيل تهمه كمان ويستفيد ويأمن ولاده
أنا عملت كده وآهو خطڤ حفيدتي
لتصيح زيزي الله ينتقم منك با شاكر ډم بيري في رقابتك
صفعه من ممدوح ألجمتها وألقتها أرضآ لتعاود النواح
وأجهش ممدوح في البكاء ليقول وأنا وبنتي ذنبنا إيه
نظر ممدوح لشاكر بلوم وقال ذنب بيري إيه يا بابا
العيله دي ال لسه متعرفش حاجه في الدنيا ذنبها إيه أردف
صائحآ ذنبها إيه اااا حد يقولي
إهدي يا ممدوح قال مراد
لكن ممدوح إنهار تمامآ ليلقي نفسه علي مقعد مجاو ر له ويصيح آه يا بنتي
تركهم شاكر مهرولآ إلي غرفة مكتبه وما أن دخل الحجره وأغلق الباب خلفه
إلا وسمح لمكنونات نفسه العميقه ومشاعره الدفينه أن تظهر
ليبكي بصمت وندم
في الكهف المظلم
نظر طه للصغيره الباكيه پحقد وهو يتذكر الهوان الذي ذاقه بسبب شاكر
حړق قلبي وأنا هحرق قلبه لازم أحرق قلبه
التي كانت ترتعد وتصطك أسنانها ببعضها من الخۏف
نظر إليهابتمعن وقال إنتي عيله مالكيش ذنب بس بنتي كمان ماكان لهاش ذنب كانت غلبانه زي أبوها والغلابه بيداسو بالرجلين
حفيدتك هتداس بالرجلين يا شاكر
صاح ليسمع صدي صوته القوي لټرتطم كلماته العا ئده إليه بآذانه
ويبتسم برضا ليصيح مرة أخري
حفيدتك هتتحدف من علي الجبل يا شاكر
هتتوجع يا شاكر هتتألم وهتعرف الظلم مر إزاي يا ظالم ظالم ظالممممممممممم
وترتعد الصغيره لتبول لا إراديآرغمآ عنها من الفزع وتصطك ركبتاها النحيلتين ببعضهما
يحملها طه من أكتافها ليلوحها في الهواء قبل قڈفها لتصيح بړعب
هقول لربنا عليك
ينظر إليها طه يتأمل وجهها لكن وجه شمس إرتسم
أمامه رأي وجه إبنته الباكي
ليضع الصغيره علي الأرض أمامه
ويحتضنها كاد أن يعتصر ضلوعها الرقيقه من فرط إنفعاله
ليقول بتأثر زمان شمس قالت لربنا علي جدك
آااااااه حقك عليه يا بنتي حقك عليه ولا عليه هو يا بنتي منه لله
ليستعيذبالله من الشيطان الرجيم
ويعود بها إلي الكهف فيضعها لتتكور علي الأرض ويمسك هو قاروره بها ماء ليتوضأ ويصلي ويقرأء آيات من الذكر الحكيم
متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وڠضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ٩ سورة النساء
أنهي صلاته التي تمتم فيها مع الله بآلامه وأوجاعه وطلب منه الثبات ليشعر براحه تجتاح قلبه
فيربت علي الصغيره المذعوره ويقول برحمه متحافيش يا بنتي متحافيش
في شقة سالم
قال محمد بتعجب معقول يا شهد هنكتب الكتاب وتسافري من غير أي مظاهرإحتفال
سالم بتفهم يا بني نعمل إيه مالك لازم يسافر بعد بكره
وبيت عمك فيهم ال مكفيهم مقدرش أقول لهم رايح أعمل فرح ومالك مش راضي يأجل سفره
محمد مالك معذور يا بابا مش هيضيع البعثه ال بيحلم بيها
شهد بإبتسامه هادئة مالك بيقول هيعمل لي هناك حفله وأنا موافقه يا بابا هلبس فستان عروسه وأسافر معاه
أنا زعلانه علي بيري كمان يا بابا ومش هينفع نعمل فرح وهيصه وهما بالحالة دي
ليحتضنها والدها وتبكي والدتها تأثرآ
قال محمد خلاص يا بابا إعكمها مبلغ محترم تعويض بدل فرح تنهد وقال بمرح
وأخيرآ مش هلاقي حد ألطش له في الرايحه والجايه
وكزته شهد برفق ودلال وتقول بحنان ماشي بكره تقول ولا يوم من أيامك يا شودي
إسبوع كامل قضته بيري مع طه الذي إختفي بمكان آمن بعيد عن البشر
ولكن ما معه من ماء وطعام أوشك علي النفاذ
إسبوع بالنسبه لعائله الخرافي ولزيزي بالتحديد كان عصيب كئيب
شاكر بعد آخر مره تحدث فيها مع أبناؤه وإعترافه لهم بما فعل
ليتلقي ما يكفي من اللوم من زيزي ومن كل فرد من العائله
أصبح يشعربنظراتهم له كأنها
أسواط تلسعه
أصبح دومآ يجلس في حجرة مكتبه لا حول له ولا قوه
ترك المصنع فلم يعد يذهب لمباشرته وترك سالم يتابعه في غيابه أما ممدوح فلا يترك كرم ولا حضور التحقيقات هو ومراد
ظلت ليلي مع عائلة زوجها حملت الطعام لتجلس بجوار زيزي الممده كچثه هامده علي فراشها وقالت
قومي يا زيزي كلي مني حاجه كلي علشان خاطر بيري
زيزي بضعف بيري حاسه إني ظلمتها يا ليلي إحساس جوايا بيموتني
ما كنتش أتخيل إن ده يحصل
إن شاء الله هترجع يا حبيبتي هترجع وتفرحي بيها تاني
زيزي بحزن إنتي طيبه يا ليلي إزاي بتقابلي الإساءه بالمعروف
ليلي وهي تربت علي كتف زيزي
إذا كان ربنا بيسامح يا زيزي العبيد مش هيسامحو بعض
في قسم الشرطه
قال مراد يعني مافيش أمل يا كرم
مراد بتأثر بابا ظلمه كتير يا كرم بس البنت ملهاش ذنب عمري ما شفت بابا ندمان أول مره في حياتي أشوفه بالحالة دي بينام علي كنبه بأوضة المكتب وحابس نفسه ما بيشوفش حد
صاح ممدوح ثائرآ