الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

نصف الحكاية بقلم ناهد خالد فريد

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز


أهم طبعا عشان كده طلبت اقعد معاك أنت.
_ وخير عوزاني في ايه
تنهدت وهي تقول
_ عاوزه اعرف رأيك أنت موافقة على الجوازه دي موافقة اكون مرات ابنك عشان الحقيقة انا شوفت غير كده ومعاك حق يعني مين هتقبل بي عروسة لابنها.
انهت حديثها وهي تشير لذاتها بسخرية فلم ترتدي شيئا مختلفا نفس البنطال المهترئ ونفس القميص الرجالي واكملت

_ بس انا عاوزه اقولك انك لو مش موافقة بي قوليلي وانا هخرج حالا اقول لابويا اني مش موافقة مش هتجوز ابنك ڠصب عنك ولا هتم بغير رضاك.
حديثها الان قلب الأخرى وعقلها فتوترت قليلا في حديثها وهي تجيبها
_ بصي يابنتي أنت متتعايبيش اخلاق واحترام ولسان حلو لولا بس الي عملاه في نفسك ده.
ابتسامة باهتة زينت ثغرها وهي توضح
_ بصي يا خالتي انا هحكيلك اي حكاية لبسي الي اتغير فجأة من وانا عندي ١٤ سنة ده وشعري الي قصيته بالشكل ده عشان اكون شبه الرجالة انا ابويا معندوش غيري وطول عمره كان نفسه في ولد ولما وقع من كام سنه ومبقاش يقدر على الشغل مكانش قدامي غير اني انزل مكانه او معاه اخفف عنه حمل الشغل ليروح منا خالص ولما نزلت بشكلي الطبيعي ضفايري وفستاني البناتي كنت بشوف نظرات وحشة اوي ورمي جتت رغم اني كنت لسه عيله أمي خاڤت علي لما حكيت لها وهي الي غيرت شكلي كده بس وقتها لبستني لبس واسع ودارت شعري بطاقية لحد ما بقى عندي ١٧ سنه وقتها انا الي قررت اغير شكلي كله عشان اكتشفت ان الناس مش عارفه تتعامل معايا غير اني بنت وفعلا لما قصيت شعري وخشنت صوتي وغيرت لبسي واحده واحده نسيوا اني بنت اصلا واتعاملوا معايا اني زيهم وده ريحني وخلاني اعرف اقف لوحدي في المحل ميهمنيش.
التقطت أنفاسها قبل أن تكمل
_ فكرك كنت مبسوطه وانا ډافنة البت الي جوايا مبسوطه وانا شايفه الي من سني اتجوزت وخلفت وانا مفيش أمل حد يعبرني بشكلي ده بالعكس انا كانت بتعدي علي ايام وليالي ما يعلم بيها غير المولى بس الحياة كده... تنازلات لازم تتنازلي عن حاجه عشان تاخدي حاجه تانيه وانا كسبت رضا امي وابويا وسترهم مقابل خسارتي لانوثتي وعمري ماندمت على اختياري...
ظهر التأثر جليا على وجه الاخرى وظهرت لمعة دموع في عينيها لكنها لم تشاء أن توهم نفسها بتوقع خاطئ فاكملت مبتسمة
_ عموما حضرتك معاكي قراري لو رافضه الموضوع وده حقك يبقى تقولي لابنك اني رفضت ولو موافقة قوليله اني وافقت عن اذنك يا خالتي.
انهت حديثها ووقفت ناوية الخروج من غرفة الجلوس لكنها توقفت على الباب وهي تسمع صوتها يقول
_ هنيجي نقرا الفاتحة يوم الخميس يعني بعد يومين.
الټفت لها بفاه فاغر غير مستوعبة قرارها هل قبلت للتو!
نهضت السيدة ووقفت أمامها وهي تقول مبتسمة
_ بس تظبطي نفسك بقى مبقاش في داعي ټدفني البت الي جواك هبعتلك فستان وصايا من محل اختي وشعرك كده كده هيطول على ما ييجي ميعاد الفرح وهبعتلك البت بنت اخويا لهلوبة في المكياج والحاجات دي وبكره ننزل نجيب الدبل ونلبسها يوم الفاتحه ان شاء الله قولت ايه
تهاوت دموعها بعدم تصديق تسألها
_ أنت وافقتي
بابتسامة راضية كل الرضا
_ اصل انا مشوفتش غير نص الحكاية وهي شكلك والي عملاه في نفسك لكن مكنتش اعرف الي وراه ده يعني اضيع من ايدي واحده زيك لابني يوم ما هيقع مش هيقول أي عشان هتكوني في ضهره يوم ما
يضيق بيه الحال مش هتتبطري ولا تكرهي عيشتك معاه عشان جربتي وعارفه ان الدنيا كل ساعه بحال عشتي ايام ما يعلم بيها غير ربنا فأي حاجه جاية هتكون هينة بالنسبالك بعدين أنت شلتي هم اهلك وعاونتيهم في محنتهم لسنين مش هتشيلي هم جوزك! وعلى فكرة هو قالهالي قالي عوزاني اروح اتجوز واحده حلوه وطلع عيني بعدين هتبقي مبسوطه انا دلوقتي بقول لا مش هبقى مبسوطة واضح ان الواد ده كان عنده بعد نظر فيكي.
انهت الاخيرة ضاحكة ضحكة صغيرة تبعتها ضحكة خافته من رضا وضحكة اخرى قوية تصدح حولهما ألا وهي ضحكة الحياة لها بعد سنين عجاف.
تمت بحمد الله

 

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات