فى قبضه الاقدار بقلم نورهان العشرى
و داخلها يمتلئ بالتساؤلات التي تجعل أنفاسها تهرب منها . فهي لم ترتح لتلك السيدة و تهاب نظراتها كثيرا و لم تكن هي وحدها فجميع من في هذا البيت كان من الواضح أنهم يهابونها . تري ماذا تريد منها و لماذا أرادت أن تصعد إلي الأعلي للتحدث معها لما لم تحادثها بالأسفل هل تريد إلقائها من النافذه ! أقشعر بدنها حين أتتها تلك الفكرة و لكن سرعان ما نهرها عقلها و وبخت نفسها قائله
هكذا أقنعت نفسها و هي تصعد الدرجات بعدما أرشدتها الخادمه علي غرفة أمينه التي كانت تنتظرها و هي تنظر إلي النافذه و حين سمعت صوت نقراتها المتوترة علي الباب أمرتها بالدخول فانفتح الباب و أطلت منه جنة برأسها و عيناها الزائغه لتقتنص هي توترها فتوجهت إلي المقعد المخصص لها و قالت بوقار
أطاعتها جنة بصمت بينما دقات قلبها تدق كالطبول جراء خۏفها الذي تجلي في كفوفها المرتعشه و إهتزاز حدقتيها و هي
تجلس في إنتظار أمينه أن تبدأ في الحديث و قد لاحظت هي ذلك فابتسمت قبل أن تقول بنبرة هادئه
عامله إيه يا جنة
الحمد لله كويسه
و الجنين وضعه عامل إيه دلوقتي
الحمد لله بخير
فاجأتها أمينه حين قالت بنبرة ذات مغزى
باين عليكي بتحبيه . أومال ليه فكرتي تتخلصي منه !
إنقبض قلبها جزعا حتي آلمها حين سمعت كلمات
أمينه التي تابعت بهدوء
متستغربيش. أنا مفيش حاجه معرفهاش .
حاولت إبتلاع غصتها و قالت بصوت مبحوح
كانت لحظه شيطان و الحمد لله عدت علي خير
الحمد لله .. بصي يا جنة أنا أم و ربنا أختبرني في أعز حاجه عندي و أنا راضيه الحمد لله . أنتي متعرفيش حازم كان عندي إيه . دا كان أغلي واحد عندي . و كنا قريبين من بعض فوق ما تتخيلي
فهمت جنة ما ترمي إليه بحديثها فقالت بتوتر
عايزة تقولي إيه يا حاجه
أمينه بنبرة يشوبها المكر
شعرت بسريان النيران بين أوردتها و لون الخزي ملامحها و صارت تبتلع جمرات حارقه ذكرتها بخطأها الوحيد الذي لم ترتكب سواه في حياتها و كان هو أكثر من كاف لتدميرها
عادي هو كان زميلي في الجامعة شافني و شفته و عجبنا ببعض و بعد كدا الإعجاب دا أتحول لحب .و بعدين ..
و بعدين سندريلا كانت عايزة تهرب من حياة الفقر إلي هي عايشه فيها
فقالت توقع إبن الأكابر و تتجوزه حتي لو عرفي عشان تحقق أحلامها و طموحاتها .. و لا مكنش في جواز أصلا يا جنه
وقعت كلماتها كسوط أخذ يسقط فوق كرامتها حتي أدماها و مزق ما تبقي لها من كبرياء فصار الدمع يتقاذف من مقلتيها جراء ذلك العاړ الذي تلطخت به و لكن جاء سؤالها
الأخير حتي يجهز عليها فلم تستطع الصمود أكثر بل هبت من مكانها تقول بإنهيار
لحد هنا و كفايه يا حاجه . أنا كنت متجوزة إبنك عرفي و الورق مع سالم بيه ..
لم تتأثر أمينه بمظهرها أو تعمدت ألا تتأثر فهي لم ترها سوي صائدة ثروات أوقعت أبنها في شباكها و تريد أن تأخذ ما تبقي منه و ترحل لتجعلهم يعانون من مرارة الفقد مرة آخري لذا قالت بتقريع
هو شئ لا يدعو للفخر طبعا يعني الجواز العرفي دا زي قلته. بس الحمد لله أنه حصل و إن ربنا عوضني بحاجه من ريحه ابني الله يرحمه و إلي عمري ما هتنازل عنها أبدا حتي لو إضطريت إني أضحي بكل شئ بملكه في حياتي .
كالعادة أصابت كلماتها صميم الۏجع و لكنها تجاهلت عڈابها و قالت بإستفهام
تقصدي إيه
أعتدلت أمينه في جلستها قبل أن تناظرها بقوة تجلت في نبرتها حين قالت
إبن أبني مش هسيبه و سواء كنتي متجوزة حازم أو لا دي مشكلتك . هكون ست أصيله معاكي عشان أنتي أمه و هعرض عليك عرض أنتي الكسبانه فيه
لم تسعفها الكلمات للرد إنما إرتسم عدم الفهم علي ملامحها فتابعت أمينه قائله بقسۏة
هتعيشي بينا معززة مكرمه لحد ما تولدي و بعدها هديكي عشرة مليون جنيه و تسيبي الولد و تختفي من حياتنا خالص و تنسي أنك في يوم من الأيام عرفتينا . بمعني تمحى إسم الوزان من ذاكرتك
شهقه قويه خرجت