الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

امراءة العقاپ بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 37 من 370 صفحات

موقع أيام نيوز


ممكن ساعتين وامشي
ظهرت علامات اللؤم على ملامحه فاقترب وجلس بجوارها هامسا بنظرة وقحة 
_ وهما الساعتين دول قليلين ياحبيبتي
ارتفعت ضحكتها لتجيبه بدلال وهي تقترب وټخطف قبلة سريعة منه 
_ مش وقته خالص يانادر أنا جيت عشان نتفق أنا وأنت هنعمل إيه في جلنار
_ هي رجعت !!
فريدة بجدية 

_ لا بس أنا حاسة أن سفر عدنان المفاجئ ده وراه حاجة ومش بعيد يكون عرف مكانها وراح يجبها
نادر بقرف وعدم اهتمام 
_ أنا مش عارف إنتي شاغلة بالك بيها ليه يافريدة .. كدا كدا هتطلقي من الزفت ده قريب فكك منها ياحبيبتي 
فريدة بعصبية 
_ إيه اللي بتقوله ده .. عايزني اسيبها تاخد كل حاجة هي وبنتها على الجاهز على چثتي لو طالت حاجة من عدنان كل ده من حقي أنا
غمز لها بعيناه في نظرات شيطانية وغمغم بمكر 
_ هتاخدي كل حاجة ياحياتي .. بس سبيني اتصرف معاهم بطريقتي صنف جلنار دي أنا عارفه كويس أوي .. أما عدنان فده محوشله التقيلة من زمان
اعتدلت في جلستها وطالعته بنظرات راجية ثم هدرت بقلق 
_ نادر بلاش تعمل حركة غلط تودينا في داهية ارجوك عدنان لو شك مجرد شك هيقتلك وېقتلني
همس لنفسه ساخرا وعلى وجهه ابتسامة تحمل الغل ده لو لحق أصلا !! .. ثم أجاب عليها بصوته الطبيعي 
_ مټخافيش أنا يعتبر مظبط كل حاجة فاضل بس التنفيذ وقريب أوي هيتم
ثم اطال النظر في وجهها بعينان راغبة وفجأة وثب واقفا وحملها على ذراعيه متجها بها نحو الغرفة وهو يتمتم بابتسامة خبيثة 
_ أنا بقول نخطفلنا ساعة ساعتين كدا مع بعض عشان انتي وحشتيني أوي
هتفت ضاحكة باعتراض بسيط 
_ مش هينفع يانادر نزلني بقولك مستعجلة ولازم امشي 
_ هو دخول الحمام زي خروجه ياقلب نادر
ثم فتح باب الغرفة بقدمه ودخل بها ثم اغلقه بطرف قدمه وانغمسوا معا في ملذاتهم المحرمة غير مباليين لأي شيء ! .. غابوا ببحر المحرمات منذ أربع سنوات ولم يضعوا بالحسبان لحظة العقاپ الكبرى أمام ربهم !!! ...
تقف بالمطبخ تقوم بتحضير وجبة الإفطار وتجلس صغيرتها فوق رخام المطبخ وتتلاعب بقدماها الصغيرة في الهواء وتمسك بيدها قطعة شيكولاتة تأكلها باستمتاع حتى هتفت بصوت طفولي حماسي 
_ احنا راجعين بيتنا ياماما
تنهدت جلنار بخنق وأجابت على ابنتها بمضض حاولت إخفائه 
_ امممم للأسف ياحبيبتي
هنا بتشويق وسعادة 
_ يلا نلبس
جلنار بنفاذ صبر 
_ لما نفطر الأول ياهنا بعدين هنلبس ونمشي
نظرت الصغيرة لخارج المطبخ تتأكد من عدم وجود أبيها ثم اقتربت وانحنت على أذن أمها وهمست بصوت فرح 
_ بابي قالي هنروح عند تيتا لما نرجع .. بس اوعي تقولي إني قولت ليكي
رمقتها جلنار بنظرة ڼارية وهتفت بغيظ مكتوم 
_ هو قالك كدا !
هزت رأسها بإيجاب وهي لا تزال تبتسم باتساع فنظرت جلنار للطماطم التي تقوم بتقطيعها ونزلت السکين عليها في عڼف تهمس بصوت غير مسموع وأعين مشټعلة بوعيد 
_ ده بعينه إن شاء الله .. قال تيتا أمه القرشانة دي هو أنا ناقصة
صاحت هنا بصوت عالي في حب عندما وجدت والدها يدخل المطبخ فاقترب هو منها وحمله على ذراعيها ومد يده يعبث بخصلات شعرها الحريرية ويهمس في مداعبة 
_ إيه الحلاوة
دي بس يابابا
ابتسمت الصغيرة باستحياء بسيط في وجه طفولي يسرق القلب ليقهقه هو بخفة ثم ينحني عليها ويطبع قبلة عميقة على وجنتها بينما جلنار فالتفتت نصف التفاتة برأسها له ورمقته بنظرة مشټعلة ثم اشاحت بنظرها عنه عندما وجدته ينظر نحوها .. اختفت ملامحه اللينة وظهر محلها الصرامة حيث هتف بغلظة صوته الرجولي 
_ مالك !!!
تجاهلته تماما ولم تجب ولم تنظر له حتى مما استفزه بشدة فأنزل ابنته من على ذراعيه وهتف بابتسامة رسمها بصعوبة 
_ روحي ياهنايا استنيني برا وأنا هاجي وراكي
رفعت هنا نظرها إلى أمها الواقفة وتوليهم ظهرها منشغلة بما تفعله أو تتصنع هذا ثم عادت بنظرها لأبيها وتنهدت بيأس لتستدير وتتجه لخارج المطبخ متمثلة لأوامر والدها .
تحرك خطوة إليها حتى كاد يكون ملتصق بها وهتف بلهجة غريبة 
_ لما اكلمك تردي عليا
قالت بعد مبالاة واشمئزاز 
_ مش طايقة اكلمك أو اسمع صوتك أساسا 
جز على أسنانه بغيظ ثم قبض على أعلى ذراعها بقبضته الفولازية وتتمتم بتحذير 
_ أنا لغاية دلوقتي هادي معاكي ياجلنار رغم اللي عملتيه فاتكلمي باحترام وبأسلوب مظبوط بدل ما اظبطك أنا بأسلوبي
تحاملت الألم ولم تظهرهه على ملامحها حيث استقرت بعيناها نظرة حاقدة وهمست بصوت أنوثي شرس 
_ سيب إيدي ومتقربش مني .. وتهديداتك الفارغة دي روح هدد بيها حد غيري مش أنا
أحست وأنه لوهلة ستخرج النيران من عيناه وټحرقها بأرضها من فرط سخطه ووجدته يزيد من ضغطه على ذراعها پعنف فلم تتمكن من أخفاء المها أكثر حيث أغمضت عيناها في محاولة بائسة لعدم الظهور ضعيفة أمامه ووجدته يقترب منها
 

36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 370 صفحات