رواية سمر كاملة الفصول
صدقا يحسد هذه الأسرة رغم بساطة حياتهم إلا أن الإبتسامة لم تفارق وجوههم البشوشة دفء حنان احتواء جميعهم روابط غريبة لم تمس قصرهم البتة حاول أكثر من مره الانعزال عنهم وعتق زوجته من تلميحات أمه المستمرة لكن لافائدة فارس يقف له بالمرصاد يمنعه بجميع الطرق المباحة واخبره مره بنبرة قطعت نياط قلبه _ عدي أنا مليش في البيت ده غيرك هتبعد انت كمان وتسيبني أموت لوحدي
تنهد بضيق وهو يجلس مقابل فارس المنشغل بأوراق المرشدي فتسأل _ هو مش الصفقة ديه حمزه المسؤول عنها
_ المفروض بس البيه مجاش الشركة
_ معرفش فجأه ظهر مشوار مهم ونزلني من العربية وطار
_ استني هتصل بيه اشوفه فين في الأول وفي الاخر هو اللي متفق مع المرشدي
حاول فارس كتم ضحكته لكنه لم يفلح اڼفجر بنوبة ضحك هستيريه جعلت عدي ينظر له باندهاش ما المضحك بما قاله
_ هو انت يا عدي فاكر ان أخوك تولي الصفقة لله وللوطن ياعيني غلبان
_ ايه
تغيرت ملامح فارس إلي الجدية ضړب المكتب بقوة اجفلت عدي وتابع بصرامة _ يابيه أخوك بيحضر عشان سكرتيرة المرشدي لكن أساسا هو ميعرفش الصفقة ديه لأيه
تحمحم عدي بحرج هو بالفعل يعلم بنوايا أخيه إتجاه المدعوة اشكيناز لكن أن يعلم أبيه هذا فلم يكن بالحسبان
هز عدي برأسه نافيا فتابع فارس بضيق _ لأ فاكرني مغفل ومش متابع كل تحركات ابن الكلب ده
صمت عدي وكأنه يؤكد قول أبيه فتابع فارس بقلة حيله _ روح ياعدي وخلي وسام تجيبلي القهوة
زفر عدي براحة فقد تحول الحديث تماما _ لا وسام ماجتش النهاردة
_ ليه
_ معرفش
....................................
وقفت تمارا أمام الموقد تتابع تغير لون الصبغة وجدته داكنا فزفرت بضيق يبدو أن الوقت مازال تناولت المعصم وقامت بلفه حول خصرها وتحركت للخارج تجولت بغرف القصر بملل حتي توقفت أمام غرفة حمزه دارت بعيناها بالمكان للتتأكده من خلوه وبعدها دلفت بهدوء وحرص أغلقت الباب خلفها لتجد حمزه أمامها شهقت بفزع وهي تعود إلي الخلف ليقول حمزه بمياعة _ يامي اټخضيتي
أمسك حمزه يداها وقربها منه أكثر مال بوجهه عليها قليلا وقال _ اصلك اتأخرتي
بيدها الحره أحاطت عنقه وبشفتيها مالت عليه لتكون قبالة لهيب أنفاسه جعلها تقول بمياعة _ وأنا ماكنتش أعرف أنك مستني
ضغط حمزه علي يداها فتأوهت بۏجع وقالت بسرعة _ لا كنت أعرف بس اتأخرت بمزاجي
ألتوي ثغر حمزه بتهكم وهو يبتعد عنها فتحركت تمارا خلفه وقالت _ إيه ياحمزه يابتاع النسوان مالك النهاردة
جلس حمزه علي الفراش متنهد بضيق فجاورته تمارا مربته علي يده مال برأسه يستكن بصدرها فتراجعت به حتي أضحت مسطحة بالفراش أخذت تمسد شعره بحنانها الفطري لا تعرف حمزه ليس بعابر هو وطن كلاهما يستكين بداخل الأخر لا أحد يفهم مابصدره غيرها من نظره عيناه تفهم مئة كلمات تقف علي طرف لسانه علاقتهما بدأت من عشرة أعوام كان وقتها بالصف الثانوي وهي بالحادي والعشرون كانت تأتي لوالدته مرتين بالشهر لجلسة تجميلة وهنا رأته غر بعنفوان مهلك نظرات تلميحات وهي ليست بمراهقة كان أول لقاء علي باب هذه الغرفة قبلة أنهت علي نبضات قلبها وبعدها أصبح حمزه أول الرجال وأخرهم تعرف كل علاقاته ومع ذالك تتمني المكوث أسفل قدمه حمزه حنون لكنه مشتت وضاع شعرت بانسياب دموعة فرفعت وجهه إليها لتجد عيناه كالبركة لقد بكي لوقت طويل ولم تشعر به أخذت تواسيه بصمت حتي نطق من أسفل أسنانه _ شفته
ابتلعت تمارا ريقها بصعوبة بالغة وهي تري نظره عيناه حاولت التملص من قيد ذراعيه لكن لم يزيد الأمر إلا سوءا وحمزه تشبث بها أكثر أبتسم پحقد دفين وهو يميل بوجهه عليها هامسا _ إيه هتهربي مش هتعرفي
هز تمارا رأسها نافيا وقالت بصدق _ عمري ماهرب منك ياحمزه
_ بجد
قالها بعيون متوسلة اومأت برأسها بتلقائيه ودائما العيون كفيلة إيضاح المعني أنا حقك ياحمزه ولن أكن يوما لغيرك مهما فعلت سأضل معك وحتي وان اتخذت علاقتنا محور غير شرعي فأنا معك وراضية بأقل القليل منك
_ عمري ما أبعد
5
وكأنك تنتظر المصير ...
بمقر الشركة .....
بقدم تؤخر اخري تحركت من مكانها .. لتستقر أمام الحائل الزجاجي الفاصل بينهم تراقبه من بعيد تتمعن بتفاصيل وجهه الممتنع عنها من يومين لا تعلم سر غيابه وأمام فارس أمس عجز لسانها عن السؤال كيف تدهور بها الحال وأين ضاع القسم هو من فصيلة الرجال وهذا يكفي لكن عذرا أتسمي وليد رجلا هو من اشباههم وليس أكثر لكن حمزه يختلف كثيرا بالأساس لا يوجد وجهه للمقارنة