اقدار بلا رحمه بقلم ميار خالد
أقدر اخليها في الشارع اكيد
أنت واثقة فيها يعني
أيوه متقلقيش .. أنا بس بستأذنك أنها تبات هنا النهاردة لحد ما أعرف إيه حكايتها
أكيد يا بنتي .. مادام واثقة فيها خلاص غير كده الوقت أتأخر يادوب ترتاحوا
أبتسمت براء و خرجت الي حنين لتجدها تنظر الي البيت بتساؤل فجلست أمامها و قالت
تنهدت حنين بضيق و قالت
بعد ما مشيتي من الملجأ و أنا الدنيا بهدلتني يا براء .. بعد ما مشيتي فضلت اعيط أربع أيام مكنتش مستوعبه إني ممكن مشوفكيش تاني خلاص و كنت قلقانه عليك و عماله أفكر إيه اللي حصل فيكي
ترقرقت الدموع في عيون حنين و اڼفجرت في البكاء و كأنها كانت تنتظر تلك الجملة حتي تبكي زاد قلق براء عليها و تساءلت ماذا حدث لها حتى تصل
بعد ما مشيتي ب٣ سنين كنت كملت ال ١٨ سنه ولازم أخرج من الملجأ في الوقت ده في راجل كان بيجي يزور الملجأ كتير و كان مرتاح ماديا .. وقبل ما أخرج بيوم قالولي اني عاجبه الراجل ده وأنه عايز يتجوزني على سنة الله ورسوله .. طبعا أنا فرحت جدا خصوصا أنه كان مش كبير اوي في السن و مكنش متجوز .. كانت فرصه كويسة ليا بما إني مش عارفه هقابل إيه وافقت علطول و انا كنت عارفاه كشكل قبل كده فقولت مش مشكله هتعود عليه ..
وقالك إيه!
صمتت حنين بخجل و حزنت على قدرها قالت بحزن
اتجوزني عشان كان عايز يبيعني بعدها ..
شهقت براء پصدمة و قالت
إيه!! يعني إيه وضحي
كان ناوي بعد ما يتجوزني بسنه ولا اتنين أنه يسافر بيا لأي دولة عربية و بعدين يبيعني .. و طبعا أنا مليش أهل محدش هيسأل عليا
ينهار ابيض! ده بني آدم حقېر!
و هربتي منه أزاي و خلفتي ابنك ده منين
بعد سنتين طلعت حامل و خبيت عنه الموضوع .. لحد ما حجم بطني فضحني .. ضړبني كتير وقتها والحمدلله أن ابني محصلهوش حاجه .. و بسبب حملي كل اللي كان في دماغه أدمر .. و لما مبقتش مفيده بالنسباله رماني في الشارع بمجرد ما ولدت .. و رجعت أنا و أبني و في الشارع تاني
ووصلتي إسكندرية أزاي
كان في واحده بنت حلال بتشغلني معاها ببيع مناديل أو اي حاجه .. في يوم قالتلي انها نازلة اسكندرية بيقولوا الشغل هنا كويس قالتلي تعالي معايا جيت .. هي كده كده مش فارقة .. بس بعد ما جيت معاها ملقتش مكان أفضل فيه .. ملقتش غير الرصيف اللي قدامي .. أنا اتبهدلت اوي يا براء .. من يوم ما مشيتي انا مشوفتش يوم حلو .. الحمدالله على كل شيء
نظرت لها براء بدموع و قالت
كل ده موجود في قلبك يا حنين .. وأنا اللي كنت فاكره أن الدنيا جت عليا
أبتسمت حنين بحزن نهضت براء من مكانها بدون أي مقدمات و و قالت
مټخافيش من حاجه أختك هنا .. انا مش هسيبك ترجعي للبهدله دي تاني خلاص .. و الايام الحلوة هترجع تاني انا مش هسيبك يا حنين .. انا عيلتك كلها مش عايزاكي تخافي و محدش هيقدر يجي عليك تاني
بكت حنين كالأطفال لم تكن حنين ذو الإثنان وعشرون سنه بل تلك الفتاة التي بعمر الخامسة عشر و بعد لحظات أبتعدت عنها و قالت
بس أنت اختفيتي فين بمجرد ما خرجتي يا براء .. ناس كتير كانت بتيجي تسأل عليك كل يوم .. كنت محبوبه من الكل
ناس زي مين!
صمتت حنين للحظات ثم أبتسمت و قالت
زي يامن ..
تغيرت ملامح براء وقالت
مش عايزه الموضوع ده يتفتح يا حنين .. الشخص ده كان صفحة في حياتي و اتقفلت خلاص
ليه