السبت 23 نوفمبر 2024

اقدار بلا رحمه بقلم ميار خالد

انت في الصفحة 9 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز

ربنا رزقني بإحساس الامومه و كمان أداني زوج عظيم و..
قاطعتها براء لتقول
و أب عظيم كمان .. عمري ما هنسي اليوم اللي اتجمعت معاكم فيه 
حبيبتي ربنا ما يحرمنا منك .. سيبيني بقى أنا اللي أحضر الفطار النهاردة .. ارتاحي 
أبتسمت لها براء و جلست على إحدى الكراسي في المطبخ وسرحت بذاكرتها قبل سبع سنوات لتعود الى اليوم التي تركت فيه الملجأ 
قبل سبع سنوات ..
خرجت براء من الملجأ بعد أن ودعت جميع أخواتها وسط دموعهم الغزيرة وقبل أن تخرج من باب الدار ركضت حنين نحوها لترتمي في پبكاء وقالت
بالله عليكي ما تمشي .. خليكي معايا 
ڠصب عني .. لو عليا مش عايزه اسيبك ابدأ .. خلي بالك من نفسك و مهما حصل في الدنيا مصيرنا نتجمع تاني .. خليكي فاكره ده 
نظرت لها حنين بدموع ثم أبتعدت عنها براء وخرجت إلى الشارع و ظلت تجوله بعدم تركيز وقالت في نفسها
أنا أسفه إني كدبت عليك يا كريم .. بس أنا قررت إني أبعد و أقلب صفحة يامن من حياتي لأني مش هستحمل ۏجع تاني .. يارب أنا عارفه أنك مش هتسيبني لوحدي أنا مليش غيرك 
ترقرقت الدموع في عيونها مع اخر جملة لتتساقط علي وجنتيها الشاحبه مسحت دموعها بسرعه حتي لا يلاحظها أحد و نظرت أمامها لتجد أنها قد وصلت إلى محطة القطار دلفت إلى المحطة و أخرجت كل ما تمتلكه من نقود من حقيبتها الصغيرة المصنوعة من الصوف و التي قد صنعتها بيدها و وجدت أنها تمتلك بعض النقود فقط و التي تكفي لشراء تذكرة إلي مدينة الإسكندرية وبعض اللقيمات حتي تتناولها فكرت للحظات ثم عزمت أمرها واشترت التذكرة وصعدت إلى القطار مودعه تلك المدينه بذكرياتها المؤلمھ ..
وبعد ساعات قد حل المساء ووصل القطار إلى مدينتها الجديده ترجلت منه وقالت بصوت خفيض
اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما ذرين فإنا نسألك خير هذه المدينه وخير أهلها ونعوذ بك من شرها وشړ أهلها وشړ ما فيها.
خرجت من المحطة لتسير بين شوارع المدينة بلا هدف حتي تعبت و أحست ببعض الجوع فأخرجت ما تبقي من مالها و اشترت بعض البسكويت عله يسكت معدتها الجائعة و جلست علي إحدى الأرصفة لتتناوله و قد شردت مرة أخرى كعادتها لتفيق تلك المره على ذلك الشاب الذي يطالعها انتفضت من مكانها ونهضت من مكانها وسارت بخطوات سريعه حتي شعرت به خلفها تماما وقال هذا الشاب
أستني بس أنت شكلك مش من هنا صح 
نظرت له براء پخوف وقالت 
ملكش دعوة امشي و سيبني في حالي 
لا أمشي إيه .. معقول أمشي و اسيبك في الشارع في الوقت ده كده ميصحش
و تجرأ أكثر ليمسك يدها بقوة صړخت هي بصوت عالي
أنت قليل الادب أبعد عني يا إما هصوت و ألم عليك الناس 
أرجوكي ساعديني في راجل بيرخم عليا 
اهدي مټخافيش .. فين الراجل ده
ألتفتت براء وقالت 
هناك ا...
وتوقفت عن الكلام عندما وجدت أن هذا الشخص قد اختفي تنهدت
بتعب وأمسكت رأسها ولاحظت الفتاه توترها هذا لتقول لها
انت إيه اللي ممشيكي لوحدك في الوقت ده .. طبيعي أي حد يشوفك يرخم عليكي 
النصيب .. و أنا يعني لو كان ليا مكان كنت فضلت في الشارع كده 
مش فاهمه .. انت ايه حكايتك
ولا حاجه .. أسفه لو عطلتك معايا .. عن أذنك
أستني .. مينفعش تمشي لوحدك .. قوليلي رايحه فين و أنا هوصلك 
نظرت لها براء للحظات ثم ترقرقت الدموع في عيونها وصمتت ساد الصمت للحظات حتى قالت الفتاه
تعالي معايا 
نظرت لها براء پخوف وقالت 
اجي معاكي فين أنا معرفكيش
أكيد مش هخليكي تفضلي في الشارع كده .. أنت شكلك هربانه من اهلك ولا إيه 
لا والله ابدا
اومال إيه .. بتحبي حد يعني كنتي هتهربي معاه و هو خلى بيكي 
تنهدت براء بقلة حيلة لتقول الفتاه
طيب مش وقت كلام .. باتي عندي الليلة دي والصبح يحلها ربنا .. أنا اسمي مى
وأنا براء 
أبتسمت لها مى ثم سار الإثنان حتى وصلوا الي بيتها ودلفوا الي الداخل وسط توتر براء ورهبتها من المكان جلست مي على الأريكة و شاورت على إحدى الغرف وقالت 
اقعدي في الاوضة دي و ارتاحي .. شكلك تعبتي أوي النهاردة 
أيوة أنا عايزه انام بس .. شكرا جدا 
العفو 
وفي اليوم التالي .. 
استيقظت براء و فتحت عيونها ببطئ لتنتفض من مكانها حين تجد رجل يقف أمامها و ينظر لها بقوة! خرجت صرخه قويه منها ليقترب هذا الرجل منها ويكتم صوتها سريعا وهنا دخلت مى الي الغرفة وحدثت الرجل
إيه رأيك .. مش قولتلك حلوة عجبتك ولا إيه 
نظر الرجل الي براء بتفحص و نظرة الإعجاب في عينيه وقال
عجبتني بس .. دي قمر جبتيها منين دي 
ضحكت مى بخفة وقالت
دي وقعت في طريقي لوحدها .. معرفش إيه حكايتها هربانه ولا إيه لقيتها ماشيه لوحدها في الشارع في عز
10 

انت في الصفحة 9 من 54 صفحات