اوس وحور بقلم دينا نصر
حجمه المنيف والكل يتجمع حول مائدة الطعام كل يوم وجدها المصون يعاملها أقرب لخادمة عنده فقط يأمرها ويصيح بها بسبب ودون سبب حتى بعزاء ابنته سلمي لم يهتم بمواساتها لا هو ولا أي أحد لذا تعلمت العزلة والوحدة لتعتاد علي حياتها الجديدة معتمدة علي ذاتها فقط ولحسن الحظ كلف جدها سالم الهلالي خالها بنقل أوراقها للمدرسة الموجودة قريبا من القرية وجدها كان يعطيها بعض النقود وكأنها تتسول كل أسبوع لتتدبر أمورها بالدراسة .. وهي بدأت تتأقلم مع حياتها الجديدة وغرفتها كانت تطل علي إسطبل القصر لذا المنظر كان ممتعا ولم تكره تواجدها في الغرفة طوال الوقت فهذا أهون كثيرا عليها من رؤية أفراد تلك العائلة الكريهة علي مائدة الطعام كل يوم فهي مضطرة لتناول الوجبات حتى إن لم تكن جائعة فهي لن تنام جائعة بعد اليوم فلتحصل قدر المستطاع من مميزات ذلك القصر صحيح هي وحيدة بينهم لكنها لن تكون مٹيرة للشفقة أبدا فهي ستأكل معهم ورأسها مرفوعة ولن تعبئ بأحد فنظر إليها بنات أخوالها بقرف وأحدهم تقول بغيظ
مضغت حور الطعام پغضب وهي وجهها كليا وعندما سمعت خطوات الجد
أنهضي أيتها الغبية احتراما لجدك
فنظرت لها حور دون أن تنطق بكلمة ثم نهضت وهي تستمع لتوبيخ جدها الذي قال
بنت عديمة الربا فلقد رباها موظف فقير حقېر وليس أحد أبناء الهلالي
أنها لا تحمل لقب الهلالي يا جدي لماذا إذا لا تطردها من القصر فصلتها بالعائلة انتهت مع ۏفاة والدتها
فقال الجد وهو ينظر لحور پغضب
لقد توسلت سلمي لي كي أعتني بها وأنا مضطر لهذا حتى لو لم أكن أريده
لقد شبعت تمتعوا بوجبتكم
ثم غادرت المائدة وهي تكاد تختنق وتشعر بالمۏت وروحها يتم استنزافها كليا بهذا المكان ..
ذهبت لغرفتها وظلت تنتحب بصمت وتشعر بالدونية فالكل هنا ينبذها والحياة لم تكن سهلة بالنسبة لها لتواجه كل يوم كل تلك الوجوه البغيضة لذا اليوم لن تنزل لوجبة العشاء وستظل حبيسة غرفتها طوال اليوم من فترة بعد العصر للساعة التاسعة ليلا حين ينتهون من العشاء ويذهب كلا منهم لشأنه حتى تتمكن أن تنزل الاسطبل وبالفعل ظلت داخل غرفتها كل هذا الوقت على الرغم أنها سمعت جلبة بالقصر وسمعت أصواتهم وكأنهم يحتفلون بشئ ما لكنها لم تعبئ وعندما حل الليل نظرت من النافذة علي الإسطبل وهي تتنهد پألم لذا تسللت علي الفور سوف تأخذ نزهة علي حصانها المفضل وبالفعل ذهبت لكنها لم تجد عم عثمان المسئول عن المكان فهو رجل طيب عاملها دوما برفق كابنته وهي تحب النزول دوما للتحدث معه ومراقبة الخيول وأخذ نزهة علي متن أحدها رغم تحذير عم عثمان لها بان لا واحدة من بنات الهلالي تجرؤ علي ذلك لكنها لم تهتم وقالت له وقتها لتشاكسه
فضحك عم عثمان وقال لها بحب أبوي
بالتأكيد لن أفعل
فنظرت للفرس الذي تحبه ثم فتحت الباب وأخرجته واعتلته بسرعة فهي بحاجة لنزهة تخرج بها طاقتها السلبية التي تكاد تقضي عليها بهذا المكان وجرت به وسط الظلام بحدائق القصر الفسيحة وشعرت بالهواء المنعش يداعب وجنتها لكنها لم تكن