اوس وحور بقلم دينا نصر
تلك الفتاة من حقها في التعليم فهي مثلها مثل أي من بنات الهلالي ولقد اجتهدت ويجب أن تكمل دراستها وأيضا قال انه سيحرص علي أخذ أوراقها معه غدا للقاهرة ليقدمها للجامعة
قالت محاسن بفضول ودهشة شديدة
وماذا قال عمك جاسر الهلالي !!..لابد أنه ڠضب كثيرا من أوس
ابتسمت فاديه بفخر وقالت
طبعا لا .. وهل عمك جاسر الهلالي ليكسر كلمة ولدي أوس.. لقد فكر قليلا ثم قال لأوس أن يفعل ما يريد
يا رب لك الحمد
ثم استلقت علي الفراش وقالت بتشفي
قاطع هذيانها وفرحتها دقا علي باب غرفتها فاستقامت علي الفور وفتحت الباب اعتقادا أنها الخادمة فهذا موعدها من كل أسبوع لأخذ ملابسها للغسيل ولم تهتم لارتداء حجابها وأيضا شعرها كان متشعث من القفز والفرحة لكنها عندما فتحت الباب وقفت كالصنم عندما وجدت أوس بلحمه ودمه واقفا أمام باب غرفتها وعلي الفور عدلت شعرها حول وجهها وتلعثمت عندما قالت بتوتر وخجل
يا الهي ما الذي يحدث لها في حضوره فهو يزلزل كيانها تماما ويجعلها مشتتة كالبلهاء وتكون غير قادرة علي الكلام قاطع أفكارها قائلا بصيغة الأمر وقد كانت نظراته غير مريحة
أعطيني أوراق التقديم الخاصة بكي...
قاطعته قائلة بكل حماس
أجل لقد سمعت ما فعلت من أجلي وأنا شاكرة لك كثيرا و..
بل كوني شاكرة لانتسابك لعائلة الهلالي فأبناء عائلة الهلالي يكملون دراستهم
شعرت أن فرحتها تم وأدها عند سماعها لكلامه القاسې ونبرته المخيفة فهو يخبرها انه فقط ساعدها لانتسابها لتلك العائلة الكريهة فلم تستطع إخفاء نظرات الاحتقار التي ظهرت عند سماعها لكلامه حول انتسابها لعائلة الهلالي فلاحظ هو ذلك فقالت له بسخرية
وبالفعل تحركت من أمامه وبحثت في الدرج وأخرجت أوراق التقديم وذهبت إليه مجددا وقالت له مبتسمة
علي كل حال شكرا لك
قال لها پغضب بلا مقدمات
ألم أقم بتحذيرك أخر مرة من ركوب الخيل مرة أخري
نظرت له پغضب وتحدي فهل سيخضعها له كونه ساعدها فأكمل قائلا پغضب
تتحدثين للرجال بلا حياء وتتشبهين بهم بملابسك وطريقة ركوبك للخيل .. هذه فعلة
قالت له پغضب تلك المرة
وما به الأمر أن أمتطي الخيل !! وما علاقة ذلك بكوني أهنت العائلة الكريمة..
ونبرتها تحولت للسخرية عندما نطقت العائلة الكريمة فنظر لها وقال پغضب
يبدو أنك مجرد فتاة وقحة تحاول لفت الانتباه بأفعالها الحمقاء كما قالت نهي وأنا أكره التعامل مع هذا النوع من الفتيات لذا كوني شاكرة لأنني ساعدتك لدخول الجامعة بالرغم من انك تستحقين ألا تدخليها ..فمن يعرف ما الذي بإمكانك فعله هناك
الفصل الثاني
إذن هل أفهم من كلامك إن هناك إحساس خاص تشعرين به تجاه ابن خالك سامر أوس الهلالي !!..
ضحكت حور وقالت بخجل شديد لسلمي زميلتها
فقط أنا ممتنة له فبسبب تدخله بحياتي صرت الآن هنا بهذا المكان المقدس
لقد مرت الأيام سريعا والتحقت حور بالجامعة ومكثت بالمدينة الجامعية ومن هنا أصبحت حياتها أكثر ربيعا فهي ابتعدت عن تلك العائلة الكريهة ولم تعد تراهم إلا كل شهر مرة أو مرتين ولم تكن تري أوس فهو انشغل بأعمال العائلة لكنها رغم كل شيء كانت تفكر به طوال اليوم وكانت تشعر باشتياق لرؤية وجهه والنظر لمحيط عيناه التي تبحر بها بعيدا عن الجميع وما جعل أيامها بالجامعة أكثر متعة وجود فتاة تدعي سلمي علي اسم والدتها وأيضا كانت تقطن بنفس القرية بمكان لا يبتعد عن القصر سوي بعشر دقائق بالسيارة .. وسلمي تذكرت وقتها أنها كانت تراها أثناء دراستها بالمدرسة الثانوية لكن كانت علاقتهم سطحية وقتها وعندما التقوا بالجامعة توطدت علاقتهم كثيرا واهتماماتهم كانت واحدة تقريبا لذا كانوا يذاكرون سويا ويأكلون سويا وأيضا قد أخبرتها سلمي بكل شيء بحياتها حتى أعمق أسرارها حول حبها لابن عمها خورشيد الذي يكبرها بعشر أعوام وقد فتحت لها حور أيضا قلبها وأخبرتها بمأساة حياتها فشعرت بالشفقة علي حالها و أيضا أخبرتها حور عن إعجابها بأوس واتضح أن سلمي تعرف عائلة الهلالي جيدا .. وقد مزحت معها حول