رواية فاطمه كامله
لحظة واحدة
فالعكس يا ايمن الافضل انك تقرب من ادهم
لان هو اللى هينفعك وهيحافظ على تعبنا وشقانا وهيقف جمبك لو حصلى حاجة ٠
ايمن فى نفسه بقه كل ده فى حتة عيل لسه منعرفش ليه اصل ولا فصل
بكرة نشوف انا ابن الاكابر ولا ابن الملاجىء ده
ايمن مدافع عن نفسه يا بابا حضرتك عارف
انى شاب لسه وعايز اشوف الدنيا واسهر واتمتع بيها واصرف امال لزمتها ايه الفلوس يعنى لو مكنتش نتمتع بيها
الدنيا فيها حجات حلوة كتير لو زينتها بالحلال وقدرت النعمة اللى انت فيها وحمدت ربنا عليها وزودتها بمجهودك مش سايب ده كله وماشى ورا شوية عيال بينافقوك عشان تصرف عليهم
ايمن بنفور كفايا بقه يا بابا
انت كل يوم تسمعنى الكلمتين دول انا مبقتش صغير وعارف مصلحتى
ايمن بلا مبالاة متشغلش بالك انت يا حاج بس
انا زى الفل بس حضرتك بتحب الجد زيادة عن اللزوم
الحاج ناجى ربنا يهديك يا ابنى
وأثناء ذلك ذهب فعلا السائق مع ادهم للبنك أولا
كما أمره الحاج ناجى
وانهى مهمته بنجاح
ثم عاد به السائق مرة أخرى إلى الفيلا
السائق تمام يا حاج
وصلت ادهم للبنك وسحب الفلوس اللىى هنشترى بيها الماكينات الجديدة للمصنع وهو مستيك فى العربية عشان نروح نخلص ونستلم
الحاج ناجى بابتسامة
تمام عفارم عليك يا أدهم بتسهل عليه امور كتير ربنا يبرلكك يا ابنى
و ربنا يهديك يا ايمن واشوفك راجل يعتمد عليك زى ادهم
انا ماشى وسيبك اهو الفيلا والمصنع عشان ترتاح من وشى
وكفاية عليك يا سيدى ادهم تشبع بيه
الحاج ناجى لا حول ولا قوة الا بالله
ربنا يهدى نفسك ليك يا ابنى
ثم غادر بالفعل ايمن
وخرج يقابل شلته الضايعة فى النادى وهو على وشه تكشيرة
ايمن بغيظ الولد ده اللى اسمه ادهم اللى بيشتغل عند بابا
هيجننى ومش عارف اعمل ايه
فواز بقه حتة عيل ده يعكر مزاج ايمن بيه معقول
ايمن ما انت مش عارف بيعمل ايه
ولا الحاج بيعامله ازاى
فواز ايه بيعمل ايه لده كله
الولد ده واكل عقل الحاج وعلى الاخر
وبقه ايده فى كل حتة فى المصنع والحاج بقه يعتبره دراعه اليمين وانا بقيت ابن القطة السودة وكل شوية يقارن بينى وبينه ويسم بدنى بالكلام ومش عارف هنفضل فى الحال ده لغاية امتى
فواز انت مكبر الموضوع زيادة عن اللزوم
من السهل تخلص منه على فكرة
ايمن ايدى على كتفك ازاى بس
فواز بحديث الشيطان بالعربية
استقصده ماشى ندوسه ويبقى قتل خطأ والمحامى بقرشين يطلعنا زى الشعرة من العجين
ايمن بنفىى لا ډم وقتل لا
انا مش وحش للدرجاتى
فواز ماشى يا ابو قلب حنين نشوف حاجة تانية
ايه رئيك نحطله حتيتين حشېش على كام برشامة فى اوضته ونبلغ البوليس وهو يتسجن وترتاح منه
ايمن بس بابا مش هيصدق لانه اصلا حتى السجاير مبيشربهاش
فواز غلبتنى امخمخ فكرة تانية اه لقتها
انت مش بتقول الواد ده بيروح ويجى على البنك وبيحمل فلوس
ايمن اه
فواز خلاص يبقى هى دى نستقصده طالع مرة
ونشوف حد من تبعنا ايده خفيفه يخطف منه الشنطة
وهيقول طبعا ڠصب عنى واتسرقت بس احنا هنخبى الفلوس فى دولابه
وكده هيسقط من نظر الحاج خالص لانه طمع وسرق ايه رئيك بقه
ايمن بضحك خبيث انت ابن شياطين صحيح
فواز تلميذك يا صاحبى ويضحكوا الاتنين بمكر
فواز امتى بقه هيروح تانى البنك عشان نظبط مع صاحبنا ال
هيلطشها منه
ايمن يوم الخميس الجى اخر الشهر فلازم يروح يسحب مبلغ عشان يقبض العمال اول الشهر
فواز تمام وكمان قبض العمال ده كده كله هيدعى عليه يا عمنا
ايمن ياريت ده للاسف كله بيحبه وبيحترمه من الكبير للصغير فى المصنع
فواز ابسط بعد العملية دى صورته هتشوه وهينزل فى نظرهم
ايمن ياريت
واتفق الشياطنين على الملاك ادهم الذى لا ذنب له الا امانته واجتهاده واخلاقه العطرة ولكن لابد من الابتلاء الذى يمحص المؤمن من المنافق
فثبت يا ادهم على خطاك فإن ربك لبرمرصاد
للتوالى الايام بالفعل
وياتى اليوم الموعود
الحاج ناجى لأدهم ادهم عايزك تروح البنك تسحب مرتبات العمال
عايزين بالكتير بكرة نكون مقبضين كل العمال
مش عايزين نتأخر عليهم دول غلابة يا ادهم
ادهم بحب اه يا حاج
وحاضر من عينيه الاتنين
فستأذنه ادهم للذهاب إلى البنك وبالفعل ذهب إليه
ومعه حقيبته التى يضع فيها الأموال
وسحب المبلغ المطلوب ووضعه فى الحقيبة
وغادر البنك بأمان
ولكن ما لم يكن فى الحسبان هو خطة ذلك الفاسق فواز
حيث حضر ذلك الشيطان الثالث امام البنك وانتظر ادهم حتى خرج من البنك بمفرده فخطڤ الشنطة ثم لاذ بالفرار سريعا لانه كان ينتظره ايمن وفواز بالسيارة
وعندما سار ادهم عدة خطوات نحو السيارة وجد من يقف أمامه بدراجة بخارية وقام بشد الشنطة منه سريعا بقوة بالغة
حاول ادهم مقاومته ولكن قوة الرجل كانت أكبر
فأخذها منه سريعا ثم اسرع بالفرار بالدراجة البخارية
وود ادهم بعد ما حدث ذلك أن تنشق الأرض وتذهب به
ومن صډمته لم يدرى ما يفعل
فاڼفجر باكيا مرددا حسبى الله ونعم الوكيل
هقول ايه دلوقتى للحا ج
وهيعمل ايه العمال الغلابة المنتظرين بفارغ الصبر اول الشهر عشان يقبضوا
اه يا أدهم انت ضعت خلاص كده
مفيش فايدة فيكى يا دنيا كل مترفعينى تنزلينى تانى لسابع ارض
يارب رحمتك بعبدك الضعيف أدهم
ولم يجد ادهم أمامه سوى الاتصال بصديق عمره مجدى ليقص له ما حدث لكى يساعده
ادهم الوووووو يا مجدى الحقنى بسرعة
مجدى بفزع حصل ايه يا ادهم قول بسرعة
ادهم انسرقت يا مجدى انسرقت
الشنطة اللى فيها فلوس العمال طارت
اعمل ايه يا مجدى فى المصېبة دى
مجدى پذعر لا حول ولاقوة الا بالله
وانت فين دلوقتى
وازاى اتسرقت
ادهم بغصة مريرة ادينى قاعد على الرصيف بعيط زى العيال ومش عارف اعمل ايه
مجدى انا جيلك حالا خليك مكانك
وبالفعل اسرع إليه مجدى فوجده جالسا على الرصيف ويضع يده على وجهه ويبكى
مجدى بحزن على صديق عمره ادهم مش كده انت راجل البكا للستات وبس
ادهم
اعمل ايه ابكتنى الدنيا وحالى مش عايز يتعدل
مجدى معلش
بس ازاى اتسرقت منك الشنطة
ادهم سرقها واحد راكب متوسيكل
وقف قدامى فجأة وشدها من ايدى حولت امسكها جامد مقدرتش
فاخدها وجرى بالموتسيكل
حولت أجرى وراه لكن هو اختفى بسرعة
ياريته كان دسنى ومۏت افضل من كده
مجدى استغفر الله العظيم
ليه تقول كده
ده قضاء ربنا وانت ڠصب عنك اتسرقت وهنروح دلوقتى نعمل محضر فى القسم وربنا يكرم ونلاقى الحرامى اللى منه لله ده بسرعة
أدهم ڠصب عنى دى مصېبة كبيرة يا مجدى
وتذكرت قول ستنا مريم العذراء
ياليتني مت قبل ذلك وكنت نسيا منسيا
مجدى هدى بس نفسك شوية وان شاء الله
يمسكوه البوليس قريب جدا
ادهم بنفاذ صبر
ولغاية ما يمسكوه
هقول ايه للحاج دلوقتى
يا ترى هيصدق انى اتسرقت فيعذرنى ولا هيشك انى طمعت واخدتهم لنفسى
يا ويلك يا ادهم من اللى جى
مجدى مطمئنا له الحاج بيحبك يا ادهم وبيثق فيك واكيد هيصدق متقلقش
أدهم تفتكر!!
مجدى بثقة اكيد ان شاءالله قول يارب بس انت
ادهم ونعم بالله يارب يارب
انت العالم بحالى
مجدى طيب يلا بينا الان نروح القسم ونعمل محضر بلى حصل
وبالفعل ذهبوا إلى القسم
وحدث ادهم ظابط بالواقعة
وأخذ منه مواصفات السارق
ومعلومات عن كمية عدد المبلغ المسروق
ثم طلب ادهم من مجدى أن يتصل بالحاج
ليعلم حقيقة الأمر
وبالفعل اتصل مجدى بالحاج ناجى
الذى صدم بما حدث واسترجع الله بقوله
اللهم اجرنى فى مصيبتى واخلفنى خيرا منها
الحاج ناجى انا جى القسم حالا لما اشوف المصېبة دى
ربنا يجيب العواقب سليمة
دى خسارة كبيرة فعلا
وبالفعل ذهب الحاج ناجى إلى القسم
ووقف أمامه ادهم بإنكسار ولا يستطيع رفع عينيه إلى عين الحاج
الحاج غاضبا ازاى حصل ده يا أدهم
ازاى متخدش بالك دى فلوس العمال !!
هنعمل ايه معاهم دلوقتى
ادهم لم يستطع الرد من الخرج
فمجدى اتكلم ان شاء الله يا حج البوليس يوصل للعمل كده بسرعة وترجع الفلوس ويقبض العمال
الحاج ناجى يا مسهل
وعلى وشه الڠضب لاول مرة من أدهم
فحزن ادهم حزنا كبيرة لأن هذه اول مرة يغضب منه الحاج ناجى بهذا الشكل
ويكلمه بتلك الطريقة
فى الوقت ده كان فواز وايمن والشيطان التالت معاهم فى العربية
يتبادلون الضحكات على ما حدث كأنه نكته
ويشمت ايمن فى ادهم قائلا يارتنى كنت شوفت وشه بعد ما قدرت تاخد الشنطة
ولا شكله هيكون ازاى قدام الحاج لما يسئله ازاى ده حصل
دى هتكون ليلة جامدة صراحة
فواز شوفت بأه دماغى الجامدة
استاهل ايه بقا
ايمن تستاهل سهرة انما ايه خمس نجوم
فواز وهو يسقف بيديه يا حلاوة سهراتك يا عم ايمن
أما السارق فقال وفين نصيبى من العملية دى يا باشا
فأخرج له ايمن مبلغ خمسة آلاف جنيه
فتناولها السارق فرحا
ثم غادر هم ليصرف تلك الأموال على المخډرات للأسف
ما جاء من حرام صرف فى حرام
فما سيحدث بعد هذه الواقعة
وما سيكون رد فعل ادهم على اتهامه بالسړقة
وكيف سيتم تبرئته
وما سيفعل الحاج ناجى مع ابنه
هذا ما سنعمله فى الحلقة القادمة بإذن الله
ياريت اللى بيقرء بصمت يقول حاجة عشان الكتمة وحشة عليه
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك
الحلقة الحادية عشر
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
دوام الحال من المحال ولله فى خلقه شئون
والعتبة لمن صبر حتى يأتيه وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد
بعد أن عانى ادهم الكثير من العناء فى صغره خلال معيشته فى دار الايتام ثم خروجه من تلك الدار للعمل فى المصنع الذى كان بداية عنقود الخير له
وفرح بمحبة الحاج ناجى له وتقدمه فى العمل حتى شغل منصب مهم فى المصنع وأصبح اليد الاولى للحاج ناجى ويثق به ويأمنه على ماله وحاله
لكن هذا للأسف لم يدم بسبب غيرة ايمن ابن الحاج ناجى من ادهم
لانه اصبح فى يوم وليلة مركز اهتمام الحاج بأخلاقه ومهارته فى العمل
أما ايمن بسبب فساده وكسله ينفر منه الحاج دوما بل ويوبخه كثيرا ويقارن بينه وبين ادهم
وهذا لا يعنى أنه لا يحب ابنه بل بالعكس يحبه كثيرا
ولكنه يرغب فى أن يكون مثل ادهم لأن كل هذا المال سيعود له فى يوما من الايام
لذا يخشى أن يضيع تعب السنين فى لحظة واحدة بسبب طيشه
وبسبب هذا ادمر ايمن العداء إلى ادهم وفكر كثيرا فى كيفية التخلص منه
وزرع الشك فى قلب الحاج ناجى بعد أن غرس ادهم فى قلبه الثقة
وهذا حدث بالفعل وساعده فيه صديقه ذلك الشيطان فواز الذى فكر فى سړقة حقيبة المال المخصص لراتب الموظفين
عندما انتظر السارق ادهم امام البنك واستولى على الحقيقة وفر هاربا
وعندما بلغ ادهم الشرطة وعلم الحاج ناجى ذهب إليه
ولكن بقلب غير القلب وبمعاملة غير المعاملة
فحزن ادهم كثيرا لذلك وشعر أنه رجع