رواية كامله بقلم سارة حسن
نفضتها پعنف و اكملت
زي ما حرمته يسمع كلمه مسامحك منك..زي ما حرمته يشوفك واقف في وسطنا و مننا
وصړخت هاتفه مش هاتمنعني عنه يا علي
اغمض عينيه بتأنيب و قد هدر قلبه بكلماتها وقال ڠصب عني ظلمه ما فارقنيش طول عمري
هدرت قائله به و ندم ..ندم سنين كتيره بيدرو عليك فيها ... نايم صاحي مش مرتاح بيطلب من ربنا السماح ..بيطلب من ربنا انه يشوفك
وانسابت عبرانها بقوة و قالت بشهقه خلاص ....ماټ
جذبها من رأسها لصدره و وضع رأسه علي رأسها پألم وحزن ....
انسابت دمعه من عينيه آسفا علي كل شئ ..
فتحت هدي الباب للطارق و تصنمت مكانها ضيقت حاجبيها من رؤيته المفاجأه ...
ابتسم اليها احمد و قال لينا نصيب نتقابل تاني يا ام علي
ايه مش هاتقوليلي اتفضل انا عارف ان حسنا هنا
وضعت يديها علي فمها بخجل و قالت لا ازاي اتفضل معلش البيت مش قد المقام يا ابو حسنا
دخل احمد و قال بهدوء مقام البيت بناسه ياست هدي ...حسنا فين
اشارت اليه يجلس و قالت بحزن حقيقي ياحبة عيني جات امبارح و مغرقه روحها عياط و اغمي عليها و جبنلها دكتور
و هتف ليه ايه حصلها
اجابته بمواساه ماستحملتش الصدمه ياحبيبتي البقاء لله ياخويا
ضيق احمد عينيه و قال بتساؤل متعجبآ البقاء لله! في مين
ابتعدت عنه حسنا و نظرت قبالة عينيه اشاحت برأسها و سقطت عينيها علي الإطار بعد ان قام بإصلاحه و همست اليه العيله مابتتجزأش يا علي
وابتعدت و توجهت للباب..تشبث هو بيديها برجاء و لكنها فلتت يديها منه و خرجت من الغرفه....
قالها احمد
لرؤيته لابنته بهذا الحزن والشحوب...ركضت اليه باكيه و قالت پاختناق خليني اشوفه لاخر مره يا بابا ارجوك
ربت علي رأسها و قال بحنان جدك كويس يابنتي
رفعت رأسها اليه و صډمه و خرج علي من غرفته علي جملة عمه احمد
قالت بتلعثم و قد اتسعت عينيها بعدم تصديق يعني ايه
اجابها احمد بحنو ما انتي جريتي و ما استنيش الدكتور ..الحمدلله سيطر علي الوضع و لسه عايش
نظر احمد الي علي الثابته عينيه عليه و علي ابنته ...اقترب منه ببطئ حتي وقف قبالته يتملي من رؤية ابن اخيه اخيرا ..يشبه والده و جده بشبابه ..التمعت عينيه با لفرحه امام علي المرتبك امامه ...
و فجاءه جذبه احمد لاحضانه بقوه يكاد تقفز دموعه برؤيه ابن اخيه شاب يفرح القلب ..قطعه من اخيه الراحل قبل ذهابه...
ابتعد احمد بعد وقت و ابتسم له باعتذار انا اسف يابني حقك عليا ..و الله غيابك مأثر فينا العمر اللي فات كله
بادله علي بأبتسامه مرتبكه ...
تابعت حسنا الموقف
باحساس غريب ربما الفرحه لا اكيد فرحه و لكن مترقبه الآتي..
قالت حسنا بترقب لوالدها بابا عايزه اشوف جدو
قالت هدي هي الاخري علي الفور انا جايه معاكي يا بتي
اتجهت انظار الجميع الي علي بترقب الذي اخفض رأسه ارضا و قد اصاب البعض بالخيبه اثر صمته الطويل الا هي التي كانت تترقبه بعينيها و تعرف بما يدور بعقله كله الآن...
رفع عينيه لعينيها بحديث صامت بينهما و قد رأت بعينيه بعض التشوش و الحيرة ارسلت له نظرة زلزلته وقد قرأها ....
الا يخذلها و امامها هو ليس بشئ سوي عاشق لحسنا... خصوصا بعد تلك الليله العصيبه التي مرت علي كلاهما و احساسه مجرد احساسه بفقدانها..
و قد انتصرت اخيرا ست الحسن عندما قال علي و كأن حديثه موجها اليها دون الجميع انا هاجي معاكم...
الرابع عشر
وقف يأخذ نفس عميق تلو الاخر و رغم ارتجافه امام غرفته يشعر بالتوتر او ربما الارتباك وقفت بجانبه و نظرت اليه ووأومأت برأسها اليه بتشجيع وفتحت الباب امامه علي مصراعيه...
رأه لاول مره مريض ملازم الفراش و لكن لم يفقد و قارة و هيبته التي دائما ما كان يسمع عنها ...
اتخذت حسنا ركنآ منذوي تاركه هذه اللحظات الفارقه و الاولي بينهما...
اقترب بخطوات بطيئه اليه ...جهاز القلب يعمل برتابه وجه مريض و شاحب و شعر اشيب و تجاعيد وجهه تحكي سنوات عمرة و خبرته...
ابتلع ريقه بصعوبه و لم يبادر بفعل اي شئ سوي النظر اليه هذا لاول مره بحياته...
شعر الاخر به ربما بطيف بأحلامه و لكنه يشعر انه هنا ..فتح عينيه التي تشبه حفيده البكري بشده يتأمله و قد عرفه قلبه ..تأمله من اول شعره لأمخص قدميه ..بشوق ولهفه ..رفع يديه و كانه يتاكد انه حقيقي وليست اوهام ثم حاول الاعتدال ليلمسه و كانت المفاجاه عندما مد علي يده اليه دون تفكير ليسنده و تشبث به عماد بقوة رغم ضعفه و جذبه من يده لاحضانه و صوت بكائه تسمعه حسنا من عندها و قد شاركته ايضا البكاء ..
ضمھ عماد بقوه يشتمه من كتفه و كأنه يشتم رائحه الغالي به ...الغالي ابن الغالي بين ذراعيه قادمآ اليه لهنا ...
قشعر جسد علي من هول ما شعرة من عناق جده و من لهفته وم ن عبراته ايضا التي بللت قميصه ..ادمعت عينيه و لم يستطع وئدها و تركها اخيرا تعبر عنه و عن مشاعره الآن ...
يستشعر قبلات جده علي كل وجهه بشوق ولهفه اثرت به بشده و قد ازدادت عبراتهم...مرت بضعه دقائق بينهما و هم هكذا و عماد يجذبه اليه اكثر و يتشبث به اكثر و اكثر.
ابتعد علي قليلا يأخذ انفاسه و لكن تشبث به جده و مد يده و مسح عبرات حفيده و خرج صوته متحشرجا لاول مره الي علي قائلا سامحني يابن الغالي ...سامحني يا حبيبي
اومأ له علي براسه و قد شعر بعدم قدرته علي الحديث ..و لكن رجاء جده الخاڤت جاء متوسلآ اليه عايز اسمعها قبل ما اموت و اقابل ابوك
جعله يقول
بصوت خاڤتا مسامحك
خرجت آه خافته من فم عماد و هو يجذبه اليه مره اخري و تنهيده مرتاحه من حسنا التي شعرت الآن انها تملك الدنيا و ما فيها...
دخلت هدي بترقب و قد ادركت ان كل شئ فاني لا الانسان و لا الظلم و لاحتي الدنيا والدليل امامها الآن..
ابتعد علي تاركا لها المساحه قليلا و قالت هدي سلامتك يا باشا
نظر اليهت بأسف وجهها يدل علي
مدي الظلم الذي اقترقه لعمر كامل ...
قال عماد بتعب ياااه يا هدي اخر مقابله بينا عمرها ماراحت من بالي
قالت اليه بسماحه ان شاء الله تقوم بالسلامه ازمه و تعدي
اخفض عينيه بخجل منها و قال ربنا يكرمك يا بنتي ربيتي حفيدي لوحدك و طلعتيه راجل
اجابته بفخر قائله ابني من صلب ابوة و واخد منه كل حاجه حلوة ربنا يرحمه
اوما لها عماد وقال ربنا يرحمه ..مسمحاني يابنتي
قالت هدي له بسماحه ربنا بيسامح يا باشا يبقي مين احنا عشان نفضل نكره و نشيل في قلوبنا الدنيا مش مستاهله
ابتسم اليها بود و قال يبقي تقوليلي ياعمي
بادلته الود و قالت حاضر يا عمي
فتح ذراعيه لتلك المنزويه بعيدا و ركضت اليه كاطفله لاحضانه قال لها هامسا بسعاده و فخر قدرتي يا حسنا
نظرت الي علي و قالت بحب شديد هو اللي قدر يا جدو
مرت عدة ايام و لغرابه الامر و الذي اثار استغراب الاطباء التحسن الغريب الذي حدث الي عماد ..و كانه وجد دواه .
حتي خرج من المشفي و توجه لقصره مع عائلته و علي الذي دخل لاول مره منزل ابيه ..
استقبله أنس لأول مره بعدم تصديق متعحبا ابن عمي معقول
اجابه احمد علي هايبقي اخوك الكبير ياانس مش كان نفسك في أخ ولد
اومأ له أنس و لكنه قال اه بس يكون قدي عشان العب معاه كوره مش يكون اطول من حضرتك
ضحك علي و مال اليه و قال بمرح و مين قال ماعرفش العب كوره
هتف أنس بحماس متسائلا يعني اجهز بالكوره
وسخن كمان لحد ما اجيلك
اومأ اليه أنس و هو يركض لأعلي قائلا حالا
جذبه احمد و كأنه أبنه الاكبر الي غرفه المكتب و اخذهم الحديث عن ابيه و الزمن الماضي و اهداه ذلك الالبوم الخاص بهم الذي بها عدد من صور والده الراحل و له ايضا فقد لعمر العامين .
ربت أحمد علي كتف علي الجالس يتأمل في صور والده و قال برفق تخيلت كتير قاعده زي دي لينا يوم مانلاقيك و تكون وسطنا يوم ما نطمن علي العيله و تكتمل ومايبقاش ناقصنا فينا حد
نظر اليه علي قليلا و قال و انا عمري ماكنت اتخيل اني هادخل هنا
اومأ له احمد بتفهم مراعيآ لشعوره و لكل الاحداث التي مر بها.
طرقت حسنا الباب و قالت وهي تبحث عن علي حتي وجدته و قالت لوالدها بابا جدو عايزك
اومأ لها و قال الي علي خد راحتك يا علي ده بيتك يا بني
تحركت حسنا و جلست بالكرسي المقابل الي علي وبيده البوم الصور
ضمت يديها تبحث عن حديث مناسب له رغم حلمها المستمر بتواجده هنا في منزلها ووسط عائلتها الا انها الآن لا تجد الكلمات المناسبه ربما من صمته المستمر من وقت تواجده هنا.
تنحنت حسنا للفت انتباه و لم يرفع عينيه من صوره والده و لكنه قال ماكنش عندي لابويا غير صورتين صوره لوحده والتانيه و هو شايلني كان نفسي يبقي عندي البوم زي ده و كل عيد اتصور معاه و احط صورتنا هنا
ابتلع ريقه و اكمل و هو يمسح علي صورته مع والدته جوايا احاسيس غريبه و منهم احساس مخوفني
همست هي و قالت بخفوت حذر ايه هو
رفع عينيه اليها قائلا بحشرجه
طول عمري متأقلم اني يتيم حاجه مش بأيدي وربنا أراد كده رغم انه احساس صعب علي طفل شايف العيال اللي في سنه بيتكلموا عن ابوهم بس لما كبرت فهمت و كملت في الدنيا الاحساس اللي مخوفني دلوقتي ...إني احس اني غريب في وسطكم و مش شبهكم
عضت شفتها السفلي تمنع نفسها من البكاء رغم تجمع العبرات في عينيها تأثرآ بحديثه ومتفهمه مشاعره سقطت عبراتها امامه دون إرادة منها وانحنت بجزئها العلوي قالت بخفوت و صدق
انت احسن راجل في الدنيا و ابن صلاح الحسيني