عن العشق والاسر بقلم نورهان العشرى
انت في الصفحة 7 من 7 صفحات
وقفته مما جعل مهران يعاود استجوابها
_هاتي ما عندك.
لا تعلم كيف تبدأ ولكنها قامت بسرد كل ما حدث أمامه وقد كان هو يستمع لها مذهولا و نظراته تتفرق بينها وبين ولده الذي ما أن انتهت من سرد ما حدث حتى قال بجمود _ها قد أحرقت السيدة راجية مفاجئتي لك.
انكمشت ملامحه بحيرة تجلت في نبرته حين قال
_أي مفاجأة
اعتدل في وقفته وشبك يديه خلف ظهره وهو يقول بنبرة قاطعة
_ اخترت عروسي و هي ريم بنت أخت السيدة راجية وأرجو أن تحدد لي معها موعدا حتى اذهب لخطبتها.
ألقى قنبلته المسيلة للصدمات التي لونت ملامحهما حتى أن مهران تدلى فكه للأسفل من فرط الصدمة بينما ناظرته راجية و كأنه نبت له قرنان ولكنه لم يعير صدمتهما أي انتباه بل ظل صامتا إلى أن تجاوز مهران صډمته وقال بخشونة
مع ابني قليلا
أطاعته راجية دون أي حديث فما أن أغلقت الباب حتى صاح به
_أخبرني حالا انك تمزح وإلا قتلتك.
_لا أمزح وإن أردت سلاحک حتى تقتلني فستجده في الدرج الثاني
ومحشو بالكامل في حين أردت إصابتي في أماكن متفرقة.
هكذا أجابه مالك بهدوء مستفز يشبه استفزاز كلماته التي جعلت مهران يهب من مكانه وهو يقول بانفعال _أجننت يا ولد ما هذا الهراء الذي تتفوه به
اقترب منه مالك يقول بنبرة تقطر عشقا
_لا لم أجن يا والدي ولكن عشقت نعم أحب ريم كثيرا بل إني أعشقها ولن أتزوج سواها.
زوى ما بين حاجبيه يحاول استيعاب كلمات ولده التي بدت جادة للغاية فهو قد رأى عشقه يتساقط من نظراته وحروفه فقال باندهاش
_لا يهمني عشقتها لشخصها لا يعنيني أي شيء آخر. لم أكن أؤمن بوجود شي يسمى الحب إلى أن قابلتها.
صمت لثوان قبل أن يضيف بصوت متأثر
_ ما أحمله من شعور بقلبي تجاهها لا يمكنني وصفه. فقط تخطى حدود الكلمات.
جلس مهران بمقعده وهو يناظر مالك بصمت لم يكسره سوى دخول آمنة التي قالت باندهاش
_هل ما سمعته حقيقي
_وما الذي سمعتيه
هكذا سألها مهران فقالت پغضب
_مالك يريد الزواج من ريم الفتاة التي تنظف الحظائر
اغتاظ من تعمدها أن تصفها بهذا الوصف فأجاب باسترخاء
_إن كنت تقصدين تلك الفتاة الرائعة الجمال بعيون تشبه عيون الريم وشعر بلون الشيكولاتة فنعم هي.
_ أجننت
_ لا بل عشقت .
هكذا أجابها بهدوء زاد من چنونها فالتفتت إلى زوجها تقول پصدمة
_مهران ما الذي يحدث هنا هل سمعت حديث ولدك
مهران بجمود
_ سمعت.
_وما رأيك إذن
ناظره مالك لأول مرة بحياته بعينين يغلفهما التوسل بألا يكسر قلبه الذي لم يعرف العشق سوى معها وبالمقابل كانت آمنة تناظره بتحذير أن يوافق على هذا الجنون فأخذ نفسا طويلا قبل أن يقول بنبرة قاطعة
_ ربيت رجلا يعرف جيدا ما يريد و إن كان اختار تلك الفتاة زوجة فعليه أن يتحمل نتيجه اختياره لا أملك القدرة على إجباره على شيء.
هنا اندفع مالك نحو أبيه بفرحة وكأنه طفل صغير تلقى أول هدية بحياته فقام بعناق والده بقوة وهو يقول بسعادة غامرة
تسللت فرحته الغامرة إلى قلب مهران الذي لأول مرة يرى ابنه سعيد هكذا وجاءهم صوت آمنة المذهولة
_ألهذه الدرجه تحبها يا مالك
صحح حديثها بصوت خرج من أعماق وجدانه
_بل أعشقها يا أمي.
رق قلبها لحديث ولدها بتلك الطريقة ولكنها أبت الاستسلام وقالت بجمود
_ لقد انتابني الفضول لرؤية تلك الفتاة التي سحرتك لهذه الدرجة. و الحديث معها .
مالك بثقة
_ ستعذريني ما أن تريها يا أمي.
تهدل كتفيها باستسلام أمام رغبة ولدها القوية وبالفعل تم تحديد موعد لزيارة راجية التي لم تدخر جهدا ولا مالا في تعديل المنزل وجلب كل ما تحتاجه ريم التي كانت كالمنومة مغناطيسيا لا تصدق ما يحدث وأنه بالفعل قادم لخطبتها فتركت نفسها لميرنا التي أبدعت في تزيينها وإلباسها ذلك الفستان الرائع بلون الكريمة الذي جلبت قماشه بالأموال التي أعطتها إياها والدتها وحاكته بيديها الماهرتين اللتان صنعتا تحفة فنية رائعة خاصة حين التف قماشه فقد كانت فاتنة بالرغم من أنها لم تضع الكثير من مساحيق التجميل إلا أنها كانت جميلة بطريقة خاطفة فقد امتزج جمالها مع برائتها فشكلا فتنة من نوع خاص
_ما شاء الله. ما هذا الجمال يا ريم
ريم بخجل
_أشكرك
يا خالتي.
اقتربت راجية ټحتضنها بقوة بينما دق جرس الباب فهرولت لتفتح تاركة ريم التي كانت كل خلية بها تنتفض من فرط الحماس والترقب والشوق.
رحبت راجية بهم وتعامل الجميع معها بود فلم يكن هناك أي تكلف في المعاملة وذلك بناء على رغبة مالك فقد أخذ يشدد عليهم بضرورة التعامل بلباقة ولأن فرحته كانت تسع الكون بأكمله وقد كان هذا أكثر من كاف لجعل الجميع يتعامل بلطف حتى لا يحزنوه.
كانوا يتجاذبون أطراف الحديث حين أطلت عليهم ريم التي كانت تحمل صينية دائرية بها أكواب العصير التي كانت تهتز بفعل رجفة يديها فتنبهت جميع حواسه حين رآها وود لو يختطفها في تلك اللحظة حتى يعاقبها على ذلك الغياب القاسې الذي كاد أن يدمي فؤاده من فرط الألم وأيضا ليرمم شقوق قلبه التي خلقها شوقه الضاري لها ولكنه امتنع بصعوبة من فعل ذلك وقام بالتوجه إليها وحمل الصينية من يدها متعمدا احتواء كفيها اللتان تمسكان بالصينية فرفعت نظراتها المشتاقة الهي فإذا به يهمس بلوعة
_ اشتقت إليك.
لم تستطع إجابته فقد كانت كل العيون عليهم وقد فعل همسه الأعاجيب بقلبها الذي أخذ يضخ الډماء الحارة لوجنتيها التي نبت بها محصول التفاح الشهي ليضفي جمالا آخر على ملامحها فقام بوضع الصينية وجذبها وهو يعرفها على والده الذي أعجب بها كثيرا وبالرغم من أن آمنة لم تكن راضية بالنسب إلا إنها لم تجد بها شائبة فاستسلمت للأمر الواقع واكتفت برؤية ولدها سعيد ورحبت بهذه الزيجة
يتبع
الخاتمة
بعد مرور شهرا تحديدا في قصر الصياد أقيم احتفالا ملكيا بأمير عائلتهم مالك الصياد وعروسه الجميلة ريم. وفرقت الذبائح وقاموا بإطعام المساكين لسبع ليالي احتفالا بهذا الحدث العظيم وفي أثناء الحفل اقترب مالك من عروسه قائلا بخشونة
_ منذ الرقصة الأولى لنا علمت بأنك ستكونين لي.
اخفضت رأسها وقالت بعشق مطعم بالخجل
_وأنا منذ أن رأيتك أول مرة علمت أنني لن استطيع أن أكون لرجل سواك.
_ أسرتني يا ريمي فبدلا من أن تصبحي أنت فريستي أصبحت أنا أسيرك.
التمتعت نجوم الحب بسماء عينيها وقالت بخفوت
_ وقعت بعشقك أولا فصارت الروح بقربك طامعة وأصبح أسرك عهدا أخذته روحي التي لم تعرف الراحة سوى بقربك.
استنشق اكسجينها الدافئ وسحب قدرا كبيرا منه يحتجزه بين رئتيه قبل أن يقول بصوت أجش
_ عن العشق والأسر وما بينهما. يوجد حكاية سيرويها العشاق لسنوات عن الريم التي أسرت صيادها. وأصبح في هواها متيما.
تمت
نورهان العشري