الأربعاء 04 ديسمبر 2024

سجينه جبل العامري بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 63 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز


بقوة وهي تتابع حركاته الرومانسية التي تخرج إليها هي فقط هتفت اسمه بنعومة ورقة
عاصم
استمع إلى اسمه من بين شفتيها فتخدرت مسامعه من بعدها ينظر إلى وجنتيها الحمراء وملامحها الخجولة وعقب قائلا
قلبه
لم تكن تقلل من حديثه أو تشك به أنها تثق به ثقة عمياء ولكن حديث شقيقتها أيضا تثق به وتعلم تمام العلم أنها لا تريد لها إلا كل الخير لأجل ذلك عارضت ما قاله ووقفت أمامه ولكنها تحبه وتبغاه كما هو يتمنى أن تكون له وملكه وحده 

خرج صوتها بخجل وخفوت
أنا موافقة اتجوزك دي مش أول مرة أقولها ليك
حرك عيناه عليها بهدوء تام يشبعها بنقاء ملامحها وجمال روحها يروي ظمأه برقتها وخجلها وطفولتها المسيطرة عليها وشراستها في بعض الأوقات 
خرج صوته الرجولي قائلا
وأنا لو اتجوزتك ابقى سعيد الحظ ومحدش قدي في الدنيا دي كلها أنتي حاجه متتوصفش ومتتكررش
بقيت واقفة معه تنظر إليه تبادله نظرات العشق والغرام يحركهما الوله نحو بعضهما البعض تشبع عيناها من ملامحه الرجولية وحديثه الرحيم ونظرته الحادة الشامخة 
بقيت تتحدث معه بخجل ورقة يبادلها بالمرح وكلمات الغزل المتخفية بنظرات الغرام على عكس مظهره الذي لم يوحي إليها يوما أنه رجل عاشق لم يوحي إليها يوما أنها ستقف أمامه بهذه الطريقة مسلوبة الإرادة تسير خلف مشاعرها التي تنجرف نحوه بكل حب وسعادة 
دلف جبل إلى غرفته يبحث عنها بعيناه ليجدها تقف أمام المرآة ترتدي قميص طويل من الحرير لونه بنفسجي يعلوه الروب الخاص به تطلق خصلات شعرها السوداء الحريرية إلى الخلف تنظر إلى ذاتها تقيم مظهرها برضاء وابتسامة وهي ترى جمالها الهادئ الطبيعي 
استدارت تنظر إليه 
لأ كده بتاكلي حقي الليل لسه مجاش ليا حق فيه
اتسعت ابتسامتها متحولة إلى ضحكة خلابة ټخطف أنفاسه لتقول بخفه وهدوء
خلاص تاخده معنديش مانع
ضيق ما بين حاجبيه ينظر إليها باستغراب مشككا بها يسألها
ودلوقتي
أومأت إليه ضاحكة يخرج صوتها بنبرة مرحة
تاخده بردو معنديش مانع
شدد يضمها إليه أكثر قائلا بهيام وعشق
هو أنتي حتى لو تنظر إليه باستغراب مبتسمة قائلة بهدوء
ده ايه الكلام الحلو ده
تغزل بها أكثر يلقي عليها كلمات غريبة
عنه أصبح يعتاد عليها لأجل أن تخرج من قلبه عبر شفتيه إلى قلبها مباشرة
مشوفتش الحلو غير معاكي وعلى ايديكي
ضيقت ما بين حاجبيها ودققت النظر إلى عيناه الخضراء وملامح وجهه تسأله بغرابة
للدرجة دي يا جبل
تنهد بصوت مسموع يقترب منها رقيقة سريعة ويعود يستند بجبينه على جبينها يتحدث بعشق
وأكتر صدقيني وحياة غلاوتك عندي ما شوفت الحلو غير معاكي
أكملت على حديثه برقة تحرك مشاعره نحوها مع تحركات أنامل يدها في خصلات شعره
وأنا كمان يا جبل مشوفتش الحلو غير معاك أنت ومحستش بنفسي غير معاك
تابعها للحظات ثم سألها وهو يعود للخلف
مبسوطة يا زينة
تحدثت سريعا ولم تعطي لنفسها الفرصة في التفكير بل قالت كل ما أتى على خلدها في لحظة بنظرات سعيدة نحوه
طبعا مبسوطة جبل أنا لقيت كل اللي بتمناه هنا كان نفسي في ضهر وسند حد ارمي نفسي في حضڼ قلبه يسمعني ويطمني ملقتش غيرك أنت
نفى حديثها وهو يعكس ما قالته عليه يؤكد أنها هي من كانت السند والمكان الأمن له
بس كل مرة كنت أنا اللي برمي نفسي في حضنك وأنتي اللي بتسمعيني
ابتسمت باتساع فرحة بأنها هي ملجأه الوحيد ومكانه الذي يلقي فيه أحزانه وأفراحه
ده بالنسبة ليا الدنيا واللي فيها أنا مكانك الوحيد يا جبل ده مش كفاية
أكملت بسعادة أكثر تنظر إليه بهدوء
وبعدين أنت أماني وسندي بجد
ابتسم ينظر إلى عيناها بنظرات غريبة كليا عليها لتخرج كلمة واحدة من بين شفتيه بعشق خالص وهيامه بها يظهر على كافة ملامحه
بحبك
ابتعدت للخلف تترك رأسه تقول مبادلة إياه بغرام واضح عليها وصدق خالص
وأنا كمان
أكثر وهو يعود بها للخلف ناحية الفراش رقيقة تحمل كل معاني السعادة والحب 
يحتضن قلبها يشعر بخفقاته المبادلة لقلبه بقوة وقسۏة تعبر عن كم الجنون والشغف الذي داخلهما ينظر إلى السعادة البادية عليهم والعوض الجميل الذي أعطاه القدر لكل منهما 
لم تكن زينة إلا عوض له بعد كل عناء عاشه على يد الجميع حتى أقربهم إليه ولم يأتي على خلده يوما أن يتمثل العوض في زوجة شقيقه 
وكان هو العوض بالنسبة إليها أيضا بعد عناء عاشته في خفاء لم تدري بوجوده إلا بعد رحيل زوجها ولم تتخيل يوما أن تكون زوجة أحد من بعده أو أن تترك ذكراه وتنسى ما قدمه إليها ولكن أتضح أن كل ما قدمه ما كان إلا خديعة محت على يد شقيقه الذي تمثل إليها في جنون الحب والهوس المصاحب له 
أخذها بين ذراعه متنهدا بعمق تستند برأسها على صدره تنعم بدفء أحضانه 
تحدث بهدوء وجدية
عاصم عايز يجي يتكلم معاكي بخصوص إسراء أنتي عارفه اللي بينهم وأنا قولتله يجي بالليل
رفعت بصرها إليها بجدية وقالت
بس أنا مقدرش 
قاطعها يكمل حديثه بجدية واضحة
أنا قولتله يجي وبس يا زينة إنما القرار قرارك أنتي في النهاية اللي عايزة تعمليه أعمليه أنا ماليش دعوة
اعتدلت مرة ثانية كما كانت وأومأت برأسها موافقة تهتف
طيب يا جبل ماشي
تحدث مرة أخرى يملي عليها ما الذي من المفترض فعله بعدما تحدث معه عاصم وشرح له الموقف
ابقي فهمي إسراء اللي حصل عرفيها أنه مش شغال في السلاح اتسرعتي وقولتي ليها وهي ما صدقت
قالت بجدية وصدق فهي حينها كانت تريد أن تبعدها عنه خوفا عليها
مكنتش قدامي حل تاني أبعدها عنه غير كده كنت خاېفة عليها ومش واثقة فيه
أومأ برأسه يشدد بيده على جسدها يقربها منه قائلا بتعقل
اديكي عرفتي كل حاجه ابقي عرفيها
أومأت إليه موافقة
طيب
أكملت تسأله ترفع وجهها مرة أخرى تنظر إليه بعمق
تمارا ليه لسه هنا
أجابها بهدوء وهو يعتدل في الفراش ومازال يحاوطها
أمي طلعت تجبها لقيتها مش قادرة تتحرك قولتلها خلاص خليها لبكرة الصبح
نظرت إليه بجدية شديدة وتخلل القلق قلبها فتابعت متسائلة
ممكن تعمل حاجه
ابتسم بتهكم ساخرا عليها يتذكر مظهرها وهي تترجاه أن يتركها ترحل ثم أكمل حديثه بقسۏة
مشوفتيهاش أنتي وهي بتترجاني تمشي الله وكيل لو فكرت بس لأكون قاتلها
ترجته هي بقلق تضع يدها عليه تحثه على اللين تجاهها
لأ علشان خاطري خليها تمشي بس مش أكتر من كده
مط شفتيه قائلا بجدية
ده اختيارها هي بقى يا تمشي من سكات يا تتقتل
ضيقت عينيها عليه قائلة بجدية بعدما فكرت قليلا مؤكد أنها تريد الخروج من هنا دون أي ضرر بعدما فعله بها
أكيد ندمت بعد اللي عملته فيها وهتفكر بعقل مش هتتهور أكيد
قال بقسۏة وغلظة ليست غريبة عليه أبدا وهو يعني كل كلمة يقولها
أنا اتمنى ده علشان لو حصل غيره مش هرحمها وأنا لحد دلوقتي رحيم معاها
أبعد نظرة من الفراغ إليها يميل عليها قائلا بضيق
سيبك من الكلام ده بقى
وقلب مشتعل بالنيران المتوهجة تشعل جدرانه بالهوى المچنون 
في المساء وقفت زينة تعدل من ملابسها تستعد للهبوط إلى الأسفل لمقابلة عاصم كما قال لها جبل وهذا بعد أن تحدثت مع شقيقتها وسردت عليها كل ما علمته بخصوصه فقط هو وجبل من الناحية العملية 
ما قالته لها لم يكن إلا حديث كاذب لم تدرك أنه
هكذا إلا بعدما اعترف لها جبل بكل شيء 
قابلتها شقيقتها بالسعادة والفرح بعدما غزوا قلبها لأن ما قالته عنه ليس صحيح وما بدر منها نحوه ولن يتكرر مرة أخرى بل سيتقدم لخطبتها وهي موافقة بكل جوارحها على أن تكون حبيبة وزوجه له ولكن يبقى القرار في يد شقيقتها والتي إلى الآن لا تعلم ما الذي ستفعله لم تتحدث معها وتريح قلبها وقلبه كل ما فعلته أنها أثبتت براءته من تلك التهم التي نسبتها إليه وهي ليست متأكدة ناظرا إلى زينة يقول بهدوء ومرح
أنا هنا مع عاصم مش معاكي
ابتسمت بهدوء تومأ إليه برأسها فأكمل قائلا بجدية
وبصفتي وكيل عاصم يسعدني ويشرفني إني أطلب ايد أخت حضرتك الآنسة إسراء لعاصم
سألته بجدية وهي تعتدل في جلستها تنظر إليه بقوة
ممكن أعرف عاصم بيشتغل ايه
تحدث عاصم يعفي جبل من الإجابة قائلا
أنا رئيس الحرس هنا ونائب عن جبل والمتحكم بعده في كل أمور الجزيرة
أبعدت نظرها إليه تابعته ثم سألته باستهزاء
بس كده
شعر من نظراتها نحوه ونبرتها تلك أنها مازالت لا تطيقه تحدث بجدية يجيبها
عندي أرض ملكي على الجزيرة بتدخلي فلوس كويسه وعندي بيت بتاعي ده غير شغلي مع جبل وكمان عندي فلوس تكفيني طول حياتي كلها
رغم أنها كانت تسأل عن مصدر ډخله وتريد أن تتأكد من أنه سيجعل شقيقتها تكون في أفضل حال ولكنها غيرت حديثها قائلة بجدية
بس الفلوس مش كل حاجه
سألها باستغراب تحت نظرات الجميع
اومال ايه
بادرت بسؤال آخر ولم تعير سؤاله اهتمام
أنت أهلك فين
أجابها بقوة ينظر إليها بعمق وحدسه يخبره أنها حقا تبغضه
أنا معنديش أهل ماتوا أنا وحيد
قالت بهدوء مستفز
لو حبيت اشتكي منك في يوم اشتكي لمين أو إسراء تشتكي لمين
اعتدل في جلسته وتأكد من شعوره أجابها بقوة وثقة ينظر إليها بجدية شديدة
أنا مش هزعلها علشان تشتكي ومش هعمل حاجه تضايقك أنتي كمان علشان تشتكي بس لو حصل جبل أهو أظن ده أكتر واحد يقدر عليا وعلى الكل
مرة أخرى تترك حديثه دون اهتمام وتسأله باستغراب مضيقة عيناها عليه
اشمعنى إسراء وليه
أبعد نظره إلى إسراء ينظر إليها بحب وهدوء ونظرته تحولت مئة وثمانون درجة ثم قال بصوت رخيم
علشان بحبها بحبها بجد ومش مستعد أن ألاقي رفض منك
تهكمت ضاحكة وهي تستند بمرفقها على ذراع المقعد تنظر إليه بسخرية شديدة
ولو رفضتك
ابتسم هو الآخر يبادلها بلا مبالاة وبرود تام وخرجت الكلمات من شفتيه بصدق وثقة
صدقيني مش هتشوفيها تاني
اعتدلت زينة في جلستها تنظر إليه بحدة صاړخة بذهول
نعم! 
تدخل جبل سريعا محذرا إياه
عاصم
إنه يرى نظرات زينة نحوه يبدو أنها رافضة ولكن ما تفعله من أجل شقيقتها لأنها ترى موافقتها وحبها الكبير له تحدث عاصم بامتعاض يجيبه
أكدب عليها أنا بقولها الحقيقة علشان مترفضش وندخل في متاهات
سألته تنظر إليه بقوة وحدة
هتخطفها يعني
أومأ إليها برأسه مبتسما بسماجة
ابتسمت ببرود والقت ما قاله جانبا ثم هتفت بنبرة متزنة ونظرتها نحوه واثقة
إسراء أختي الوحيدة وعايشه معايا من زمان أوي وأنا كنت المتحكمة في كل حاجه في حياتها لأنها رقيقة وبريئة متقدرش تتصرف في أي حاجه لوحدها
أكمل على حديثها مؤكدا
أنا عارف ده
تابعت تكمل ما بدأته
أنا رفضتك في البداية لأن مش دي الحياة اللي أحبها تعيشها أنا كمان كنت رافضة أعيش الحياة دي لكن عيشتها وبرضايا فأنا مقدرش أرفض حاجه هي عايزاها
ثم نظرت إليها وزفرت بعمق
خصوصا أنها هي كمان بتحبك
سألها مضيقا عينيه عليها منتظرا إجابة واحدة منها لا غيرها
يعني أنتي موافقة
أومأت إليه وأبعدت وجهها إلى شقيقتها تبتسم إليها بسعادة
موافقة
تهللت أساريره وهو ينظر إليها بسعادة والإبتسامة من
 

62  63  64 

انت في الصفحة 63 من 69 صفحات