الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 10 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز

ليا أهل لكن اعرفك انت 
ترقرقت عين الجد ما بين راحة بما قال وحزن لما هو أت بينما يتابع توفيق حوارهما
بتأثر وجسار يواصل بس أنا مقدرش اقبل اتمتع بمنح مادية مابقيتش من حقي برفض رفاهية مش ملكي دلوقت ياجدي أنا هبدأ طريقي بشغل جديد وبيت تمنه من كدي وتعبي وفي نفس الوقت لازم ادور على أي خيط يوصلني لأبويا وأهلي 
ثم غمرته نظرة حزن عميق تفطر القلب كفاية عرفت اني أمي ماټت يوم ما ولدتني والأمل الوحيد اللي فاضل ان ابويا يكون عايش مش أنت بتحبني ياجدي يبقي سبني اعمل اللي يريحني لكن صدقني مفيش حاجة هتبعدني عنك ابدا ولا تقلل مكانتك جويا 
ثم مد أنامله وجفف دموع جده العزيزة وقال مازحا وعشان تعرف ان حفيدك الحليوة مش بيضيع وقت أنا فعلا لقيت شغل تاني في شركة والد زميلة ومحامية في المكتب عندي هبقي مستشار والدها القانوني 
لا جدي مش هيضيع أشرف وأدم وسارة هما اللي هيكملوا القضايا متخافش 
رمقه بنظرة مطولة قبل ان يقول أنا ليا حق عليك ولا لأ يا جسار 
طبعا ياجدي وكلمتك سيف على رقبتي بس 
مفيش بس أنا مش هقولك سيب فرصة الشغل اللي جالك في شركة أبو زميلتك بس كمان المكتب ده اتعمل بمجهودك ومهارتك انت ليه تفرط فيه وهو حقك وبعدين ده هديتي في نجاحك والهدية مابترجعش وإلا تعتبر إهانة عايز تهين جدك
تتدخل توفيق داعما أبيه تلك المرة بود لا يصطنعه اسمع كلام جدك يا جسار وماتزعلوش زي ما قالك المكتب ده انت اللي عملته وتستحق تحتفظ بيه 
وواصل بأديث أكثر عمقا مهما كان اللي حصل واللي عرفته أوعي تنسى انك كنت ومازلت حفيد للراجل ده ولازم تسمع كل كلامه فاهم
فاهم يا 
وقفت الكلمة گ غصة في حلق جسار لم يستطع لفظها إن ناداه بأبي سيكون كاذب فلم يستشعرها منه يوما مثلما كانت أحاسيسه تجاه الجد نادر 
ولم يغب عن توفيق تردده لقولها فغمغم كأنه سمع ما دار بذهنه أنا مش هخدع نفسي واعاتبك واقولك ليه مقدرتش تنطقها دلوقت عارف ان عمرك ما حسيتها مني يا جسار انت ماحبيتش غير بابا وابني رائف لأن هما فعلا اللي ادوك مشاعر و عواطف حقيقية بس برغم كده أنا بشكرك لأنك كنت بار
بأبويا أكتر مني ودايما كنت معاه لما احتاجك 
وهفضل كده طول عمري 
قالها جسار بحسم وقوة دون لحظة تردد كي يرسخ فيهما تلك الحقيقة ليبتسم جده بحنان وقلبه يخفق حبا وفخرا بما صار عليه ذاك الذي تلقفه من الطريق ذات يوم رضيعا ېصرخ ها هو كبر ولم ينسى ما قدمه له مازال بارا محبا له كما كان 
اسمحولي استأذن 
على فين 
قالها جده بلهفة وعيناه تستجدي بقاءه فتماسك جسار أمامه كي لا يضعف هشوف سكن مؤقت لحد ما تستقر أموري يا جدي 
طب خليك معانا لحد ما تظبط الدنيا وبعدين ناسي رائف اللي هيسأل عليك ويستغرب انك مش موجود ولا ناوي تقاطع أخوك 
قالها توفيق كي يثنيه عن الرحيل فرد عليه 
رائف انا هقابله وافهمه لكن وجودي هنا مبقاش ينفع خلاص 
أطرق الجد رأسه باستسلام حزين فرفعها جسار هامسا بحنان وبعدين ياجدي مش اتفقنا ان مفيش حاجة هتتغير كل الحكاية اني هستقل بحياتي ماديا مش أكتر 
سلم أمره لله وهو يتمتم هتعرفني مكانك الجديد 
أكيد طبعا 
ابتسم ممتنا له فاهم ياجدي 
ابتعد متأهبا للمغادرة ورمق توفيق بنظرة احترام ثم قال له ما يراه حقا رغم كل شيء
شكرا إنك وافقت في يوم من الأيام تكتب طفل يتيم من الشارع على اسمك 
تراقبها وهي تلتهم أرض غرفتها مجيئا وإيابا بتوتر بالغ قائلة ھموت واعرف بابا أخد عنوان مكتب جسار ليه تفتكري سمعنا ياشمس 
معتقدش 
أمال تفسري بايه طلبه
أحتمال يكون شغل قضية مثلا وعايز يستشيره
يا سلام طب منا قدامه مش سألني ليه
معرفش يابنتي ده مجرد احتمال 
جلست جوارها تزفر بقلق وهي تقول خاېفة أوي على جسار ياشمس كلامك عن حالته خوفني أوي ثم استرسلت ببعض الشرود كتير بشوف في عيونه حزن غريب كأنه بيدور علي حاجة مش لاقيها 
حدجتها شمس مليا بغموض ثم تساءلت انتي لسه بتحبيه يا سارة 
التفتت إليها وهمست بشخوص صدقيني أنا ساعات مش بعرف اسمي مشاعري ناحية جسار 
ماهي لو مش حب هتكون ايه 
صمتت بحيرة واضحة فعاجلتها شمس بسؤال جديد وآدم بتحسي ناحيته نفس مشاعرك ناحية جسار
أصابتها حيرة أكبر وقد بدا سؤالها شديد الصعوبة فترة عملها جوار آدم قربت بينهما بشكل كبير تأكدت من مشاعره الجارفة نحوها غيرته الجلية
من العملاء وخوفه المفرط عليها دفء نظراته نحوها كل مادا تتغلل في روحها وتنبت داخلها براعم اهتمام فتعمقت فيها أكثر لدرجة لم تدركها فترة الجامعة والأخطر أنها تشتاقه لو غاب كما أنها اصطدمت في نفسها بشعور أخر لم تتوقع يغزوها هكذا وهي تضبط نفسها متلبسة بداء الغيرة عليه من إحدى زوار المكتب
ليه بتقولي كده
لأني بحب الاتنين يا شمس بس كل واحد حبه مختلف جوايا عن التاني وده اللي محيرني مش قادرة احدد حاجة 
بتغيري علي مين فيهم 
آدم 
قالتها دون تردد لتبتسم الأخرى 
يبقي واضحة انتي بتحبي آدم يا سارة انما مشاعرك لجسار دي حاجة تانية خالص ممكن يكون انبهار بشيء معين فيه أو حتي مجرد راحة نفسية لشخص ممكن يصادفك في اي مكان انما مش حب بجد ده اللي متأكدة منه بعد اللي قولتيه 
عاد يحتلها القلق عليه وهي تهتف يمكن
يكون كلامك صح بس المهم دلوقت اني خاېفة عليه أوي يا شمس تفتكري ايه سبب حالته اللي حكتيها عايزة اطمن عليه بأي شكل وللأسف لما جيت اتصل لقيته قافل تليفونه 
لا تنكر عليها أبدا هذا القلق الذي انقسم شطر منه داخلها بعد ما رآت حالته لكنها هتفت لتهدئها بصي فات حوالي ساعتين من وقت خروج عمو أتصلي أسأليه 
اتكسف أصل بابا بصلي بنظرات غريبة كده قبل ما يمشي 
خلاص هتصل أنا وافهم بطريقة غير مباشرة 
انتظرت رده علي الطرف الأخر وما أن أتاها حتي صاحت صباح الخير يا عمو أمين ايه الأخبار
الحمد لله يا شموسة وصباحك ورد انتي لسه عند سارة
أيوة ياعمو ما انت عارف بنتك رغاية ازاي بس انا شوية وجاية الشركة اشوف شغلي ماتقلقش 
قهقة وقال ده العادي بتاعكم لما بتتلموا على بعض عموما لو عايزة خليكي منورانا ونتغدا سوا لما ارجع 
قالت بمرح تسلم يا فتى أحلامي بس هاجي الشركة طبعا أشوف شغلي 
بطلي بكش فتي أحلام ايه بكرشي ده المهم خدي راحتك وهستأذنك عشان عندي اجتماع هيبدأ بعد دقايق 
ماشي ياعمو بس 
بس ايه
تنحنحت بشيء من التوتر ثم تراجعت عن قولها لا خلاص مفيش 
رمقتها سارة بحنق شديد أما أمين فطن لما تريد وما تنتظره سارة فتظاهر بعفوية قوله صحيح نسيت اقولك إن المحامي اللي سارة شغالة معاه ده أنا قابلته واتفقت معاه انه هيكون مستشارنا القانوني في الشركة 
فغرت شمس فاهها بدهشة دون رد لتطالعها سارة بريبة بينما واصل أمين وبكره هعمل اجتماع ترحيب به في الشركة عشان اعرفه علي الكل وانتي هتكوني موجودة طبعا ودلوقت سلام واشوفك لما تيجي 
مالك متنحة كده ليه هو بابا قالك ايه 
نظرت إليها ومازال يعتريها الذهول وهي تهمس عمو أمين راح لجسار وطلب منه يكون مستشارنا القانوني وهو وافق وجاي شركتنا بكرة يتعرف علينا 
لم يختلف حال سارة عن ردة فعل شمس الذاهلة والأولى تهمهم ببلاهة جسار هيشتغل مع بابا إزاي طب والمكتب 
الأخيرة بعد تراجع دهشتها قليلا للخبر
معرفش يا سارة بس ممكن أوي يدير الاتنين الفكرة في الصدفة نفسها إن عمو يختار ده بالذات يشتغل معانا
في الشركة 
وده معناه ايه
عادي احنا كنا محتاحين مستشار قانوني وجسار محامي شاطر حسب كلامك يبقي الموضوع منطقي برضو أنا بس اتفاجأت لكن دلوقت شايفاه عادي 
ثم التقط حقيبتها وقالت وهي تغادر أنا هروح الشركة بقى وكفاية اللي ضاع من يومي انهاردة سلام 
رحلت وتركتها لدهشتها وفرحتها في آن واحد جسار سيعمل مع والدها الخبر يستحق أن تحتفل به لكن مسحة قلق عادت تساورها وهي تتسائل بضميرها ما الذي حدث معه وبدل خططته هكذا تذكر منذ عام أنه رفض عرض شبيه لعرض والدها للعمل بشركة كبيرة وكان رده أنه لا يريد التشتيت مكتفيا بمكتبه الذي يعج بالقضايا ما الذي غير الحال
تنهدت اخيرا وهمهمت لنفسها مسيري هعرف كل حاجة المهم انه هيشتغل في شركتنا وهيكون قريب مني أكتر من الأول 
ثم همست بخفوت كأن ربنا عايز يقربنا أنا وأنت دايما لبعض ياجسار ليه مش عارفة ولا فاهمة 
ازاي يا بني أدم انت تقفل تليفونك بعد رسالتك المريبة دي وتختفي كده وتوقع قلبي عليك ها
هكذا هدر عليه أشرف وهو يلكمه في كتفه پغضب نبع من قلقه والأخر يقول بتفهم كنت محتاج خلوة استجمع فيها نفسي يا أشرف 
تسائل بريبة ليه يعني حصل ايه عشان ده كله 
ندت عنه تنهيدة معبئة ببعثرته وضياعه واستند على ظهر الأريكة وغمغم حصل اللي طول عمري كنت بحسه
بس مش قادر أبوح به أو أتأكد منه عرفت ان جذوري مالهاش علاقة بالأرض اللي عشت فيها يا أشرف 
عقد الأخير حاجبيه بتساؤل قصدك ايه بالكلام ده يا جسار فهمني
تضخم صدر الأخير بالهواء قبل أن يبدأ في استرساله لكل ما صار معه ليعلق أشرف بذهول أنا مش قادر اصدق اللي سمعته ده أزاي طلعوا مش أهلك 
جدي لقاني وأمي كانت بتطلع في الروح اخدني ولما معرفش حاجة عن أهلي قرر يكتبني على أسم ابنه ومراته والباقي انت عارفه 
صمت قليلا يستوعب ما
علمه ثم ربت على كتفه بتعاطف طب وانت ناوي على ايه يا جسار دلوقت هتستمر معاهم ولا هتعمل ايه 
أنا خلاص عملت يا أشرف سبت كل حاجة تخصني هناك ومشيت هبدأ من جديد والحمد لله جالي عرض شغل ممتاز في شركة والد سارة 
والد سارة وايه عرفه عليك
مط شفتيه وهو يهز كتفيه ببساطة اكيد بنته ذكرت مهارتي قصاده واتكلمت عن شغلي 
ممكن جدا طب ومكتبك يا جسار هتسيبه
ماهو ده أول سبب جيتلك عشانه يا أشرف عايزك تدير المكتب انت وآدم ومعاكم سارة 
وانت
أنا هركز في شغلي الجديد وفي نفس الوقت عايز الاقي وقت أدور فيه على أهلي عشان كده هسيبلك المكتب تديره فترة واستطرد أنا بصراحة روحت لجدي وقولتله اني هسيب كل حاجة بس هو صمم ان المكتب يفضل بتاعي لأنه اتعمل بمجهودي 
معاه حق يا جسار القضايا اللي كسبتها في تلات سنين هي السبب الرئيسي في زحمة الزباين اللي بتتوافد علينا دي كلمة حق 
طبطب علي كتفه
شاكرا ماتقولش كده انت كمان مش قليل يا أشرف وأدم
كمان ممتاز 
لأ الفكرة في نوع القضايا المعقدة اللي انت اترافعت فيها عشان كده استحقيت لقب
10  11 

انت في الصفحة 10 من 30 صفحات