الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 15 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز

الذاتي لسه فاضل ساعتين بحالهم ربنا يصبرني 
وعاد ينغمس في عمله بحماس حتى مضي الوقت سريعا وذهب بلهفة ليلتقيها ويعرف جوابها داعيا الله أوهتفت برقة معلش اتأخرت عليك
كنت جاية وسارة عطلتني شوية 
هي عرفت بموضوعنا
تساءل بفضول لتجيبه
أنت عارف سارة بالنسبالي ايه يا جسار عرفتها اللي يخصها تعرفه 
عقد حاجبيه باستفسار مش فاهم 
جادت عليه بتوضيح أكثر وهي تسرد عرفتها انك طلبت ايدي واني بفكر لكن باقي كلامك عن حياتك وأهلك وكده ما قولتش طبعا 
ليه
سارع بسؤاله وعيناه تلتهمها إعجابا لتهتف بثبات 
لأنه أمر مايخصش حد غيري أنا وانت ياجسار هيفرق ايه لو قولناه لو كنت بالفعل لقيت أهلك وأمورك واضحة ساعتها كنت هقول لأن الصورة هتكون كاملة قصادهم انما دلوقت لو حكيت هتكون صورتك مهزوزة في عيونهم هتربكهم وتقلقهم علي الفاضي أنا دلوقت مش شايفة غير جسار المحامي الشاب الناجح ومستقبله الواعد عيلته اللي شايل أسمها عيلة تشرف أي حد وأهلي مش هيرفضوها ليه بقى نعقد الدنيا بإيدنا 
أما هي فأينعت داخلها زهور الخجل من نظرته الثاقبة نحوها وتنحنحت لتفصله عن تلك الحالة التي تربكها مش هنشرب حاجة ولا ايه 
ابتسم بحنان مش قبل ماتطمنيني واعرف رأيك 
شاكسته بقولها خسارة كنت فاكراك أذكي من كده يامتر 
همس لها عايز اسمعها 
هزت رأسها بتصديق ومازالت مطرقة فاستأنف شمس أنا بحبك أوي حبي ليكي مختلف عن أي مشاعر حسيتها ناحية أي بنت 
تخابثت بسؤالها عايز تقولي إن كل علاقاتك مع البنات مفيش فيها علاقة حب واحدة 
أبتسم لسؤالها الخبيث فراوغها يعني ممكن نقول إن احيانا كان في 
رمقته بعدوانية وحاجبها مرفوع فضحك وقال لا ياشمس أقسم بالله ما دق قلبي بالحب لغيرك انتي وربنا شاهد علي قسمي اللي فاتوا كنت بملي بيهم فراغي 
ثم مازحها وبعدين وحياتك هما اللي كانوا بيشبكوا في سنارتي بمزاجهم أصلا 
سنارتك دي هكسرهالك 
ابتسم منتشيا بغيرتها وهي تعلن بتلقائية وتملك محبب عن حقها به فقال شمس بتحبيني 
صمتت فعاد يهمس بلهفة راجية عشان خاطري قوليها عايز اسمعها منك 
جسار اصبر عليا أنا لسه متاخدة صدقني هتسمعها في الوقت الصح وماتنساش لسه مفيش بنا رباط رسمي 
طب حددي معاد مع رضوان بيه ينفع الجمعة الجاية
هكلم ماما وهبلغك بالمعاد 
منتظر بفارغ الصبر وجاهز لكل طلباتهم الحمد لله أنا أخدت شقة كويسة جدا في موقع ممتاز بالتقسيط 
أفهم من كده إن جدك مش هيساعدك ماديا 
تحدث بجدية لأ طبعا من لحظة ما عرفت الحقيقة وأنا رافض اي مساعدة مادية من جدي ولولا اترجاني امسك المكتب تاني كنت بعدت نهائي حتى العربية رفضتها وجبت واحدة برضو بالتقسيط عن طريق عميل عندي قدملي تخفيضات كبيرة بعد ما كسبته قضية مهمة أنا عايش وهعيش بقرشي اللي من تعبي
وبس ياشمس وده شئ مهم عندي إنك تعرفيه
ومضت حدقتيها بإعجاب حقيقي لعزة نفسه وزهده رغم استطاعته التمتع بكل ثراء الجد نقطة جديدة تضاف لصالحه وتزيد اقتناعها بتغيره وطيب معدنه 
نتغدا بقي أحسن من فرحتي حاسس اني عايز أكل خروف بحاله 
ضحكت برقة وكلماته ترضي غرور أنوثتها بمدي قيمة موافقتها لديه وبعد قليل تناولا طعام مناسب ثم افترقا علي وعد بلقاء قريب بينه وبين أهلها 
جسار طالب ايد شمس!
دهشة صدحت بتساؤل أمين لأخيه فرد الأخير 
ده اللي عرفته من مراتي وانه عايز معاد يجي مع أهله يطلبها في أقرب وقت وشكل كده شمس موافقة عليه فانت ايه رأيك
سبح أ مين بأفكاره والعجب يعتريه بحق كان يظن منذ عرض على جسار العمل في الشركة ان وجهته هي ابنته ساره وانه يريدها لينتهي الأمر بينه وبين شمس أبنة أخيه! مامعني الحديث الذي سمعه في السابق إذا وكل إشاراته أوحت بحب بينهما!
ساكت ليه يا أمين انت مختلط به اكتر مني وعايز اعرف رأيك ايه مبدئيا في الشاب ده
فاق من شروده ودهشته وتمام بحيادية بصراحة يا رضوان انا شايفه شاب ممتاز من كل الجوانب أصل وعيلة معروفة ومحترمة جدا وهو نفسه كيان مكتمل بذاته محامي واعد وشاطر وذكي كمان مهذب وأخلاقه لا غبار عليها بإستثناء فترة تعثره
في الجامعة وعلاقاته بالبنات عرفت ده طبعا بعد ما تقصيت عنه
أول ما
اشتغل معانا 
غريبة جسار كان متعثر في جامعته وله علاقات طيب ما ده كده شيء يقلق 
رفع أمين حاجبيه ورمقه
بنظرة ما جعلت رضوان يقهقه حتي سعل بقوة ليهتف بعدها ليك حق تستغرب واحد بتاريخ اخوك مع الچنس الناعم المفروض يسكت خالص 
طبعا ده انت ماكنتش عاتق واحدة لما ختمتها في الأخر بجوازة عرفي خليت بابا يغضب عليك فترة كبيرة
استعاد رضوان تلك الذكرى ببعض الحزن اه والله يا أمين زعل والدي مني وقتها تعبني اوي وخلاني طلقت الست اللي اتجوزتها بعد تلات شهور بس ومن ساعتها معرفش عنها حاجة 
ده لأن بابا وقتها جابلك فرصة شغل في دولة عربية وسفرك خاف تعيد الموضوع تاني 
تنهد وهو ينفض عنه تلك الذكرى يلا اهي راحت لحالها والحمد لله أديني عقلت واتجوزت واحدة بحمد ربنا عليها وربنا يبارك في ولادي 
وواصل نرجع لموضوعنا بقى يعني يا أمين رأيك جسار عريس مناسب لبنتي
هتف لينصفه والله أنا شايفه شاب كويس حتي لو بدايته كانت لهو وعدم التزام لكن العبرة في النهاية الولد اتخرج واجتهد في شغله وعمل في وقت قياسي أسم رنان في عالم المحاماه واهو شغال معانا من سنة تنكر التزامه وأخلاقه واحترامه للكل بدليل علاقته القوية بولادك حمزة وريان 
مقدرش أنكر كلامك ده حقيقي فعلا يعني رأيك اتكل على الله و احدد معاد واقابله 
اتكل علي الله الولد مايتعيبش 
علي خيرة الله هبلغ شمس أنه يشرفنا الجمعة الجاية طبعا مش محتاج اقولك تبقي موجود 
أنا هكون موجود قبلك يا رضوان شمس دي بنتي مش بنت اخويا 
لاحظت صمته الشارد منذ أتى فتسائلت بريبة
مالك يا أمين متغير وساكت من وقت ما جيت في حاجة
نظر لزوجته بعين غائمة وأفكاره مازالت يصبغها العجب إن كان جسار يحب أبنة أخيه ما معنى الحديث الذي سمعه بين الفتاتان 
سارة فين يا صابرين
إجابته في أوضتها كنت رايحة اناديها عشان نتعشى سوا زمان السفرة جاهزة 
قال وهو يبتعد بالفعل أنا هروح ليها عايز اكلمها في حاجة 
طب ما تستنى لما نتعشى و 
مش هينفع لازم اكلمها دلوقت 
وتركها أمين دون أن تجد صابرين مجال لاستفسار أخر لكن غمرتها الحيرة و القلق لامر حديثهما الغامض هذا 
أمين بيه بنفسه جاي أوضتي المتواضعة
ابتسم لها بحنان وغمغم بطلي بكش وتعالي نتكلم شوية جد 
واقولك انك وحشتني انهاردة طول اليوم مش شوفتك وانشغلت في شغل المكتب مع أدم زميلي 
أحاطها بنظرة ثاقبة قبل أن يلقي بدلوه منتظرا رد فعلها باهتمام شديد تعرفي إن جسار طلب إيد شمس بنت عمك
هتفت بحماس أيوة يا بابا عرفت شمس نفسها قالتلي وفرحت أوي أوي عشانها جسار ده شاب مفيش زيه 
حيره رد فعلها أكثر وشتته لم يجد أي حزن لمعرفة ابنته خبر كهذا أمعقول أنه فهم حديثهما ذلك اليوم فهم خاطئ سارة لم تحبه لما إذا كانت ثورتها حين علمت بحاله أهتمامها لا يترجم إلا كونه مشاعر خاصة داخلها نحوه ما الذي تغير !
مالك يا بابا باصصلي بس سرحان في حاجة يا حبيبي
أراد ألا يراوغ في الأمر فمن حقه أن يطمئن على ابنته ويفهم ما يجب عليه فهمه جذبها لتجلس جواره وبحنانه المعهود تسائل حبيبة بابا أنتي في حاجة معرفهاش ونفسك تقوليها ليا أي حاجة حتى لو كانت قديمة أحب اعرفها 
قالت بعجب حاجة إيه يا بابا مش فاهمة قصد حضرتك 
حاجة تخص جسار مثلا يا سارة 
جسار وماله جسار يا بابا هو حضرتك معترض انه يتقدم لشمس عرفت حاجة غلط عنه يعني
غمغم بعد برهة صمت أخرى اللي اعرفه انه شاب ممتاز لكن اللي لسه محتاج أفهمه منك هو ليه كنتي قلقانة عليه وعايزة تروحي مكتبه في اليوم اللي روحت اطلب منه يشتغل معايا أنا حسيت وقتها انك مهتمة به بشكل شخصى عشان كده شغلته معايا وخليته تحت عيوني عشان اختبره واقيمه عن قرب وطول الوقت كنت منتظر انه يقوم بخطوة تخصك انتي لكن اتفاجأت بعمك بيقولي انه طلب شمس بنته والأغرب انك مش زعلانة لما عرفتي بالعكس شايفك مبسوطة يبقي
اعتقد من حقي أفهم منك كل حاجة يا سارة ثم حاوط أمين
وجه ابنته الحبيب براحتيه وتمتم عايز اطمن إن قلبك مش مكسور يا بنتي ومفيش حد خذلك 
ذهولها بكل ما قاله أبيها لحمها بضع لحظات وهي تستعيد بذاكرتها ذلك اليوم حين شكت أن والدها سمع حوارها هي وشمس والأن فقط جاءها اليقين مع اعترافه والذي جعل عيناها تترقرق دمعا أن أبيها ما استعان بجسار للعمل لديه إلا لأجلها إسعادها لو كان صدق حدسه 
مدت كفيها الرقيقة واحتوت هي الأخرى وجه أبيها بحنان وحب غامر وهي تقول يا حبيبي يا بابا يعني حضرتك كنت فاكر اني بحب جسار وكنت مستعد تساعدني 
همس لابنته بصدق وأنا ليا
مين غيرك في الدنيا يا بنتي عشان اهتم بسعادته ده انتي نور
عيوني يا سارة والبنت اللي حيلتي انا قربت جسار مننا عشان اتأكد من أخلاقه سألت عليه وعرفت حاجات كتير واحترمته لما استقل بحياته من غير ما يعتمد على أهله ماديا وما استغربتش من سكنه في بيت متواضع أحيانا الإنسان بيحب يثبت لنفسه انه يقدر يبني كيان مستقل لوحده عشان كده طول الوقت كنت منتظر يجي يطلبك مني بس !
صمت دون قول المزيد لتبادر سارة وعيناها مازال يغشاها الدموع أنا هفهمك كل حاجة يا بابا ومش هخبي عنك حاجة عشان تطمن وتتأكد إن قلب بنتك متصان و محدش كسره 
وبدأت تسرد عليه كيف نمت داخلها مشاعر بريئة نحو زميل الجامعة الوسيم ذو الصيت الواسع ومثلها مثل أي مراهقة
انجذبت لجسار وظنت انها وجدت فارس أحلامها وتمنت لو فازت به لتكتشف مع الأيام ومع نضوجها ان مشاعرها كانت أخوية ربما رأت به شقيق كانت تتمناه هذا كل شيء 
وهنا فقط استراح قلب أمين وهو بتنهد براحة يعني انتي مش بتحبيه زي ما فهمت ومش زعلانة انه فكر في شمس
أبدا يا بابا بالعكس فرحانة جدا شمس دي اختي وافرح ليها كأنها أنا واكتر وفي
النهاية كل شيء نصيب 
ابتسم و قبل جبينها بحنان جارف ربنا يريح قلبك يا بنتي ويرزقك الزوج
الصالح اللي يصونك و يعرف قيمتك 
حتى لو كان فقير يا بابا
اندفعت بتساؤلها لتشعر بالندم ووالدها يرمقها بريبة قصدك ايه هو في حد معين
نفت سريعا لا لا يا بابا مفيش حد دي مجرد دردشة يعني 
رمقها مليا بضع لحظات قبل أن تنفرج شفتيه عن ابتسامة حنون مع قوله الفقر يا بنتي عمره ما كان عيب المهم المعدن والأصل وإن الإنسان حتى
14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 30 صفحات