دوائي الضرير
هو مش جال عليها الضاكتورة بتاعة هدى يا بت يا عبير..
عبير ايوة ياما.. جال أكده..
هدى ايوة هي.. مش بس الدكتورة بتاعتي لا كمان بقت صاحبتي و اكتر من اختي كمان.
صالحةمعاتبة
و هو يعني الدكاترة كانو جطعو مالجيتوش غيرها الدكتورة العامية دي.. عامية يا ام عاصم.. كانش العشم يا هنية لا.. عامية
هدىپغضب فهي قد بدأت تحب سارة و على الأقل سارة افضل من عبير و لن تعطيها فرصة الاستهزاء بها هي مين دي اللي عامية.. ايه يا ام خالد الملافظ سعد..
دخل عاصم و قد سمع اخر جملتين...
عاصم ايوة غلطت.. و انتي كمان غلطتي.
صالحة وااه.. غلطنا في إيه بجى عاد..
عاصم ايوة غلطتو و غلطتو غلط واعر جوي.. لما تدخلو دوار الحاج عبد الرحمن المنياوي عمدة البلد و كبيرها و تهيني ضيفة فيه تبجو غلطتو.
لما تفضلو تتريجو و عليها و هي واقفة من غير ما تراعو شعورها تبجو غلطتو.. لما حتى ماتعملوش ليا اني اي اعتبار اني واجف و تفضلو تتمجلتو عليها و عليا و على ابوي اللي مالجاش غير الدكتورة العامية من وچهة نظركم عشان تعالچ بتنا تبجو غلطتو..
عاصم ايوة.. و سايبها في الكراڤان بتاعها مش مبطلة عياط.
هدىبغيظ صحيح.. الاحساس دة نعمة.
عبير و هو كان ايه اللي حصل يعني لكل دة هي مش دي الحقيقة.. مش هي عامية ولا بنتبلو عليها.
عاصم ياما في ناس كتير بتشوف بس عامية الجلب و البصيرة.
عبير تجصد ايه يا واد عمي
بس اوعي يصورلك شيطانك انك ممكن توچعي ضيف من ضيوف بيتنا و تهينيه بحديتك الزفت ده و تفتكري أن اني ممكن اسكتلك فاهمة..
عاصم انا عمر جلبي ما كان اسود.. بس كمان عمره ما نسي اي حاچة.. لا حلو بيتنسى ولا عفش بيتنسى..
خلاصة الجول.. طالما دخلتو الدوار ده يا تحترمو اللي فيه يا ماتدخلوهوش من أصله.. بالإذن.
توجه إلي غرفته و ترك الجميع في ذهول..
و هنية أيضا ظلت تتساءل اين ذهب إبنها الحنون الخلوق الذي يراعي شعور الجميع حتى من لا يستلطفهم.. لا ليس هذا بالتأكيد.. أكانت كل هذه الثورة
لأن زوجة عمه و زوجته السابقة نعتتا سارة بالعامية.. أيعقل أن يكون ما كانت تشك فيه من قبل حقيقة
اما صالحة و ابنتها فقد أصابتهما الدهشة الشديدة.. فهذا ليس عاصم الشخص الهادئ الخجول الذي يراعي شعور الجميع..
فقد تحول تماما لشخص آخر.. أكانت كل هذه العاصفة من أجل الضيفة الطبيبة لا فبالتأكيد هناك شيئا بينهما.. و عند هذه الفكرة قررت عبير خوض تلك الحړب ضد تلك الطبيبة.. فعاصم لها.. تزوجته و طلبت الطلاق و وافق هو و ستعيده لها مثل ما تركته.
صالحة عاچبك أكده يا ام عاصم.
هنية ايه بس اللي حصل يا صالحة عاد
صالحة بجى ولدك يطردنا من بيته و تقوليلي اي اللي حصل
هدى زي ما عاصم قال.. لما تدخلو بيت لازم تحترمو اللي فيه يا ماتدخلوهوش اصلا .
هنية هدى.. عيب أكده
هدى و هو انا قلت حاجة.. مش عاصم اللي قال ولا مش قادرة عليه هاتتشطري عليا انا.
عبيربغيظ منها فهي تعلم ان هدى لا تحبها و لكنها ستتحمل كل شئ مقابلة الوصول لمرادها مجبولة منك يا بت عمي.. و عموما أحنا كمان لينا كبير يرد عليه و على كبيره.. ياللا ياما و لينا حديت تاني.
صالحة بينا يابتي.
هنية استني بس يا صالحة..
صالحة فوتك بعافية يا ام عاصم.. احنا بس كنا چايين نطمنو على هدى.. و اطمنا عليها خلاص.. أما اللي حصل ده فكيف ما عبير جالت في رچالة يردو عليه.. فوتكم بعافية.
رحل العدوان الثنائي من المنزل مثل ما تسميهم هدى و عادت هنية لابنتها لتجدها تأكل الفاكهة بكل هدوء لا بل بكل برود.. فقالت هنية بتعجب..
هنية شوف البت.. يابت بتاكلي أكده و كأن مافيش مصېبة حاصلة دلوق جدامك.
هدىببرود و انا مالي انا ما سلفتك و بنتها هما اللي عايزين قطع لسانتهم.
هنية اخ ياني منك.. هاتي تفاحة .
هدىو هي تعطيها ثمرة البرتقال لا كلي برتقان احلى.
هنية اي حاچة منيكي حلوة.. تعالي في حضڼ امك هبابة بجى.
قبلتها هنية بحب و هي تحمد ربها على عودة ضحكتها مرة أخرى و تدعوه أن يكمل شفاؤها بخير..
أما عاصم فما أن أنهى حديثه معهم حتى انطلق بسرعة الصاروخ إلى غرفته ليظل يلهث بصعوبة و حدة و هو يتذكر عبير و حياته القصيرة معها...
فقد كانت حياتهما هادئة مستقرة في باديء الامر حتى تحولت لچحيم مستعر في النهاية.. فقد كانت تضايقه طوال الوقت.. تؤلمه بكلماتها الچارحة..
و في النهاية عندما طلبت الطلاق نفذه لها بدون نقاش.. فقد كان قد تعب و أرهقته حياته التعيسة مع فتاة لا تهتم بمشاعره.. لم تقف بجانبه في محنته بل كانت تعايره بها..
و تحمل كل شئ منها.. لكن عندما سممت سمع سارة بحديثها الخالي تمام من أي مشاعر أو إحساس لم يستطيع أن يمررها لها مرور الكرام..
إلا
سارة.. لم يسمح لعبير أن ټجرح مشاعرها.. لم يسأل عن السبب فهو يعلمه منذ مدة..
فهو يحب سارة..
نعم يحبها.. يحب كل ما بها كل ما يتعلق بها..
شكلها..
عيونها..
شعرها..
صوتها و ضحكتها التي تثير بداخله كل مشاعر الحب التي اختبرها و لأول مرة معها... و معها هي فقط.
اما صالحة و عبير ما أن دخلا منزلهما ليجدا الحاج حامد زوجها فيقصا عليه ما حدث في منزل أخيه الذي بالطبع لم يعرف الحقيقة كاملة..
فقد ذكرتا فقط الجزء الخاص بطرد عاصم لهما و لم يذكرها الجزء الخاص بإهانة و چرح سارة و معايرتها بعاهتها..
و في الحال و دون أن يحاول أن يفكر في تبرير منطقي لتصرف إبن أخيه الطيب الخلوق لمثل هذا التصرف.. فقام بمهاتفة أخيه على الفور يشكو له فعلة ولده و يعاتبه عليها أما عبد الرحمن و الذي يثق في ولده و في قراره و حسن تصرفه ثقة عمياء فقد قال..
عبد الرحمن يا حامد ياخوي انت خابر عاصم زين.. دة انت اللي مربيه و عارف و متوكد أنه ماعيعملش حاچة عفشة اكدة..
حامد يعني مرتي و بتي عايكدبو اياك
عبد الرحمن لا طبعا ماجصدش أكده.. بس اني برضك لازمن اسمع من عاصم.. و ليك عليا يا حامد لو طلع حديت عبير و ام عبير صح لاچيبه لحديت عنديكم عشان يستسمحكم كلكم..
و اغلق الهاتف معه على ذلك و اتجه لمنزله حتى يعلم ما حدث.. دخل إلى منزله و استقبلته زوجته مثل عادتها كل يوم و سألها عما حدث أثناء زيارة زوجة أخيه و ابنتها لهم..
حاولت هنية أن تقص الرواية بشكل لا يدين أحد الطرفين و لكن هدى لم تسكت فتحدثت سريعا دفاعا عن شقيقها و صديقتها الجديدة..
هدى لا يا بابا مش دة اللي حصل.
هنية يابت اكتمي انتي مالكيش صالح.
هدىبعيون قططية ممازحة اشتاقها والدها كثيرا يرضيك كدة يا بابتي ماما تقولي ماليش دعوة..
عبد الرحمنضاحكا من كل قلبه لأول مرة منذ زمن بعيد على تلك الماكرة التي اشتاق مزاحها هههههههه.. لا يا جلب ابوكي ماعيرضنيش واصل طبعا.. طيب جوليلي انتي ايه اللي حصل
هدى اقولك يا سيدي..
قصت عليه ما حدث.. كان يجاهد في الانصات لها و لكن فرحته بها و بعودة البهجة لحديثها سرقته من معرفة تفاصيل الواقعة..
هدى شوفت بقى يا سي بابا.. يبقى مين اللي غلطان
عبد الرحمنو لانه لم يسمعها جيدا انتي ايه رأيك... تفتكري مين الغلطان
هدي عبير و أمها طبعا.. لأن هما اللي زعلو سارة الاول.
عبد الرحمن يبجى عبير و أمها هما اللي محجوجين لسارة.. طيب ايه رأيك.. عبال ما اطلع اتحدت هبابة مع اخوكي.. تحضريلنا العشا انتي و امك الجمر اللي واجفة غيرانة منينا دي..
هنية واه واه واه.. غيرانة.. و اني هاغير منيها العيلة الصغيرة دي.. جال غيرانة
جال.
هدى معاك حق يا بابتي.. شكلها غيرانة فعلا.
هنية ماشي يا بت ابوكي.. جدامي ياختى على المطبخ نچهزو الوكل و نبعت البت فاطنة تنادي على سارة.. ياللا همي ورايا.
كان يعاملها الجميع كأنها تمشي بساقيها و ليست و كأنها على كرسي مدولب حسب توجيهات سارة.. فقد طلبت منهم أن يتوقفون عن معاملتها بطريقة خاصة حتى تشعر بأنها طبيعية و حتى ينمو لديها حس الاستقلالية..
توجه كل منهم لوجهته و صعد عبد الرحمن إلى غرفة ابنه ليجده يقف بشرفة غرفته يستمع لإحدى المقطوعات الموسيقية العالمية التى دائما ما يستمع إليها عندما يريد أن يهدئ أعصابه..
اقترب منه دون أن يشعر و نظر حيث كان عاصم مثبتا أنظاره فوجده ينظر إلى مقصورة سارة سارحا في ملكوت آخر.. فربت على كتفه فانتبه له عاصم..
عاصمبعد أن انتبه و الټفت لوالده ابوي.. انت چيت مېته
عبد الرحمن چيت من شوي بس انت اللي كانك مانتش معانا على الأرض الليلة ديو نظر لمكان ما كان تائها منذ قليل.
عاصماتجه لداخل الغرفة حتى يهرب من تلميح والده ماتواخذنيش يابوي بس ماسمعتكش.. كنت سرحان في مشكلة في الشغل بس.
عبد الرحمنبمكر مشكلة في الشغل برضيك.. ماشي بس كانها مشكله عويصة جوي.
عاصمدون أن يشعر هي من چيهة عويصة.. فهي عويصة جويثم تراجع سريعا بس.. بس ماتخافش على ولدك يابوي.. اني افوت في الحديد.
عبد الرحمنبثقة و دعم عارف يا ولدي عارف.. ربنا يجويك.. و على العموم اني موچود برضيك لو احتاچت تتحدت معايا ولا تاخد رأيي في مشكلتك..
عاصماقترب و قبل كف والده طبعا يابوي.. دة انت الخير و البركة هو اني اسوى حاچة من غيرك.
عبد الرحمن ربنا يخليك يا ولدي.. المهم اني چايلك عشان اتحدت معاك في حاچة أكده.
عاصمتنهد بتعب فهو يعلم ما هو مقبل عليه عارف يابوي.. عارف.. اكيد عمي حامد كلمك في اللي حصل النهاردة.
عبد الرحمن سيبك من اللي جاله عمك ولا مراته ولا حتى اللي جالوه امك و هدى..