دوائي الضرير
هدى بصحبة والدها و قطعا حديثهم.. و اتجهت فورا إلى فراش سارة...
عبد الرحمن إصباح الخير يا چماعة.. ايه ده آسر انت چيت.. حمد الله علي السلامة يا ولدي.
آسر الله يسلمك يا حاج عبد الرحمن.
هدىبقلق ايه يا جماعة هي لسة ما صحيتش
عاصم انا هاروح انادي ع الدكتور.
تركهم و ذهب ثم عاد مع الطبيب..
الطبيببعد الفحص لا عال عال.. كله تمام..
الطبيب اه بقت كويسة خالص.. و هانطمن اكتر بعد ما نعملها شوية تحاليل كمان بكرة الصبح عشان نعرف تأثير العلاج وصل لفين.
هدى طيب هي مافاقتش ليه لحد دلوقتي دي بقالها يوم كامل غايية عننا.
الطبيب لا دي مسألة وقت بس.. كلها ساعة بالكتير و تفوق و لو مافقتش انا هاجي افوقها.. عن اذنكم.
ظلو ينتظرون استيقاظها بفارغ الصبر و كان أسر يجلس بجانبها و يحتضنها و يحادثها و ينتظرها تفيق..
سارة اممممم.. اااااه.
آسر سارة.. سارة حبيبتي.. انتي سمعاني.. سارة ردي عليا يا قلبي.
سارةبصوت واهن ميه.. عطشانة.
هدى حاضر يا حبيبتي.. اديها مية يا ماما.
هنية حاضر.
عاصمو هو يضرب جرس الاستدعاء لا استني.. انى هنادي ع الدكتور الاول.
هنية صح يا ضاكتور.. يعني هي بقت زينة دلوجت
الطبيب ايوة يا حاجة.. بقت زينة و زي الفل كمان..
سارةبوهن و ضعف ميه.. اشرب... ميه.
عاصم طيب ينفع تشرب.. من ساعة ما صحيت و هي عايزة تشرب.. قولت أسألك الاول.
الطبيب اه طبعا عادي تشرب و لو جعانة كمان ممكن تاكل عادي جدا.
الطبيب مش قبل بكرة الصبح.. عبال ما نطمن على التحاليل و حالتها تستقر.
تركهم معها و ظل الجميع بجانبها طوال اليوم.. كانت تفيق و تنام حتى استقرت حالتها في أول الليل و بدأت تفيق و تتحدث معهم بوعي أكثر...
آسر كدة يا سارة.. كدة تخضيني عليكي بالمنظر دة..
سارة حقك عليا يا حبيبي... صدقني مش قصدي اكيد.. ماتزعلش مني.
عبد الرحمن صحيح.. ازاي ماتصلتيش بهدى ولا بعاصم ولا بيا انى حتى.
سارة صدقوني انا مش عارفة اصلا ايه اللي حصل انا كنت نايمة عادي جدا و صحيت فجأة على ألم بشع في رجلي.. حاولت اتجاهله بس ماعرفتش... ماقدرتش.
هنية يا كبدي يا بنتي... كل دة كان فيكي و احنا ولا دريانين..
سارة يعني كنتو هاتحسو بيا ازاي بس يا ماما هنية.. الحمد لله على كل شيء.. حصل خير.
انتهت زيارتهم بخير و اتجه عبد الرحمن و هنية و هدى إلى المنزل بعد أن أصر آسر على ذلك.. فهو معتاد على مرافقة شقيقته بالمشفى منذ وقت الحاډث.. أما عاصم فلم يقدر ان يترك المشفى و يترك قلبه معها.. فظل معهما بحجة أن آسر غريب و ضيف في بلدتهم و يجب على عاصم ان يرافقه حتى يساعدها إن إحتاج لشئ.
و بالطبع لم يكن هذا هو السبب الحقيقي.. فهو لم ليكن يستطع أن يعود للمنزل بدونها..
انقضت أيامهم في المشفى و خرجت سارة إلى سرايا عبد الرحمن مرة أخرى بصعوبة.. فقد كان آسر مصرا على أخذ شقيقته و الرحيل من هذا المنزل و لكنها استطاعت أن تقنعه بضرورة وجودها و عدم رحيلها الآن..
الفصل الثاني عشر...
لم يقبل عاصم بأن تترك سارة المشفى قبل أن يتم شفاؤها بالكامل.. فلم يكن ليغامر بإحتمالية انتكاستها و مرضها مرة أخرى.. فقد تأكد من شفائها تماما من طبيبها المتابع لحالتها قبل أن تخرج من المشفى الذي ظلت به خمسة أيام صعاب طوال
وصل الجميع إلى السرايا و دخلوا معا و كانت سارة مستندة على ذراع آسر و خلفهما عاصم و معه والدته وسط فرحة عارمة بعودة سارة إليهم بسلام و وسط الزغاريد التي أطلقتها فاطمة دون انقطاع فرحة بعودتها...
فاطمةو هي تطلق زغاريد الفرح ألف حمد الله على سلامتك يا ست سارة.
سارةو هي تستند إلى ذراع شقيقها الله يسلمك يا فطوم.. بس ايه كل الزغاريد دي.. هو فرح
فاطمةبسعادة ده احسن من 100 فرح.. هي دخلتك علينا تاني بالسلامة دي جليلة ولا ايه.
عبد الرحمن خلاص بجى يا بت يا فاطنة.. روحي ياللا حضرولنا العشا انتي و البنات بسرعة..
فاطمة من عنيا يابا الحاچ.. احلى وكل النهاردة عشان رچوع الست سارة.. و النبي يا ست سارة من يوم ما تعبتي ما حد داج الزاد.. اه والله.
سارة ربنا يخليكو ليا يا فطوم يا قمر انتي.
اتجه الجميع بعد وقت يسير إلى غرفة الطعام ليتناولون وجبة العشاء في جو مرح قد عاد إليهم بعد غياب لمدة خمسة ايام قضتهم سارة في المشفى.
و بعد قليل كان قد اجتمع الجميع في غرفة الصالون يتناولون المشروبات و الفاكهة.. فوضع آسر كوبه على المنضدة الصغيرة ثم سأل شقيقته..
آسر يعني برضه مش هاترجعي معايا يا سارة
سارة يا حبيبي انا بجد مش عارفة انت قلقان اوي كدة ليه
آسرپغضب مكبوت لا ماهو ماليش حق أقلق الحقيقة.. دول يادوب 5 ايام في المستشفى و خضة و ړعب وقفو قلبي عليكي بس.. بسيطة يعني.
سارةو هي تضحك ههههههههه.. حبيبي خلاص بقى انسى.. حصل خير.. و بعدين يعني ايه احتمالية أن تعبان يقرصني تاني.. مستحيل طبعا..
عاصمسريعا و كأن الكلمة خرجت دون إرادته أو رغبته بعد الشړ عنيكي..
ثم تدارك نفسه بعد أن نظر له الجميع بنظرات استفهام أو شكجصدي يعني.. أن شاء الله دة مش هيحصل تاني..
عبد الرحمن اكيد ماحدش فينا هايسمح للي حصل ده أنه يتكرر تاني.
آسر انا مش بشكك فيكم يا حاج عبد الرحمن لا سمح الله.. اللي حصل دة اصلا كان قضاء و قدر و كمان كان ڠصب عننا كلنا.. انا بس قلقان على سارة.
سارة ماتبطل قلقك اللي مالوش لازمة دة بقى يا أخي.
آسربإصرار
و شبه ڠضب قلقي دلوقتي مابقاش له لازمة يا سارة.. امال امتى هيبقى ليه لازمة.. ها... استنى يحصل ايه اكتر من كدة عشان أقلق..
استشعرت سارة جدية قلقه و خوفه عليها من نبرة صوته العڼيفة.. فأمسكت بكف يده رغما عنه و قالت بنبرة حانية مقدرة لمشاعره..
سارة آسر.. انت بتزعق ليه كدة.. خلاص حقك عليا ماكنتش اقصد اضايقك أو اقلقك عليا.. انا بس.. مش عايزاك تشغل بالك عليا...
آسر و هو انا عندي اغلى منك اشغل بالي بيه.
هنية خلاص بجى ربنا ما يجيب جلج.. و عموما خلاص سارة اصلا ماهتسيبش السرايا واصل..
آسر قصد حضرتك ايه
هنية جصدي أن احنا نضفنا لسارة اوضة فوج اهنه في السرايا عشان تجعد فيها.. و بعد أكده مافيش نوم في العربية تاني.
سارة لا يا ماما هنية مش للدرجة دي.
هنية عاجولك ايه دة كلام ابوكي الحاچ عبده و كلام عاصم.. اتحدتي معاهم انتي لو تعرفي.. اني مالياش صالح عاد.
سارة يا حاج عبده احنا مش متفقين و اتكلمنا في الموضوع دة لما جيت هنا اول مرة...
عبد الرحمن ايوة حصل.. بس الحديت دة كان جبل ما يحصل اللي حصل.
سارة بس انتو عارفين أن السرايا هنا ما شاء الله كبيرة... و هيبقى صعب عليا اني احفظها.. كمان حاجتي كلها في الكراڤان هيبقى صعب انقلها.
عاصم اولا بالنسبة لحاچتك اني خليت البنات ينجلوها للأوضة فعلا و رصوهالك في الدولاب كمان..
ثانيا بجى لو على وسع السرايا أنى هاخلي اي بت من اللي شغالين أهنه في السرايا ولا حتى البت فاطمة ترافجك زي ضلك لحد ما تتعودي ع السرايا..
ها جولتي ايه.. عنديكي حچچ تاني احب اعرفها يعني.
سارةبحرج انا مش عارفة اقولكم ايه يا جماعة.. بس انا كدة هاتعبكم اوي.
عاصم تعبك راحة.. و بعدين مايچيش حاچة چنب تعبك انتي معانا و مع هدى.
هدى خلاص بقى يا سارة وافقي عشان خاطري انا.. و بعدين انا اخترت لك الاوضة اللي جنبي بالظبط.
سارة اممممم.. كدة ضمنت ان عيني مش هاتغمض لحظة.
هدى اخس عليكي يا سارة يعني انا رغاية
سارةبضحك ههههههههه و انا أقدر اقول كدة برضه..
آسر لو وافقتي يا سارة انا هاسافر و اسيبك و انا مطمن عليك.. ها قولتي ايه
سارةتنهدت بامتنان لكل ذلك الحب من الجميع اعتقد اني ماقدرش اقف قدام جبهة الأغلبية القوية دي خصوصا ان ماليش حجة فعلا.. خلاص اللي تشوفوه.
عبد الرحمن ايوة أكده.. شاطرة و بتسمعي الكلام.
آسرو هو يقف ممسكا بيد سارة طيب خلاص انا هاسافر انا بقى دلوقتي طالما اطمنت عليكي.
سارة ليه يا آسر ماتخليك معايا يومين كمان.
آسر معلش يا حبيبتي مش هاقدر صدقيني.. انا اصلا لما جيت ماكنتش واخد إجازة.. دة انا سيبت البريمة الجديدة بتتدق و جريت على الهليكوبتر.. و المدير بتاعي لما عرف الظروف سمحلي بكام يوم كدة بس لحد ما اطمن عليكي.. و أصلا عاصم عرف يلاقيلي تذكرة على طيارة النهاردة بالعافية.
سارةو هي تحتضنه ماشي يا حبيبي.. توصل بالسلامة.
قام آسر بمصافحة الجميع و عندما اقترب ليصافح هدى.. ضغط على يدها بخفة و همس بكلمة واحدة..
آسر هاشوفك قريب.
عقدت هدى حاجبيها بتعجب و هي تفكر فيما يعنيه.. و لكنه قبل أن يخرج...
آسر عاصم ممكن توصلني لبرة.
عاصم اه طبعا اتفضل..
خرجا معا و تركا الباقي يتسامرون.. وقف آسر قبل أن يركب السيارة التى ستوصله للمطار و نظر لعاصم..
آسر عاصم.. انا طبعا مش عايز أوصيك تاني على سارة.. عارف ان اللي حصل دة كان ڠصب عن الكل... بس ارجوك.. انت عندك اخت و اكيد مقدر اللي انا كنت حاسس بيه.
عاصمبخزي عارف و مقدر و الله يا آسر و انا اصلا اول ما عرفت اخدتها على المستشفى.. صدقني عملت معاها زي ما كنت هاعمل مع هدى لو كانت مكانها و يمكن اكتر كمان.
آسر و انا متأكد من كدة.. و بمناسبة هدى.. كنت عايز اكلمك في موضوع كدة بخصوصها.
عاصمعقد حاجبيه بتساؤل موضوع ايه دة اللي يخص هدى اختي.
آسر هو المفروض أن سارة كانت هاتكلمكم فيه الاسبوع اللي فات لكن للاسف بقى اللي حصل دة بوظ كل حاجة.
عاصم انا مش فاهم حاجة.. ياريت تتكلم بصراحة.. موضوع ايه اللي انت هاتكلمني فيه و يخص هدى
آسر بصراحة كدة و من غير مقدمات انا عايز اطلب ايد الآنسة هدى