دوائي الضرير
دة من ساعة ما كان هنا المرة اللي فاتت.
يعني شافك على الكرسي و برضه ماهموش.. مش هاقولك إن آسر حبك و عشقك.. بس كمان هو مبسوط و مرتاح ليكي اوي.. و انا متأكدة انه لما الموضوع يوصل بينكم لحب آسر هايحبك بكل حالاتك.. هايحبك على الكرسي و هايحبك لما وقفتي.. هايحبك بالعكاز و هايفضل يحبك لما تقفي على رجليكي.
حبيبتي انتي مش ناقصك حاجة عشان تستكتري على نفسك انك تحبي و تفرحي..
سارة بصي مش عشان آسر يبقى اخويا انا هاشكرلك فيه يا هدى.. بس اوعي اوعي ابدا تقارني بين آسر و بين خطيبك الاولاني دة.. عارفة ليه
هدىخرجت من حضنها و سألتها بأمل ليه
هدى ايه
سارةابتسمت لها بحب فضل يزن عليا افاتحكم في الموضوع عشان يفضل جنبك و يساعدك في ازمتك لحد ما تعديها.. عشان يساعدك و يشجعك و يفضل معاكي... مش مثلا قالي لما تخف ابقى أتقدم لها لا.. آسر عايز يشاركك كل حاجة في حياتك.. الۏحش اللي فيها قبل الحلو.. آسر شاريكي اوي اوي.. يارب نفهم..
سارة مش عارفة بالظبط بس هاقولك تخميني يعني.
هدى قولي.
سارة آسر بقاله مدة موضوع الجواز دة مونون في دماغه.. بس ماكنش قابل حد مناسب مع ان في بنات كتير اوي في دايرة علاقاتنا بس ما اتشدش لأي واحدة فيهم.
و لسبب لا يعلمه الا الله انشد ليكي انتي.. انتي و بس.. و بعدين لما يبقى يحصل قبول و نصيب ابقي اسأليه و هو أكيد هابجاوبك بدل حيرتك دي.
سارة بس عموما انا عايزاكي تفكري كويس اوي.. فكري بعقلك يا هدى.. عقلك الاول و الاهم دلوقتي.
هدى معاكي حق عشان قلبي ماكنش اختياره صح.
سارة لا مش قصدي.. انا اقصد ان مافيش بينك و بين آسر الحب لسة اللي يخليكي توافقي عليه.. يبقى نحسبها بالعقل..
هدى ېخرب بيت التواضع يا شيخة.
سارةضحكت بمرح هههه.. شكرا شكرا لا داعي للتصفيق.. ياللا انا هاسيبك تفكري براحتك طول الليل بقى و اقوم انام.. ما انا اكيد مش هاسهر اعد النجوم زيك..
سارة لا يا حبيبتي انتي هاتفكري في العريس اللي متقدملك.. و اللي انا حاسة كدة انك هاتوافقي عليه.. و انا اصلا مش هاشوف النجوم عشان اعدها..
و بعدين القرار دة بالذات ما ينفعش حد ياخده معاكي.. لازم انتي اللي تقرري و لوحدك.. ماشي يا حبيبتي.
تنهدت هدى بحيرة لاحظتها سارة و لكنها لم تعلق..
سارة ياللا تصبحي على خير بقى.
هدى هاتعرفي تروحي اوضتك ولا اجي اوصلك
سارةبغرور مصطنع امال انتي فاكرة ايه يا بنتي.. دة انا ماحدش يتوقعني... لا ياختي شكرا.. ما انتي ورتيهالي قبل ما نيجي هنا.. اشوفك بكرة..
بس بقولك ايه ابقى شقري عليا كدة كمان نص ساعة ولا حاجة احسن اروح انام في البلكونة ولا في المطبخ..
ضحكت هدى من بين حيرتها ثم خرجت سارة لتتركها في دوامة أفكارها لتتجه إلى غرفتها أو على الأقل لتحاول..
خرجت سارة و عدت الخطوات التي احصتها قبلا مع هدى فوجدت بابا مغلقا طرقت عليه أولا حتى تتأكد أنه ليس لغرفة أحد و عندما لم تجد رد.. فتحته و دخلت..
شعرت بتيار هواء قوي فظنت أن باب الشرفة مازال مفتوحا..
حاولت أن تتحرك بحذر حتى تحدد إتجاه التيار لتعلم مكان الشرفة فلم تعرف.. فقد كان الهواء قويا و يأتي من كل الاتجاهات..
سارة ايه دة و انا هاعرف مكان البلكونة ازاي بقى دلوقتي دة الهوا جاي من كل حتة.
ظلت تتحرك بروية و هدوء حتى قاطع حركتها صوته المتفاجئ بوجودها.. كان عاصم..
فعاصم لم يشعر برغبة في النوم بسبب فرحته بعودة سارة إلي المنزل بسلام و مرور تلك الأزمة بخير و انها اخيرا سوف تنام معه تحت سقف واحد.. فإتجه إلى ذلك الجانب من الدور العلوي الذي خصصه لنفسه..
فقد ترك جزءا من الدور العلوي مفتوح بلا أي حوائط حتى ينعم فيه بشمس الصعيد الدافئة شتاءا و نسماته الباردة صيفا..
ظل يحمد ربه على سلامة حبيبته و هو يفكر في حاله معها و هو يمني نفسه بقربها.. حتى سمع باب ذلك المكان الخاص يفتح و تدخل منه معذبة فؤاده.. لم يصدق نفسه أن الله قد سمع دعائه بتلك السرعة و أحضرها إليه.. فوقف متفاجئا مبتسما...
عاصم سارة.. انتي بتعملي ايه هنا
سارة عاصم... انا اسفة.. هو انا دخلت اوضتك ولا ايه.. اسفة بس شكلي اتلخبطت.. انا هاخرج..
عاصم استني استني.. دي مش اوضتي.
سارة امال اوضتي انا طيب بتعمل ايه هنا
عاصم يا ستي ولا اوضتك..
سارة أمال ايه.. يكونش اوضة الحاج عبده و انا مش واخدة بالي.
عاصمضحك بخفوت ههههههههه.. لا برضه.. دة السطح.
سارة سطح ايه ازاي و انا ماطلعتش سلالم..
عاصم لا ماهو مش سطح اوي يعنى.. دة زي ما تقولي كده الروف.
سارة ازاي بس.. انا خرجت من عند هدى و عديت بابها و مشيت 6 خطوات لقيت الباب دة..
عاصم اكيد عديتي غلط.. تعالي.. تعالي اقعدي و انا اقولك..
اقترب منها و امسك بيدها حتى يساعدها تجلس على أحد المقاعد الوثيرة المريحة ثم جلس بجانبها..
سارةبعد أن جلست و bean bag كمان.. لا صارف و مكلف و الصرف باين الحقيقة.
عاصم هو انتي ماتعرفيش تكملي جملة من غير تريقة ابدا..
سارةو هي تضحك ههههههههه.. لا.. المهم قولي ايه الاوضة دي بقى
عاصم يعني هو انتي مش حاسة بالهوا دة كله عشان تقولي اوضة.
سارة هو انت لازم كدة تنظر عليا و خلاص.. ماتقول يا عم و تخلصنا..
عاصم حاضر
يا ستي.. دة جزء من الدور التاني ماقفلتهوش اوض زي الباقي.. احنا عملنا 6 اوض و الحتة دي ماقفلتهاش.. مساحتها حوالي اوضتين مثلا.. سقفتها بس و سببتها زي ڤرندا كدة.
سارة ايه سقفتها دي.. و هي تصفق بيديها سقفتها ولا قصدك سقفت لها
عاصمبرخامة ياااه على خفة دمك.
سارة مش فاهمة بجد.. يعني ايه سقفتها
عاصم سقفتها يعني عملت لها سقف بس.. و فرشتها بكام كرسي و ترابيزة و قاعدة عربي.. بتبقى حلوة اوي بالليل في الصيف و الجو فيها بيبقى تحفة.
سارة فكرة هايلة.. دي فكرتك زي تكعيبة العنب كدة
عاصم لا التكعيبة دي مش فكرتي.. دي كانت قاعدة جدي الله يرحمه المفضلة.. ماكنش يحب غيرها.. انا بس باخد بالي منها..
لما الجنايني هنا اهملها بعد ما جدي ماټ لقيت ابويا زعل اوي.. فوعدته اني هارجعها زي الاول و احسن.. و بقيت أتابعها بنفسي.
سارة اممممم.. طيب و هنا.
عاصم لا هنا دة بقى بتاعي انا.. كله.. من كام سنة كدة قبل ما جدي ېموت قرر أن الاوض هنا مش كفاية و لازم اوض كفاية للاحفاد و للضيوف لو حد زارنا..
فاداني انا المهمة دي.. هديت البيت القديم كله.. كان من طين اصلا و حاجة بدائية خالص.. و عملت البيت دة على تصميمي انا..
وقفت على ايد العمال في كل حاجة.. عملت تحت 3 اوض.. منهم اللي هدي كانت قاعدة فيها.
سارة و التانيين.
عاصم دول للبنات اللي بيشتغلو و بينامو هنا مش بيروحو.. و لما بنيت الدور التاني خصصت الحتة دي مفتوحة عشان أنا بحب الأماكن المفتوحة.. بس و دي كانت قصة الڤراندا.. بكرة بقى احكيلك حكاية المطبخ الامريكاني.
سارةو هي تضحك ههههههههه.. ماشي يا سيدي متشكرين على المعلومات القيمة عن نشأة بيت المنياوية.
عاصم مافيش فايدة.. لازم تتريقي.
سارة على فكرة انا مش بتريق.. بس انت اللي دمك تقيل النهاردة و مش عايز تضحك.. هو بصراحة مش النهاردة بس دة من ساعة ما كنت في المستشفى.. صح
عاصمبإرتباك ليه بتقولي كدة.. لا خالص.. عادي يعني.
سارة لا مش عادي.. انا من ساعة ما فوقت و انت تقريبا ماتكلمتش معايا كلمتين على بعض.. ممكن أسألك ليه
ظل ينظر إلى وجهها الجميل و لم يرد.. فماذا يمكن أن يخبرها.. هل يقول بأن لسانه عجز أمام خوف قلبه عليها.. هل يقول أنه كان يشكر ربه سرا على سلامتها حتى أنه لم يقدر أن يقطع حمده لربه بالحديث مع أي شخص حتى لو كان هي.. ففضل الصمت.
صمته أشعرها أنه لن يتحدث بما يجيش في قلبه و تشعر هي به.. شعرت باليأس فتنهدت بثقل و قالت..
سارة هو سؤالي صعب اوي كدة.
عاصموقف ليستند إلي السور و هو يقول بأسف أصعب مما تتخيلي.
سارةوقفت و تتبعت صوته لتقترب منه ليه يا عاصم.. ليه صعب.. صدقني مش صعب ابدا.
صمته لمرة أخرى جعل اليأس يتملك منها.. ابتلعت غصة مريرة بحلقها..
سارة واضح اني دخلت المكان دة غلط.. شكلي كدة ماليش مكان هنا.. عن إذنك.
لم تكن تقصد المكان بل كانت تقصد قلبه التي تراه مغلقا أمامها من كل الإتجاهات.. و لكنه لم يقدر أن يدعها تذهب و هو يرى الحزن يرمح بحرية على وجهها.. فقبل أن ترحل وجدته يمسك بيدها حتى لا تتركه و سألها..
عاصم عايزة تعرفي ايه يا سارة.. عايزة تعرفي ليه ماكنتش بتكلم معاكي طول ما انتي في المستشفى.. عايزة تعرفي ماكنتش بعرف اضحك ليه من ساعة ما تعبتي.
سارةدارت برأسها لتواجهه ليه يا عاصم.. ريحني و قول لي ليه.
عاصماعتدل و وقف قبالتها و بنبرة يظهر بها العڈاب و الخۏف عشان تعبك وجعني.. قلبي كان هايقف يا سارة.. قلبي كان موجوع عليكي.. كنت حاسس إن روحي بتخرج من جسمي و بتوجعني و انا شايف حالتك دي.
سارةو أصابتها دهشة عظيمة عاصم انت.....
عاصمقاطعها سيبيني أكمل.. مش انتي عايزة تعرفي كل حاجة.. اسمعيني بقى للآخر.
لما فاطمة دخلت علينا تصرخ و تقول انك مابترديش عليها حسيت إن اتشليت.. حسيت إن نفسي اتحبس جوة صدري و قلبي وقف.. جريت مش عارف ازاي و دخلت عليكي قبلهم كلهم.. لقيت العرق مغرقك.. وشك احمر من السخونة اللي كانت عندك..
برغم أن كل الأعراض دي أعراض برد... يعني حاجة بسيطة.. لكن قلبي ماكنش مطمن.. كنت حاسس اني خاېف و قلقان ز يمكن