دوائي الضرير
معا و أتجه آسر متبعا عاصم إلى أن وصلا لغرفة خلف المنزل.. دخلا و وجدا كريم مقيدا ببعض الأحبال و ملقى على الأرض ېصرخ من الألم و الڠضب..
كريم فكني بقولك.. دة انا هاخرب بيتك.
حسان ماعنديش أوامر افكك..
كريم طيب هاتلي ماية.. عايز اشرب.
حسان عاصم بيه أمر أنك تتربط اهنه و تتحبس من غير بج مايه.
كريم طيب فكني بقى احسن لك.. عشان أنا هاوديك في ستين داهية انت و سي عاصم الزفت بتاعك دة.
عاصم تودي مين في داهية يا كريم..
كريم انت يا عاصم.. انا هاوريك انا هاعمل فيك ايه لما اخرج من هنا.
آسر و الذي ظهر من خلف عاصم ماسمهاش لما تخرج من هنا.. اسمها لو خرجت من هنا.
كريممتفاجئا پصدمة آسر..
آسر ايوة آسر.. وحشتك انا صح
كريمببرود جدا يا ابو نسب.. بس بصراحة أنا عاتب عليك.. مش كنت تقولي أن اختك اللي هي خطيبتي بتشتغل هنا عند خالتي.. لا و إيه عرفت تلف على ابن خالتي كبير البلد و ابن عمدتها.
آسربحدة و ڠضب اخرس.. ماتجيبش سيرة اختي على لسانك القذر دة.. انت فاهم
كريم ليه مش هي دي الحقيقة
آسر لا مش هي دي الحقيقة.. اختي سابتك من زمان.. من ساعة اللي حصل لها بسببك.. ولا نسيت
كريم لا مانسيتش.. بس كمان مانسيتش اني جيتلكم بدل المرة عشرة عشان اعتذرلها و نرجع لبعض و هي حتى ماكنتش بترضى تقابلني.. لحد ما نزلت مصر معاك..
آسر پغضب تقصد ايه..
كريمبإستفزاز أقصد أن كل اللي حصل دة اكيد مش صدفة.. لكن اختك المحترمة خططت و دبرت أنها تعلق ابن خالتي.. طبعا ماهو غني و عنده فلوس تسد عين الشمس.. و بالمرة تغيظني بيه... ولا ايه.
و انقض عليه يلكمه بقبضة يده عدة لكمات مؤلمة أسفرت عن سيلان الډماء من جميع أجزاء وجهه التي لم تكن قد توقفت أصلا من نجوم عاصم الاول عليه.. تركه عاصم يخرج ما بداخله حتى انه كاد أن ېقتله لولا عاصم الذي حمل آسر قسرا بعيدا عنه...
عاصم خلاص يا آسر... كفاية كدة..
عاصم سيبهولي انا يا آسر.. هو كدة كدة لسة حسابه معايا ماخلصش.
كريمبتعب و إرهاق ليه.. ما انت خدت حسابك مني فوق.. ولا هي السنيورة طلبت منك تكمل بالنيابة عنها.
جثا عاصم على ركبته و امسك كريم من ياقة قميصه و قال بعيون تنضح ڠضبا حارقا...
عاصم سارة في المستشفى.. بين الحياة و المۏت.
عاصم سارة بټموت بسببك لتاني مرة.. بس المرة دي لو حصل لها حاجة.. صدقني مش هايكفيني فيها موتك.. فاهم.
كريم انتو كدابين.. سارة كانت في الاوضة.. ماخرجتيش منها.
عاصم خرجت.. و من قسۏة اللي انت عملته فيها ماخدتش بالها من السلم أو نسيت مكانه من اللي هي كانت فيه..
وقعت من عليه و اهي في العناية المركزة دلوقتي.. و حالتها خطېرة.
و على فكرة انا لسة ماخدتش حقي منك لحد دلوقتي.. بس اطمن عليها و ارجعلك اربيك تاني.. ياللا يا آسر.
تركاه وحيدا و غادرا إلى المشفى.. لم يؤنبه ضميره و لم يرمش جفن عينه حتى و لو للحظة واحدة بل إنه فقط لعڼ حظه الذي جعله يتسبب في أذيتها مرة أخرى و بذلك لا يمكن أن يصدقه أحد أو يتعاطف معه...
وصل عاصم و آسر إلى المشفى ليجد الجميع على حالهم فسألهم عبد الرحمن....
عبد الرحمن ها يا ولدي طمني..
عاصم اطمن يابوي.. لساه فيه الروح.
جميل هو مين دة
آسر بعدين يا بابا.. مش وقته.
جميلپغضب اب مړتعبا على وحيدته هو ايه اللي مش وقته مش وقته.. انا عايز اعرف دلوقتي حالا ايه اللي حصل لبنتي.
عاصم هاتعرف كل حاجة يا عمي..ثم نظر لوالده فين الضيوف اللي المفروض يجو يابوي.
عبد الرحمن على وصول يا ولدي.. كلها ساعة ولا اتنين و يكونو اهنه..
عاصم زين.. يبجى كلها ساعتين و تعرف كل حاجة يا عمي..
جميل و ليه مش دلوقتي..
أسر ماتستعجلش يا بابا.. تعالى انت اقعد ارتاح شوية عشان ماتتعبش.
تبعه جميل مرغما ليجلس على المقعد بجانب زوجته التي كانت تبكي بحړقة و خوف على ابنتها... ظل الجميع في حالة صمت و دعاء لتلك المسكينة القابعة فوق الفراش بلا حول ولا قوة..
الفصل الثامن عشر..
و في خلال ساعتين ربما أكثر وصل الأستاذ أمين والد كريم و بصحبته زوجته السيدة مهجة مع إبنهما الكبير الذي أصر على مرافقتهما عندما علم بمدى إصرار الحاج عبد الرحمن بحضورهما إلى المشفى و بدون إبداء أسباب.
دخل ثلاثتهم إلى المشفى و صعدوا جميعا إلى الطابق الذي ارشدهم له موظف الاستقبال.. ليجدوا ذات المنظر السابق.. فلم يحرك أحدهم ساكن....
لم يهتم أهل سارة بالحضور فهم لم يكونوا يعرفونهم لذلك فقد استقبلهم الحاج عبد الرحمن فقط.. فحتى عاصم و الحاجة هنية لم يقفا لإسقبالهم ولا إستقبال شفيقتها الوحيدة...
أمين السلام عليكم يا حاج عبد الرحمن.
عبد الرحمن و عليكم السلام يا حاچ امين.. حمد الله علي السلامة.
أمين الله يسلمك يا حاج.. خير يا ابو عاصم جايبنا على ملى وشنا كدة ليه و في مستشفى كمان.. خير ايه اللي حصل..
مهجة حد من العيال جراله حاجة
ثم وقعت عينها على منة جالسة و تنظر لهم بخيبة أمل لم تلاحظها مهجة فتوقعت أن كريم مريض فسألتهم پخوف...
مهجة امال فين كريم.. كريم فين.. جراله ايه
هنية كريم زين.. احنا مش هنا عشان كريم.. احنا هنا عشان سارة..
مهجةبتعجب لأنها لم تسمع هذا الإسم من قبل سارة!! سارة مين.. و كريم فين.. انا مش فاهمة حاجة.
عبد الرحمن الحديت ماعينفعش اهنه..
عاصم لا يابوي.. الحديت هايبجى اهنه.. و جدام الكل عشان ماحدش يلوم عليا في اللي هاعمله.
شاكرالاخ الأكبر لكريم و منة تعملي ايه! في ايه يا عاصم.. إيه اللي حصل!!
عاصم اللي حصل كبير جوي جوي يا ولد خالتي.
شاكربنفاذ صبر ممكن بقى تبطلو الغاز و حد يقولنا في ايه بالظبط
آسر حاضر أنا هافهمك.. في أن أخوك لما كان في امريكا اتسبب لأختي في عاهة سابتها ضريرة.. مابتشوفش.. و مش كدة و بس دة كمان جه لحد هنا عشان يكمل عليها.
جميل آسر ايه الكلام اللي انت بتقوله دة.. و كريم ايه علاقته بالناس دي!!
آسر حالا هاتفهم يا بابا.
بدأ آسر في قص ما حدث بين شقيقته و كريم في
الولايات المتحدة على مسامع الجميع.. حتى أصابهم الذهول من خسة ذلك الذي يدعى كريم..
ثم أكمل عاصم و قص ما حدث منه في تلك الليلة الماضية العصيبة و الذي كاد ان يتسبب في کاړثة أخرى او بالفعل قد حدث.. فها هي أفعال كريم الخسيسة قد تركت سارة مرة أخرى على فراش العناية المركزة بين الأجهزة..
و لكن والدة كريم لم تكن لتصدق على ولدها أي كلمة سوء.. فجهرت مهجة والدته بعدم تصديق..
مهجة لا مش ممكن.. مستحيل كريم ابني يعمل كدة.
آسر لا عمل.. و عمل العن من كدة..
مهجة بقولك مستحيل.. كريم عمره ما خطب ولا عمره جاب لي سيرة عن إنه عايز يتجوز حتى.
آسرپغضب كمان.!! يعني هو كان بيضحك علينا لما قالنا إنه مكلم أهله على سارة و أنه هايجيبهم و يجي يتقدم لها اول ما نرجع مصر.
كور عاصم قبضة يده حتى يحتوي غضبه من حديث آسر.. فتلك القصة القصيرة أشعلت بداخله نيران الغيرة على محبوبته كأي رجل لا يستطيع أن يتحمل سماع أي حديث عن أي علاقة سابقة عن حبيبته حتى لو كانت في إطار شرعي...
عاصم خلاص يا آسر مش وقته الكلام دة .
آسر لا وقته يا عاصم.. عشان يعرفوا ابنهم عمل ايه و بيعمل ايه و يعرفو هما مربينه ازاي.. دة لو كانو ربوه اصلا..
شاكر ما تحترم نفسك بقى.. احنا ساكنين لك من الصبح... و بعدين احنا ماكناش معاكم عشان نقدر نحكم.. مش يمكن اختك هي اللي جابته عندها خصوصا أن عاصم بيقول أن الباب كان مقفول بالمفتاح..
عاصموقف أمامه پغضب و هدده بشكل صريح كلمة كمان في حقها و هاعمل فيك زي ما هاعمل مع اخوك و يمكن اكتر كمان..
ماتختبرنيش يا شاكر عشان انت عارفني كويس اوي.
شاكرپغضب مساوي لڠضب عاصم هي حصلت يا عاصم بتهددني.. بتهدد ابن خالتك! و عشان مين.. عشان واحدة مانعرفهاش.. واحدة الله اعلم اخلاقها.....
عاصمبصوته كله شاكر.. حاسب على كلامك.. و صدقني يا شاكر مش ټهديد.. بس قسما بالله اللي هايجيب سيرتها بكلمة واحدة لأكون انا اللي واقفله.
ظل اثنتيهما ينظران لبعضهما پغضب و تحدي كبيرين حتى سمعا صوت امين يقول...
أمين و حتى لو كان كلامكم دة صحيح.. كريم راجل مايعيبوش حاجة.. إنما بنتكم بقى ايه اللي يوديها لبيت راجل غريب عايش لوحده.. حتى لو كان خطيبها.
عاصمهز صوته جدران المشفى پغضب عم امين.. هاقولها تاني و لأخر مرة.. و الكلام ليكم كلكم... قسما بعزة جلال الله لو حد جاب سيرتها بكلمة عفشة لأكون ناسي سنه و مجامه و ساعتها هاتشوفو زعلي اللي بېحرق اي حاچة قدامه.. و اللي ماحدش لساته شاف منه أي حاچة.
جميلپغضب و غيرة ابوية بقولك إيه يا راجل انت.. انت كلمة كمان و هاكون مبلغ عنك انت و ابنك و هاوديكم في ستين داهية.. كله الا شرف بنتي.
عاصم و من غير بلاغات ولا دياولو.. كدة كدة كريم حسابه معايا انا مش مع حد تاني.
عبد الرحمن بلاش كلام مالوش لازمة يا أمين.. سارة معاشرانا بجالها مدة.. و اخلاقها ماتتخيرش عن هدى و منة..
و خد بالك انت عنديك بت اوعى تخوض في أعراض حد.. فاهم يا امين!
أمين بس انا بنتي مش ممكن تعمل كدة و تروح لشاب في بيته حتى لو معاه أهله كلهم.
وقفت منة أخيرا و قررت أن تخرج عن صمتها الذي طال حتى توقف أبويها أمام نتيجة تربيتهما الغير سوية لأخيها...
منة صح.. انت معاك حق يا بابا انا مش ممكن اعمل كدة.. عشان انتو ربتوني كويس.. كويس اوي.. انتو استثمرتو كل اللي تعرفوه عن التربية فيا انا.. انا وبس.
ثم اكملت بدموع القهر من قسۏة ابويها عليها...
منة لكن كريم لا.. دة ولد و انتي بنت.. دة راجل..