الأربعاء 27 نوفمبر 2024

دوائي الضرير

انت في الصفحة 43 من 123 صفحات

موقع أيام نيوز

حضرتك بتشتغل مهندس برضه
آسر و حضرتك كمان في إيه يا هدى بتكلميني كدة ليه
عاصم مالك يا هدى 
هدى مافيش يا عاصم.
عاصم هدى.. لو مضايقة من حاجة ماينفعش تسكتي كدة.. لازم تتكلمي.. إيه اللي مزعلك
هدىدمعت عيناها بشهقات حزينة مافيش يا عاصم.
عاصممحتضنا اياها مالك طيب بټعيطي ليه
هدى خاېفة على سارة اوي.
آسر خاېفة ليه على سارة.. الحمد لله بقت كويسة و الدكاترة طمنونا عليها.. و أصلا منعو عنها البنج عشان تبتدي تفوق.. مالك بقى
نظرت له هدى بعيونها الدامعة و لم تنطق.. فلاحظ الحزن و الألم فيهما فطلب من عاصم بعشم نسيب يشتاق لخطيبته..
آسر ممكن يا عاصم اخد هدى خطيبتي حبيبتي و ننزل نقعد في الكافيتيريا بتاعة المستشفى شوية.
عاصمبمرح حتى يمتص حزن هدى خطيبتك و حبيبتي كمان
آسربنفس مرحه آه يا عم.. عندك مانع
عاصم لا يا عم.. ربنا ما يجعلنا من قطاعين الارزاق.. روحو يا سيدي براحتكم.
هدى بس أنا مش عايزة انزل.
آسر نعم ياختي بقولك إيه... ماتخلينيش اخرج عن شعوري و اسمعي الكلام احسنلك.
عاصمرفع حاجبيه بدهشة عاتهددها جدامي اياك
آسرتراجع بمرح مش قصدي يا عصوم.. ما انت شايف اهو.. و بعدين إيه مش عايزة تنزل معايا دي.. بعض انا ولا ايه
عاصم خلاص خلاص بطل زن.. اسمعي الكلام و انزلي مع خطيبك ياللا يا هدى.
هدى بس يا عاصم....
عاصممقاطعا إيه.. هاتعصي امري ولا إيه عاد انتي كمان
هدىبخجل لا عاش ولا كان اللي يعصى اوامرك يا اخويا.
عاصم طيب ياللا انزلو اشربو حاچة و وكلها يا آسر احسن مابجتش تاكل زين.. ولا انت بخيل ولا إيه.. جول لنا من دلوج.
آسر لا يا سيدي مش بخيل.. هأكلها و هاجيبلك انت كمان اكل..
عاصم لا يا سيدي كتر خيرك.. ماعوزش اكل اني.. بس وكلها هي عشان اكلها ماعچبنيش اليومين دول..
آسر حاضر يا سيدي.. هازغطهالك كمان.
عاصم طيب ياللا بجى و ماتعوجوش.
ذهبت هدى بصحبة آسر رغما عنها.. فبرغم انها تريد ان تتحدث معه و لكن بعد ما حدث لم يتثنى لهما ان يتحدثا سويا سوى لدقائق قليلة بحديث عام ليس حديث خاص بين حبيبين..
فلم ترى آسر حبيبها الذي كان يتحدث معها عبر الهاتف لساعات طوال.. و لكنها وجدت آسر الاخ الذي ېموت خوفا على شقيقته..
قدرت هي ذلك للغاية و لكن تغيره هذا أخافها كثيرا من رد فعله على ما حدث.. هل سيتركها كرد على أفعال قريبها... ام انه سيفصل بين كريم و بين علاقته بها..
أما عاصم.. 
فقد قرر ان يستغل تلك الفرصة على أكمل وجه.. فقد فاض به الشوق ليرى محبوبته.. جماله النائم التي اصبح يراها خلسة بدون علم الممرضات و دون علم آسر أيضا..
انتهز فرصة غياب آسر و هدى و دخل اليها..
دخل و اغلق الباب خلفه.. احتوتها عيناه العاشقة الخائڤة.. اتجه إليها و تجولت نظراته حول وجهها الشاحب.. يديها الرقيقتين اللتين تنغرز بهما اشواك إبر المحلول المغذي.. جسدها الذي أصيب بالهزل و الضعف بسبب ما هي به.. كل علامات المړض التي غلفتها قد آلمته بشدة...
اقترب من فراشها و جلس على ذلك الكرسي بجانبها امسك بيدها برقة متناهية... قبله بحب عميق.. تنهد بحړقة ثم نظر لها...
عاصم سارة.. عاملة إيه يا روحي مش بقيتي احسن مش عايز اقولك وحشتيني تاني عشان ماتزهقيش مني.. انا عارف اني بقيت اقولهالك كتير... بس.. بس طيب و انا اعمل إيه... ما انتي وحشتيني فعلا..
كل حاجة فيكي وحشتني.. صوتك.. ضحكتك.. كلامك حتى لو مش ليا.. وحشتني اوي قعدتنا في الروف.. كلك على بعضك وحشتيني.
صمت لبرهة و كأنه ينتظر ردها ثم أردف...
عاصم طيب مازهقتيش انتي من النومة دي يعني ينفع كدة تكوني انتي نايمة كل دة و حرماني انا من الراحة.. 
حبيبك دة مش صعبان عليكي خالص.. قومي يا سارة عشان ارتاح.. انا تعبان من غيرك اوي.. تعبان اوي يا سارة و محتاجلك تبقي كويسة عشان انا كمان ابقى كويس.. اصحي بقى يا سارة.. اصحي بقى.
ثم احتضنت شفتيه يدها مرة أخرى و لم تتركها.. اغمض عينيه بتعب و خوف عاشق.. و هو يوزع قبلاته فوق كفها كفراشات الربيع..
حتى سمعها تأن بتعب.. فنظر لها ليجد بؤبؤي عينيها يتحركان تحت جفنيها فنهض بسرعة لكي يقترب منها بلهفة...
عاصم سارة.. سارة حبيبتي انتي سمعاني سارة قولي اي حاجة.. انا عاصم يا روحي.. ردي عليا عشان خاطر عاصم حبيبك.
فتحت عينيها ببطء و وهن شديدين....
عاصم سارة.. سارة حبيبتي انتي فوقتي 
سارةبصوت يكاد يصل لأذنيه من شدة وهنها عاصم
عاصممقبلا يدها و جبهتها بفرحة ايوة يا قلب عاصم.. انا عاصم يا روحي.
سارةابتسمت بضعف انت عاصم..
عاصم ايوة يا روحي انا عاصم..ثم امسك بيدها و وضعها على وجهه حتى تتحسس ملامحه مثلما فعلت قبل ذلك بصي اهو حتي شوفي.
و لكنها كانت ضعيفة للغاية.. فأغمضت جفنيها مرة أخرى و ذهبت في سباتها العميق.. أصيب قلبه باليأس ثانية فجلس على الكرسي ثم وضع رأسه على للفراش بتعب و هو يقول...
عاصم فوقي بقى يا سارة.. انا تعبت... والله تعبت.
و ظل على حاله حتى انه غفا بجانبها...
أما آسر و هدي...
فبعد ان تركا عاصم و اتجها معا لمقصف المشفى.. جلسا معا الى إحدى الطاولات المنزوية في جانب خاص...
آسر ها يا قمر.. هاتاخدي إيه بقى
هدىبصوت حزين مش عايزة حاجة.
آسر لا لازم تاخدي ولا انتي فاكراني بخيل زي ما اخوكي قال
هدىزفرت بملل خلاص.. هات اي حاجة.
آسر لا اطلبي اللي انتي عايزاه.
هدىقالت بإنفعال ملحوظ يووووه ما قولتلك اي حاجة.
آسرمحاولا التحكم في غضبه حتى يصل لسبب حالتها هدى.. انا مقدر حالتك النفسية دي بسبب الظروف اللي أحنا فيها.. بس مش لدرجة انك تزعقيلي ولا تعلي صوتك عليا.
هدىتراجعت بخجل انا اسفة مش قصدي.
آسرعاد لهدوئه مستغفرا هدى.. انا مقدر والله خۏفك على سارة.. بس دي أختي انا.. يعني لو اللي انتي فيه دة فعلا بسبب سارة و تعبها فالأولى ان انا اللي اكون مڼهار كدة و انتي اللي تحاولي تهوني عليا و تهديني مش العكس.. ولا انتي شايفة إيه
لم ترد و لكنها انفرطت في بكاء حزين و مرير... فقام آسر و جلس بجانبها و أمسك بيدها و قال بحنان..
آسر بهدوء و عياطك دة بيأكدلي ان الموضوع مش مجرد قلق على سارة.. الموضوع اكبر من كدة.. في إيه يا هدى.. احكيلي يا حبيبي.
هدىنظرت له بعيونها الدامعة صحيح يا آسر.. انا صحيح حبيبتك.
آسر طبعا حبيبتي و روحي و عمري كله.. ليه بتقولي كدة
هدى يعني انت مش هاتسيبني
آسرتعجب بشدة اسيبك.. ليه
هدى عشان اللي
حصل لسارة يعني.
آسر و علاقتنا مالها و مال اللي حصل لسارة.. أصلا انتي مالك و مال اللي حصل لسارة
هدى عشان يعني حصل في بيتنا و اللي عمل كدة يبقى ابن خالتي.
آسر سريعا و پغضب دة مش ابن خالتك دة ابن ستين كل.. و مبدأيا كدة انتي تنسي العيلة دي كلها باللي فيها.. لا خالتك ولا جوزها ولا ولادها و خصوصا الحيوان دة اللي اسمه كريم..
هدى حتى منة
آسرتراجع بهدوء لا بلاش منة.. البنت مارضيتش تروح مع اهلها غير لما تطمن على سارة.. و مستعدة تشهد في النيابة لو الموضوع وصل لكدة.. انا أصلا مش عارف منة الرقيقة المحترمة دي تبقى اخت الحيوان دة ازاي
هدىبنبرة غريبة حلوة منة صح
آسربعفوية و بدون قصد حلوة الحقيقة..
هدىاعتدلت و عقد ذراعيها پغضب طيب.
آسر و قد لاحظ اخيرا غيرتها إيه دة انتي غيرانة ولا ايه
هدىسألته پخوف هو انا من حقي اغير
آسر هو انتي بتحبيني
صمتت و زاد الخۏف على محياها.. فماذا يجب ان تقول.. هل تقول انها تحبه إذا فلما الخۏف.. و ان قالت لا فماذا تفعل معه الان.. فسألها هو مرة أخرى...
آسر بتحبيني يا هدى
هدى المهم تكون انت اللي بتحبني.
آسر قصدك إيه.. طبعا انا بحبك.. 
هدى حتى بعد اللي حصل
آسر انا مش فاهم هو انتي ليه رابطة نفسك باللي حصل.. اتكلمي يا هدى و قولي كل اللي جواكي بصراحة و من غير خوف..
هدى اصل.. بصراحة انت من ساعة ما جيت و انت بعيد عني.. مش بتكلمني ولا بتقعد معايا.. أحنا كنا بنتكلم اكتر من كدة بكتير في التليفون..
عارفة انك قلقان و خاېف على سارة.. انا كمان والله العظيم خاېفة عليها و بدعيلها ان ربنا يشفيها و يقومها بالسلامة.. 
بس.. بس...
آسر بس إيه.. كملي ماتخافيش.
هدى بصراحة خاېفة تاخدني بذنب كريم و اللي عمله و تسيبني.. 
آسر إيه الهبل دة.. طبعا لا.. انتي مالك أصلا.. و بعدين لو هاخاف من حد و اخد منه موقف ناخد موقف من عاصم اخوكي مثلا..
هدى عاصم.. و عاصم ماله.
آسر عاصم راجل و قريب كريم.. ويعني يمكن يعمل زيه..
هدةسريعا لا.. لا والله عاصم عمره ما كان كدة ابدا... صدقني يا آسر .
آسر عارف.. و عشان عارف انا مافكرتش كدة.. انا ابويا رباني على ان الحسنة بتخص و السيئة كمان بتخص..
مش من العدل اني اضيع علاقتي بيكي و حبي اللي اول مرة احس بيه عشان واحد للأسف طلع قريبك.. 
مش هانكر اني زعلان على سارة لدرجة اني كنت هاقتل الزفت دة لولا عاصم حاشني عنه كذا مرة..
بس كمان بحبك.. و سارة قوية و انا عمري ما هاسيبها الا لما تكون كويسة.. بس و انتي جنبي..
ماتفتكريش اني قوي و جامد و بتاع.. لا.. انا كل دة مستنيكي تيجي تقويني.. تققي جنبي و تديني طاقة عشان اقدر أكمل مع سارة.. مستنيكي تبقي جنبي يا هدى..
ها بقى.. بتحبيني ولا ايه
خجلت و اكتفت يهز راسها ايجابا و لكنه لم يكتفي بذلك...
آسر لا عايز اسمعها.
هدىبخجل ايوة بحبك..
آسر يبقى من حقك تغيري عليا زي ما انا كمان بحبك و يغير عليكي.. بس مش من منة يعني.. دي عيلة صغيرة.
هدى و لو.. ماتقولش على واحدة تانية انها حلوة غيري..
آسرابتسم بحب انا عيني مابقتش تشوف بنات غيرك أصلا..
مر بعض الوقت أيضا.. و في أحد الأيام...
كان قد مر على خروج سارة من العناية المركزة حوالي 10 أيام... اجتمعت العائلتين بالمشفى كعادتهم كل صباح.. حتى يطمئنو على سارة.. 
و كان الطبيب معهم بداخل الغرفة يقوم بالكشف على سارة حتى يفيقها.. كانت عائلتها تقف بجانب فراشها و عائلة الحاج عبد الرحمن بجانبهم.. فقد كانت هنية تقف بجوار سعاد و عبد الرحمن يربت على كتف جميل و هما يتمتمان بالدعاء... و هدى فقد كانت تقف بجانب آسر و تمسك بيده خلسة عن اعين والدها حتى تدعمه..
أما عاصم..
فقد كان يقف بجوار الباب.. فهو لم يقدر ان يقترب اكثر من ذلك..و لكن عينه كانت تتابعها بترقب و يده تطحن عصاه الابانوس بلا
42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 123 صفحات