دوائي الضرير
هي هديت كدة معاه هو بالذات.
آسر بابا.. من غير لف و دوران.. أكيد اللي حصل دة خلاك تعرف ان عاصم بيحب سارة.
جميل يا سلام و دة مبرر يعني
إبتسم آسر على نبرة الغيرة التي تغلف حديث جميل على إبنته الوحيدة.. برغم أنه لم يكن يغار عليها من كريم.. ربما لانه لم يشعر بكريم كزوج مناسب لإبنته.. او لأنه لم يرى كريم ولا سارة بالقرب من بعضهما كما
و لكن آسر فقدقرر معرفة السبب الحقيقي خلف إنفعال والده الذي يراه زائد عن الحد الطبيعي...
آسر يعني حضرتك شايف ان كون عاصم بيحب سارة دة مش مبرر كافي انه لما يلاقيها في حالة إنهيار و محتجاله أو محتاجة انها تهدى و تحس بالأمان.. كل دة مش مبرر في نظرك
آسرزفر بتعب من غيرة والده على سارة الزائدة بابا.. انت عايز إيه دلوقتي
جميل عايز اعرف كل حاجة عن الموضوع دة كله.. من اوله لأخره.
آسر حاضر ياسيدي.
و جلس القرفصاء إستعدادا ليقص على والده كل ما يعلم عن علاقة عاصم بشقيقته...
فضل معانا لحد ما خرجت.. و انا شخصيا ماكنتش مقتنع بحجة انه فاضي و ماوراهوش حاجة فقاعد يتسلى معانا او انه كان خاېف احسن نحتاج حاجة و أحنا غرب عن البلد و مانعرفش فيها حد.
جميل و ماقتنعتش ليه مع ان كلامه منطقي و عادي جدا.
جميل تنهد بإقتناع ماشي.. و بعدين.
آسرمردفا لما كلمت عاصم في موضوع هدى ساعتها قبل ما ارجع القاهرة.. لقيته بيفاتحني في نفس الموضوع على سارة.
و لما سألته عن رأيها قالي انه أصلا ماكلمهاش ولا فاتحها في الموضوع دة خالص.
جميل ليه هو كان بيلمح لها بحاجة
آسر أبدا.. عمره ما لمح لها بأي حاجة.. بالعكس دة طول الوقت كان في خناق معاها بسبب و من غير سبب.
جميل اومال هي عرفت منين او توقعت ازاي يعني و علاقتهم زفت اوي كدة.
آسر بابا.. كلمة ازيك برغم بساطتها بس لو خرجت من القلب بتدخل القلب على طول حتى لو الظاهر غير اللي في القلب.. هو انا اللي هاقولك الكلام دة يا چيمي برضه.
آسر بس خلاص.. لما قولتله اني هافاتح حضرتك و ماما في الموضوع رفض..
جميل و ليه
آسر قالي انه لو اتكلم دلوقتي هانعمل كل حاجة مع بعض.. خطوبة و كتب كتاب و كله.. رفض و قال ان سارة اميرته و يومها لازم يبقى ليها لوحدها مايشاركهاش فيه حد ولا حتى اخته و اخوها.
جميلتعجب من قوة حب عاصم لإبنته ياااه.. قد كدة بيحبها
آسر و اكتر يا بابا.. عاصم بيحب سارة جدا.
جميل طيب و هي.. بتحبه
آسرابتسم مطمئنا لقلق أبيه ايوة يا بابا.. سارة كمان بتحبه.
جميل اكتر ما كانت بتحب كريم الزفت.
آسر ايوة.. او اقدر اقولك انها أصلا ماحبتش كريم.. كريم كان بالنسبة لها شخص كويس ظاهريا و ماكنش عندها مانع تديله فرصة.. لكن للأسف طلع حتى مايستاهلش الفرصة دي.. لكن سارة بتحب عاصم..
صمت جميل بتفكير في ما يقول آسر.. فعاصم بالفعل رجلا لا يختلف عليه اثنين.. من حيث النسب و المال الأخلاق و الرجولة.. و حتى الشكل..
حسنا فمرض البهاق يظهر على وجهه بشكل لايمكن التغاضي عنه.. و لكننا لا نقيم البشر من مظاهرهم..
فالمظاهر غالبا ما تكون خادعة..
فها هو كريم بوسامته و تعليمه العالي و حسبه و نسبه و قد خرج منه ما لا يمكن ان يخرج من احقر الناس.. فالمظاهر ليست دائما صادقة.
و سارة تحبه.. صغيرته تحب.. ستتركه و تترك .. لن تركض إليه طلبا للأمان ولا النصيحة.. فقد أصبح لها مأمن غيره.. فقال بغيرة...
جميلبعناد مزيف و لو.. برضه كدة.
آسرضحك بشدة انت بتغير عليها ولا إيه يا چيمي!!
جميل بعصبية طفيفة ماتقوليش چيمي دي تاني فاهم و آه بغير عليها.. دي بنتي الوحيدة.. ماعنديش غيرها.. ازاي يجي واحد غريب كدة ياخدها مني بالسهولة دي..
آسر ما انت خدت سعاد من ابوها و كنت غريب عنها.. ولا حلال ليك و حرام عليه
جميل تعرف تخرسثم قال بحب و حنان و تيجي بيتي غريبة... ضيفة تقعد كام ساعة و تمشي.
آسرمربتا على ساقه إيه يا بابا دة كله و بعدين ماهي كانت هاتتجوز الزفت كريم و ماعملتش دة كله.
جميل كريم برغم كل المميزات اللي كانت فيه إلا إن أمك عمرها ما ارتاحتله ابدا.. و انا بثق في إحساس سعاد جدا.. و كنت مستني اليوم اللي هايتحقق كلامها و يسيبو بعض.
ثم تنهد بحزن لتلك الذكرى المؤلمة..
جميل و حصل و سابو بعض.. بس و سارة خسرانة عنيها.
آسرابتسم بتفاؤل لوالده و اهي عينها رجعت لها و معاها
قلب راجل مش بس هايشيلها في عنيه لا دة على اتم استعداد انه يديها عينيه عن طيب خاطر كمان.
جميل بس ماكلمنيش في حاجة لحد دلوقتي يعني..
آسر و هو أحنا كنا في ايه ولا في ايه يا بابا بس.. دة يادوب سارة ابتدت تفوق اهي.. و عموما انا واثق اننا مش هانعمل كتب كتابي انا و هدى الا لما يكون عاصم و سارة مخطوبين.
جميل ربنا يقدم اللي فيه الخير.. ياللا هاسيبك انا عشان تكمل نوم.
غمزه بمرح و أكمل..
جميل بس ياريت تنجز عشان هانصحى بدري و هاتسوق كتير... ماشي
آسرمقبلا رأس والده ربنا يخليك لينا يا بابا و مايحرمناش منك ابدا.
جميل و يطمني عليك انت و اختك يارب.
ذهب جميل إلى النوم و آسر لمهاتفة هدى مرة أخرى.. ثم تقابل الجميع في صباح اليوم التالي امام المشفى حتى يتجهوا في رحلة سفرهم الى القاهرة.. حضر آسر بصحبة والده بسيارته و وصل عاصم مع هدى بسيارته الرانج روفر التي تتناسب مع رحلة سفر طويلة و حتى تكون مريحة أيضا..
آسر انا هاطلع اجيبهم و اجيب الشنط و اجي.
عاصم لا استنى و انت تشيل الشنط ليه.. في حد هنا مخصوص لكدة..
آسر يا عم عاصم مش مستاهلة... دة هما شنطتين و بعدين انا متعود على كدة.
عاصم كدة اللي هو إيه بقى إن شاء الله.. انك تشيل شنط.
آسر و اكتر من كدة لو الحكاية تخص اختي يا حضرة العمدة.. ها.. هاتيجي معايا يا هدى..
هدى آه طبعا.. ممكن يا عاصم
عاصم براحتك..
جميل طيب ياللا عشان نلحق نسافر بدري بقى.. و انت مش هاتطلع معانا يا عاصم..
عاصم لا يا عمي مالوش لزوم.. ولا انتو محتاجين حاجة..
جميل هو احنا لازم نكون محتاجين حاجة عشان تطلع معانا.. و بعدين أحنا ممكن نتأخر هاتفضل واقف كدة مستنينا.. مايصحش.
عاصم لا يا عمي عادي.. و انا أصلا هاعمل كام تليفون شغل كدة عبال ماتنزلو.. ماتشغلش بالك بيا.
جميل اللي يريحك يابني.. عن اذنك.. ياللا ياولاد.
غاب الثلاث عنه لمدة نصف ساعة تقريبا قضي معظمها في عمل بعض المكالمات الوهمية حتى يشغل باله عنها.. و لكن هيهات.. فحبها بقلبه مثل خيوط العنكبوت تلتف حوله و تحكم قبضتها عليه.. تأفف بملل ليس لتأخيرهم فهو برغم شوقه اليها لم يكن يريد ان يراها..
و لكن تأففه كان بسبب إستحواذها على تفكيره و عقله بالكامل... فنهر نفسه قائلا...
عاصملنفسه إيه يابني انت شغل النحنحة دة.. ماتنشف شوية كدة بقى.. أنساها زي ما قلت.. ولا مش عارف.. طلع الموضوع مش سهل.. صح
استحمل بقى نتيجة انك تسيب لقلبك الحبل على الغارب.. اهو لف الحبل حوالين رقبتك لحد ما هايخنقك.
ثم لاحظ قدومهم معا فترجل من سيارته حتى يستقبلهم...
أما سارة فقد سألت هدى عليه بمجرد ما دخلت الغرفة فقصت هدى عليها ما حدث.. مما زاد ڠضبها و حنقها منه و عليه....
جميل معلش يا عاصم يابني اتأخرنا عليك...
عاصم لا يا عمي ولا يهمك.
سعاد اصل سارة ضغطها وطي فجأة فالدكتور كان ببظبطهولها.
عاصمبلهفة حاول مدراتها إيه.. ليه.. الف سلامة عليكي.. طيب نرجع نطمن عليها الاول..
جميل لا مافيش داعي هي خلاص بقت كويسة و نازلة مع هدى و آسر ورانا اهم..
و بالفعل نظروا للخلف ليجدوهم قادمين نحوهم.. كانت عيناه تتفحصها بقلق حتى يطمئن انها بالفعل بخير.. أما هي فما ان وقعت عينها عليه حتى رفعت حاجبيها و جحظت عيناها مما رأت..
بالفعل قد رأته مرتين فقط و لكن ملامحه حفرت في ذاكرتها بجلبابه الصعيدي و فوقه عبائته التي تزيده هيبة و وسامة.
و لكن تلك كانت اول مرة تراه في ملابس شبابية.. بنطال من الچينز الازرق الغامق.. عليه قميص اسود لم يستطع قفل ازراره كاملة نظرا لبروز عضلات صدره.. فجعلت منه بطل إحدى الروايات الرومانسية التي تكرهها سارة بشدة نظرا لخيالها الكبير المنافي للواقع تماما من وجها نظرها.
فتحدثت في آذن هدى كعادتهما في الفترة الاخيرة..
سارة ېخرب بيت اخوكي..
هدى إيه يا بنتي دة ما تحترمي نفسك.
سارة دة الجلابية و العباية كانو مداريين بلاوي.
هدى عارفة لو سمعك هايعمل فيكي ايه
سارة ولا يقدر يعمل حاجة..
هدى يا سلام.. يبقى لسة ماتعرفيش عاصم.
سارة لا يا حبيبتي انتي اللي لسة ماتعرفينيش.. عاصم معاكم حاجة و معايا انا حاجة تانية خالص.. و دلوقتي اوريكي.. المهم انتي تعملي اللي اتفقنا عليه..
جميلمن بعيد ما ياللا يا بنات بقى الوقت هايروح.
سارة جينا يا بابا اهو.. صباح الخير يا عاصم.
عاصم صباح النور.. حمد الله على سلامتك.
سارة الله يسلمك.
جميل ياللا يا سارة اركبي جنب مامتك.. ياللا يا ولاد عشان نتحرك.
هدى عمو ممكن سارة تركب معايا انا و عاصم.
جميل ليه يا هدى.. مافيش داعي ماحنا مسافرين مع بعض.
هدى لا يا عمو بس حضرتك ماعندكش فكرة السفر مع عاصم ممل قد إيه.. من اول ما نركب لحد ما ينزل.. رجله على البنزين ايده على الدركسيون و التانية على الشباك
و عينه على الطريق و لسانه بيبقى حاطه في التابلوه..
ضحك الجميع بمرح على تلك الطفلة الجميلة..
عاصم مندهشا و غاضبا بتقولي إيه يا بتاعة انتي..
هدى سريعا إيه دة.. عاصم انت هنا..
عاصم لا هناك يا خفة.
هدى لجميل و