دوائي الضرير
النبي يا اونكل تديهاني عشان لو قتلني بعد اللي انا قولته دة يبقى في شاهد على الچريمة.
سعادضاحكة خلاص بقى يا جميل و بعدين ماهما كدة كدة هايجو معانا البيت عشان نتغدى مع بعض.
عاصم لا مافيش داعي..
جميل هو إيه دة اللي مافيش داعي..
آسر يابني أحنا مش بخلا والله.
عاصم يا عم مش قصدي والله... بس انتو هاتكونو راجعين من سفر و محتاجين ترتاحو..
جميل و مش معقولة يعني تبقو في القاهرة و تتغدو في مطعم مثلا.. مايصحش.. خلاص يا سارة روحي مع صاحبتك.
سارةابتسمت بمكر لنجاح خطتها الثانية حاضر يا بابا.
و اتجه كل منهم لسيارته.. ركب آسر امام عجلة القيادة و بجانبه والده و والدته بالخلف.. أما عند سيارة عاصم.. وقف الثلاثة حائرين..
هدى مين فينا هاتركب قدام و مين هاتركب ورا
عاصم نعم يااختي.. اي حاجة خلصونا.
سارةرفعت حاجبيها بمكر ماشي.. هاركب انا قدام..
عاصمسريعا لا..تراجع بتوتر قصدي يعني اركبي ورا عشان ماتدوخيش من القاعدة قدام و كدة..
سارة مش بدوخ.. انا أدوخ بس..
نظر لها عاصم بغيظ بعد أن فهم مغزى حديثها و لم يعقب... و لكن نظرات التحدي بينهما لم تعلن الهدنة قط...
عاصم نعم ياختي.. ليه بقى.. و هو انا السواق الخصوصي بتاعكم اللي باعتهولك ابوكي العمدة ولا إيه..
هدى ما انت عارف اني مش بحب اركب قدام و بتعب كمان خصوصا لو طريق طويل زي كدة... و إحنا اصلا راكبين مع بعض عشان نسلي بعض.. فنركب جنب بعض أو سارة جنبك احسن.. ها قولت ايه
عاصمبغيظ من ذلك الموقف المعقد خلاص.. اركبو ورا انتو الاتنين و خلصونا..
و بدأت الرحلة إلى القاهرة..
كانت الفتاتان تتبادلان اطراف الحديث و المزاح طوال الطريق.. و لكن سارة و التي ركبت خلف عاصم مباشرة حتى تظل تتأمل ملامحه بالمرآة لم تدع له هو الفرصة ليتأملها بدوره.. فكل مرة يريد ان تأملها او حتى ينظر لها يزيح نظراته فور ان تلتقي بعينيها..
ظل الكر و الفر بينهما حتى اتته مكالمة من آسر...
عاصم ايوة يا آسر في حاجة..
آسر بقولك إيه هو مافيش ريست قريب..
عاصم لا في.. ليه عايز بنزين ولا ايه
آسر لا بس سارة أصلها مافطرتش و عندها معاد علاج دلوقتي فماما بتقول انها لازم تاكل حاجة الاول..
آسر نوصل له امتى.
عاصم نص ساعة بالكتير.
آسر طيب تمام.. ماتنساش تقف هناك بقى.. سلام.
هدىبعد ان اغلق الهاتف ايه يا عاصم في حاجة ولا ايه
عاصم لا دة آسر كان بيسألني على ريست عشان يفطرو.
هدى ااه.. طيب فين..
عاصم نص ساعة و نوصل .
و بالفعل ترجل الجميع من سيارته بعد قرابة النصف ساعة امام إحدى الاستراحات التي توجد في ذلك الطريق الصحراوي للمسافرين..
دخلو جميعا و جلسو معا على طاولة كبيرة و طلبو ما يريدون و جلسو يتسامرون بمرح...
آسر بس إيه يا عاصم سواقتك دي.. طيارة و ثابت على الطريق ولا كأنك شوماخر يا جدع.
عاصم انا اصلي بحب السواقة و العربيات اوي..
آسر لا ماهو باين.. بس امتى بقى و ازاي
عاصم و انا في الجامعة.. كنا نروح انا و زمايلي لأي طرق فاضي ولا مدينة جديدة لسة متسفلتة جديد و نعمل بقى اللي أحنا عايزينه.. خمسات و تمانيات و كله.. كانت الفلوس اللي بكسبها من الشركة بتاعتي كلها رايحة على العربيات و تصليحها.
سعاد هو انت خريج إيه يا عاصم..
عاصم computer science من الجامعة الامريكية.
سعاد بجد و كنت بتشتغل و انت بتدرس
عاصم ايوة بس مش عند حد... عملت انا و واحد صاحبي شركة برمجة صغيرة كدة و أحنا في سنة تانية.. بس بعد ما اتخرجنا هو سافر المانيا يكمل دراسة و شغل هناك..
فابويا اشترى نصيبه و كتبه بإسم هدى.. فبقيت هي شريكتي.. بس انا اللي بديرها عشان مجالها بعيد عن دراسة هدى اللي هي فنون جميلة.. بس.
جميل ربنا يباركلك يابني و يوفقك..
عاصم تعيش يا عمي.
هدى الحكاية ماخلصتش هنا.. عاصم عشان طموح اوي قدر انه يكبر الشركة و خلاها مش شركة برمجة لا دخل بيها مجال الاستيراد و التصدير و بقت شركة كبير اوي.
جميل ما شاء الله.. ربنا يباركله و يوفقه.
سارة واضح انك شخص ناجح يا عاصم و عارف انت عايز ايه بالظبط.
عاصم متشكرين يا دكتورة.
فهم هو مقصدها و
نظرت له بغيظ لم تكلف نفسها في ان تداريه و رفعت حاجبها پغضب قابله هو بتجاهل و لامبالاة و كاد ان يتسبب لها في جلطة.. فهمست لهدى...
سارة هاقتله صدقيني هاقتلهولك.. خليه يتعدل بدل ما اقتلهولك.
هدىضحكت بخفوت عملك ايه بس ما الراجل قاعد ساكت اهو.
سارة ماهو اللي غايظني انه قاعد ساكت.. لا و كله كوم و حكاية دكتورة اللي طالعلي فيها جديد دي كوم تاني.
هدىابتسمت رغما عنها بيحترمك يا بنتي.
سارة بيحترمني ولا عايز ينقطني.. بقول ايه صحيح.. انتو عملتو ايه في الكرسي بتاعك
هدىبدهشة الكرسي ابو عجل موجود.. عايزاه ليه
سارة شكل اخوكي هايقعدني عليه قريب بعد ما يشلني.. اففففففففففف.
هنا و لم تستطع هدى كبح ضحكتها.. فتعالت قهقتها بشدة حتى الټفت لها الجميع و سألها آسر...
آسر ايه يا هدى بتضحكي اوي كدة ليه
سارة ردت هي لأن هدى لم تستطع الرد بسبب ضحكها لا ابدا اصلها افتكرت حاجة كدة ضحكتها.
آسر طيب ايه ما تضحكينا معاكي.
ايضا لم ترد من فرط ضحكها... ثم بعد قليل أتى الطعام و شرع الجميع في الأكل بين حرب النظرات التي اشتعلت بين سارة و عاصم و تجاهله...
عاصم انتي هاتاكلي يا هدى
هدى مش عارفة.
عاصم طيب ماتتقليش.
جميل ايه يابني ماتسيبها تاكل براحتها.
عاصم معلش يا عمي هدى اصلها بيجيلها دوار حركة و احنا طريقنا لسة طويل.. خاېف تتعب في السكة.
هدى خلاص هاشرب العصير بس.
آسر عصير بس انتي فطرتي طيب
هدى لا.
آسر لا يبقى لازم تفطري.
هدى هاكل حاجة صغيرة بس عشان مش عايزة اتعب.
و بالفعل اكملو فطورهم و قامت سعاد بإعطاء سارة علاجها و انطلقو مستأنفين رحلتهم..
عادت هدى و سارة الى مزاحهم و حديثهم الذي لا ينتهي و كانت عيون سارة لا تفارق المرآة الامامية للسيارة لكي تشبع نظرها من عاصم قبل ان يتركها..
و بعد قليل شعرت هدى بأنها ليست بخير.. فطلبت من عاصم التوقف...
هدى عاصم.. اقف على جنب بسرعة.
سارة باهتمام ايه يا هدى مالك في ايه
عاصمبعتاب لطيف قولتلك هاتتعبي.
نزل عاصم من سيارته بعد ان اوقفها ليساعد شقيقته على النزول و خلفها سارة التي تفاجئت بهدى تتقيء كل ما في جوفها بقوة...
توقفت ايضا سيارة آسر الذي تفاجئ و تعجب من وقوفهم ليجد هدى تتقيء بشدة فركض نحوهم بلهفة..
آسر ايه ده في ايه مالها هدى
سارة مش عارفة.. فجأة كدة قالت لعاصم يقف و من ساعة ما نزلت عمالة ترجع.
عاصم بعتاب قولتلك ماتاكليش حاجة يا هدى.. اديكي تعبتي اهو.
سارة طيب انا هاروح العربية اجيبلها ماية..
سعادو هي تقترب منهم ايه يا ولاد مالها هدى
آسر تعبانة شوية يا ماما.
سعاد اختك فين
آسر راحت العربية تجيبلها ماية... ها يا هدى بقيتي احسن
هدى بتعب و هي تستند على ذراع عاصم اه.. احسن.
عاصم طيب تعالي علي العربية ياللا.
و قابلهم جميل و هو يقترب من سيارة عاصم...
جميل يابني نطلع على اي مستشفى احسن عشان نطمن عليها.
عاصم مافيش داعي.. هي بس بتتعب من السفر عشان كدة مابتاكلش حاجة قبل السفر..
آسر بمزاحه المعتاد ايه ده انا شكلي اتضحك عليا يا سارة.. انا راجل بحب السفر و الفسح.. ماينفعش الكلام دة.
سارة شكلك كدة.
عاصم احنا فيها يا اخويا اخدها و نرجع بلدنا.
آسر ترجع فين دة بعينك.. دة انا اجيبلها طيارة مخصوص.
سارة سيدي يا سيدي.. الله يسهلك يا ست هدى.. خطيبك هايجيبلك طيارة..
سعاد عقبال يا حبيبتي ما تلاقي اللي يجيبلك طيارة انتي كمان.
سارة و عيونها على عاصم و الله انا راضية بعجلة و ياخدني وراه كمان.. بس يجي.
جميل شوف البت.. عيب كدة.
سعاد ههههه.. ربنا يسعدك يا حبيبتي.. ها يا هدى بقيتي احسن
هدى اه يا طنط تمام.
جميل طيب ياللا يا سعاد نستنى آسر في العربية.
ذهبا جميل و زوجته الى السيارة.. و اقترب آسر من هدى و أمسك بيدها ليطمأن عليها فنهره عاصم بمزاح..
عاصم ايه يا عم انت.. انا واقف يعني..
آسر و واقف ليه يعني ما كلك نظر.
عاصم وحياة خالتك
آسرلهدى عاجبك كدة
سارة ماتسيبه يا عاصم يطمن على خطيبته.. ولا انت فاكر كل الناس قلبها حجر زيك
فهم ثلاثتهم مقصدها كل بطريقته الخاصة... فهدى فهمت انها تناغش قلبه الذي يملؤه حبها.. و آسر فهم و شعر بشئ ما مختلف و ليس على ما يرام بينهما..
أما عاصم فلم يعمل عقله بل نغزه قلبه عندما شعر بالحالة التي وصلت اليها و تلك الفكرة التي أخذتها عنه بأن قلبه قاسې و وصفته بالحجر.. فلو تعلم فقط بأنه كان بالفعل حجر و لكنه لان لها و من أجلها فقط..
لم يستطع رفض طلبها في أن تبتعد معه بضعة دقائق حتى يطمئن آسر على خطيبته.. و وقفت معه بعيدا عن السيارة بخطوات قليلة.. حل الصمت بينهما حتى لم تحتمل فسألته..
سارة عامل ايه يا عاصم
عاصم كويس يا دكتورة.
سارة تاني دكتورة... هو مش احنا كنا اصحاب و شيلنا الألقاب.. ليه رجعتها تاني.. ليه بتبعد عني يا عاصم
عاصم ازاي بعيد عنك و انا واقف جنبك اهو.
سارة عمرها ما
كانت بالمسافات يا عاصم... ياما ناس بيبقى في بينهم اميال و بحور و اقرب لبعض من جلدهم.. و ناس تانية زي حالتنا كدة... واقفين في وش بعض لكن بينهم مسافات مش عارفين يقربوها..
عاصم بيتهيألك.
سارة و بيتهيألي برضه اننا بعد ما كنا أصحاب و أكتر كمان نرجع تاني لنقطة الصفر... نرجع تاني أغراب.. بيتهيألي انك بتتجاهلني و حتى الرسايل اللي ببعتهالك على الواتس مابقاش ترد عليها.. دة عادي بالنسبة لك
عاصم اعطاها ظهره هربا منها لا أحنا طول عمرنا كدة.
سارة ذهبت لتقف أمامه و تواجهه لا ماتكدبش عليا ولا على نفسك.. إحنا عمرنا ما كنا كدة.. إحنا كنا أكتر من اصحاب.. احنا كنا....
ألجمها كبرياء الأنثى بداخلها عن أن تكمل جملتها... فقال هو هربا...
عاصم ياللا عشان نلحق طريقنا..
سارة طريقنا هو احنا لينا طريق واحد يا عاصم
لم يرد عليها او بالأحرى لم يعرف