دوائي الضرير
كيف او ماذا يمكنه ان يقول فتركها و ذهب.. أما عند آسر و هدى.. فقد كان يقف أمامها و هي تجلس بالسيارة بتعب...
آسر ها يا هدى.. بقيتي احسن
هدى اه الحمد لله..
آسرو جلس على ركبته حتى يصل لمستواها و أمسك يدها كدة يا هدى... كدة تخضيني عليكي بالشكل دة يا روحي.
هدىبخجل معلش.. ماكنش قصدي.. ڠصب عني.
آسر طيب لما انتي بتتعبي من السفر بالعربية ماقولتيش ليه كنا خدنا طيارة.
آسرضحك على غيرتها الجميلة هههههههههه... يا مچنونة.. و هو انا عندي اهم ولا اغلى منك اشغل بالي بيه..
هدى يا سلام ياخويا.
آسر وحياتك انتي ما عندي أغلى منك.. و لو سفري و فسحتي مش معاكي فأنا مش عايزها..
آسر طبعا يا قلب آسر.
هدى ربنا يخليك ليا.
آسر و يخليكي ليا.
إقترب منها عاصم هاربا من سارة التي لم يستطع أن يبقى معها لدقائق معدودة فشعر بالټهديد...
عاصم ها يا هدى.. خلاص بقيتي كويسة.. نتحرك.
هدى اه يا عاصم ياللا..
ثم انطلقو مرة أخرى لوجهتهم.. نامت هدى بجوار سارة من الارهاق.. و لم تنقطع نظرات سارة لعاصم عبر المرآة و لكنها تغيرة من نظرات حب باسمة إلى نظرات عتاب و لوم كانت تنحر قلب عاصم.. خاصة عندما كان يلاحظ دموعها التي كانت ټجرح روحه قبل وجنتيها.
فصل الثاني و العشرون...
و بعد مدة وجيزة وصل الجميع لمنزل آل جميل.. و ترجل الجميع و اتجهوا نحو البناية ليقابلهم حارس العقار المدعو أبو محمد.. رجل طاعن في السن لم يرحمه الزمن و قد ظهرت عليه علامات العمر بوضوح..
ابو محمد بترحاب شديد حمد على السلامة يا استاذ جميل.
ابو محمد من عنياثم رآى سارة و هو قد علم ما حدث عبر الهاتف عندما تركوا المنزل بشكل مفاجئ ست سارة الف حمد الله على سلامتك.
سارة الله يسلمك يا راجل يا طيب.. عامل ايه يا راجل يا عجوز انت.. دة انت طلعت عجوز بجد
ابو محمدضاحكا.. فهي قد اعتادت ان تقول له هذه الكلمة منذ ان عادت من أمريكا هههه.. و هو اني كنت ضحكت عليكي و قولتلك اني شاب.. ما اني عجوز..
آسر ما تياللا يا عمنا ولا هانقضيها رغي.
ابو محمد حالا اهو يا استاذ آسر.. مش كنت برحب بالدكتورة.
آسر اه ترحب بالدكتورة و تنسى الباشمهندس.. ماشي يا ابو محمد مش هانسهالك ابدا..
ابو محمد و انا اقدر برضك.. دة انت الخير و البركة..
و هم ان يحمل حقيبة من الحقائب و لكنها كانت ثقيلة فمنعه آسر ليعطيه أخرى اخف وژنا..
ابو محمددون نقاش حاضر يابني..
عاصم همس لآسر بعد ان رحل البواب يابني خلي عندك ډم الراجل كبير بجد و مش قادر يشيل حاجة..
آسر استنى بس و لما نطلع هافهمك.. و اتفضل انت بقى يا شاب يا صغير شيل معايا.
ساعده عاصم بالفعل ثم وصل الجميع الى شقة الاستاذ جميل و جلسوا ليرتاحو قليلا من السفر...
سعاد ياللا يا بنات.. ياللا عشان نجهز حاجة ناكلها..
عاصم ماتعمليش حسابنا أحنا يا مدام سعاد.. أحنا هانمشي... أحنا اطمنا عليكم خلاص..
جميل لا طبعا هانتغدى مع بعض.. دة انت راجل من بيت كرم و تعرف في الاصول.. ولا هاتكسر كلمتي و تكسفني
عاصم لا يا عمي طبعا ما عاش ولا كان اللي يكسر كلمتك ولا يكسفك.. بس اصل...
جميل قاطعه لا اصل ولا فصل.. أحنا يا عاصم خلاص بقينا اهل..
عاصم بس كدة هانتعب مدام سعاد معانا.
جميل ولا تعب ولا حاجة ماهي كدة كدة
كانت هاتعمل لنا اكل.. ولا كانت هاتسيبنا جعانين يعني.. ياللا يا ام آسر حضريلنا حاجة ناكلها.
سعاد حاضر يا جميل.. ثم نظرت بغيظ لعاصم الا قولي يا واد انت..
عاصمبدهشة شديدة واد
سعاد آه واد.. انت أكبر من آسر بقد إيه مش سنة و نص.. تبقى زيك زيه.. قولي بقى..
عاصمابتسم عندما علم مصدر عفوية سارة و آسر آمريني.
سعاد هو إيه حكاية مدام سعاد دي اللي انت ماسكلي فيها دي.. ها
عاصم اومال حضرتك عايزاني اقولك ايه
سعاد قولي يا طنط.
عاصمجحظت عيناه دهشة نعم هو مش أحنا كنا اتفقنا قبل كدة على مدام.. رجعتي في كلامك ليه تاني..
و لم تستطع الفتاتان كبح ضحكاتهما المجلجلتين.. فنهرتهما سعاد قائلة...
سعاد بتضحكو على إيه يا جزمة انتي و هي
سارة ههههههه... اصل انا مش متخيلة عاصم و هو بلبسه الصعيدي بقى و عبايته الصوف و العمة بتاعته و هو بيقولك يا طنط دي.. هايبقى شكله مسخرة.
جميل سارة عيب كدة.
عاصم سيبها يا عمي سيبها.. عادتها ولا هاتشتريها يعني..
هدىاكملت بضحك هههههه.. والله العيال يزفوك في البلد..
جميلضحك برزانة بصراحة يابني معاهم حق.
عاصملسعاد يعني حضرتك عاجبك كدة.. و كل دة و انا لسة ما قولتهاش.. اومال لو قولتها بقى هايحصل ايه
آسر ههههههههه.. هو أكيد اللي هايحصل مش هايكون خير..
سعادنهرتهم جميعا بس أنت كمان.. و انتي و هي حسابكم معايا بعدين..لعاصم بس برضه انا مش بالعة كلمة مدام دي..
عاصم طيب اقولك إيه بس
سعاد قولي يا ماما.. كلهم بيقولولي يا ماما و هدى كمان و انت زيهم.. قولي يا ماما..
عاصمابتسم بحب و قبل يدها بإحترام حاضر يا أمي..
سعاد ربنا يخليك ليا يا حبيبي..
آسر إيه الجو دة.. اللي عمرك ما قولتيلي يا حبيبي دي
سعاد طيب هو باس ايدي انت بوست ايدي
آسر بس كدةمقبلا يدها ادي ايدكثم رأسها و ادي راسك كمان.
سعاد ربنا يخليكم كلكم ليا و يسعدكم يارب.. ياللا يا بنات بقى نروح نعمل حاجة ناكلها.
ذهبت الفتاتان بصحبة سعاد الى المطبخ لإعداد الطعام و جلس عاصم بصحبة آسر و جميل...
آسر منور يا ابو نسب.
عاصم بنورك.. بس بجد انا عاتب عليك.
آسر ليه بس
عاصم عشان خليت ابو محمد يشيل الشنطة.. يابني دة راجل كبير مش مفروض تعامله كدة.
آسر يا بني انت مش فاهم حاجة.
عاصم طيب ما تقولي في ايه
جميل انا اقولك يا عاصم.. ابو محمد أحنا اتعرفنا عليه من يجي خمس سنين لما جينا نشتري الشقة هنا قبل ما نسافر امريكا.. كان راجل طيب و بيسمع الكلام.. محترم و مش طماع..
لما كنا نجيب حاجة كان يصر انه يشيلها و انا و آسر كنا نرفض طبعا.. دة راجل أكبر مني انا شخصيا.. لحد ما في يوم كان مصر انه يشيل شنط مع آسر كان جايبها من السوبر ماركت..
و لما آسر رفض لقيناه بيبكي و لما سألناه ليه كل دة..
قال انه خلاص كبر و مابقاش ليه لازمة و ان ماحدش بقى محتاج خدماته.. فقلنا ان اننا نساعده بس بطريقة احسن شوية.. بقينا نخليه يساعدنا هنا في اي حاجة بسيطة.. يشيل شنطة خفيفة.. يشتريلنا حاجة من السوبر ماركت يعني عشان مايزعلش بس.
عاصم آه دة انا كنت فاهم غلط.. عشان كدة يا آسر اديتله شنطة غير اللي مسكها..
آسر ايوة... اديتله شنطة اخف.
لم يعلق عاصم و لكنهم انتقلو إلى الحديث في مواضيع أخرى...
على الجانب الآخر كانت الفتاتان تساعدان سعاد في تحضير الطعام.. او تتظاهران بذلك أثناء مراقبة كل منهما لحبيبها عبر ذلك المطبخ المفتوح ذو الطابع الامريكي..
سارة شايفة يا بت انتي اخوكي و عمايله.. بيعاملني معاملة مراة الاب..
هدى ولا اخوكي انتي.. قمر ېخرب بيته..
سارة ېخرب بيتك انتي.. ما تركزي معايا شوية.. عايزين نشوف حل فيه سي عاصم دة..
هدى حل إيه.. هو مافيش غير حل واحد ينفع معاه..
سارة إيه هو يا فصيحة..
هدى الھجوم.. احسن طريقة هي الھجوم المباشر بكل اسلحتك كمان..
سارة ازاي
هدى و انا اللي هاقولك برضه
سارةبتفكير خلاص يبقى استعنا على الشقا بالله.
سعادتدخلت لتقف بينهما افهم بقى بتتودودو في إيه انتي و هي.
سارة سلامتك يا قمر.. ادينا معاكي اهو.. عايزانا نعمل ايه
و بدأو في تجهيز الطعام و بعد ان انتهوا توجهوا الى غرفة الطعام ليتناولو طعامهم... و لم تنقطع نظرات الحب الشقية بين آسر و هدى.. و نظرات التحدي من سارة و الهروب من عاصم...
و بعد ان انتهوا من طعامهم... تطوعت سارة لعمل المشروبات و احضرتها...
سارة و ادي احلى شاي من ايدي كمان.. عدو الجمال بقى...
جميل تسلم ايدك يا روح قلب بابا.. وحشني اوي الشاي بتاعك يا سو يا قمر انتي.
سارة بألف هنا يا احلى بابا... إيه دة اومال فين عاصم
هدى جاله تليفون مهم و دخل البلكونة.
سارةحملت كوبا من الشاي طيب هادخل له الشاي عشان يشربه قبل ما يبرد..
اتجهت سارة الي الشرفة لتقف متأملة فيه.. كان يقف معطيا لها ظهره واضعا يده في جيب بنطاله
و ممسكا بالهاتف فوق اذنه باليد الأخرى..
يتكلم بمتتهى الثقة و الحزم.. فقد رأت حزمه مع العاملين و الفلاحين في بلدته و لكنه يختلف تماما عن ذلك الشخص الذي يقف أمامها... فقد كانت مبىته أكثر حسما و حزما و ثقة.. ابهرتها طلته الخاطفة التي جمدت قدميها مكانهما تتأمله.
انهى اتصاله و الټفت ليخرج و لكنه تفاجئ بها تقف خلفه دون ادنى صوت منها.. فوقف ساكنا هو أيضا يفكر في طريقة للهرب و لكن زهنه لم يسعفه فوقف ساكنا..
لتدخل سارة لتقف امامه و تعطيه الكوب...
سارة الشاي.
عاصم و هو يمد يده لياخذ منها كويس الشاي تعبتي نفسك ليه.. انا كنت خارج اهو.
سارة تعبك راحة.. خفت احسن يبرد و انا عارفة انك بتحبه سخن.. صح
سألته بإهتمام و نبرة هامسة خرجت مباشرة من بين لتستقر بداخل صدره.. تماسك بشكل جيد و استطاع ان يخفي ثورة مشاعره خلف قناع اللامبالاة الذي احكمه على ملامح وجهه...
عاصمبتلعثم صح.. مش.. مش ياللا نخرج لهم.
سارة ممكن نقعد مع بعض شوية.
عاصم بتهرب لا.. ماهو.. مش هاينفع... مايصحش.
سارة برجاء عشان خاطري... خمس دقايق بس.
لم يقدر ان يرفض رجائها و هي تطلب منه من أجل خاطرها الذي ېخاف عليه أكثر من حياته هو شخصيا.. فإستدار لينظر إلى الشارع الهاديء دون ان يرد واضعا الكوب فوق سور الشرفة..
فتقدمت و وقفت بجانبه هي و لكنها كانت تنظر اليه بشوق اخترق مسام جلده رغما عنه...
سارة عامل ايه يا عاصم!!
عاصمو لم يتحرك كويس.
سارة هو.. هو انت زعلان مني في حاجة.
عاصمنظر لها بإهتمام لا خالص.. مش