دوائي الضرير
زعلان منك ولا حاجة.. ليه بتقولي كدة
سارةفركت اناملها بخجل اصلك من ساعة ما انا كنت في المستشفى و انت مابقتش تكلمني خالص.. يعني من ساعة ما فوقت ماجتليش ولا مرة تطمن عليا ولا كلمتني حتى في التليفون.. برغم اني كلمتك كتير و ماكنتش بترد عليا ولا بترد على رسايل الواتس بتاعتي... ليه يا عاصم حصل إيه
و ارجوك رد عليا المرة دي بصراحة من غير هروب.. انا سألتك كتير لكن انت لحد دلوقتي ماردتش عليا رد مقنع..
سارةبحزن مشغول عني
عاصملنفسه عمري ما اقدر انشغل عنك ابدا... انا ممكن انشغل عن الدنيا كلها و ماتشغلش عنك انتي يا اغلى حاجة في عمري كله.
سارةافاقته من شروده مابتردش ليه
عاصم عاد بنظره إلى الشارع ابدا.. هاقول ايه
سارة اي حاجة يا عاصم... قول اي حاجة.. انت ماكنتش بتبطل كلام معايا.. إيه اللي اتغير ولا انت صدقت كلام كريم اللي قاله عليا..
سارة تجاهلت غيرته و سألته پخوف صدقت كلامه يا عاصم
عاصم نظر لها بإستنكار كلام إيه اللي صدقته
سارةبصوت جاهدت ليخرج من حنجرتها الجافة اني.. اني يعني كنت بساومه.. و اني انا اللي قولتله يجيلي اوضتي.. و اني.....
عاصم قاطعها پغضب لم يصل لمن بالخارج بس بس... اسكتي.
سارةو بدأت تتجمع الدموع في عينيها تبقى صدقته.. صدقته و عشان كدة انت مابقتش تكلمني خالص..
ثم اقتربت منه حتى اصبح الفاصل بينهما خطوة واحدة و قالت بدفاع عن نفسها...
سارة صدقني يا عاصم انا عمري ما عملت كدة ولا عمري فكرت حتى اني اتخطى حدودي معاه ولا مع اي حد.. صدقني يا عاصم انا...
انارت كلمته نورا في قلبها الذي اظلم من خۏفها و اقتربت منه تلك الخطوة الفاصلة....
سارةابتسمت بأمل صحيح يا عاصم.. انت مصدقني..
عاصم طبعا مصدقك.. انتي مش ممكن تعملي كدة و انا مش عيل صغير عشان اصدق أي كلمة تتقال لي.. خصوصا لو من كلب زي كريم دة.
عاصماعطاه ظهره لا ابدا ماحصلش.. بيتهيألك بس..
لم تجد بدا من المواجهة فاستدارت لتقف امامه بقوة لم تعلم من اين دبت بداخلها..
سارةنظرت في عينيه بقوة حتى لا يحيد بعيد عنها لا حصل... انت حتى مابقتش تبص في عنيا.. في إيه يا عاصم.. إيه اللي حصل..
و ..
كان جميل و دافي... حسيت و كأنك كنت عايز تخبيني جوة قلبك عشان مابعدش عنك ابدا... او عشان ماحدش يقدر ياخدني منك او يبعدني عنك تاني..
معقولة.. معقولة يكون كل دة كان وهم.. كل دة كان خيال في دماغي..
بس لا مستحيل.. كلامك ليا كان كله حب كان كله... كله...
لم تجد ما يمكنها
ان تكمل له جملتها حتى تصف حقيقة مشاعرها بقربه.. فسألته برجاء..
سارة رد عليا يا عاصم.. ارجوك ماتسكتش..
عاصم پألم لم تلاحظه هي نظرا لما تشعر هي به من حريق بقلبها ماعنديش حاجة اقولها.
سارةو زادت صډمتها عن الحد المعقول يعني ايه يعني كنت بتضحك عليا مثلا.. بتتسلى بالدكتورة العامية اللي عائشة معاك في بيت واحد.
عاصم پصدمة انا يا سارة.. انا بلعب بيكي.
سارةبحيرة اومال إيه.. قولي تصرفاتك دي معناها ايه
عاصمعاد لجموده قبل ان ينهار أمام توسلاتها يعني حمد الله على سلامتك يا دكتورة سارة انك خفيتي و نظرك رجعلك.. و انك خلاص رجعتي بيتك.. و لينا شرف نسب عيلة زي عيلتكم لما آسر خطب هدى..
يعني أحنا دلوقتي نسايب و عيلة واحدة.. و بس.. عن اذنك انا لازم امشي..
صډمتها من حديثه البارد الموجع اخرستها و جمدتها في مكانها بلا حراك و كأنها قد أصبحت تمثالا حجريا.. ظلت تفكر في معنى حديثه و الذي لم يكن يعني سوى شيئا واحد و هو البعد.. البعد فقط..
لم تفيق سوى على صوت الباب و هو يغلقه خلفه بعد ان استأذن هو و شقيقته ليرحلا...
خرجت هي بعد ذلك لتتجه نحو غرفتها بعد ان قالت لأهلها انها تريد ان تنام حتى ترتاح من تعب السفر.. و تبدأ وصلة بكاء لم تعهدها قبلا... فهي لم تشعر بهذا الكم من ۏجع الكرامة أو ۏجع القلب من قبل...
وظلت تسأل نفسها هل عاصم من نفس نوع كريم و انه استطاع ان يخدعها.. فهل كانت بالنسبة له مجرد تسلية وقتية و عندما حان وقت رحيلها رحل حبه أيضا..
و عند هذه النقطة شعرت پألم قلبها يزداد و يزداد فوضعت يدها فوق موضع قلبها حتى تهديء وجعه قليلا...
و قضت ليلتها كلها باكية....
أما عاصم
فلم ينطق بحرف واحد نظرا لما شعر به من حيرة و حزن عندما رآى دموعها الحبيسة لأول مرة... و لم يستطع تحمل كون حزنها و دموعها بسببه هو.. فبدلا من أن يسعدها و يعمل كل ما بوسعه ليفرحها بل كان سبب تعاستها..
وصل بصحبة شقيقته إلى ڤيلتهم التي تقع في أحد أرقى أحياء مدينة السادس من أكتوبر.. دخلا إلى داخل المنزل لتتنهد هدى بحنين.. فقد كانت تقضي أيام دراستها هنا...
هدى ياااااه... ماتتصورش البيت هنا كان واحشني قد إيه يا عاصم..
لم يجيبها من الأصل فبمجرد ما دخل قام بقڈف مفاتيحه بإهمال على الطاولة و ألقى بجسده بإهمال فوق الأريكة... لاحظت هدى صمته و ملامح التعب و الحزن على وجهه.. فجلست بجانبه ثم وضعت يدها على ساقه بدعم...
هدى مالك يا عاصم.. ساكت ليه
عاصم إيه يا هدى.. انتي بتكلميني
هدى بكلمك يا حبيبي بس شكل بالك مشغول و ماسمعتنيش.. مالك في ايه
عاصم ولا حاجة سلامتك..
هدى لحد امتى بس هاتفضل كدة
عاصم قصدك ايه
هدى قصدي انت فاهمه كويس.. قصدي سارة .
عاصم مالها سارة
هدى انت فاهم انا اقصد إيه.
وقف پغضب و كاد ان ينفجر فيها فسألها بملل او قسۏة...
عاصم يووووه.. انتي هاتعملي زيها.. مالها سارة.. و انا مالي بيها.. الدكتورة بتاعتك.. حصل موقف ما و جبتلها حقها.. مطلوب مني إيه تاني..
انتو ليه متخيلين اني جبت لها حقها عشان في بيني و بينها حاجة.. و انتي اكتر واحدة عارفة اني كنت هاعمل كدة لو كريم دة كان هبب اللي هببه دة مع اي واحدة غيرها.. حتى لو من البنات اللي شغالين في البيت.
يبقى في إيه بقى
هدى مافيش يا عاصم.. بس أنت بجد عايز تقنعني إن مافيش جواك اي مشاعر ناحية سارة ابدا..
عاصمبتهرب لا طبعا.. مافيش.. سارة بالنسبة لي كانت الدكتورة بتاعتك.. و حاليا هي اخت خطيبك.. بس.
هدى متأكد
عاصم ايوة يا هدى متأكد.
هدى اللي يريحك يا عاصم..
عاصم انا هاطلع انام..
هدى مش هاتتعشى
عاصم ماليش نفس.. لو انتي عايزة حاجة الشغالين جوة.. انا خليتهم يجو لما عرفت ان أحنا جايين.. اطلبي منهم اللي انتي عايزاه.. تصبحي على خير..
لم ينتظر ردها فقلبه لم يعد يتحمل اي جدال ولا نقاش.. وصل إلى غرفته ليلقي بجسده على الفراش بتعب قلبه اولا ثم جسده.. و لم تفارق صورتها مخيلته.. بل ظل يتذكر كل ذكرى بينهما طوال الليل حتى غفا أخيرا بقلب مثقل بالهموم...
أما هدى..
حاولت كثيرا الاتصال بسارة حتى تطمئن عليها و لكنها لم تتلقى اي رد منها مما زاد قلقها على صديقتها.. و راحت تجيب على هاتفها عندما وجدت آسر يتصل بها..
هدى الو..
آسر حبيبي اللي واحشني.. عاملة إيه يا قلبي.. اوعي تكوني نمتي
هدى لا طبعا.. انام ازاي قبل ما اكلمك..
آسر قلبي يا ناس.. أخبارك إيه بقى قوليلي..
هدى انا كويسة.. هي سارة فين
آسر في اوضتها.. دخلت تنام اول ما انتو مشيتو.. ليه عاوزاها في حاجة
هدى بتردد لا.. مافيش بس اصلي برن عليها مش بترد.. فقلقت عليها بس.
آسر لا تلاقينا نامت بس و هي لما بتنام بتعمل تليفونها صامت.
هدى متأكد احسن تكون تعبانة ولا حاجة
آسر انتي
هاتقلقيني ليه بس.
هدى طيب بص.. قوم اتطمن عليها و ارجع كلمني.. انا كدة كدة سهرانه مش هانام..
آسر بحبك على فكرة.
هدىخجلت من كلمته المفاجئة طيب.. طيب قوم بس شوف سارة و تعالى بسرعة.
آسر ماشي.. بس لما ارجع هاسمعها يعني هاسمعها.. مش هاتهربي مني تاني.
هدى طيب سلام دلوقتي..
انهى آسر معها مكالمته ثم اتجه بالفعل لغرفة شقيقته و طرق الباب عدة طرقات خفيفة ثم انتظر ردها...
أما سارة.. فقد كانت غارقة في دموعها تبكي حبها الأول و الوحيد حتى سمعت صوت الباب.. حاولت مسح دموعها و التماسك و ردت بصوت مرتعش....
سارة ايوة مين..
آسر دة انا يا سو... انتي لسة صاحية
سارة لا يا آسر انا هانام اهو.. عايز حاجة
آسر طيب ممكن ادخل اتكلم معاكي شوية.
سارةمسحت دموعها و تماسكت سريعا ادخل يا آسر.
آسر بعد ان دخل سرسور القمر.. انتي لسة صاحية ولا إيه.. دة انا قولت انتي نايمة من بدري..
سارة لا كنت لسة هانام اهو.. كنت عايز حاجة
آسر سلامتك يا قلبي.. و لما انتي لسة صاحية قاعدة في الضلمة دي كدة ليه..
سارة مافيش بس مش محتاجة النور... قلت كفاية الاباجورة الصغيرة دي.. او يمكن انا اللي اخدت على الضلمة..
شعر بالحزن في صوتها فاقترب منها و جلس امامها على الفراش و سألها بأهتمام و ترقب...
آسر مالك يا سارة.. في إيه
لم تستطع هي ان تكمل تمثيلها بأنها بخير اكثر من ذلك.. فانطلق بكائها المر بصوت مزق نياط قلب آسر.. إرتمت بين ..
آسر مالك يا سارة.. بټعيطي كدة ليه إيه اللي حصل
سارة انا زعلانة اوي يا آسر.. اوي.
آسر و قد فهم ما بها عاصم برضه
سارةخرجت من و لكن لم تبتعد انا مش عارفة إيه اللي حصل.. أحنا لحد اخر لحظة كنا كويسين جدا.. كان بيتفق معايا عشان يكلم بابا في كتب كتابك انت و هدى عشان يحدد معاد معاه و يجو هنا يخطبوني..
و فجأة لما حصل اللي حصل و فوقت في المستشفى لقيت بني ادم تاني مختلف تماما عن اللي كان معايا قبل كدة..
انا تخيلت انه مش هايسيبني لحظة واحدة.. و لما حد يسأله ليه هايرد يقوله انه هايتجوزني..
بس لقيته عمل العكس خالص.. لا جه يكلمني ولا بقى