رواية بقلم سارة
اغلقت اضائه الغرفه سريعا ولكنها استمعت لصوت طرقات على الباب وصوته يقول
مهيره انت صاحيه ممكن ادخل
انارت الغرفه من جديد وفتحت الباب لتجده يبتسم وهو يقول مباشره
حذيفه كلمنى
أواب تعب جدا وراح بيه على المستشفى وانت عارفه هو متعلق بجودى ازاى فأختها معايا
شهقت بصوت عالى وهى تسأل
حصله ايه ... وبقا كويس ولا لا
زعل شويه فحصلتله شويه تشنجات .... انت عارفه ظروفه .... بس هو كويس دلوقتى
صمت قليلا ثم قال
جودى وافقت على حذيفه ... بعد ما أواب طلب منها انها تكون مامته .
ضحكت قليلا وهى تقول
يعنى عايز تفهمنى انها وافقت علشان أواب بس
نظر لها بتمعن وهو يعرف حاجبه الايسر قائلا
تفتكرى فى حاجه تانيه يا انسه مهيره
على الرغم من ان كلمه انسه دى جارحه لرجولتى بس هى الحقيقه فى الاول وفى الاخر .... يلا هنقول ايه ربنا يصبرنى
ثم دفعها برفق من كتفها وهو يقول
يلا يا بنت الناس ادخلى واقفلى الباب علشان الشيطان بيلعب فى دماغى دلوقتى .... تصبحى على خير
واغلق الباب وهو يتنهد بصوت عالى وهو يستمع لصوت ضحكتها .
القا الزجاجه من النافذه وقاد السياره بسرعه عاليه كان يرى كل ما حدث معه ضړب اخيها له كلمات رئيس الجامعه .. ضحك زملائه ولومه واخيرا فصله من الجامعه وضياع مستقبله كان يمر بين السيارات لا يرى امامه سوى تلك الفتاه التى ډمرت كل شيء هى المسؤله عن ما هو عليه .... هو حازم العامرى كل الكون تحت قدميه تأتى فتاه رخيصه مثلها وتسخر منه وتاخذ منه كل شيء كانت قدمه تضغط على دواسه البنزين ليذيد من سرعته .... كان يتحرك سريعا فى محاوله لتفادى السياره التى امامه ليجد ضوء ساطع ضړب عينيه لم يعد يرى شيء و بعدها وفى لمح البصر كان كل شيء قد انتهى
امسكت الهاتف ووضعته على اذنها دون ان ترى الاسم وقالت بعصبيه قليله
نعم
ضحك بصوت عالى على نبره صوتها الحانقه يعلم انها نائمه وليس لديها محاضرات صباحيه ولكنه اراد ان يسعدها بشكل مختلف وان يقوم بتنفيذ خطته
اصحى يا كسلانه انا جعان وعايز افطر .
قطبت جبيبنها وهى تحاول استيعاب نبرته المرحه التى اشتاقت لها فقالت
طيب هو حد قالك
ان هنا مطعم حضرتك .... النمره غلط يا فندم .
ضحك بصوت عالى وهو يقول
طيب اصحى علشان نروح المطعم الى بجد نفطر عشر دقايق فاهمه عشر دقايق وتكونى قدامى .
واغلق الهاتف وهو يبتسم ولكنه تذكر انها من ستمر عليه لا هو .... نغذه قلبه كل شيء يعتمد عليها هى من المفروض ان يذهب هو اليها لا العكس
زهره تستحق المحاوله .... وتستحق ان احاول بكل طاقتى ...... لازم استحمل اى حاجه علشانها .
كان جالس فى المطعم الخاص بالفندق يتناول افطاره يفكر انه حضر الى هنا كى يهرب من الشهاوى وما تم بينهم .. ومن زواجه من ندى لكن بعد ذلك الټهديد الذى وصله امس اتصل برجله بالقاهره ليصل لسفيان و يخبره بكل شيء وها هو ينتظر الرد لا حو له ولا قوه .... يشعر بالعجز راجى الكاشف ينتظر من ينجده ويحل له مشاكله
كان الشهاوى يجلس فى غرفه مكتبه يتكلم عبر الهاتف وكان يضحك بصوت عالى وهو يقول لمحدثه
خلاص نهايته قربت
صمت لثوان ثم قال
بنتوا متهمنيش فى حاجه بعد ما رماها للبودى جارد بتاعه
استمع الى محدثه بتركيز ثم قال
اكيد طبعا .... هيرجع ويبوس الايادى كمان .... وهيتجوز ندى ڠصب عنه ..... والباقى عليك
اغلق الهاتف ثم نظر امامه وعلى وجه ابتسامه انتصار لقد حقق حلمه الكبير بالقضاء على راجى الكاشف الرمز الكبير الذى لا ينكسر الان هو فى قبضه يده كانت ندى الكاشف تنظر اليه بتركيز تحاول معرفه ما حدث
وترجمت حيرتها فى سؤالها
هتقولى ايه الى حصل ولا لسه فى اسرار
ضحك بصوت عالى وقال
خلاص كل حاجه هتم زى ما احنى عايزين
وخلال يومين هتلاقى راجى تحت رجليكى بيترجاكى تقبلى تتجوزيه
كانت ملامح ندى الشهاوى يكسوها الانتصار والسعاده
كانت مريم تجلس فى مكانها المعتاد حين استمعت لطرقات على الباب ليست طرقات عادل هى تحفظها عن ظهر قلب وقفت على قدميها و تحركت فى اتجاه الباب وفتحته لتفاجئ بوجه خديجه
قطبت جبينها وهى تسالها باهتمام وقلق
خديجه انتوا كويسين فى حاجه حصلت
رجعت خديجه خطوه للخلف وهى تهز راسها بنعم
فتنهدت مريم برتياح ولكن كلمات خديجه قبضت قلبها
للدرجه دى مجيتى ليكى تقلق
لوت مريم فمها وهى تقول
بالعكس بس دى اول مره يا خديجه هو انت ناسيه انك مقطعانى و مبتبصيش فوشى مش بس مش بتكلمينى
نكست خديجه رأسها وقالت
معاكى حق ... طيب ممكن ادخل عايزه اتكلم معاكى فى موضوع
تحركت مريم خطوه واحده لتستطيع خديجه المرور ثم اغلقت الباب وقالت
تشربى ايه يا خديجه .
نظرت لها وكأنها لم تتوقع ذلك السؤال
فقالت لها
وهتضيفينى كمان .... بعد كل الى عملته فيكى يا مريم
ابتسمت مريم بشجن ثم قالت بحب حقيقى
عامله عصير برتقال هجيبه واجى .
ظلت خديجه تنظر حولها لتلك الشقه البسيطه التى تبتعد عن كل مباهج الحياه مجرد الاساسيات لا اكثر تذكرت وقت اخبار عادل لها انه قرر الزواج من مريم وانه يسكنها فى الشقه الصغيره بالدور الاول ..... ووقتها بيوم واحد كان قد فرشها وانتهى .... كانت تغلى غيظا كانت تفكر انه اتى لها بكل شيء وكل تلك السنون لم تدخل تلك الشقه غير الليله التى اتت بها مهيره وكانت الصدمه من بساطه الشقه وافتقادها الكثير من الرفاهيات عادت من شرودها على جلوس مريم امامها بعد ان وضعت كوبى العصير على الطاوله
ابتسمت مريم وهى تقول
مريم الصغيره فين
شربت القليل من كوب العصير وهى تجيب
نايمه ... مش ملاحظه الهدوء الى فى البيت
ضحكت مريم وهى تقول
كان حلم انه يكون عندك ولاد ولما ربنا رزقك هتتبترى .
ضحكت خديجه وقالت
معاكى حق سنين بحلم بظفر عيل .... يلا الحمد لله
صمتت قليلا ثم قالت
اسمعينى يا مريم من غير ما تقطعينى
ظلت مريم تنظر اليها بصمت وهى تتذكر كلمات عادل لها بعد مغادرة مهيره وزوجها
بموافقه خديجه على جعل زواجهم حقيقه حينها لم تصدقه رغم معرفتها الجيده والواثقه ان عادل لا ېكذب ابدا مهما كان السبب ولكنها رفضت حتى تشعر من خديجه بالقبول وهو احترم ذلك لمعرفته لها جيدا ولان وجودها بحياته كان اكبر معجزه .
افاقت من شرودها على صوت خديجه وهى تقول
انا عمرى ما حبيتك من قبل ما اقبلك وتتجوزى عادل لانه مكنش شايفنى انت الى فى بالو وخيالو وقلبو وعقلو .... كان معايا بجسمه لكن كل ذره فيه كانت ملكك انت ..... فعلشان كده مقدرتش كنت فاكره كده بحافظ على كرامتي وبخليه ليا انا بس لكن انا كنت غبيه ..... عمر عادل مكان ليا عادل ليكى انت وبس من يوم ما وعى على الدنيا .... وانا سألت شيخ وقالى ان كده عادل عند ربنا ظالم لانه مانع عنك حقك علشان يرضينى وانه يوم القيامه هيقف قدام ربنا ونصه مايل ... وانا بحب عادل اوى يا مريم ومحبش انه يكون ظالم ولا ان ربنا يغضب عليه .... وكمان هو نفسه فى قربك يا مريم ... وانا ... انا ... موافقه
وتركت الكوب على الطاوله وغادرت سريعا ولكنها وقفت عند الباب وقالت
انا مش ملاك انا بشړ وهفضل اكرهك .... بس استعدى النهارده عادل هيبات عندك .... و جهذي عشا كويس .
وتركتها وغادرت ودموعها ټغرق وجهها ومريم تشاركها الدموع
.... الفصل الثلاثون .
ذهبت زهره الى والدها واخذت الاذن منه للذهاب لصهيب و من الواضح كان لديه خبر مسبق ولكنها طلبت منه السياره فوافق ايضا دون شروط
فى خلال دقائق كانت تركن السياره اسفل بيت عمها وهى تشعر بسعاده كبيره انها المره الاولى لصهيب منذ اكثر من اربع سنوات اعتزل فيهم العالم اجمع صعدت السلم سريعا لتقف امام الباب وقبل ان تطرقه استمعت لما جعلها فى حاله زهول هل ما تسمعه الان حقيقى .
سمح الطبيب لاواب بالخروج من المشفى بعد اطمئنانه عليه ... واوصى
بالاهتمام بالوصفات الطبيه ... وايضا تجنب كل ما هو مقلق ومحزن كان حذيفه فى قمه سعادته بعوده ابنه اليه سالما يشعر دائما ان أواب هو علامه من الله برضاه عليه .... غير انه متعلق به بشكل مرضى فهو عائلته الوحيده وتميمه الحظ الخاصه به ... فرحه قلبه الاولى
نظر الى طفله الجالس بحانبه وقال
وحشتني جدا يا صاحبى
ضحك أواب بصوت عالى وقال
ليه هو انا كنت مسافر .
ابتسم حذيفه ليجيبه قائلا
لا بس كنت خاېف انك تسبنى وتسافر
اجابه الطفل قائلا
اكيد فى يوم هسيبك واسافر على فكره
وكأن يد من حديد قبضت على قلبه فتوقف عن العمل ... كلماته البسيطه المؤلمھ جعلته يشعر بالألم الشديد ... ولكنه حاول تجاهل ذلك قائلا بمرح مصتنع
على فكره دى بتاعتى انا ... بلاش تقلدنى على فكره
ضحك أواب ولكنه وكالعاده اجابته دائما اكبر بكثير من سنه
لازم الابن يمشى على نفس خطوات ابوه
نظر اليه حذيفه بحب حقيقى وابتسم بسعاده لعوده روحه من جديد للحياه .
كانت جالسه امام امها منكسه الرأس لا تعلم كيف تخبرها عن موافقتها على حذيفه كان عقلها يعمل بكل الاتجاهات ولا تجد طريقه لاخبارها فقررت ان اقصر الطرق بين نقطتين الخط المستقيم سوف تقص عليها كل ما حدث امس دون رتوش
رفعت نظرها اليها لتجد امها تنظر لها بتمعن صامت فقصت عليها كل ما صار كانت تشاهد كل انفعالات والدتها التى تظهر على وجهها مع كل كلمه تحاول تخمين رده فعلها ولكنها لم تستطع انهت كلماتها بانها وافقت على الزواج من حذيفه من اجل أواب فقط
ابتسمت السيده نوال وهى ترفع حاجبها الايسر قائله
يعنى انت قررتى تكونى بيبى ستر لاواب فوفقتى تتجوزى حذيفه
تحولت نظرات جودى للڠضب من استخفاف امها من كلماتها وقالت
مش شرط كل اتنين يتجوزوا علشان بيحبوا بعض فى اسباب تانيه كتير على فكره
لوت السيده نوال فمها باستهزاء وهى تقول
تعرفى ان هو كمان بينهى معظم كلامه بعلى فكره ...... زيك .
صډمه هى اقل ما يقال عن ملامح جودى الان انها فى حاله صډمه ولكن امها لم ترحمها فاكملت قائله
ولا انت الى زيه .
حركه عينيها هى كل ما يدل على ان تلك